جمعية أعمال للتنمية الأسرية وجمعية الزهايمر يوقعان اتفاقية شراكة مجتمعية
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
سعيا لتحقيق التطلعات والطموحات المجتمعية، ودعما لأهداف التنمية المستدامة، ونشرا للوعي الصحي، بين أفراد المجتمع التي تستهدفها الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر وإيماناً بأهمية المشاركة المجتمعية، تُعقد الشراكات بين القطاعين العام والخاص تحقيقا لمستهدفات رؤية 2030 ، تمَّ توقيع اتفاقية في يوم الثلاثاء الماضي في المقر الرئيسي للجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر، وهي اتفاقية شراكة مجتمعية ، حيث مثَّل الاتفاقية رئيس مجلس الإدارة سمو الأميرة مضاوي بنت محمد بن عبدالله بن عبد الرحمن آل سعود، وسعادة الشيخ عبدالرزاق القشعمي الأمين العام لجمعية أعمال للتنمية الأسرية.
وتهدف الاتفاقية إلى إطلاق مبادرة خيرية في مجال تمكين، وتنمية أفراد الأسر، وذلك لتقديم ورش توعوية من خلال حملات، وجهود تثقيفية إعلامية مشتركة في الشهر العالمي للزهايمر ،واليوم العالمي للتطوع، والإمداد بقاعدة بيانات لأسر من مرض الزهايمر للمستحقين، و تقديم اللازم لهم التدريب، والتأهيل لأبناء أسر مرضى الزهايمر ، وذلك عن طريق الدورات التدريبية لتطوير مهاراتهم، ولتأهيلهم لسوق العمل. بالإضافة إلى تمويل أصحاب المشاريع الصغيرة، من أسر مرضى الزهايمر الراغبين في الحصول على قروض حسنة للانطلاق بمشاريعهم من خلال عدد من الاشتراطات اللازمة التي تساهم في نجاح المشروع واستدامته، والتدريب الحرفي والمهني لأسر مرضى الزهايمر، مثل الخياطة وفن التصوير ، وصناعة العطور وصيانة الجوالات، وتنسيق الزهور التي تؤهلهم للدخول في سوق العمل، من خلال هذه البرامج، وإمكانية الاستفادة من المعامل الإنتاجية التابعة للجمعية، وفق المتاح، وبما يتناسب مع حاجة المستفيد لما توليه جمعية أعمال من اهتمام ملحوظ ولتنمية بشرية تدريبية.
كما يتقدم المجلس بالشكر الجزيل لجمعية أعمال للتنمية الأسرية لمبادرتهم ومساعيهم في التنمية في المجتمع، وأثر ذلك على كافة الأصعدة.
الجدير بالذكر أن الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر تولي أهمية كبيرة للمسؤولية الاجتماعية، ونشر كل ما من شأنه الارتقاء بالخدمات الاجتماعية، وجودة الحياة ومواجهة التحديات، كما أن الجمعية لديها حتى الآن عدد 49 اتفاقية استراتيجية تقدم خدماتها للمرضى وذويهم وتفعيل من خلالها أهدافها الرئيسية التي تتمحور، برفع الوعي الصحي، والاجتماعي بمرض الزهايمر، وتقديم الدعم، والمساندة للمرضى وذويهم، وتفعيل الشراكات الاستراتيجية مع القطاعات الصحية الرسمية، والخيرية، والطبية، والعلمية والبحثية، الأكاديمية، والتقنية، والإعلامية، ومؤسسات القطاع الخاص، ودعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بالمرض، والتعاون مع الجمعيات الإقليمية، والدولية من أجل تطوير الخدمات المقدمة من قبل الجمعية للمرضى، ومواكبة المستجدات العلمية، والتطورات البحثية من قبل المؤسسات الطبية والعلمية في الداخل والخارج.
لمزيد من استفساراتكم يمكنكم التواصل على هاتف 0112143838/ 0114100112 حسابات التواصل الاجتماعي منصة أكس- انسقرام- فيس بوك –سناب شات @Saudialzheimer
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
سلسلة تصنيع سيارة كهربائية خلال 4 ساعات.. نموذج للتنمية الإقليمية المنسقة في الصين
ليانغ سوو لي
إعلامية صينية
في منطقة دلتا نهر اليانغتسي بشرق الصين، يمكن تجميع أكثر من عشرة آلاف قطعة غيار لإنتاج سيارة كهربائية خلال أربع ساعات فقط، مما يتيح تصنيعًا متكاملًا وسريعًا من المكونات إلى التجميع النهائي. هذا الإنجاز الصناعي يعكس التطبيق العميق لمفهوم التنمية الإقليمية المنسقة في الصين، ويُجسد بشكل مباشر كفاءة النظام الصيني.
نظرًا لاتساع مساحة الصين وتنوع الموارد بين أقاليمها، فإن تحقيق التنمية عالية الجودة يتطلب رؤية وطنية شاملة، وتعزيز التدفق الحر لعوامل الإنتاج، وتكامل المزايا النسبية بين المناطق.
وخلال السنوات الأخيرة، تسارعت الجهود لتحقيق التكامل الإقليمي في مشاريع كبرى مثل التعاون بين بكين وتيانجين وخبي، والتكامل في دلتا نهر اليانغتسي، وتطوير منطقة الخليج الكبرى (قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو)، والتنمية على امتداد الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، وتسعى الصين من خلال ذلك إلى بناء سوق وطنية موحدة وهيكل تنمية إقليمية منسق ومتعدد الأقطاب.
نمو سلسلة صناعة السيارات الكهربائية في منطقة دلتا نهر اليانغتسي يُعد مثالًا حيًا على نجاح هذا التوجه الاستراتيجي. فهذه الصناعة تشمل أنظمة الطاقة، والهياكل، والأنظمة الذكية، وتضم أكثر من عشرة آلاف نوع من القطع، فكيف يمكن تجميع منظومة صناعية بهذا التعقيد خلال أربع ساعات فقط؟ يكمن الجواب في البنية المؤسسية التي تستند إلى تنسيق إقليمي فعال.
تشير التقارير إلى أن مدينة تشانغتشو في مقاطعة جيانغسو تضم أكثر من 500 شركة متخصصة في تصنيع قطع غيار السيارات، منها أكثر من 80 شركة توفر البطاريات، وتصل نسبة اكتمال سلسلة الصناعة فيها إلى 97%. ويمكن للمكونات مثل المقاعد والمصابيح والديكورات الداخلية أن تُجهز وتُنقل إلى مصانع التجميع الواقعة ضمن نطاق 20 كيلومترًا خلال ساعة واحدة فقط، مما يشكل ما يُعرف بـ "دائرة لوجستية مدتها ساعة واحدة".
وعلى مستوى المقاطعة، يمكن توفير 50% من الموارد الداعمة خلال ساعتين فقط. فعلى سبيل المثال، تُرسل رقائق السيارات من مدينة ووشي، والفولاذ عالي الصلابة من مدينة سوتشو، بكفاءة عالية ضمن نطاق يتراوح بين 120 و180 كيلومترًا، أما على مستوى المنطقة، فيمكن نقل المواد الخام للبطاريات القادمة من مدينة نينغده والشاشات الذكية من مدينة شنجهاي بين المدن في أقل من أربع ساعات، لتُشكل بذلك "دائرة صناعة في 4 ساعات" تغطي أكثر من 80% من المكونات اللازمة للسيارة.
لا تعني التنمية الإقليمية المنسقة السعي إلى تحقيق مستويات اقتصادية متماثلة بين جميع المناطق، بل تعني التخصص والتكامل بناءً على خصوصية كل منطقة. وتُعد دلتا نهر اليانغتسي نموذجًا مثاليًا لذلك، حيث تركز شنجهاي على تطوير الرقائق والبرمجيات، وتركز جيانغسو على الدعم الصناعي، فيما تتخصص تشجيانغ في تصنيع القوالب المعدنية والمكونات الذكية، وتلعب آنهوي دورًا بارزًا في تجميع السيارات وتطوير المواد الجديدة. ومن خلال هذا التعاون المتكامل، أصبحت المنطقة أكبر حزام صناعي تنافسي لصناعة السيارات الكهربائية في الصين.
وبحسب بيانات الرابطة الصينية لمصنّعي السيارات الصادرة في يوليو الجاري، بلغ إنتاج الصين من السيارات الكهربائية خلال النصف الأول من العام نحو 6.968 مليون سيارة، بزيادة سنوية قدرها نحو 41%، ما يشكل 44.3% من إجمالي مبيعات السيارات. وأسهمت دلتا نهر اليانغتسي وحدها بأكثر من 40% من هذا الإنتاج، ما يعكس ليس فقط قوتها التصنيعية، بل أيضًا نجاح آليات التنسيق الإقليمي في إطلاق كفاءات هيكلية.
تركز التنمية الإقليمية المنسقة في الصين على الإنسان كمحور للتنمية، فهي لا تقتصر على معدلات النمو، بل تهتم أيضًا بتغطية البنية التحتية، وتحقيق العدالة في الخدمات العامة، وتعزيز التكامل البيئي. ففي عام 2025، تم إطلاق أول حزمة تجريبية من خمسة ابتكارات مؤسسية، تضمنت تقاسم الخدمات العامة بين المقاطعات، وتوحيد معايير الائتمان، وتأسيس نظام تعاوني بين إدارات الشرطة المحلية. وفي المجال البيئي، بدأ تنفيذ خطة شاملة لإدارة الأنهار والبحيرات العابرة للمقاطعات في حوض بحيرة تايهو، من خلال نظام رقابي موحد وآليات للتعويض البيئي، مما يوفر دعمًا مؤسسيًا للتنمية الخضراء.
وعلى نطاق أوسع، بدأت استراتيجية التنمية الإقليمية المنسقة تُحقق نتائج ملموسة على مستوى البلاد. فمن "دائرة الصناعة في 4 ساعات" في الشرق، إلى "المنطقة الرقمية" في الجنوب، و"ممرات النقل الخضراء" في الشمال، أسهمت هذه الاستراتيجيات في تحسين الهيكل الاقتصادي وتضييق الفجوات التنموية بين المناطق.
وفي ظل التحديات العالمية، مثل إعادة هيكلة سلاسل التوريد وتصاعد النزعات الحمائية، تقدم الصين نموذجًا قويًا وفعالًا من خلال بناء سوق موحدة وتعزيز التنسيق الإقليمي. وعلى عكس بعض الدول التي تواجه تركز التنمية في مناطق محددة أو تعاني من تفريغ صناعي، يركز النموذج الصيني على التدفق الحر للعوامل، والتخطيط المكاني المنظم، والتكامل القائم على التمايز، مما يعزز كفاءة الدورة الاقتصادية المحلية ويزيد من مرونة سلاسل التوريد العالمية.
إن التنمية الإقليمية المنسقة لا تعني مجرد توزيع الموارد بالتساوي، بل تقوم على التخطيط العلمي، والتعاون الهيكلي، والتكامل المتبادل. واليوم، يمكن إتمام تجميع سيارة كهربائية خلال أربع ساعات فقط. هذا الإنجاز ليس مجرد نتيجة لتكامل صناعي فحسب، بل هو تجسيد حي لقوة التنسيق الإقليمي وفعالية التخطيط الاستراتيجي في الصين الحديثة.