في وقت تترقب فيه دول الشرق الأوسط مزيدا من التصعيد، حاول الخبراء استشكاف خيارات إيران للرد على مقتل زعيم حماس على أراضيها.

وفي مقابلة مع تريتا فارسي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد كوينسي للحكم الرشيد والرئيس السابق للمجلس الوطني الإيراني الأمريكي، قال إن اغتيال مدير المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران شكل إهانة كبيرة ومتعمدة لطهران.

 

وتابع "كان لدى الإسرائيليين القدرة على اغتيال هنية في مناسبات أخرى، لكنهم اختاروا هذه المناسبة على وجه التحديد، ولا أعتقد أن ذلك كان مصادفة. وهو ما يعني أن رد الإيرانيين سيكون كبيرا".

ورأى أن إيران تخلت عن الصبر الاستراتيجي الذي كانت تتمتع به حتى أبريل/نيسان الماضي. فقد تلقى الإيرانيون الكثير من الضربات من الإسرائيليين، وخاصة في سوريا، واختاروا اللعب على المدى الطويل بدلاً من الرد، إذ كانوا يخشون من أن يؤدي الرد لجر إيران إلى حرب مفتوحة في مرحلة مبكرة أكثر مما هي مستعدة له.

ولكن بعد قصف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/نيسان، سئم الإيرانيون من ذلك الأمر بشكل أساسي، فغيروا استراتيجياتهم. على الأقل في أعقاب الهجمات الصاروخية مباشرة، وبدا الأمر وكأن الإيرانيين يعتقدون أنهم تمكنوا من استعادة الردع.

ويعتقد فارسي أن الإيرانيين الذين كانوا لا يريدون الحرب، حتى إبريل/نيسان، عدلوا موقفهم فأصبحنا نسمع عبارة "الدم بالدم". وهو ما يوحي بأنهم في واقع الأمر يبحثون عن إيقاع عدد كبير من الضحايا، بالمقارنة مع هدف المرة السابقة والذي تمثل في إلحاق الضرر بإسرائيل دون التسبب في وقوع ضحايا من أجل حرمان إسرائيل من ذريعة لمزيد من التصعيد.

وفي الوقت الذي يرى فيه الغرب أن الإيرانيين قد لا يلجأون إلى التصعيد لأن الشخص الذي اغتيل لم يكن مسؤولاً إيرانياً. إلا أن الإيرانيين ينظرون إلى الأمر من منظور مختلف. فقد كان هنية ضيفاً في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. وهذا ما يجعل من المهم بالنسبة لهم الرد. وهذا أحرجهم أمام كل المجموعات الأخرى المختلفة التي ربطها الإيرانيون بأنفسهم في "محور المقاومة".

وقد أرسل الإسرائيليون في الأساس إشارة مفادها أن لا أحد من أعضاء المحور في مأمن في أي مكان، وأن طهران لا تستطيع حمايتكم. وهذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من مكانة إيران داخل هذه المجموعات المختلفة، ونتيجة لهذا فإن الضغوط عليها للرد أصبحت أعظم في الواقع.

في السياق ذاته، كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن سيناريوهين محتملين؛ الأول هو أن أن تشن إيران هجوما من أراضيها باستخدام صواريخ باليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز ضد أهداف إسرائيلية.

أما السيناريو الثاني فهو شن هجوم يتضمن وابلا من الصواريخ يطلقها وكلاء إيران في لبنان وسوريا والعراق، الأمر الذي يقلل من الوقت المتاح لإسرائيل وحلفائها لإسقاط تلك الأهداف بشكل استباقي.

وقال جوناثان روه، مسؤول السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، إن مثل هذا الهجوم سيكون مصمما لإغراق دفاعات إسرائيل ومنح الجيش الإسرائيلي وقتا أقل للرد.

وأضاف: "تحاول إيران هذه المرة إيجاد طريقة لفرض بعض التكاليف الفعلية والحقيقية على إسرائيل، لإجبارها على التوقف عن ضرب أهداف حزب الله أو ارتكاب أمور مثل اغتيال هنية في طهران".

هذا السيناريو أشارت إليه أيضا صحيفة "فاينانشيال تايمز" التي تحدثت عن اعتقاد المحللين بأن رد إيران قد يتضمن قيام وكلائها بشن هجمات متزامنة وهو ما يشمل الحوثيين في اليمن والمليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا.

وذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" أن إيران قد تشن هجوما مماثلا لردها على استهداف قنصليتها في دمشق في أبريل/نيسان الماضي وقالت إن هذه المرة قد يتدخل حزب الله أيضا بهدف الانتقام لاغتيال قائده العسكري الكبير فؤاد شكر، الأسبوع الماضي.

وأوضحت الوكالة أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى إجهاد الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما يعني المزيد من الضربات الصاروخية التي تزيد من خطر وقوع إصابات، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا بحسب الخبراء

المصدر/ العين الاخبارية 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

إيران: لا نسعى لامتلاك أسلحة نووية لكن لن نوقف التخصيب

تمسك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بحق بلاده في تخصيب اليورانيوم "لأغراض سلمية"، مؤكدا عدم سعي طهران لامتلاك أسلحة نووية.

وقال بزشكيان في تصريحات للتلفزيون العماني تناقلتها وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء، إن الشروط الأساسية للاتفاق النووي الذي تأمل واشنطن التوصل إليه مع طهران "هي نفسها القوانين الدولية، لذا يمكن وفق قوانين أي دولة إجراء أبحاث علمية ومتخصصة في مجال تخصيب اليورانيوم واستخدام الطاقة النووية سلميا".

وأضاف: "إذا كانت أميركا تسعى لضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية، فبناء على إيماننا وفتوى المرشد الأعلى، جمهورية إيران لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى امتلاك أسلحة نووية. سيادة وقيادة نظام الجمهورية تقف ضد صناعة الأسلحة النووية، ولن نتجه نحو امتلاكها بأي شكل من الأشكال في عقيدتنا العسكرية".

وتابع بزشكيان: "إذا أرادوا التأكد فنحن مستعدون لأي تعاون ليعلم العالم والمنطقة أننا لسنا، ولم نكن، ولن نسعى لامتلاك أسلحة نووية".

إلا أن الرئيس الإيراني استطرد: "لكننا لن نتوقف أبدا عن تخصيب اليورانيوم للعلاج وتشخيص الأمراض والزراعة والصناعة. هذا قائم على القانون الدولي ولا يمكنهم أن يمنعونا من التخصيب. العلم للجميع ولكل الناس الحق في استخدامه. لن نستسلم بأي حال من الأحوال للأمر بوقف التخصيب. هذا هو فخر نظام الجمهورية".

كما تحدث بزشكيان عن إسرائيل وحرب غزة، قائلا: "كيف يمكن للدول الإسلامية والعالم أن يقبلوا نظاما يقصف الأبرياء والعزل، ويدمر المستشفيات والمنازل، ويغلق الحدود، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية؟ علينا نحن الدول الإسلامية أن نتكاتف ونرفع صوتنا دفاعا عن الشعب الفلسطيني".

وفيما يتعلق بالنهج الاستراتيجي الجديد لإيران في السياسة الخارجية، قال: "إذا احترمتنا أي دولة في العالم فسنحافظ على احترامها. يجب أن تكون هناك علاقة رابح رابح. إذا كانت دول المنطقة، والصين وروسيا، وجميع الدول باستثناء إسرائيل، تقيم أفضل العلاقات معنا، فسنقيم أيضا علاقات جيدة معها".

وفيما يتعلق بدور إيران في النظام العالمي الحالي، قال: "إذا حسّنا علاقاتنا مع دولنا وجيراننا واتحدنا، فسيكون لنا بالتأكيد دور كبير في هذا العالم. يمكننا لعب دور بارز. الدول الإسلامية تمتلك إمكانيات وحضارة واسعة ويمكنها أن تكون لاعبا أساسيا وقويا".

مقالات مشابهة

  • إيران: لا نسعى لامتلاك أسلحة نووية لكن لن نوقف التخصيب
  • اغتيال قاض بارز أثناء توجهه لمقر عمله في إيران
  • ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟
  • اغتيال قاضٍ في جنوب إيران أثناء توجهه إلى عمله
  • بهجوم شيراز .. اغتيال قاضٍ كبير في جنوب إيران
  • أرض مقابل ربع جنيه.. رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق ينعى ابن الشيخ مصطفى اسماعيل بقصة مؤثرة
  • اللواء أبو قصرة: نعمل على تنظيم القوات المسلحة وتفعيل الضباط والعسكريين ضمن وزارة الدفاع الأمر الذي يحقق كفاءة هذه القوات والعمل المؤسساتي
  • الدول الأفقر في العالم فريسة لأزمة المناخ وهذه هي خسائرها
  • فرنسا ترفع دعوى أمام محكمة العدل ضد إيران
  • خروج إيران من حرب غزة يفضي إلى اغتيال هنية وقادة حزب الله.. ماذا بعد؟