الولايات المتحدة – على الرغم من أن دونالد ترامب أصبح أمس الخميس أول رئيس أميركي سابق يدان جنائيا فإن الملياردير الجمهوري سيتمكن من مواصلة حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض، وذلك لأن دستور الولايات المتحدة لا يمنع أصحاب السوابق من تولي الرئاسة.

ومن مفارقات هذه المحاكمة أن المرشح الجمهوري -الذي كان يتأفف من اضطراره للابتعاد عن الحملة الانتخابية في كل يوم، وتعيّن عليه حضور الجلسات منذ انطلاقها في 15 أبريل/نيسان الماضي، بمعدل 4 أيام في الأسبوع- استعاد بحُكم الإدانة الذي صدر بحقه حريته كاملة، على الأقل لغاية 11 يوليو/تموز القادم موعد النطق بالعقوبة.

وموعد النطق بالعقوبة بحق ترامب يصادف قبل 4 أيام فقط من المؤتمر الذي سيتم فيه رسميا تعيين الملياردير المثير للجدل مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأمهل القاضي فريق الدفاع عن ترامب حتى 13 يونيو/حزيران المقبل لتقديم دفوعه قبل إصدار العقوبة، والنيابة العامة حتى الـ27 من الشهر نفسه للرد على هذه الدفوع.

وخلال مؤتمر صحفي رحّب فيه بحكم الإدانة الذي أصدرته هيئة المحلفين قال المدعي العام ألفين براغ إن “هيئة المحلفين قالت كلمتها” حين وجدت المتهم مذنبا بكل التهم الموجهة إليه، مشيرا إلى أن أعضاء الهيئة الـ12 أصدروا بالإجماع قرارهم بإدانة المدعى عليه “بـ34 تهمة تتعلق بتزوير محاسبي مشدد لإخفاء مؤامرة هدفها إفساد انتخابات 2016”.

ويواجه ترامب نظريا عقوبة السجن، إذ يعاقب القانون في ولاية نيويورك على تزوير المستندات المحاسبية بالسجن لمدة أقصاها 4 سنوات.

لكن هذه العقوبة يمكن تخفيفها في حال لم يكن المدان من أصحاب السوابق الجنائية، وهو ما ينطبق على ترامب الذي سيكون عمره وقت النطق بالعقوبة بحقه 78 عاما.

وبالنظر إلى السجل العدلي للمدان يمكن للقاضي أن يحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ، أو بالقيام بأعمال لخدمة المجتمع، بالإضافة إلى غرامة مالية.

وفي معظم الأحوال فإن ترامب أمامه مهلة شهر واحد لإخطار القضاء بنيّته استئناف الحكم، ثم أشهر عدة للقيام بذلك رسميا.

وأعلن المحامي تود بلانش وكيل الدفاع الأساسي عن ترامب في هذه القضية أن فريق الدفاع سيستأنف “في أقرب وقت ممكن” الحكم.

وقال بلانش لشبكة “سي إن إن” الإخبارية “في نيويورك تقضي الإجراءات بأن يتم النطق بالعقوبة أولا ثم نستأنف”.

ومن المرجح أن يؤدي استئناف الحكم إلى تجميد تفعيل كل العقوبات المتأتية عنه، ولا سيما إذا كانت إحدى هذه العقوبات هي السجن مع النفاذ.

ومن المفارقة أيضا أن إدانة ترامب هذه لا تبطل ترشحه للانتخابات الرئاسية، لا بل سيكون بإمكانه أن يخوض الانتخابات حتى لو صدرت عقوبة السجن بحقه ودخل السجن فعلا.

وفور صدور الحكم سارع ترامب إلى التنديد بمحاكمة “مزيفة”، معتبرا الحكم الصادر بحقه “عارا” لأنه “رجل بريء”، ومؤكدا بنبرة ملؤها التحدي أن “الحكم الحقيقي” سيصدره الناخبون يوم الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن غير المرجح أن تنطلق محاكمة ترامب في هذه القضية بالاستئناف قبل الانتخابات الرئاسية.

وإذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية فإن إدانته هذه لن تحول دون توليه مهام منصبه في يناير/كانون الثاني 2025.

بالمقابل، لن يتمكن ترامب إذا ما عاد إلى البيت الأبيض من أن يعفو عن نفسه أو أن يُصدر أمرا بكف الملاحقات في هذه القضية، لأن القضاء المسؤول عنها تابع لولاية نيويورك وليس للدولة الفدرالية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في منشور على منصة إكس إن هناك طريقة واحدة فقط لإبقاء منافسه ترامب خارج البيت الأبيض وهي صندوق الاقتراع.

المصدر : الجزيرة + وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

بعد إدانته بتلقي أموال من نظام القذافي.. القضاء الفرنسي يأمر بسجن ساركوزي

أمرت السلطات القضائية في فرنسا الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي بدخول السجن الأسبوع المقبل، بعد أن أيدت المحكمة الشهر الماضي حكماً بسجنه خمس سنوات بتهمة التآمر الإجرامي في قضية تمويل حملته الانتخابية عام 2007 من أموال نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وأفادت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لها اليوم، أن ساركوزي (70 عاماً) تلقى أمس الاثنين إخطاراً رسمياً من النيابة العامة يقضي بضرورة تسليم نفسه في 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري إلى سجن "لا سانتيه" الواقع جنوبي العاصمة باريس، لبدء تنفيذ الحكم.

وبذلك يصبح ساركوزي أول رئيس فرنسي بعد الحرب العالمية الثانية، وأول زعيم لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي يُسجن فعلياً. وكان قد أُدين سابقاً في قضية منفصلة تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ، وحُكم عليه بالسجن لعام واحد مع المراقبة الإلكترونية، حيث قضى ثلاثة أشهر وهو يرتدي سواراً إلكترونياً قبل أن يُفرج عنه بشروط.

وينفي ساركوزي جميع الاتهامات، مؤكداً أنه لم يتلقّ أي تمويل غير قانوني من ليبيا، وقد قدّم طعناً على الحكم الأخير. إلا أن القوانين الفرنسية لا تمنع تنفيذ الحكم أثناء نظر الاستئناف، ما يعني أنه سيبدأ تنفيذ العقوبة قبل إعادة المحاكمة المتوقعة خلال نحو ستة أشهر.

ونقلت صحيفة لو فيغارو عن مقربين من الرئيس الأسبق أنه نظم الأسبوع الماضي حفل وداع في باريس حضره نحو مئة من أصدقائه ومساعديه السابقين، حيث أكد لهم براءته قائلاً: "لن أطلب أي امتيازات.. عندما يكون هناك صليب عليك أن تحمله حتى النهاية".

وسيمكث ساركوزي في زنزانة انفرادية داخل جناح خاص مخصص للسجناء المعرّضين للخطر، يُعرف إعلامياً بـ"جناح الشخصيات الهامة". ويُسمح له بساعة واحدة من التمارين يومياً وثلاث زيارات أسبوعياً.

وسجن "لا سانتيه"، الذي يبلغ عمره 158 عاماً، يُعد من أشهر السجون الفرنسية، وقد احتجز في السابق شخصيات معروفة مثل "كارلوس الثعلب" والوزير النازي المتعاون موريس بابون.

وكان الادعاء الفرنسي قد وصف علاقة ساركوزي بالنظام الليبي بأنها "صفقة فاوستية مع أحد أكثر الطغاة إثارة للجدل في العقود الأخيرة"، مشيراً إلى أنه سعى من خلالها إلى تمويل حملته الرئاسية مقابل نفوذ سياسي لاحق.

وتُعد هذه القضية من أكثر ملفات الفساد السياسي حساسية في تاريخ الجمهورية الخامسة، وتلقي بظلال ثقيلة على الحياة السياسية الفرنسية وعلى إرث ساركوزي الذي تولى الرئاسة بين عامي 2007 و2012.


مقالات مشابهة

  • بشارة بحبح: ترامب أدرك أن نتنياهو يطيل الحرب للبقاء في الحكم
  • محامي سوزي الأردنية يطالب ببراءة موكلته من تهمة نشر فيديوهات خادشة للحياء
  • خلف القضبان.. ماذا ينتظر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي؟
  • ترامب: لو لم تزور الانتخابات الرئاسية الماضية لتوقفت حرب روسيا وأوكرانيا منذ سنوات
  • بعد إدانته بتلقي أموال من نظام القذافي.. القضاء الفرنسي يأمر بسجن ساركوزي
  • بعد إدانته في قضية التمويل الليبي.. ساركوزي إلى السجن في 21 أكتوبر
  • قمة غزة.. ماذا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعه ترامب؟
  • نص اتفاق غزة الذي وقع عليه ترامب وقادة العالم في شرم الشيخ
  • بعد مرافقة طائرات حربية للطائرة الرئاسية.. مساعد ترامب يوجه الشكر لمصر
  • ما الذي دفع نتنياهو للتراجع عن حضور قمة شرم الشيخ؟