(CNN)--  قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، إنه والسيدة الأولى ميلانيا ترامب تأثرا بشدة بصور المجاعة والموت جوعا في غزة.

وأضاف ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء سفره من اسكتلندا إلى واشنطن عن السيدة الأولى: "إنها تعتقد أن الوضع مروع، وهي ترى نفس الصور التي تراها، والتي نراها جميعًا، وأعتقد أن الجميع، ما لم يكونوا قاسيي القلوب أو أسوأ من ذلك، مجانين، لا يوجد شيء يمكن قوله سوى أن الأمر مروع عندما ترى الأطفال".

وتابع: "هؤلاء أطفال، كما تعلمون، سواء تحدثوا عن المجاعة أم لا، هؤلاء أطفال يتضورون جوعا".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو دونالد ترامب قطاع غزة ميلانيا ترامب

إقرأ أيضاً:

غزة بين موت الضمير وعار الخذلان والتآمر

لا زالت غزة تعاني من حصار خانق في ظل العدوان الصهيوني على شعبها الأعزل حتى أنه لم يبق حجرا أو شجرا، وأصبح الجوع لأهل غزة يفرض نفسه، وفي ظل الفتات من الغذاء الذي يقدمه العدو الصهيوني كان القتل مصير من يقترب من هذا الفتات.

إن الحكومة الصهيونية اتخذت من المجاعة وسيلة لتهجير أهل غزة، حيث عملت على إطالة أمد هذه المجاعة، ولم تسمح إلا بكميات ضئيلة من المساعدات، عبر منظمة سرية مدعومة من الولايات المتحدة تدير أربع نقاط توزيع عسكرية؛ ليس مهمتها سد القليل من حاجات الناس، بل قُتل المئات منهم أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في مناطق "فخاخ الموت" المخصصة لتوزيع المساعدات.

وهذه السياسة لتشديد الحصار للقتل بالجوع من ناحية والقتل بالرصاص والقنابل الفتاكة من ناحية أخرى؛ انتهجها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حيث فرض هذا الحصار على غزة منذ 19 أيار/ مايو، وهو في الوقت نفسه يدعي أن حكومته تعمل على منع "أزمة مجاعة"، كما أنه عمل هدنة جزئية وشكلية لمدة ساعات لتجميل شكله، ولأن عددا من أشد حلفاءه في الخارج أبلغوه أنهم لن يتسامحوا مع صور المجاعة، ومع ذلك في ظل هذه الهدنة التي سموها إنسانية لم تسكت أصوات القصف والغارات وما زال يسقط المزيد من الشهداء.

إن غزة لم تشهد يوما جوعا كما نراه اليوم بأم أعيينا، وقد سجّل مسؤولو الصحة العامة 43 حالة وفاة بسبب الجوع؛ بينما كان العدد الإجمالي 68 حالة وفاة قبل ذلك. وقد أظهرت شهادات العديد من السكان المحليين والأطباء، والبيانات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية ومؤسسة غزة الإنسانية والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى أن الغذاء بدأ ينفد. وقد حذّرت أكثر من 100 منظمة إغاثة عاملة في غزة، منها أطباء بلا حدود، وأنقذوا الأطفال، وأوكسفام، في بيان مشترك هذا الأسبوع، من تفاقم أزمة المجاعة في غزة، كما صرّح رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بأن "نسبة كبيرة" من سكان غزة يتضورون جوعا. وأضاف: "لا أعرف ما يُمكن تسميته سوى مجاعة جماعية، وهي من صنع الإنسان".

وتشير التقديرات أنه إذا استمرت هذه المجاعة فسوف يواجه نصف مليون شخص بحلول أيلول/ سبتمبر حالة كارثية من الجوع الشديد، وهي المرحلة الأكثر خطورة، وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل (IPC)، وهو المؤشر الدولي لقياس الوضع الغذائي. وقد ذكرت كريستينا إزكويردو، منسقة التغذية في فريق الطوارئ التابع لمنظمة العمل ضد الجوع، أن "التواجد في المرحلة الخامسة، الكارثية، يعني أنهم يواجهون جوعا شديدا وخطرا حقيقيا بالموت جوعا إذا لم يتم التدخل الفوري".

إن القلب ليتقطع والعين لتدمع والعجز الذي استعاذ النبي يفرض نفسه على عموم الناس في أمة الإسلام، فأطفال غزة وشيوخها وشبابها ونساؤها يموتون جوعا، والعرب والمسلمون بجوارهم يتفرجون ولا يتحركون، حتى أصبحت مستشفيات غزة مليئة بالأطفال الهزيلين في ظل تفشي المجاعة، أطفال وجههم هزيل، وأطرافهم لا تزيد عن عظام مغطاة بجلد مترهل، وأضلاع بارزة بشكل مؤلم من صدرهم. والموت بالجوع البطيء والصامت والذي يمكن الوقاية منه؛ أشد إيلاما من الموت بالنابالم، حيث تقتل القنابل على الفور، لكن الجوع يقتل في عذاب طويل الأمد، وخاصة للأطفال.

إن موت الضمير الذي أصاب النظم الرسمية والعار الذي لحق بها، خاصة مسؤولي الدول العربية والإسلامية، الذين صمتوا صمت القبور، حتى أن مصر التي هي أكبر دولة عربية وتملك حدودا مباشرة مع غزة ومعبرا مباشرا هو معبر رفح، للأسف الشديد موقفها مخز، حتى باتت صورة مصر المدافعة عن أمة الإسلام طوال تاريخها انتكست إلى دولة ترضى الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي.

إن مصر لم تصل إلى هذا العار إلا في تلك المرحلة، حتى أصبحت فضيحتها عالمية، فأغلق العديد من الشباب سفارتها في الخارج بأقفال، تعبيرا عن مشاركتها في حصار غزة، ووصل الشارع المصري إلى قمة غضبه من هذا الخذلان الذي ليس من سمات المصريين. والحال لا يتوقف عند مصر بل يمتد لكل الدول العربية والإسلامية؛ التي منها المتخاذل ومنها المتآمر على غزة ويقف في خندق واحد مع المجرم القاتل وهولوكسته بالإبادة الجماعية لأهل غزة.

إن دماء غزة لن تضيع هدرا وجوع أطفالها وأبنائها لن يمر دون عقاب، فلا بد من عجائب قدرة الله فيمن تآمر وتخاذل وسكت. فمن الهدي النبوي ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم، وقد دخلت امرأة النار قي قطة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. وآن للشعوب أن تتحرك حماية لنفسها من غضب الله الذي هو قادم لا محالة "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" (محمد: 38).

x.com/drdawaba

مقالات مشابهة

  • ترامب يغير موقفه ويتعاطف مع أطفال غزة.. أعرف دور السيدة الأولى في كشف الحقائق
  • أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزة
  • غزة بين موت الضمير وعار الخذلان والتآمر
  • ميلانيا تأثرت.. ترامب عن نقل سكان غزة ومراكز توزيع الطعام وعن المهلة المعطاة لبوتين
  • ترامب يعلق على المجاعة في غزة.. هذا موقفه من الاعتراف بدولة فلسطينية
  • أطفال غزة يتضورون جوعا وسط عجز الأهالي
  • يتضورون جوعا.. ترامب يرد على نتنياهو بشأن “مجاعة غزة”
  • حقوقية من "حنظلة": الدول الداعمة لإسرائيل تساهم بقتل أطفال غزة جوعا
  • اليونيسف: أطفال غزة يموتون جوعا والحاجة ملحة لإغاثة عاجلة