قوات النخبة في أوكرانيا تعتمد على التكنولوجيا لضرب خطوط الروس
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
في مواجهة التحصينات والدفاعات الروسية على الخطوط الأمامية للقتال، تستخدم قوات النخبة الأوكرانية وسائل تكنولوجية متطورة، وطرق غير تقليدية، لضرب واستهداف الأراضي التي تحتلها موسكو، حيث استطاعت تلك القوات تحقيق "نجاحات نوعية" خلال الفترة الماضية، وفقا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وفي العام الماضي، كان لدى قوات النخبة الأوكرانية "بعض الفرص للتسلل إلى الأراضي التي تحتلها روسيا ليلا للقضاء على أهداف العدو"، لكن مع وجود "حقول ألغام شاسعة ودفاعات روسية محصنة"، فإن المسيرات المسلحة بالمتفجرات تتكفل بأداء تلك المهمة.
وفي الوقت الحالي يعتمد القتال إلى حد كبير على "استخدام التكنولوجيا"، بما في ذلك مجموعة واسعة من المسيرات ذاتية التفجير التي يوجهها الجنود المهرة من مسافة آمنة، وهو تكتيك يوفر نسبة مخاطرة إلى مكافأة مفضلة أكثر من التسلل خلف الخطوط الروسية.
وتقول كييف إن تدمير البنية التحتية العسكرية الروسية داخل روسيا أو على الأراضي التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا أمر ضروري بالنسبة لهجومها المضاد بعد الغزو الذي بدأ في فبراير 2022، وفقا لوكالة "رويترز".
وتقود تلك الجهود وحدات القوات الخاصة مثل دائرة الأمن في أوكرانيا "A" أو "ألفا" والتي تساعد الألوية العسكرية النظامية في الهجوم المضاد في أوكرانيا، والذي يمتد الآن عبر جنوب شرق البلاد.
وقال النائب الأول لقائد قوات "ألفا" الأوكرانية، ويدعى أوليه، لـ"واشنطن بوست"، إن من المستحيل التسلل سرا خلف خطوط العدو، ويجب عليك استخدام نوع من معدات إزالة الألغام، مما يعني أن القوات الروسية سوف تكتشف المتسللين".
ويتم تدريب مقاتلي "ألفا" على القيام بكل شيء من إطلاق الصواريخ المضاد للدبابات إلى تشغيل أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة، ولديهم أفضل القناصين في أوكرانيا، لكن تم تركيز جهود الوحدة إلى "سبل استخدام المسيرات"، بعدما أصبح وصولهم إلى أهدافهم أكثر صعوبة.
في عام 1994، أنشأت دائرة الأمن الداخلي الرئيسية في أوكرانيا قسم "ألفا" مع تركيز جهوده على عمليات مكافحة الإرهاب، وهذا العمل لا يزال قائما، ولكن أضيف المزيد من المهام للوحدة وسط الحرب.
ومؤخرا، أكد رئيس وحدة جهاز الأمن الأوكراني، فاسيل ماليوك، أن الوحدة كانت مسؤولة عن مهاجمة جسر القرم العام الماضي، وهو هجوم دراماتيكي عطل مؤقتا طريق إمداد روسي رئيسي.
ولم يشير رئيس جهاز الأمن الأوكراني بشكل مباشر إلى أن بلاده تقف وراء الهجوم لكنه قال إن أي حادث تتعرض له السفن الروسية أو جسر القرم "خطوة منطقية وفعالة تماما تجاه العدو"، وفق "رويترز".
وكانت الوحدة أيضا، وراء ضربات الطائرات دون طيار البحرية الأخيرة على أسطول البحر الأسود الروسي، وفقا لمسؤول أوكراني، تحدث لـ"واشنطن بوست" شريطة عدم الكشف عن هويته.
وللانضمام إلى وحدة "ألفا" يتعين على المجندين اجتياز اختبار اللياقة واختبار جهاز كشف الكذب والفحص النفسي.
ومثل القوات الخاصة الأخرى، يمكن أن يكون وحدة "ألفا" مهام تقليدية مثل تشغيل مدافع الهاوتزر، لكن عادة ما يتم تنفيذ مهامهم من خلال مجموعات صغيرة، بهدف إلحاق خسائر كبيرة بالعدو باستخدام "أقل الموارد".
وقال أوليه إن فرقة ألفا وحدها دمرت أو دمرت أكثر من 322 دبابة وعربة مدرعة و48 نظام مدفعي و65 أداة خاصة، خلال العام الحالي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عيسى: الحرب الروسية الأوكرانية في تصعيد غير مسبوق
قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن الحرب الروسية الأوكرانية لم تعد مجرد صراع تقليدي، بل وصلت إلى مستويات تصعيد غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الجميع كان يتوقع أن تكون حربًا سريعة، إلا أن الواقع فرض معادلة معقدة وطويلة الأمد.
وأضاف خلال تقديمه برنامج "حديث القاهرة" على قناة القاهرة والناس، أن الحرب التي بدأت في 2022، فاجأت العالم بامتدادها واستمرارها رغم الجهود الدولية والمبادرات الدبلوماسية.
قصف مكثف داخل روسياوتابع عيسى أن الحدث الأخير داخل الأراضي الروسية لم يكن طبيعيًا، حيث كشفت التقارير عن قصف 137 طائرة مسيّرة أوكرانية لمواقع وقواعد جوية داخل روسيا، بالإضافة إلى إطلاق 41 صاروخًا عابرًا، وهو ما يكشف عن تطور نوعي في القدرات الهجومية لأوكرانيا.
لا انتصار قريب.. ولا نهاية في الأفقوأكد إبراهيم عيسى أن الرهانات على نهاية قريبة للحرب فشلت تمامًا، مشيرًا إلى أن روسيا، رغم قوتها، لم تحقق انتصارًا حاسمًا، كما أن أوكرانيا باتت أكثر شراسة في الدفاع والهجوم.
وأوضح أن الحرب تجاوزت الحسابات العسكرية البسيطة، وأصبحت صراعًا استراتيجيًا معقّد الأبعاد، لافتًا إلى أن روسيا سترد بقوة على الهجمات الأخيرة، ما يُنذر بمزيد من التصعيد في الفترة المقبلة.
وأكد عيسى حديثه بتأكيد أن "الكثيرين لا يتعلمون من التاريخ، الذي لم يُغلق كتابه بعد"، مضيفًا أن العالم لا يزال يكرر أخطاء الماضي في التعامل مع الصراعات الكبرى، مشيرًا إلى أن بقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي في الأيام الأولى كان أمنية عالمية بسبب هشاشة الوضع حينها.