بوابة الوفد:
2025-08-01@08:37:26 GMT

المتصهينون العرب

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

رغم أن أهوال الحرب على غزة تستدعى التكاتف وعدم الدخول فى معارك فرعية، إلا أن موقف البعض والذى يبدو مناصرا ومتطابقا مع الرؤية الإسرائيلية يفرض عدم السكوت فى ضوء التأثير السلبى لذلك الموقف على مسار الأوضاع الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين القابعين تحت نيران الاحتلال.
يتمثل هذا الموقف فى قطاع من العرب سواء فى موقع القيادة أم الإعلام أم النخب يتبنى المواقف الصهيونية بشكل يتجاوز ربما مواقف الإسرائيليين الذين يعيشون تحت كنف حكومة نتانياهو.

صحيح أنك يمكن أن تجد مواقف شبيهة على الجانب الإسرائيلى فى مناصرتها للموقف العربى، إلا أن ذلك يمكن تبريره بصحة الموقف الفلسطينى وعدالته والذى يتمثل فى أنه شعب يقاوم محتلا.
تنصب أغلب مواقف هؤلاء فى محاولة خلط الأوراق بشأن أبعاد ما جرى فى 7 أكتوبر وإلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية باعتبارها أس البلاء فيما جرى ويجرى وما يعانيه فلسطينيو غزة من نكبة بسبب الوحشية الإسرائيلية. ويتغافل أمثال هؤلاء عن بعد مهم يتمثل فى أن طوفان الأقصى مهما كان هناك من تحفظات عليه إنما يعتبر نتيجة وليس سببا، وأنه يأتى كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلى ومساعى تل أبيب للقضاء على القضية الفلسطينية.
من جانب ثانٍ يتماهى البعض الآخر مع الرؤية الإسرائيلية فى العداء لحماس باعتبارها امتدادا للتيار الإسلامى، متناسين أنه مهما كانت الاختلافات الفكرية مع الحركة فإنها تحارب فى المعركة الصحيحة. على جانب آخر فإن البعض من هؤلاء يحاول تأليب المواطنين فى غزة ضد المقاومة، وهى مهمة فشلت فيها اسرائيل، بدعوى أنها السبب فى كل هذا الخراب الذى لم يشهدوه ربما منذ 48.
للأسف فإن أصوات هؤلاء منتشرة وعالية فى عالمنا العربى باتساعه وللأسف أيضا فإنه يتم إفساح المجال لهم فى بعض فضائياتنا المعروفة والمعروف توجهاتها التى تؤاخذ عليها. غير أنهم لا يشعرون بالخجل مما يقولونه ولعل فى تبنى اعلام عربى وغير عربى بل وهيئات أجنبية لهم ما يوفر لديهم مثل هذا الشعور بالاستقواء والعمل بجهد لنشر أفكارهم أو تلك التى يفرض عليهم أو يطلب منهم نشرها.
من هؤلاء للأسف كاتب سعودى معروف بمواقفه المناوئة للمقاومة يدعى عبدالعزيز الخميس راح يعلن دون أن يرف له جفن أن حركة حماس يجب أن تنتهى وأنه اذا انتهت الحرب الجارية حاليا فى غزة دون القضاء على حماس فهو انتصار لها وهزيمة لإسرائيل وهزيمة للعالم الحر. ليس ذلك فقط بل إن الرجل لا فض فوه يقول بثقة يحسد عليها إن حماس يجب أن تنتهى لكى تعيش غزة فى أمان واستقرار.
لك أن تستغرب مثل هذا الموقف من كاتب عربى لكن استغرابك ودهشتك ستزولان عندما تعلم أنه وسط أهوال الحرب والتى تمثل أحدث أشكال الإبادة الجماعية لم يشعر خميس بالخجل من أن يشارك فى مؤتمر هيرتسيليا الذى عقد فى جامعة رايخمان الإسرائيلية يومى 25 و26 من شهر يونيو الماضى تحت شعار الرؤية والإستراتيجية فى عصر عدم اليقين.
واذا كان هذا نموذج فجا، فبعض وسائل إعلامنا العربى من فضائيات وصحف تمتلئ بأمثال هؤلاء حتى يحق لك أن تتساءل عما اذا كنت تقرأ صحفا عربية أم عبرية وعما إذا كنت تشاهد قناة عربية أم عبرية.
ربما يكون كشف زيف هذه الرؤى هو السبيل الأمثل فى إطار معركة الصراع على عقول العرب والمسلمين بخصوص وضع إسرائيل فى المنطقة ومحاولات فرض مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات أهوال الحرب نيران الاحتلال الرؤية الإسرائيلية

إقرأ أيضاً:

ضياء رشوان: تظاهرات «الحركة الإسلامية» بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم

أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان، أن مظاهرات ما يسمى بالجناح الشمالي للحركة الإسلامية داخل إسرائيل، بقيادة رائد صلاح وكمال الخطيب، ضد السفارة المصرية في تل أبيب، تمثل كشفًا صريحًا لنوايا جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي، مشيرًا إلى أنهم «وفروا علينا عناء التحليل والتأويل».

وقال «رشوان»، خلال حواره مع الإعلامية نانسي نور، في برنامج «ستوديو إكسترا» على فضائية «إكسترا نيوز»، إن ما جرى يثير علامات استفهام كبيرة، مؤكدًا أن المشهد بسيط وواضح فدولة الاحتلال قتلت وجرحت ما يزيد على 200 ألف فلسطيني خلال العدوان الأخير على غزة، والكثير من هؤلاء ينتمون لعائلات فلسطينيي الداخل، حيث يشكل اللاجئون 70% من سكان القطاع ومعظمهم من حيفا ويافا ومناطق أخرى هُجّروا منها عام 1948.

وأوضح «رشوان»: «هؤلاء الذين ظلوا في غزة رافضين الاستقرار في أي مكان آخر، أملًا في العودة، ينتمون في الأصل لنفس المناطق التي يعيش فيها الآن رائد صلاح وكمال الخطيب وأمثالهم من الحركة الإسلامية، ورغم ذلك لم نرى تحركًا واحدًا منهم ضد الاحتلال، حتى خرجوا يتظاهرون على بعد خطوات من وزارة الدفاع الإسرائيلية والكنيست، ولكن ليس ضد من يقتل أهلهم في غزة، بل ضد السفارة المصرية».

وأكد رشوان» أن هذا الموقف لا يمكن تفسيره إلا باعتباره جزءًا من مخطط سياسي يهدف إلى حرف البوصلة عن العدو الحقيقي وهو الاحتلال الإسرائيلي، وتحويل الغضب الشعبي العربي نحو مصر الدولة العربية التي تتحمل عبء دعم الفلسطينيين سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا منذ بداية العدوان.

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: تظاهرات «الحركة الإسلامية» بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم
  • محللون إسرائيليون: الجيش يطيل أمد الحرب ويعاقب الرافضين العودة لغزة
  • البحر يبتلع عشرات المصريين.. كارثة غرق مأساوية قبالة سواحل ليبيا
  • ترامب يكشف عن انطباعه وزوجته ميلانيا بشأن صورالمجاعة والموت في غزة
  • مستشار عسكري: ارتباك في الموقف الأمريكي بسبب السياسات الإسرائيلية في غزة |فيديو
  • جُدُر ترامب والنتن!
  • تسلم البطن الجابتك
  • الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
  • تحركات الرباعية ربما تضع الحكومة السودانية بين خيارين لا ثالث لهما
  • البنك العربي الأفريقي الدولي يقود إصدار سندات توريق بقيمة 4.7 مليار جنيه