سفارة الصين بالقاهرة: خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
أعلنت سفارة الصين بالقاهرة، خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والتي تدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فعالة على أساس الأهداف والمبادئ المتمثلة في التوجه نحو الخير وخدمة الشعب واحترام السيادة والتوجه نحو التنمية والأمان وقابل للتحكم والعدالة والمنفعة للجميع والانفتاح والتعاون، بما يدفع سويا تنمية وحوكمة الذكاء الاصطناعي في العالم.
وأكدت السفارة- في تقرير وزعته، اليوم الأربعاء أهمية المشاركة الفعالة والتعاون المشترك، لتسريع بناء البنية التحتية الرقمية، واستكشاف آفاق الابتكار العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز انتشاره وتطبيقه عالميا، وإطلاق إمكانياته الضخمة في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساهمة في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030 ومواجهة التحديات العالمية.
ودعت بكين إلي الدفع نحو التطور المبتكر للذكاء الاصطناعي والالتزام بروح الانفتاح والمشاركة، والتشجيع على الاستكشاف الجريء، وبناء منصات التعاون الدولي المتنوعة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتهيئة بيئة سياسية صديقة للابتكار، وتعزيز التنسيق السياسي والرقابي، وتسهيل التعاون التكنولوجي وتنفيذ مخرجاته، وإزالة الحواجز التقنية، بما يحقق اختراقات مبتكرة وتنمية مستمرة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتوسع في سيناريوهات التطبيق المنفتح لـ"الذكاء الاصطناعي +"، و العمل علي رفع مستوى التنمية المبتكرة للذكاء الاصطناعي في العالم.
وشددت على ضرورة العمل على تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الصناعة والاستهلاك والتجارة والرعاية الصحية والتعليم والزراعة والحد من الفقر، وتوسيع استخدامه في السيناريوهات مثل القيادة الذاتية والمدن الذكية، وبناء نظام الاستخدام السليم والمتنوع للذكاء الاصطناعي، فضلا عن الدفع ببناء البنية التحتية الذكية ومشاركتها، والتعاون في تطبيق الذكاء الاصطناعي عبر الحدود، وتبادل أفضل الممارسات، والعمل سويا على استكشاف سبل تمكين الاقتصاد الحقيقي من قبل الذكاء الاصطناعي.
وأكد التقرير أهمية تسريع بناء البنية التحتية الرقمية للطاقة النظيفة والشبكات من الجيل الجديد وقدرات الحوسبة الذكية ومراكز البيانات، واستكمال أنظمة الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية المتكاملة، والدفع ببناء النظام الموحد لقدرة الحوسبة، ودعم كافة الدول، وخاصة دول الجنوب العالمي، لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وخدماته بشكل يتوافق مع ظروفها الوطنية، بما يساعد الجنوب العالمي في التعرف على الذكاء الاصطناعي وتطبيقه بشكل حقيقي، ويحقق التنمية الشاملة للذكاء الاصطناعي.
وطالبت بكين، بالعمل على تهيئة بيئة متنوعة ومنفتحة للابتكار من خلال الاستفادة الكاملة من دور حكومات الدول والأوساط الصناعية والأكاديمية وغيرها من الكيانات والآليات والمنصات، لتعزيز التواصل والحوار الدولي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتطوير مجتمعات مفتوحة المصدر عبر الحدود ومنصات مفتوحة المصدر الآمنة والموثوقة، والدفع بمشاركة الموارد الأساسية، وإزالة الحواجز أمام ابتكار وتطبيق التكنولوجيا، وتجنب تكرار الاستثمار وهدر الموارد، بما يضمن وصول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى الجميع.
وأشارت إلى أهمية الدفع بإنشاء أنظمة الامتثال مفتوحة المصدر، وتحديد وتطبيق قواعد الأمن التقني للمجتمعات مفتوحة المصدر، التشجيع على المشاركة المنفتحة لموارد التطوير، مثل الوثائق التقنية ووثائق الواجهات، والعمل على تهيئة بيئة مفتوحة المصدر مثل التوافق والمواءمة بين المنتجات في كامل السلسلة الصناعية والتواصل والترابط، بما يحقق التدفق الحر للموارد التكنولوجية غير الحساسة.
وشددت على ضرورة العمل على توفير بيانات عالية الجودة والتعاون في التدفق المنتظم للبيانات وفقا للقانون، واستكشاف سبل بناء آلية عالمية لمشاركة البيانات، والتعاون في تطوير قاعدة البيانات عالية الجودة، بما يغذي تنمية الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أهمية العمل على حماية الخصوصية وأمن البيانات، وتعزيز تنوع البيانات اللغوية للذكاء الاصطناعي، وإزالة التمييز والتحيز، لتعزيز وحماية والحفاظ على بيئة الذكاء الاصطناعي وتنوع الحضارة البشرية.
ودعت الصين إلى التعامل الفعال مع قضايا الطاقة والبيئة وذلك من خلال تكريس مفهوم "الذكاء الاصطناعي المستدام"، ودعم الجهود لاستكشاف أنماط تنمية الذكاء الاصطناعي الموفرة للموارد والصديقة للبيئة، والعمل سويا على تحديد معايير كفاءة الذكاء الاصطناعي، وتعميم تقنيات الحوسبة الخضراء مثل الرقائق منخفضة استهلاك الطاقة والخوارزميات عالية الكفاءة وتشجيع الحوار والتعاون حول سبل توفير الطاقة في عملية تطوير الذكاء الاصطناعي.
كما طالبت الصين بدفع الذكاء الاصطناعي لتمكين التحول الأخضر ومواجهة التغير المناخي وحماية التنوع البيولوجي، وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات ذات الصلة، وتعزيز التعاون الدولي ومشاركة أفضل الممارسات، مشيرة إلى أهمية تعزيز التوافق حول المعايير والتنظيمات من خلال دعم الحوار بين أجهزة وضع المعايير في مختلف الدول، بالاعتماد على الاتحاد الدولي للاتصالات والمنظمة الدولية للتقييس واللجنة الكهروتقنية الدولية، مع الاهتمام بدور قطاع الصناعة، والإسراع بإعداد وتعديل المعايير التقنية في المجالات المحورية مثل الأمن والصناعة والأخلاقيات، بما يساهم في بناء نظام المعايير العلمي والشفاف والشامل في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد التقرير أهمية العمل على إزالة تحيز الخوارزميات، وتحقيق التوازن بين التقدم التقني والوقاية من المخاطر والأخلاقيات الاجتماعية، وتعزيز المواءمة والتكامل بين أنظمة المعايير وكذلك أهمية تطبيق الذكاء الاصطناعي أولا في القطاع العام، وأن يكون القطاع العام في كافة الدول رائدا وقدوة في تطبيق وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ويجب العمل على نشر الذكاء الاصطناعي الموثوق في قطاعات الخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم والنقل، وتعزيز التعاون الدولي و في الوقت نفسه، إجراء التقييم الدوري لأمن أنظمة الذكاء الاصطناعي، مع احترام حقوق الملكية الفكرية مثل براءة الاختراع وحقوق تأليف البرمجيات.
وشددت على ضرورة الامتثال الصارم لحماية البيانات والخصوصية، واستكشاف سبل المعاملات المشروعة والمنتظمة لبيانات التدريب، والعمل سويا على الاستخدام القانوني والمفتوح للبيانات، ورفع مستوى الإدارة العامة والخدمات العامة.
ولفت التقرير إلى أهمية تعزيز الحوكمة الأمنية للذكاء الاصطناعي، وذلك من التقييم المبكر لمخاطر الذكاء الاصطناعي، وتقديم تدابير وقائية ومستهدفة، وبناء إطار الحوكمة الأمنية ذي التوافق الواسع واستكشاف سبل الإدارة على مستويات وأصناف مختلفة، وبناء نظام التقييم والاختبار لمخاطر الذكاء الاصطناعي، وتعزيز مشاركة معلومات التهديد وبناء آليات مواجهة الطوارئ، واستكمال لوائح حماية البيانات والمعلومات الشخصية، وتعزيز الإدارة لأمن البيانات في عمليات جمع بيانات التدريب وصناعة النماذج وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتنفيذ معايير أمن التطوير.
ودعت بكين إلى تعزيز التعاون الدولي في بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي ووضعه في موقع بارز ضمن جدول أعمال الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتشجيع الدول الرائدة في هذا المجال على اتخاذ خطوات عملية، مثل التعاون في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وإقامة مختبرات مشتركة، وبناء منصات الاعتراف المتبادل للتقييمات الأمنية، وتنظيم البرامج التدريبية لبناء القدرات، وتنظيم الفعاليات لربط العرض بالطلب في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير مجموعات البيانات عالية الجودة وقواعد البيانات اللغوية عالية الجودة، لدعم الدول النامية في بناء القدرات الشاملة في ابتكار وتطبيق وحوكمة الذكاء الاصطناعي.
وطالبت الصين بإقامة نموذج الحوكمة الشامل بمشاركة الأطراف المتعددة والعمل على دعم إقامة منصات الحوكمة الشاملة التي تقوم على المصلحة العامة وتشارك فيها مختلف الكيانات، وتشجيع شركات الذكاء الاصطناعي من مختلف الدول على إجراء الحوار والتبادل، والاستفادة من التجارب العملية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، لدفع التعاون في ابتكار وتطبيق الذكاء الاصطناعي والتعاون في مجالات الأمن والأخلاقيات في السيناريوهات المحددة.
اقرأ أيضاًتمكنك من قياس الملابس افتراضيًا.. «جوجل» تكشف عن ميزة باستخدام الذكاء الاصطناعي
كيف تواكب المؤسسات الدينية الذكاء الاصطناعي دون تفريط في الفتوى؟ مفتي الجمهورية يُجيب
مصروفات كليات الذكاء الاصطناعي 2025.. وتوقعات التنسيق
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي سفارة الصين بالقاهرة مواجهة التحديات العالمية فی مجال الذکاء الاصطناعی بناء البنیة التحتیة للذکاء الاصطناعی التعاون الدولی مفتوحة المصدر عالیة الجودة الاصطناعی فی والتعاون فی التعاون فی العمل على فی بناء
إقرأ أيضاً:
السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
في لحظة فارقة على الساحة التكنولوجية الدولية، جاء إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجا لغويا ضخما يُعد من بين الأفضل في العالم، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدق ناقوس الخطر في الأوساط الاستخباراتية الأميركية.
واعتبر ترامب ما جرى "جرس إنذار" في حين أقر مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن مجتمع الاستخبارات الأميركي "فوجئ" بسرعة التقدم الصيني، وفق مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيجريون لفرنسا: اعترفي بالجرائم الاستعمارية وعوضي عنهاlist 2 of 2أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزةend of listوفي العام الماضي، أبدت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قلقها من احتمال أن يتفوق الجواسيس والجنود الصينيون في سرعة تبنّي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) فأطلقت خطة طوارئ لتعزيز اعتماد المجالين الاستخباراتي والعسكري على هذه التقنية.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن الخطة تضمنت توجيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات ووزارة الطاقة (المسؤولة عن إنتاج الأسلحة النووية) بتكثيف تجاربها على النماذج الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وتوثيق التعاون مع مختبرات القطاع الخاص الرائدة مثل أنثروبيك وغوغل ديب مايند، وأوبن إيه آي.
سباق مفتوحوفي خطوة ملموسة، منح البنتاغون، في 14 يوليو/تموز الجاري، عقودا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار لكل من تلك الشركات بالإضافة إلى "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، بهدف تطوير نماذج من الذكاء الاصطناعي الوكيل الذي يمكنه اتخاذ القرارات، والتعلم المستمر من التفاعلات، وتنفيذ مهام متعددة من خلال تقسيمها إلى خطوات وتحكّمها بأجهزة أخرى مثل الحواسيب أو المركبات.
لكن هذا السباق لا يقتصر -برأي إيكونوميست- على البنتاغون. إذ باتت نماذج الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة داخل الوكالات الاستخباراتية، لتُستخدم في تحليل البيانات السرية والتفاعل مع المعلومات الحساسة.
الشركات طورت نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام
كما طوّرت الشركات نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام.
إعلانففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن 26 من منتجاتها في الحوسبة السحابية حصلت على تصريح لاستخدامها في وكالات الاستخبارات.
وفي يونيو/حزيران، أعلنت أنثروبيك عن إطلاق نموذج "كلود غوف" (Claude Gov) وهو روبوت دردشة جديد مصمم خصيصا للجهات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُستخدم بالفعل على نطاق واسع في جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب نماذج أخرى من مختبرات منافسة.
منافسون آخرونليست وحدها الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذه التطورات، حيث تفيد المجلة أن بريطانيا تسعى إلى تسريع وتيرة اللحاق بالركب، ناقلة عن مصدر بريطاني رفيع -لم تُسمِّه- تأكيده أن جميع أعضاء مجتمع الاستخبارات في بلاده بات لديهم إمكانية الوصول إلى "نماذج لغوية ضخمة عالية السرية".
وعلى البر الرئيسي للقارة، تحالفت شركة ميسترال الفرنسية -الرائدة والوحيدة تقريبا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى أوروبا- مع وكالة الذكاء الاصطناعي العسكري بالبلاد، لتطوير نموذج "سابا" (Saba) المدرّب على بيانات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتميز بإتقانه العربية ولغات إقليمية أخرى مثل التاميلية.
أما في إسرائيل، فقد أفادت مجلة "+972" أن استخدام الجيش نموذج "جي بي تي-4" (GPT-4) الذي تنتجه شركة "أوبن إيه آي" قد تضاعف 20 مرة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مؤشر إلى مدى تسارع تبنّي هذه النماذج في السياقات العسكرية الحية.
ورغم هذا النشاط المحموم، يقرّ خبراء داخل القطاع بأن تبنّي الذكاء الاصطناعي بأجهزة الأمن لا يزال متواضعا. وتقول كاترينا مولِّيغان المسؤولة عن شراكات الأمن في "أوبن إيه آي" إن اعتماد الذكاء الاصطناعي "لم يصل بعد إلى المستوى الذي نأمله".
وحتى مع وجود جيوب من التميز، كوكالة الأمن القومي الأميركية، إلا أن العديد من الوكالات ما تزال تتخلف عن الركب، إما بسبب تصميمها واجهات تشغيل خاصة بها، أو بسبب الحذر البيروقراطي في تبني التحديثات السريعة التي تشهدها النماذج العامة.
ويرى بعض الخبراء أن التحول الحقيقي لا يكمن في استخدام روبوتات دردشة فحسب، بل في "إعادة هندسة المهام الاستخباراتية نفسها" كما يقول تارون تشابرا المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، والمدير الحالي للسياسات الأمنية في شركة أنثروبيك.
لعبة تجسس بالذكاء الاصطناعيفي المقابل، تُحذر جهات بحثية من المبالغة في الآمال المعقودة على هذه النماذج، حيث يرى الدكتور ريتشارد كارتر (من معهد آلان تورينغ البريطاني) أن المشكلة الأساسية تكمن في ما تُنتجه النماذج من "هلوسات" -أي إجابات غير دقيقة أو مضللة- وهو خطر كبير في بيئة تتطلب الموثوقية المطلقة.
وقد بلغت نسبة الهلوسة في أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "الوكيل" الذي تنتجه "أوبن إيه آي" حوالي 8%، وهي نسبة أعلى من النماذج السابقة.
وتُعد هذه المخاوف -بحسب إيكونوميست- جزءا من تحفظ مؤسسي مشروع، خاصة في أجهزة مثل وكالة الاستخبارات والأمن البريطانية المعروفة اختصارا بحروفها الإنجليزية الأولى "جي سي إتش كيو" (GCHQ) التي تضم مهندسين لديهم طبيعة متشككة تجاه التقنيات الجديدة غير المُختبرة جيدا.
إعلانويتصل هذا بجدل أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. فالدكتور كارتر من بين أولئك الذين يرون أن بنية النماذج اللغوية العامة الحالية لا تُناسب نوع التفكير السببي الذي يمنحها فهما متينا للعالم. ومن وجهة نظره، فإن الأولوية بالنسبة لوكالات الاستخبارات يجب أن تكون دفع المختبرات نحو تطوير نماذج جديدة تعتمد على أنماط تفكير واستدلال مختلفة.
الصين في الصورةورغم تحفّظ المؤسسات الغربية، يتصاعد القلق من تفوق الصين المحتمل. يقول فيليب راينر من معهد الأمن والتكنولوجيا في وادي السيليكون "لا نزال نجهل مدى استخدام الصين نموذج ديب سيك (DeepSeek) في المجالين العسكري والاستخباراتي" مرجحاً أن "غياب القيود الأخلاقية الصارمة لدى الصين قد يسمح لها باستخلاص رؤى أقوى وبوتيرة أسرع".
موليغان: ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، لكن نخسر سباق التبني الفعلي له
وإزاء هذا القلق، أمرت إدارة ترامب، في 23 يوليو/تموز الجاري، وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات بإجراء تقييمات دورية لمستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمنية الأميركية مقارنة بمنافسين مثل الصين، وتطوير آلية للتكيّف المستمر.
ويجمع المراقبون تقريبا على نقطة جوهرية، وهي أن الخطر الأكبر لا يكمن في أن تندفع أميركا بلا بصيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بل في أن تظل مؤسساتها عالقة في نمطها البيروقراطي القديم.
وتقول كاترينا مولِّيغان "ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي AGI) لكن نخسر سباق التبني الفعلي له".