تحليل: بين زامبيا والكونغو برازافيل... ماذا تغير في المنتخب المغربي؟
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
لم يتوقع أكثر المتفائلين، تحقيق المنتخب المغربي الانتصار بنتيجة عريضة على الكونغو برازافيل « سداسية نظيفة »، بالرغم من المشاكل التي يعيشها هذا الأخير، بسبب المشاكل المادية الضخمة التي يعاني منها اتحاده، ناهيك عن أنه كان بين قوسين أو أدنى من الانسحاب من التصفيات بصفة نهائية، بعد انسحابه من لقاء النيجر، احتجاجا على عدم إجراء مبارياته بالديار.
بعد مباراة زامبيا، تلقى الناخب الوطني وليد الركراكي وابلا من الانتقادات، جراء الأداء الباهت الذي ظهر به اللاعبون طيلة 90 دقيقة، وهو ما لم يستسغه قائد سفينة أسود الأطلس، حيث دافع عن لاعبيه، وقال إنه يثق في المجموعة التي يمتلكها، وإن ما بدر من حكيم زياش ويوسف النصيري بعد تغييرهما، يعتبر شيئا عاديا، في ظل رغبتهما في مواصلة اللعب وتقديم المساعدة للمجموعة.
منح العمادة لحكيم زياش بالرغم من مطالبة الجماهير بإبعاده من التشكيل الرسمي
تفاجأ الجميع بمنح العمادة لحكيم زياش، من قبل الناخب الوطني وليد الركراكي، في مباراة الكونغو برازافيل، خصوصا وأن معظم المتتبعين الرياضيين لم يتقبلوا ما صدر منه في مباراة زامبيا بعد استبداله، مطالبين وليد بعدم الزج به في التشكيل الرسمي عقابا له عما بدر منه، ليكون بذلك الرد من قائد سفينة الأسود بسرعة، بالاعتماد عليه في صناعة اللعب، ومنحه شارة العمادة، بعد عدم الاعتماد على غانم سايس.
وواصل الركراكي دفاعه عن زياش، في الندوة الصحافية التي تلت مباراة الكونغو، بعدما قال إن لديه علاقة خاصة مع زياش كجميع اللاعبين، لكن حكيم يظل هو حكيم، إلا أنه في بعض الأحيان يشعر بالضرر من الجمهور، لأنه ينسى بسرعة ما فعله اللاعبون، ويريد تغييرهم.
وأوضح الركراكي، أن زياش يبقى الهداف الثالث التاريخي للمنتخب المغربي، ويستطيع أن يخطئ مثل أي لاعب، لكن منذ أن أخطأ في المباراة الماضية، والبعض يقول إنهم لا يريدون حكيم، لكن زياش يظل هو زياش. إنه لاعب رائع، مضيفا أنه كان يمكن أن يتبع رأي الجمهور بعدم إقحام حكيم خلال المباراة، لكن زياش يحس بالحب وإن أعطَاه ذلك سيرده، واللاعب الذي يستحق الجلوس سيجلس، لذا سيظل واثقا فيه، لأنه عنصر لديه شيء لا يمتلكه باقي اللاعبين.
عز الدين أوناحي أسكت منتقديه وأبان على صواب الركراكي بالاعتماد عليه
ظل الانتقاد يلاحق عز الدين أوناحي، في كل مباراة يلعب فيها رسميا مع المنتخب الوطني المغربي، نظير ما يقدمه من أداء باهت في جل المباريات التي خاضها، كانت آخرها أمام زامبيا، حيث لم يقدم ما كان مطلوبا منه في خط الوسط، كما أنه لم يمد المهاجمين بكرات سانحة للتهديف، علما أن اللاعب غير رسمي مع فريق مارسيليا الفرنسي، ما يجعل أداءه متدبدبا في أكثر من مناسبة.
انتقادات انعكست بشكل إيجابي على أوناحي، بعدما جدد الناخب الوطني ثقته فيه، وأقحمه في التشكيل الرسمي خلال مباراة الكونغو، ليجيبه عز الدين بسرعة، بعد تسجيله للهدف الأول منذ الدقيقة الثامنة بتسديدة محكمة، ليقدم بعدها أداء متميزا في خط وسط الميدان، طعمه بتمريرتي الهدف الرابع والخامس، أسكت بهما كل المنتقدين، مبرهنا على أنه من الركائز الأساسية للمنتخب.
تغييرات الركراكي بين المباراتين أعطت أكلها أداء ونتيجة
تغييرات كثيرة قام بها وليد الركراكي، بين مباراتي زامبيا والكونغو برازافيل، بعدما أجلس كلا من يوسف النصيري، وغانم سايس، في دكة البدلاء، معتمدا على شادي رياض، وأيوب الكعبي، بدلا منهما، تغييران أعطيا أكلهما بسرعة، حيث سجل شادي رياض الهدف الثاني في اللقاء، والأول له مع الأسود، فيما أحرز نجم أولمبياكوس اليوناني « الهاتريك »، بينما تجلت التغييرات الأخرى في طريقة اللعب.
وفي هذا الصدد، قال الصحافي والمحلل الرياضي ادريس التزارني، في تدوينة له عبر حسابه الرسمي، « الركراكي اجتهد بعيدا، عن حجم الخصم، هي المنظومة في أصلها 4-1-4-1، لكن اليوم لعب بـ4-2-2-2 وتتحول إلى 3-4-3
وأضاف ادريس، « أوناحي وزياش ودياز في خط الهجوم… يعني المهاجم الوهمي القادم من خط الوسط، ومعه تحول بن الصغير إلى صانع ألعاب وهمي، ولذلك أوناحي كان إما يقترب من دياز أو بن الصغير، الآن يمكن أن نقول وليد استفاد من تواصله مع أرسن فينغر ».
وانفرد المنتخب الوطني المغربي بصدارة المجموعة الخامسة، عقب انتصاره بسداسية نظيفة على الكونغو برازافيل، في المباراة التي جرت أطوارها، أمس الثلاثاء، على أرضية ملعب أدرار بأكادير، لحساب الجولة الرابعة من التصفيات الإفريقية، المؤهلة لنهائيات كأس العالم الولايات المتحدة الأمريكية كندا المكسيك 2026.
ورفع المنتخب الوطني رصيده إلى تسع نقاط في صدارة المجموعة الخامسة، متبوعا بتنزانيا في الوصافة بست نقاط، فيما يتواجد النيجر في المركز الثالث بثلاث نقاط، ثم زامبيا في الرتبة الرابعة بالرصيد ذاته، بينما يتذيل الكونغو برازافيل الترتيب بدون نقاط، علما أن أسود الأطلس و »نجوم الوطن » خاضا معا ثلاث مباريات، وأبناء بادو الزاكي و »الشياطين الحمر » مباراتين، و »الرصاصات النحاسية » أربع مباريات، في ظل انسحاب منتخب ارتيريا.
كلمات دلالية المنتخب الوطني المغربي وليد الركراكيالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المنتخب الوطني المغربي وليد الركراكي الکونغو برازافیل المنتخب الوطنی ولید الرکراکی
إقرأ أيضاً:
قبل ريال مدريد.. ماذا يقدم مبابي في «الموسم الثاني»؟
معتز الشامي (أبوظبي)
بعد انتظار طويل، انتهى العام الأول لكيليان مبابي في العاصمة من دون الفوز بأي من الألقاب الثلاثة الكبرى، الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، كأس ملك إسبانيا، ومع ذلك فإن الأداء الفردي للمهاجم الفرنسي كان على قدر التوقعات، أو على الأقل هذا ما تقوله الأرقام.
سجل 31 هدفاً في الدوري، وحصد الحذاء الذهبي، وكان اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف بموسمه الأول بجميع المسابقات في تاريخ ريال مدريد، متجاوزاً إيفان زامورانو وكريستيانو رونالدو، وعادة ما يكون العام الأول في النادي بمثابة فترة للتأقلم، لذا يُهدد مبابي بكسر هذه الأرقام المذهلة في موسمه الثاني، وهل يتفوق على كريستيانو رونالدو مجدداً؟
وأظهرت التجارب السابقة أن كيليان مبابي نجح باستمرار في تحسين سجله التهديفي والتمريرات الحاسمة في عامه الثاني مع النادي، حدث هذا له مع موناكو وباريس سان جيرمان، وفي موسمه الاحترافي الأول، سجل الفرنسي 6 أهداف، وقدّم 3 تمريرات حاسمة في 26 مباراة، بمعدل 0.35 هدف في المباراة.
وكان الموسم التالي بمثابة انطلاقته الحقيقية لاعباً من الطراز الرفيع، انتهى موسم 2016/2017 المميز، بتسجيله 28 هدفاً، و13 تمريرة حاسمة في 46 مباراة، بمعدل 0.89 هدف مباشر في المباراة.
وكان هذا التطور واضحاً أيضاً في موسمه الثاني مع باريس، ففي البداية حقق أرقام جيدة: 21 هدفاً و17 تمريرة حاسمة في 46 مباراة (0.83 نقطة في المباراة الواحدة)، لكن في موسمه الثاني، بلغ ذروة تألقه، حيث حطم هذه الأرقام القياسية، مسجلاً 39 هدفاً و18 تمريرة حاسمة في 43 مباراة فقط، بمعدل مساهمة في أكثر من هدف واحد في المباراة (1.32 نقطة في المباراة).
وهذا يعني أن لاعب كرة القدم الفرنسي يميل إلى مضاعفة سجله التهديفي تقريباً في موسمه الثاني، وهذه مساهمات كيليان مبابي التهديفية في أول موسمين له مع النادي «موناكو: 0.35 و0.89، سان جيرمان 0.83 و1.32، ريال مدريد 0.83».
وحقق مبابي الموسم المنقضي نفس معدل المشاركة التهديفية، كما فعل في موسمه الأول في باريس (0.83 نقطة في المباراة الواحدة)، وإذا سار على نفس النهج الذي اتبعه في سان جيرمان، فإن الفرنسي سيرفع سقف التوقعات في موسمه الثاني، ليصل إلى معدل 1.32 هدف في المباراة الواحدة، وهذا الرقم ليس غريباً في مدريد، إذ إنه نفس الرقم الذي سجله رونالدو في موسمه الثاني لاعباً في ريال مدريد، وسجل رونالدو أهدافاً أقل من مبابي في موسمه الأول، لكنه لم يتمكن من المشاركة إلا في 35 مباراة بسبب الإصابة، لذلك مكّنته أهدافه الـ33 و10 تمريرات حاسمة من تجاوز معدل المشاركة التهديفية (1.22 نقطة في المباراة).
ولم يكتفِ النجم البرتغالي بذلك، بل تألق تحت قيادة مورينيو في موسمه الثاني، حيث فاز بالحذاء الذهبي، وسجل أرقاماً مذهلة، 53 هدفاً و18 تمريرة حاسمة في 54 مباراة، وبلغ متوسط مشاركته التهديفية حوالي 1.32 هدف في المباراة، بما في ذلك الأهداف والتمريرات الحاسمة، وهو رقم من المتوقع أن يحققه مبابي إذا استمر في تطوره.