محافظ الحسكة يبحث مع المنظمات الدولية العاملة بالمحافظة تنسيق الجهود لضمان إيصال المياه للأهالي
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
الحسكة-سانا
بحث محافظ الحسكة الدكتور لؤي صيوح مع مديري مكاتب المنظمات الدولية العاملة في المحافظة خطة استجابة مياه الشرب في مركز المدينة بغية تنسيق الجهود لتكون متكاملة، وضمان إيصال المياه لأكبر عدد ممكن من الأهالي، مع استمرار جريمة المحتل التركي وتنظيماته الإرهابية بقطع مياه الشرب عنهم.
وبين صيوح أهمية تنسيق الجهود بين كل المنظمات العاملة في المحافظة لتكون متكاملة لضمان وصول المياه إلى كل المنازل، وزيادة كميات الوارد المائي التي يتم نقلها عن طريق المنظمات الدولية، والتأكيد على فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري لزيادة عدد الصهاريج التي تقوم بنقل المياه.
ولفت صيوح إلى أنه سيتم تركيب دفعة جديدة من الخزانات سعة 2 متر مكعب في المناطق وفق الاحتياج، وتركيب محطة تحلية تنتج 10 أمتار مكعبة في الساعة، وحالياً بانتظار تحديد الموقع، مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي تبذل لإعادة ضخ المياه عبر محطة علوك التي يستولي عليها المحتل التركي والتنظيمات الإرهابية التابعة له والذين يحرمون نحو مليون مواطن من مياه الشرب في جريمة حرب ضد الإنسانية.
وفي السياق دعا مدير عام مؤسسة مياه الحسكة المهندس محمد العثمان إلى زيادة كميات المياه المستجرة عبر الصهاريج وتزويد المؤسسة بمواد تعقيم المياه وخاصة الكلور وأجهزة قياس نسبة الكلور للصهاريج التي تدخل إلى المدينة والعمل على زيادة محطات تحلية المياه، والمساهمة بحفر آبار بعمق 400 إلى 500 متر وخاصة مع انخفاض منسوب المياه الجوفية لعدد من الآبار، وتأمين منظومة طاقة شمسية لمحطات التحلية لضمان تأمين المياه على مدار الساعة.
من جهته طالب رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو كل المنظمات العاملة في المحافظة بضرورة التدخل للتخفيف من معاناة الأهالي من خلال دعم المبادرة التي ينفذها مجلس مدينة الحسكة “قطرة ماء”، وتأمين كميات إضافية من قبل المنظمات لتوزيعها ضمن المبادرة.
من جانبها قالت مسؤولة مشروع إدارة المياه في فرع الهلال الأحمر المهندسة نورا عبد الوهاب: إن فرع المنظمة يساهم في تأمين مياه الشرب، حيث تم تركيب 131 خزاناً مدعوماً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتتم تعبئتها يومياً بنحو 1200 متر مكعب، إضافة إلى إقامة 14 محطة تحلية مقدمة من اليونيسيف.
وأشارت إلى أن الهلال الأحمر يعمل حالياً على إيجاد طرق لصيانة المحطات أو حفر آبار إضافية لضمان استمرارها، إضافة إلى تركيب نحو 400 خزان في الأحياء الجنوبية للمدينة، مقدمة من منظمة مكافحة الجوع الإسبانية، وتتم تعبئتها يومياً بنحو 1100 متر مكعب.
حضر الاجتماع ممثلون عن منظمة اليونيسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجلس النرويجي ومنظمة العمل ضد الجوع الإسبانية والهلال الأحمر العربي السوري.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: میاه الشرب
إقرأ أيضاً:
بيان اليونيسف يشعل الغضب من دور المؤسسات الدولية.. من يحمي الطفل الفلسطيني؟
في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بيانا مقتضبا، جاء فيه: "مرت عامات على الهجمات المروعة على الأطفال والمجتمعات في إسرائيل". لم تكن الجملة طويلة، لكنها حملت ما يكفي لإشعال موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتبر الكثيرون، البيان، دليلا إضافيا على: "ازدواجية المعايير الدولية، وصمت أممي طويل الأمد، تجاه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث: حرب الإبادة الجماعية على كامل الأهالي بقطاع غزة المحاصر".
وبحسب أحد التعاليق الغاضبة، فإنّه: "مر عامان منذ انكشاف حقيقة المنظمات الدولية التي أوهمت العالم الحديث أنها منار الديمقراطية وأداة الدفاع عن حقوق الإنسان".
وأضاف آخر: "انكشفت الحقيقة أخيرا، لا صوت يُسمع لضحايا غزة، حتى منظمات حقوق الطفل... خانت الأطفال".
مرّ عامان على الهجمات المروّعة التي شنّتها حماس وجماعات مسلحة أخرى على الأطفال والمجتمعات في إسرائيل.
يُعدّ قتل الأطفال وتشويههم واختطافهم انتهاكات جسيمة لحقوقهم.
لكل طفل، في كل مكان، الحق في الأمان والرعاية والحماية. pic.twitter.com/f9KsBg9P95 — منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) October 6, 2025
أطفال بلا أسماء ولا صوت
منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، الأهوج، على غزة قبل عامين، وثّقت مصادر فلسطينية، مختلفة، استشهاد أكثر من 67 ألفا و173 شخصا، بينهم 20 ألفا و179 طفلا. رقم لا يحمل اسما، ولا قصة، لكنّه كاف ليمزق قلب كل من لم تصبه البلادة، وذلك وفقا لما يقوله الغاضبين من المنظمة الدولية، التي يُفترض أنها تُعنى بكافة الأطفال دون تمييز.
تجدر الإشارة إلى أنّه في غزة المحاصرة، وفي قلب مستشفيات شبه منهارة، بين أروقة مظلمة، ووسط عجز طبي ومجاعات متفاقمة، يستشهد الأطفال بوتيرة مُتسارعة، أمام مرأى العالم وسمعه؛ وفي ضرب صارخ بكافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلّقة بحقوق الإنسان والطفل، عرض الحائط.
وفي وقت سابق، اعترف المتحدث باسم يونيسف، جيمس إلدر، في تصريحات صحفية، بـ"مقتل نحو 20 ألف طفل في غزة، بينهم ألف رضيع، ولم يتحرك العالم. هذا أمر لا يُصدق".
ثم أضاف المسؤول الأممي نفسه: "ثلث الولادات في القطاع أصبحت مبكرة، وهناك نقص شديد في الحاضنات، بل إن إدخال الحاضنات ممنوع، كما تُمنع المواد الغذائية من الدخول، ويُطلب من السكان، وبينهم آلاف الأطفال، أن يغادروا شمال القطاع... لكن إلى أين؟".
هل تغير شيء؟
البيان الأخير لليونيسف، جاء في وقت كانت فيه المنظمة نفسها تُطلق نداء استغاثة عاجل، تحذّر فيه من ارتفاع وشيك في وفيات الأطفال في قلب قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية الحاد، وانهيار المناعة لدى الرضع وحديثي الولادة.
وقال متحدث المنظمة، ريكاردو بيريس، إنّ: "الوضع حرج. نواجه خطرا حقيقيا بارتفاع عدد وفيات الأطفال، لأنهم لم يتناولوا الطعام بشكل صحيح، وفي الآونة الأخيرة، لم يتناولوه على الإطلاق". غير أنّ الغاضبين من المنظمة، أبرزوا أنّ: "التصريح الإنساني، لم يشفع للبيان".
وجاء في عدد من التعليقات على البيان، أنّه: "أمام المجازر، تبدو الكلمات مفرغة من قيمتها، خصوصا حين تتحدث عن معاناة "مجتمعات" في إسرائيل، دون أن تذكر صراحة المجزرة التي لا تغادر غزة منذ 730 يوما".
أوقفوا إطلاق النار الآن. https://t.co/afVkLKoHfY — منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) October 1, 2025
مرآة الطفل الفلسطيني
"ما الذي يعنيه أن يُستشهد عشرات الآلاف من الأطفال، ثم تصدر المنظمات المعنية بحمايتهم بيانا منحازا لجلاّدهم؟" سؤال تكرّر كثيرا خلال الأيام القليلة الماضية، وأعاد إلى الأذهان أصواتا طالما حذّرت من تحوّل بعض المنظمات الأممية إلى أدوات تبرير، أو كيانات "صامتة" تُجيد البيروقراطية، أكثر مما تجيد الوقوف مع الضحية.
منظمة كير الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، والأونروا نفسها، كانت قد اشتكت خلال الفترة نفسها من منع دخول إمدادات إنسانية، مؤكّدة أنّ: "بعضها عالق منذ شهور".
طفلة تذرف دموعها بحرقة بسبب الجوع
اغيثوا اطفال غزة.. غزة تموت جوعاً. pic.twitter.com/HQk6kjJlD3 — همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) July 20, 2025
"نواجه عراقيل في التسجيل، ولا نعلم حتى الآن متى وكيف سنتمكن من إدخال الغذاء والماء والمعدات الطبية"، أكّدت مديرة منظمة كير في فلسطين، جوليان فيلدفيك؛ بينما لم يعد الطفل الفلسطيني رمزا للمأساة، فقط، بل أصبح كما كتب أحد المغرّدين، "مرآة أخلاق هذا العالم".
ويتوقع برنامج الأغذية العالمي البدء في زيادة عمليات التسليم مطلع الأسبوع المقبل، لكن ذلك سيعتمد على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع نطاق مناطق الإغاثة الآمنة. وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، في بيان، إنه سيُسمح لشاحنات المساعدات التي تديرها الأمم المتحدة و"المنظمات الدولية المعتمدة" والقطاع الخاص والدول المانحة بدخول غزة.
وأكّدت عدّة تعليقات أخرى، رصدتها "عربي21": "إن كان في وسع هذا العالم أن يشاهد مجازر كهذه، وأن يقفز فوقها، وأن يعاتب الضحية، أو على الأقل يتجاهل وجعه، فماذا تبقى من القيم؟ من الإنسان؟".
إلى ذلك، إنّ ما كُتب على بوابات المنظمات الدولية في القرن الماضي: "كرامة، عدالة، حقوق، إنسان"، بات يُعاد كتابته هذه الأيام بحروف باهتة، على جدران مدمّرة في مخيم النصيرات أو حي الشجاعية، بقلب قطاع غزة، حيث كُسر الوعدٌ الأخلاقي.
ودخل سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثاني على التوالي، مع تواصل عودة النازحين عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين الرابطان بين الجنوب إلى الشمال، وبدء جهود محلية لفتح الشوارع المدمرة، وإزالة الأنقاض منها.