إيران «مضطرة» للرد على اغتيال اسماعيل هنية.. وهذه خياراتها بعد اهانتها أمام العالم
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
في وقت تترقب فيه دول الشرق الأوسط مزيدا من التصعيد، حاول الخبراء استشكاف خيارات إيران للرد على مقتل زعيم حماس على أراضيها.
وفي مقابلة مع تريتا فارسي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد كوينسي للحكم الرشيد والرئيس السابق للمجلس الوطني الإيراني الأمريكي، قال إن اغتيال مدير المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران شكل إهانة كبيرة ومتعمدة لطهران.
وتابع "كان لدى الإسرائيليين القدرة على اغتيال هنية في مناسبات أخرى، لكنهم اختاروا هذه المناسبة على وجه التحديد، ولا أعتقد أن ذلك كان مصادفة. وهو ما يعني أن رد الإيرانيين سيكون كبيرا".
ورأى أن إيران تخلت عن الصبر الاستراتيجي الذي كانت تتمتع به حتى أبريل/نيسان الماضي. فقد تلقى الإيرانيون الكثير من الضربات من الإسرائيليين، وخاصة في سوريا، واختاروا اللعب على المدى الطويل بدلاً من الرد، إذ كانوا يخشون من أن يؤدي الرد لجر إيران إلى حرب مفتوحة في مرحلة مبكرة أكثر مما هي مستعدة له.
ولكن بعد قصف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/نيسان، سئم الإيرانيون من ذلك الأمر بشكل أساسي، فغيروا استراتيجياتهم. على الأقل في أعقاب الهجمات الصاروخية مباشرة، وبدا الأمر وكأن الإيرانيين يعتقدون أنهم تمكنوا من استعادة الردع.
ويعتقد فارسي أن الإيرانيين الذين كانوا لا يريدون الحرب، حتى إبريل/نيسان، عدلوا موقفهم فأصبحنا نسمع عبارة "الدم بالدم". وهو ما يوحي بأنهم في واقع الأمر يبحثون عن إيقاع عدد كبير من الضحايا، بالمقارنة مع هدف المرة السابقة والذي تمثل في إلحاق الضرر بإسرائيل دون التسبب في وقوع ضحايا من أجل حرمان إسرائيل من ذريعة لمزيد من التصعيد.
وفي الوقت الذي يرى فيه الغرب أن الإيرانيين قد لا يلجأون إلى التصعيد لأن الشخص الذي اغتيل لم يكن مسؤولاً إيرانياً. إلا أن الإيرانيين ينظرون إلى الأمر من منظور مختلف. فقد كان هنية ضيفاً في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. وهذا ما يجعل من المهم بالنسبة لهم الرد. وهذا أحرجهم أمام كل المجموعات الأخرى المختلفة التي ربطها الإيرانيون بأنفسهم في "محور المقاومة".
وقد أرسل الإسرائيليون في الأساس إشارة مفادها أن لا أحد من أعضاء المحور في مأمن في أي مكان، وأن طهران لا تستطيع حمايتكم. وهذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من مكانة إيران داخل هذه المجموعات المختلفة، ونتيجة لهذا فإن الضغوط عليها للرد أصبحت أعظم في الواقع.
في السياق ذاته، كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن سيناريوهين محتملين؛ الأول هو أن أن تشن إيران هجوما من أراضيها باستخدام صواريخ باليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز ضد أهداف إسرائيلية.
أما السيناريو الثاني فهو شن هجوم يتضمن وابلا من الصواريخ يطلقها وكلاء إيران في لبنان وسوريا والعراق، الأمر الذي يقلل من الوقت المتاح لإسرائيل وحلفائها لإسقاط تلك الأهداف بشكل استباقي.
وقال جوناثان روه، مسؤول السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، إن مثل هذا الهجوم سيكون مصمما لإغراق دفاعات إسرائيل ومنح الجيش الإسرائيلي وقتا أقل للرد.
وأضاف: "تحاول إيران هذه المرة إيجاد طريقة لفرض بعض التكاليف الفعلية والحقيقية على إسرائيل، لإجبارها على التوقف عن ضرب أهداف حزب الله أو ارتكاب أمور مثل اغتيال هنية في طهران".
هذا السيناريو أشارت إليه أيضا صحيفة "فاينانشيال تايمز" التي تحدثت عن اعتقاد المحللين بأن رد إيران قد يتضمن قيام وكلائها بشن هجمات متزامنة وهو ما يشمل الحوثيين في اليمن والمليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا.
وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" أن إيران قد تشن هجوما مماثلا لردها على استهداف قنصليتها في دمشق في أبريل/نيسان الماضي وقالت إن هذه المرة قد يتدخل حزب الله أيضا بهدف الانتقام لاغتيال قائده العسكري الكبير فؤاد شكر، الأسبوع الماضي.
وأوضحت الوكالة أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى إجهاد الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما يعني المزيد من الضربات الصاروخية التي تزيد من خطر وقوع إصابات، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا بحسب الخبراء
المصدر/ العين الاخبارية
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
جريمة التجويع في غزة .. كارثة إنسانية بصمت العالم
في ظل عدوان طال أمده، وحصار خانق يضيق يومًا بعد يوم، يواجه قطاع غزة جريمة التجويع مكتملة الأركان، منظمة “العمل ضد الجوع” حذرت من تفاقم كارثة إنسانية تفتك بأطفال غزة ونسائها، حيث كشفت عن نقل 20 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، فيما يحتاج 300 ألف طفل دون سن الخامسة و150 ألف امرأة حامل أو مرضعة إلى مكملات علاجية عاجلة.يمانيون / خاص
أرقامٌ صادمة تكشف عمق الكارثة
سلّطت منظمة العمل ضد الجوع الضوء على أبعاد المأساة، مؤكدة في بيانها أن المجاعة تتسع رقعتها في القطاع مع استمرار تعطل سلاسل الإمداد الغذائي وانهيار المنظومة الصحية، وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن وفاة سبعة أشخاص جدد خلال 24 ساعة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 154 حالة، من بينهم 89 طفلًا.
هذه الأرقام، وإن كانت مفزعة بحد ذاتها، فإنها تمثل جزءًا من مشهد أكبر، تزداد فيه مؤشرات الانهيار الغذائي والصحي، في وقتٍ لم تُفتح فيه الممرات الإنسانية بالقدر الكافي، ولا تزال المساعدات تواجه عقبات إدارية وأمنية ولوجستية، على الرغم من المطالب الدولية المتكررة.
جريمة حرب بصيغة التجويعما يحدث في غزة لا يمكن فصله عن القانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم استخدام التجويع كسلاح حرب، والتي تعتبر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب يُعد محظورًا، ومع ذلك، لا تزال ممارسات الحصار الممنهج، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء، قائمة على قدم وساق، دون محاسبة تُذكر.
المنظمات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، حذّرت مرارًا من تحول الأوضاع في غزة إلى مجاعة شاملة، خصوصًا في شمال القطاع، حيث يصعب وصول المساعدات، لكن هذه التحذيرات لم تقابلها خطوات دولية حازمة لوقف الانتهاك، أو حتى مساءلة الجناة.
النساء والأطفال .. الضحايا الأضعف في قلب المأساةما يزيد من فداحة الكارثة، أن ضحايا هذه المجاعة الفئات الأكثر ضعفاً وتضرراً وهم الأطفال والنساء، حيث تشير التقارير الطبية إلى تفشي أمراض ناتجة عن نقص حاد في الفيتامينات والبروتينات الأساسية، كالهزال الشديد، وفقر الدم، ونقص النمو، واضطرابات في المناعة، وفي غياب الرعاية الطبية الكافية، تتحول هذه الأمراض إلى حكم بالإعدام البطيء.
صمت دولي مريبأمام هذه الجريمة، يبرز الصمت الدولي كواحد من أكثر الجوانب قسوةً، فالاكتفاء بالبيانات الصحفية، أو الوعود غير المُلزِمة، لا يغير من الواقع شيئًا، في المقابل، تستمر آلة الحرب في قطع طرق الإغاثة، وتقييد دخول القوافل، في مشهد يختزل مأساة العصر، الموت جوعًا في القرن الحادي والعشرين.
خاتمةالمجاعة التي تضرب قطاع غزة اليوم جريمة تجويع تُمارس عمدًا، وبشكل ممنهج، ضد شعب بأكمله، أمام أنظار العالم. الأرقام الصادرة من غزة ليست مجرد إحصاءات، بل شهادات دامغة على عار الإنسانية الصامتة.
ويبقى السؤال مفتوحًا أمام الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأكمله ، كم من الأطفال يجب أن يموتوا جوعًا، قبل أن تُحرّك ضمائركم؟