غوتيريش: هناك حاجة إلى تنظيم عاجل للذكاء الاصطناعي بمشاركة جميع الدول
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
أستانا-سانا
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دول العالم إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي والاتفاق على أنظمة إدارة المخاطر التي يشكلها.
ونقلت نوفوستي عن غوتيريش قوله خلال اجتماع قمة منظمة شنغهاي للتعاون بالعاصمة الكازاخستانية أستانا: “يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانات هائلة لتسريع التنمية المستدامة لصالح الجميع، إلا أنه يتجاوز التنظيم، ويؤدي إلى تفاقم اختلال توازن القوى، وزيادة تركيز الثروة، وتقويض حقوق الإنسان، وزيادة التوترات والانقسامات”، مضيفاً: “نحن في حاجة ماسة إلى المشاركة الكاملة من جانب الحكومات العاملة في مجال التكنولوجيا والمجتمعات العلمية والمجتمع المدني للاتفاق على أنظمة لإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي ومراقبة الأضرار الناجمة عنه وتخفيفها”.
وشدد الأمين العام على أن هذه العملية تتطلب مشاركة جميع الدول وليس فقط الدول الغنية، معرباً عن استعداد الأمم المتحدة لتوفير منصة لذلك.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في المدارس: أي الدول الأوروبية يعتمد معلموها هذه التقنيات أكثر من غيرها؟
يتفاوت اعتماد المعلّمين على الذكاء الاصطناعي في أوروبا، إذ تُبدي بعض الدول حذرًا أكبر من غيرها. ويستخدم معظم المعلّمين هذه التقنيات خصوصًا في التحضير للدروس، فيما يتوقع خبراء أن يتسع نطاق استخدامها خلال السنوات المقبلة، مع التأكيد على أهمية الاستخدام المسؤول.
أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءا من الحياة اليومية، وقد تطورت الأدوات والفرص التي تقدمها الشركات الكبرى في هذا المجال بسرعة خلال الأعوام الأخيرة، والتعليم ليس استثناء؛ إذ يكشف مسؤولون ومعلمون وباحثون كيف يستخدم الطلاب أدوات مثل "ChatGPT" لإنجاز الواجبات، وفي الوقت نفسه يتيح الذكاء الاصطناعي دعما قيّما للمعلمين. وبحسب مسح "التدريس والتعلم الدولي" (TALIS) التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، يختلف استخدام المعلمين للذكاء الاصطناعي بشكل ملموس في أنحاء أوروبا حتى عام 2024؛ ففي 32 بلدا، تتراوح نسبة معلمي المرحلة الإعدادية الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بين 14 في المئة في فرنسا و52 في المئة في ألبانيا، ويبلغ المتوسط 32 في المئة في الاتحاد الأوروبي (EU-22) مقابل 36 في المئة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (27 بلدا). يشمل تعريف الاستخدام في المسح عمليات التنبؤ واقتراح القرارات أو توليد النصوص، سواء في التدريس أو لتيسير تعلم الطلاب خلال 12 شهرا السابقة للمسح. ولا تظهر أنماط إقليمية قوية بوضوح، رغم أن دول أوروبا الغربية تميل إجمالا إلى معدلات استخدام أدنى مقارنة بغرب البلقان وشرق أوروبا؛ وإلى جانب ألبانيا، بلغت نسبة المعلمين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي مرة واحدة على الأقل اثنين من كل خمسة أو أكثر في ثمانية بلدان/اقتصادات، هي: مالطا (46)، التشيك (46)، رومانيا (46)، بولندا (45)، كوسوفو (43)، شمال مقدونيا (42)، النرويج (40) والمنطقة الفلمنكية في بلجيكا (40).
لماذا تختلف معدلات استخدام الذكاء الاصطناعي؟أقل نسب الاستخدام سُجّلت في بلغاريا (22)، هنغاريا (23)، المنطقة الناطقة بالفرنسية في بلجيكا (23)، تركيا (24)، إيطاليا (25)، فنلندا (27)، مونتينيغرو (28) وسلوفاكيا (29). وتفسّر الفوارق بعدة عوامل: فقد أوضح متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن الحكومات تبنّت مواقف سياسية متباينة حيال الذكاء الاصطناعي في التعليم، ما قد يؤثر في وعي المعلمين واستخدامهم للتكنولوجيا، وقال لـ "Euronews Next": "بعض البلدان كانت أكثر استباقية في قيادة استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي تشمل قطاع التعليم، فيما اتخذت أخرى نهجا أكثر حذرا إزاء الذكاء الاصطناعي واستخدام النماذج التوليدية في الصفوف، عبر قواعد أشد صرامة بحسب عمر الطلاب". ولفت روتشن لي، مدير مشروع أول في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن "البنية التحتية، والقيود التقنية مثل الجدران النارية، والمواقف الاجتماعية تجاه استخدام التكنولوجيا في المدارس، والسياسات التي قد تشجّع أو تثني المعلمين عن استخدام الذكاء الاصطناعي" يمكن أن تفسّر هذه الفوارق، مضيفا لـ "Euronews Next": "نرى علاقة قوية على مستوى الدول بين حجم التدريب المقدم على استخدام الذكاء الاصطناعي ومستويات استخدامه". وأشار بن هيرتز وأنطوان بيلجين، مديرا الشؤون البيداغوجية والبحث في "European Schoolnet"، إلى أن التباينات الواسعة تعكس بيئة كل بلد وسياساته وثقافته التعليمية، مع تبنّي بعض الدول موقفا وطنيا أكثر احترازاً؛ فإتاحة الدعم العملي مثل التدريب والبنية التحتية تُعد عاملا مسرّعا حاسما، وتؤكد بيانات TALIS أنه في الأنظمة ذات الاستخدام الأعلى، يكون المعلمون أكثر احتمالا لتلقّي تعلّم مهني في الموضوع. وعلى سبيل المثال، بدأت فرنسا هذا العام تنفيذ تدريب وطني على الذكاء الاصطناعي في المدارس العامة (بعد جمع بيانات TALIS)، مضيفين: "الحذر، وغموض القواعد، ومحدودية البنية التحتية عوامل محتملة تفسّر بطء الاعتماد، خاصة في مجال جديد وجدلي مثل الذكاء الاصطناعي". كما تشير مارتينا دي ريدولفو، منسقة السياسات في اللجنة النقابية الأوروبية للتعليم (ETUCE)، إلى أسباب إضافية مثل توفر وجودة التدريب، وعبء العمل، ونقص المعلمين، والدافع الشخصي والفضول، وقالت لـ "Euronews Next" إن هذه العوامل تسهم في الفجوة بين الأنظمة.
لِمَ يستخدم المعلمون الذكاء الاصطناعي؟من بين المعلمين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي، يقول في المتوسط داخل الاتحاد الأوروبي (EU-22) قرابة الثلثين (65 في المئة) إنهم يوظفونه للتعلّم بكفاءة عن موضوع ما وتلخيصه، ويستخدمه 64 في المئة لتوليد خطط دروس أو أنشطة، ما يدل على أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم أساسا في تحضير المعلم نفسه. وتشير النتائج أيضا إلى أن الاستخدامات المباشرة داخل الصف أو المواجهة للطلاب أقل شيوعا، وأن مهام التقييم هي الأقل استخداما؛ ويرجّح هيرتز وبيلجين أن كثيرا من المعلمين سيواصلون استخدامه "خلف الكواليس" في الحاضر والمستقبل القريب، فيما يرى روتشن في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساند المعلمين في الأعمال الإدارية، بما يحرّر وقتهم وطاقتهم لمهام أقرب إلى التدريس المباشر.
أغراض أخرى ونِسَبها:
مساعدة الطلاب على ممارسة مهارات جديدة في سيناريوهات واقعية (49) دعم الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة (40) الضبط التلقائي لصعوبة مواد الدروس وفق احتياجات تعلم الطلاب (39) توليد نص لتغذية راجعة للطلاب أو للتواصل مع أولياء الأمور/الأوصياء (31) مراجعة بيانات مشاركة الطلاب أو أدائهم (29) تقييم أو تصحيح أعمال الطلاب (26) ما التالي للذكاء الاصطناعي في المدارس؟يتفق الخبراء على أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم ينمو بثبات وسيواصل التوسع، مع التحذير من ضرورة الاستخدام المسؤول ووضوح الإرشادات والوعي بما قد ينطوي عليه من مثالب. ويشير هيرتز وبيلجين في "European Schoolnet" إلى أنه مع الوقت سيتفاعل الذكاء الاصطناعي مباشرة أكثر مع الطلاب، مثلا عبر اقتراح أنشطة مُصمَّمة شخصيا أو تقديم تغذية راجعة آنية، لكنهما يقولان: "ينبغي أن يظل المعلم الطرف الرئيسي بين الطالب والتكنولوجيا حفاظا على استقلاليته وإشرافه الأخلاقي ودوره الرعائي". وتشدد اليونسكو على الدور المحوري للمعلمين مع اتساع استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، إذ قال متحدثها: "يجب أن تُكمل أدوات الذكاء الاصطناعي عمل المعلمين لا أن تستبدلهم، وأن يتوافق استخدامها مع المعايير الأخلاقية والأهداف التربوية، مع الحفاظ على استقلالية المعلمين والمتعلمين وخصوصيتهم". وتتوقع دي ريدولفو اتساع الاستخدام بين المعلمين والطلاب، لا سيما مع الأدوات التوليدية، لكنها تبرز هاجسا آخر: "نظرا إلى النقص الحاد في المعلمين الذي نواجهه في أوروبا، نرى مخاطر ملموسة على تأهيل المهنة ومهاراتها"، كما لفتت إلى قيد في مسح منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: فالبيانات لا تقول شيئا عن وتيرة هذا الاستخدام، ولا عمّا إذا كان المعلمون يستخدمون الذكاء الاصطناعي بانتظام أم جرّبوه مرات قليلة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة