عربي21:
2025-12-09@16:27:24 GMT

المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

تجمعت خلال الأشهر الماضية من عمر العدوان على غزة، عدة قضايا، يشعر الفلسطينيون بأهمية عرضها أمامهم مجددا.. أولى هذه القضايا مسألة البحث في شؤونهم الداخلية، وتأثير تداعيات جرائم الإبادة في غزة، مع تصعيد العدوان على الوجود الفلسطيني كله في الضفة والقدس. وثاني هذه القضايا حاجتهم لمراجعة معمقة لمظاهر القضية الفلسطينية وجوانبها المختلفة التي أضاف إليها العدوان المستمر خطرا يستدعي تلك المراجعة، ولما أكسبها صمود شعبها ومقاومته، زخما من التعاطف الدولي المنقطع النظير في رفض العدوان، والمُطالب بمحاصرة الاحتلال ومعاقبته عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة، تكمن أهمية مواكبة المواقف الدولية المساندة للحقوق الفلسطينية التي انفردت بها دول بعينها حول الأرض من الاعتراف بفلسطين إلى الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ومقاطعة الاحتلال.



الأحداث والتطورات على القضية الفلسطينية وشعبها، شديدة التأثير، وتفرض استيعابا لها من كل القوى الفلسطينية لما فرضه اتساع العدوان وشموليته من مستلزمات ضرورة التمسك بثوابت وأهداف نضالية تجعل من هذه المتغيرات تصب في المصلحة العليا للشعب وقضيته، بدلا من التلاطم المستمر بجدران العجز والتخندق فيه، وذلك ما يستوجب أيضا قدرا من التعبئة المطلوبة على الساحة الفلسطينية وشتاتها.

لعل الدعوة الأخيرة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، استدراك في محله يؤدي إلى أن يعتبر الفلسطينيون مسألة تصحيح أوضاعهم الداخلية نقطة بدء مستكملة لنضالهم الطويل والمرير ومجابهتهم للمشروع الصهيوني
ولعل الدعوة الأخيرة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، استدراك في محله يؤدي إلى أن يعتبر الفلسطينيون مسألة تصحيح أوضاعهم الداخلية نقطة بدء مستكملة لنضالهم الطويل والمرير ومجابهتهم للمشروع الصهيوني..

تقييم المواجهة الحاصلة للعدوان على غزة، على أنها مشكلة بالغة التعقيد وتخص طرفا فلسطينيا بعينه، وليست متعلقة بالجانب المصيري للشعب وقضيته، يزيد من فجوة الثقة التي حفرها مسار الوهم الفلسطيني والعربي بالسلام والتطبيع مع المؤسسة الصهيونية الاستعمارية، فجوة أربكت لثلاثين عاما محاولات ردمها العبثي بالابتعاد عن وقائع محددة على الأرض بالغة التعقيد والتشابك. فليس المهم للفلسطينيين فقط أن يكون هناك تعاطف مع تطلعاتهم ومعاناتهم على المستوى الدولي أو العربي، الأهم أن يُدرك الفلسطينيون سلطة وفصائل وقوى بأن دورهم في المجابهة هو في مظهر الوحدة المفقود، وفي الإصلاح الداخلي لمسارهم السياسي والحزبي والفصائلي، وبأن أي عملية سلخ لمقاومتهم عن الشعب الفلسطيني، هي تكرار للتخلي السابق عن مصادر القوة الذاتية والطبيعية لشعبٍ تحت الاحتلال.

ولعله من المستغرب على الساحة الفلسطينية وداخل أروقة السياسة العربية الرسمية، أن يجد الفلسطينيون أنفسهم في حالة اضطرار مستمر لتأكيد بديهيات مقاومتهم لعدوٍ استيطاني استعماري واضح في خططه وسياساته، كوضوح جرائمه في غزة، وفي ابتلاعه كل الأرض في جوف الاستيطان في الضفة والقدس، بديهيات تقابل في التفتيت والتشتيت للوعي الرسمي الفلسطيني والعربي بالمخاطر.

فالعمل العربي والفلسطيني المستمر بإيجاد تسوية ما تضمن تدجين الفلسطينيين باستعمال مفردات صهيونية وأمريكية خاطئة عنهم وعن مقاومتهم وعن "السلام"، واستسهال استعمال تلك المفردات لإدانة مقاومة الفلسطينيين لعدوهم، ومجابهة جرائمه التي تدين الغرق في الأوهام، النقطة المركزية تبقى بالإقلاع عن التمسك بالوحدة الفلسطينية كعنوان دون عملٍ تهتدي إليه الحالة الفلسطينية، والإقرار بأن كل الحالة الفلسطينية الحالية لم تعد بالمستوى المطلوب، وهي بحاجة للتنشيط والتجديد، وبأن المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس للنضال ومواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني من شأنه أن يحمي القضية من مقتلهاوالعمل بشتى أساليب الضغط والابتزاز والتسلط والهيمنة على الضحايا.. هي نفس الأساليب التي قادت المشروع الصهيوني للتغول أكثر عليهم وعلى أرضهم، وهي التي أوصلت دهشة البعض من سياسات صهيونية وأمريكية لأزمة افتقاد أجوبة لأسئلة تطرح نفسها ولا تلقى ردا عليها.

فالتصدي بحزم لميوعة السياسة الفلسطينية والعربية وبعملية تصحيح ذاتي من خلال تصليب وتقوية الوحدة الفلسطينية، وبشروط إصلاح منظمة التحرير واستعادة مؤسساتها لدورها الطبيعي في القضية الفلسطينية وفي استعادة ثقة الشارع الفلسطيني بها.. مطالب وشروط تواجه كلما نودي بها؛ بمواقف متكلسة وكسولة، واتهامات بالتآمر تنسف كل جهدٍ ومسعى لتنشيط الحوار، وبالتخلي عن المضمون الأساسي منه وبالتالي يكون مصيره العطب

النقطة المركزية تبقى بالإقلاع عن التمسك بالوحدة الفلسطينية كعنوان دون عملٍ تهتدي إليه الحالة الفلسطينية، والإقرار بأن كل الحالة الفلسطينية الحالية لم تعد بالمستوى المطلوب، وهي بحاجة للتنشيط والتجديد، وبأن المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس للنضال ومواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني من شأنه أن يحمي القضية من مقتلها، وهي نقطة تُقفل الباب أمام كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وتضع حدا لاستغلال التباين الموضوعي عند قطاعاته لإلغاء فعاليته والحد من طموحاته المشروعة بالتحرر من الاحتلال.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيون الاحتلال فلسطين الاحتلال المقاومة المصالحة التغيير مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة الحالة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی العدوان على

إقرأ أيضاً:

مجدي مرشد: مصر لن تسمح بالمساس بسيادتها أو بحقوق الشعب الفلسطيني

أعرب الدكتور مجدي مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر رئيس المكتب التنفيذي للحزب وعضو مجلس النواب، عن رفضه التام للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن فتح معبر رفح في اتجاه واحد بهدف دفع سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية، مؤكداً أن هذه التصريحات تمثل تجاوزاً مرفوضاً وتتناقض مع قواعد القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.

برلماني: رفع فيتش تصنيف مصر الائتماني يعكس نجاح الإصلاح الاقتصاديبرلماني: رفع فيتش تصنيف مصر الائتماني يعكس استقرار الاقتصاد و كفاءة السياسات الماليةالبرلمان العربي: التجديد للأونروا رسالة دعم واضحة لملايين اللاجئين الفلسطينيينبرلماني يشيد بدور الدولة في ترسيخ ثقافة التطوع وتمكين العمل الأهلي

وقال الدكتور مرشد- في تصريح اليوم - إن الموقف المصري ثابت وواضح منذ البداية لا تفريط في السيادة المصرية، لا قبول بأي شكل من أشكال التهجير، ولا السماح بالمساس بالقضية الفلسطينية أو تغيير واقعها الديمغرافي مؤكدا أهمية الالتزام باتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار

وأضاف أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قامت بدورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وحرصت دائماً على تثبيت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن معبر رفح هو منفذ فلسطيني–مصري يخدم أبناء غزة، وليس أداة في أي سياق يمكن أن يؤدي إلى تهجير أو تفريغ القطاع من سكانه، مشيراً إلى أن القاهرة كانت ولا تزال تتحرك من منطلق ثوابت وطنية واضحة تحمي الأمن القومي المصري وتحافظ على الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني.

وشدد الدكتور مرشد على أن “مصر ستظل داعمة لحقوق الفلسطينيين، ورافضة لأي محاولات لفرض حلول أحادية أو تغيير الوضع القائم بالقوة”، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف التصعيد، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ومنع أي مساعٍ إسرائيلية لفرض واقع جديد يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية.

واختتم مؤكداً أن مصر ثابتة على موقفها:" لا للتهجير.. لا للمساس بالأمن القومي المصري.. نعم لحقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقل".

طباعة شارك مجدي مرشد الدكتور مجدي مرشد حزب المؤتمر مجلس النواب قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • فعالية ووقفة نسائية بالضالع إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء ودعم القضية الفلسطينية
  • ندوة أكاديمية تستعرض تأثير الفيتو الأمريكي على القضية الفلسطينية
  • عمرو أديب: مصر لم تبع القضية الفلسطينية.. وأهدافنا إنهاء المأساة الإنسانية في غزة
  • محمد بن راشد: شكراً للجميع.. وستبقى الإمارات مسانداً وداعماً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق
  • قطر: لن نموِّل إعادة إعمار ما دمّره الآخرون في غزة.. وسنواصل دعم الشعب الفلسطيني
  • قطر: سنواصل دعم الشعب الفلسطيني.. ولن نمول إعادة إعمار ما دمّره الآخرون
  • قطر: لا جهة تملك حق ترحيل الشعب الفلسطيني من أرضه
  • مجدي مرشد: مصر لن تسمح بالمساس بسيادتها أو بحقوق الشعب الفلسطيني
  • خطيب المسجد الاقصى:القضية الفلسطينية بحاجة للأفعال وليس للشجب والاستنكار
  • “الشعبية” تشيد بالدور الصيني الداعم للشعب الفلسطيني ووقف العدوان “الإسرائيلي”