خلف القضبان.. ماذا ينتظر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي؟
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
(CNN)-- بصفته رئيسًا فرنسيًا سابقًا، كان نيكولا ساركوزي خلف أبواب مغلقة في وجه المواطن الفرنسي العادي، وفي 21 من أكتوبر/ تشرين الأول، وبينما يقرع باب زنزانته الفولاذي خلفه، سيجد نفسه في غرفة لا يرغب أحدٌ في دخولها.
وأُدين الرئيس الفرنسي السابق في سبتمبر/ أيلول بالتآمر الجنائي فيما وصفته المحكمة بأنه مخطط لتمويل حملته الرئاسية لعام 2007 بأموال من ليبيا مقابل مزايا دبلوماسية، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات، لكن من المرجح أن يُفرج عنه مشروطًا في منتصف المدة.
ويعتزم الرئيس السابق الاستئناف، لكن من المتوقع في هذه الأثناء أن ينزل في زنزانة إما في الحبس الانفرادي أو فيما يُسمى "جناح كبار الشخصيات" في مجمع سجن لا سانتيه في باريس، وهو السجن الوحيد في العاصمة الفرنسية.
وهذا الجناح مخصص للسجناء الذين يُعتبرون غير مؤهلين للانضمام إلى عامة نزلاء السجن، وذلك عادةً خوفًا على سلامتهم، وذكرت قناة BFMTVالمتعاونة مع شبكة CNN أن هؤلاء الأشخاص قد يكونون سياسيين أو ضباط شرطة سابقين أو أعضاء في منظمات يمينية متطرفة أو مرتبطين بجماعات إرهابية.
ويقع سجن "لا سانتيه" قبالة دار للمسنين في ركن سكني بالدائرة الرابعة عشرة بباريس، وفي أشهر الشتاء، يُمكن أحيانًا رؤية وجوه السجناء تطل من خلف نوافذ السجن المُغلقة عبر أغصان الشارع العارية، وفي بعض الأحيان، تُقابل نظراتهم بطرد يُلقيه أحد المارة على الجدران، كما شاهدت شبكة CNN.
سجناء سابقون سيئو السمعة:
على مدار القرن والنصف الماضيين، حرمت جدران "لا سانتيه" العديد من المشاهير الفرنسيين من حريتهم، إذ قضى إيليتش راميريز سانشيز، المعروف أيضًا باسم "كارلوس الثعلب"، أحد أبرز الإرهابيين المطلوبين عالميًا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بعض الوقت في سجن لا سانتيه، وكذلك فعل جاك ميسرين، القاتل وسارق البنوك الشهير في سبعينيات القرن الماضي، والذي عُرضت مسيرته الإجرامية في فيلم عام 2008 من بطولة فينسنت كاسل، كما هرب ميسرين من جدران سجن لا سانتيه.
"المشكلة هي الضوضاء":
خلف جدرانها الحجرية العالية، لا يُعتبر "لا سانتي" سجنا، إذ قال ماركو مولي، وهو سجين سابق في جناح كبار الشخصيات في السجن، لقناة BFMTV في فيلم وثائقي عُرض عام 2022: "لا بأس، لا سانتيه، إنه أشبه بفندق إيبيس"، في إشارة إلى سلسلة فنادق أوروبية اقتصادية شهيرة.
وبُني السجن عام 1867، بتصميم شعاعي مميز يمنح السجناء شعورًا بالمراقبة الدائمة، وخضع مؤخرًا لبرنامج تجديد وتحديث استمر أربع سنوات، وأُعيد افتتاحه عام 2019.
وإذا أُقيم ساركوزي في جناح كبار الشخصيات، فستُخصص له واحدة من 18 زنزانة متطابقة، تحتوي كل منها على موقد طبخ، وثلاجة، وتلفاز، ومرحاض، بالإضافة إلى خط هاتف ثابت يسمح للسجناء بالاتصال بأرقام مُصرّح بها.
وتبلغ مساحة الزنازين تسعة أمتار مربعة (حوالي 97 قدمًا مربعًا)، وهي ليست أكبر من الزنازين العادية، مع أن نزلاء هذا الجناح الخاص غير مُلزمين بمشاركة زنزانة واحدة، وذلك عادةً حرصًا على سلامتهم.
ومع ذلك، يقول من جربوا الإقامة هناك إنها ليست مريحة على الإطلاق، إذ قال ديدييه شولر، وهو موظف حكومي سابق وسياسي احتُجز لعدة أسابيع في سجن لا سانتيه، لقناة BFMTV عام 2022: "المشكلة هي الضوضاء.. في الليل، يستيقظ المرء على صراخ الناس".
وفي مقابلة مع شرطي سابق للقناة الفرنسية، وصف فيها الإهانات التي كان السجناء في الأجنحة الأخرى يصرخون بها بلا توقف عندما علموا أنه وصل كسجين.
ومن المستبعد ألا يجذب ساركوزي اهتمامًا مماثلًا وهو في السجن، ورغم تعهده باستئناف إدانته، قد تبدو حريته بعيدة المنال في تلك الليلة الأولى من سجنه.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: نيكولا ساركوزي القضاء الفرنسي نيكولا ساركوزي
إقرأ أيضاً:
بعد إدانته في قضية التمويل الليبي.. ساركوزي إلى السجن في 21 أكتوبر
في 25 أيلول/سبتمبر، أدانت محكمة باريس الرئيس السابق بتهمة التآمر الجنائي، بعد أن سمح لأحد أقرب معاونيه بالتواصل مع نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، بهدف الحصول على تمويل غير قانوني لحملته الرئاسية عام 2007. اعلان
في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية الخامسة، من المقرر أن يُودع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، المحكوم عليه بالسجن خمس سنوات، في سجن سانتيه بالعاصمة باريس في 21 تشرين الأول/أكتوبر، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية الاثنين عن مصادر مطلعة على القضية.
وكان ساركوزي قد توجه اليوم إلى مكتب المدعي العام المالي الوطني للاطلاع على تفاصيل تنفيذ حكم سجنه.
ويأتي هذا القرار إثر إدانته في 25 أيلول/سبتمبر بتهمة التآمر الجنائي، على خلفية مزاعم تتعلق بتمويل ليبي لحملته الرئاسية عام 2007.
وخلصت محكمة الجنايات في باريس إلى أنّ ساركوزي سمح لمقربين منه بطلب أموال من السلطات الليبية التابعة للزعيم الراحل معمر القذافي.
واستأنف ساركوزي، الذي تولّى رئاسة الجمهورية الفرنسية بين عامي 2007 و2012، الحكم الصادر بحقه فور صدوره.
غير أن الحكم الصادر بحقه لا يُمكن أن يُعلَّق بانتظار النظر في الاستئناف، وبالتالي لن يتمكن ساركوزي من تفادي الدخول إلى السجن.
سيتمكّن محاموه من التقدّم بطلب إلى محكمة الاستئناف للإفراج عنه اعتبارًا من اليوم الأول لاحتجازه، على أن تبتّ المحكمة في الطلب خلال مهلة أقصاها شهران. وفي حال رفضه، سيُتاح لساركوزي تقديم طلب جديد لاحقًا.
ويُرجح أن يُسجن ساركوزي في قسم خاص بسجن سانتيه مخصّص للأشخاص المعرضين للخطر، نظرًا لسنه ولحساسية وضعه العام.
وقد أثار قرار سجن ساركوزي انتقادات حادة من اليمين واليمين المتطرف، في حين رأى 61% من المشاركين في استطلاع أجرته مؤسسة "إيلاب" أواخر أيلول/سبتمبر أنّ قرار سجنه "منصف"، مقابل 38% اعتبروا أن القرار "غير عادل".
ونفى ساركوزي مرارًا وتكرارًا ارتكاب أي مخالفات، مصورًا نفسه على أنه هدف لثأر سياسي مدبر من قبل أفراد مرتبطين بحكومة القذافي.
وأشار إلى أن هذه الاتهامات كانت مرتبطة بدعمه للإطاحة بالزعيم الليبي في عام 2011، خلال انتفاضات الربيع العربي التي أدت إلى سقوط القذافي ومقتله.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة