شركات صناعة السيارات الألمانية تخشى من نشوب نزاع تجاري مع بكين
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
أكد نائب المستشار الألماني روبرت هابيك السبت في بكين أن الرسوم الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية "ليست من باب معاقبة" الصين، من دون أن يفلح في طمأنة القادة الصينيين الذين أعلنوا أنهم سيدافعون عن شركاتهم.حيث يقوم وزير الاقتصاد والمناخ الألماني بزيارة إلى الصين تبدو أنها الفرصة الأخيرة لتجنب حرب تجارية بين القارة العجوز والعملاق الآسيوي.
وأكد خلال هذا الاجتماع المخصص لتغير المناخ والتحول نحو اقتصاد مراعٍ للبيئة "الأمر ليس من باب المعاقبة".
في غياب التوصل إلى حل وسط بحلول الرابع من يوليو، ستفرض المفوضية الأوروبية زيادة تصل إلى 28% في الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية، لاتهامها بكين بخرق قواعد المنافسة من خلال دعم هذا القطاع على نطاق واسع.وستصبح هذه الرسوم الإضافية نهائية اعتبارًا من نوفمبر.
ويعاني المصنعون الألمان، مثلهم مثل غيرهم، من منافسة السيارات الكهربائية الصينية المعروضة بأسعار أرخص والتي زادت وارداتها إلى ألمانيا عشرة أضعاف في ثلاث سنوات فقط، بين عامي 2020 و2023. لكن رسالة تهدئة الخواطر التي يقول روبرت هابيك إنه يحملها، قوبلت بتحذير من وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو الذي استقبله السبت.
وقال وانغ، بحسب مقطع فيديو بثته قناة التلفزيون الحكومي الصيني الناطقة بالإنكليزية، "إذا عبر الاتحاد الأوروبي عن موقف صادق، فإن الصين ترغب في بدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن. ... لكن إذا أصر الاتحاد الأوروبي على هذا المسار، فسنتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن مصالحنا. وسيشمل ذلك تقديم شكوى إلى آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية. وسندافع بقوة عن حقوق الشركات الصينية ومصالحها المشروعة". أعلنت بكين منذ الاثنين الماضي أنها بدأت تحقيقا لمكافحة الإغراق في واردات لحم الخنزير ومنتجاته من الاتحاد الأوروبي.
تخشى شركات صناعة السيارات الألمانية من نشوب نزاع تجاري كبير مع بكين في حال اتخاذ الصين إجراءات انتقامية، الأمر الذي من شأنه أن يقوض نشاط الشركات الألمانية في هذا السوق الحيوي. فالصين تمثل ما يصل إلى 36% من حجم المبيعات لدى شركات مرسيدس وفولكس فاغن وبي إم دبليو.
تقول الصين إن نجاح قطاع السيارات الكهربائية لديها يرجع إلى الابتكار وسلاسل التوريد الفعالة، وليس إلى الإعانات الحكومية.
وقال مدير وكالة التخطيط الاقتصادي الصينية تشينغ شانجي لنائب المستشار الألماني إن "الحمائية (في الاتحاد الأوروبي) لن تحمي القدرة التنافسية (للمصنعين) ولن تؤدي سوى إلى إبطاء المعركة العالمية ضد تغير المناخ وتعزيز التحول الأخضر ومنخفض الكربون".
ونقلت وكالة الصين الجديدة عن تشنغ قوله "نتوقع من ألمانيا أن تتحلى بدور قيادي داخل الاتحاد الأوروبي وأن تتخذ الإجراءات الصحيحة"، ويعني بذلك إلغاء هذه الرسوم الإضافية.
ظلت الصين الشريك التجاري الرئيسي لألمانيا في عام 2023 للعام الثامن على التوالي، لكنها تراجعت خلف الولايات المتحدة منذ بداية العام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة الاتحاد الأوروبی الرسوم الإضافیة
إقرأ أيضاً:
اتفاق تجاري تاريخي بين بريطانيا والهند
في خطوة اعتُبرت الأهم لبريطانيا منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، أعلنت لندن ونيودلهي، يوم الثلاثاء 6 مايو/أيار، التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة، بعد مفاوضات دامت 3 سنوات وشهدت توقفات عديدة.
ويأتي هذا الاتفاق في خضم تصاعد التوترات التجارية العالمية، لا سيما مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية على عدد من الواردات.
ووفق ما نقلته رويترز، يهدف الاتفاق إلى رفع حجم التبادل التجاري بين بريطانيا والهند إلى 25.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 34 مليار دولار) بحلول عام 2040، مع تحسين الوصول إلى الأسواق وتخفيف القيود الجمركية على مجموعة واسعة من السلع، بينها الويسكي، الشوكولاتة، البسكويت، لحم الضأن، والسلمون.
خفض الرسوم الجمركية وتحفيز الصادراتبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، ينص الاتفاق على أن 85% من الرسوم الجمركية الهندية على السلع البريطانية ستُلغى خلال 10 سنوات. أما بالنسبة للسيارات البريطانية، فستخفّض الرسوم المفروضة عليها من أكثر من 100% إلى 10%، ضمن حصة استيراد محددة لم يُعلن عنها رسميًا.
الرسوم على مشروبي الويسكي والجين، واللذين شكلا نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات، ستنخفض من 150% إلى 75%، ثم إلى 40% خلال 10 سنوات، وفق ما ذكرته الصحف البريطانية ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
إعلانووفق تصريح مارك كنت من "جمعية سكوتش ويسكي"، فإن هذه التخفيضات قد تسهم في زيادة صادرات الويسكي البريطاني بقيمة مليار جنيه إسترليني (حوالي 1.33 مليار دولار) خلال 5 سنوات، مع توفير 1200 وظيفة جديدة.
تأثير محدود على الناتج المحلي الإجماليورغم أهمية الاتفاق من حيث الحجم السياسي والإستراتيجي، فإن تأثيره المباشر على الاقتصاد البريطاني سيكون محدودًا، بحسب تقديرات الحكومة البريطانية التي نقلتها رويترز. حيث سيضيف فقط 4.8 مليارات جنيه إسترليني (حوالي 6.4 مليارات دولار) إلى إجمالي الناتج المحلي البريطاني البالغ 2800 مليار جنيه إسترليني (نحو 3730 مليار دولار).
وفيما يواصل البريطانيون مباحثاتهم مع الولايات المتحدة لإلغاء الرسوم الجمركية الأميركية (10% على معظم السلع، و25% على السيارات والمعادن)، لا يزال هذا الاتفاق مع الهند يمثل الصفقة الكبرى منذ بريكست، من حيث حجم السوق والتأثير الجيو-اقتصادي، وفق ما أكده رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية.