اعتذار المتحدث الرسمي لـ"الموسيقيين" للفنان محمد فؤاد والنقيب مصطفى كامل .. ما القصة؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أعلن د. محمد عبد الله المتحدث الرسمي لنقابة الموسيقيين عن اعتذاره في بيان رسمي للفنان محمد فؤاد عن سوء الفهم في تصريحه السابق بأن النقابه لا تتدخل في الحياه الشخصية للفنان بعد أن أبلغه البعض بأن هناك مشكلة مع الفنان بداخل إحدي المستشفيات، ظن بعدها عبد الله أن الموقف بسيط وأن هناك مشادة كلامية مع الفنان مرت بسلام وانتهي الأمر.
لاسيما أن المتحدث الرسمي لم يشاهد فيديوهات أو مقاطع تتعلق بالواقعه ، ولكن وبعد مشاهدته المقاطع المصورة، وبعد مشاهدته أحد أطقم الأطباء وانتزاع الهاتف من أيدي الفنان محمد فؤاد وبعد معرفة المتحدث الرسمي تفاصيل الواقعة ممثلة في حالة طبية طارئة حياتها علي المحك تم اصابته بجلطه وهذه الحاله هي شقيق الفنان محمد فؤاد .. فمن الطبيعي أن يكون الفنان منفعلا ومتوترا وخائفا علي شقيقه من أن يفارق الحياهة.
وأضاف المتحدث الرسمي لـ “الموسيقيين”: "هذه الحالة الطبية الطارئة كانت الدافع وراء تصرف الفنان محمد فؤاد، وكانت مبررًا لتصرفاته التي لم تلق القبول عند طاقم التمريض ((ومن هنا بدأت المعركة)) والتي لم يجد المتحدث مبررا لقيامها من الأساس وإذا كان هناك خطأ او اندفاع من الفنان، فإننا هنا نتحدث عن ظرف استثنائي يتمثل في قوه قاهرة وسبب مفاجئ يثير حفيظة أي شخص برفقة حالة طبية طارئة قاربت علي الموت (لولا عناية الله سبحانه وتعالي).
كان المتحدث يتمني أن يتم التغاضي عن أي اندفاع أو إساءة صدرت عن الفنان الوطني ((إذا كان هناك إساءة)) المحب لبلده والعاشق لها في هذا الظرف الدقيق، ويتم التعامل مع الحالة الطبية الطارئة ثم تبدأ بعد ذلك المطالبة بالحقوق ((إذا كان هناك آية أخطاء قد حدثت)) ويتم اتخاذ الإجراءات القانونيه بعد إنقاذ حياة إنسان كاد أن يفارق حياته.
ومن هنا يعلن “عبد الله” المتحدث الرسمي للموسيقيين اعتذاره عن فهمه الخاطئ للموقف من البداية ويعلن وقوفه ودعم النقابة إلى جانب الفنان محمد فؤاد، مع تقديم الشكر والتحية إلى أطباء مصر هذه المهنة السامية التي تسهر ليلا ونهارا في سبيل المواطن وأن هذه الواقعه لن تنال من جهودهم وتعبهم والتي يشهد لها المواطن المصري.
وكرر اعتذاره عن سوء الفهم قائلًا: "سامحني يا ابن بلدي مكنتش اعرف ان الامور وصلت إلي هذا الحد في التعامل معك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد فؤاد محمد عبد الله المتحدث الرسمي لنقابة الموسيقيين الموسيقيين واقعة محمد فؤاد أخبار الفن أخبار محمد فؤاد الفنان محمد فؤاد المتحدث الرسمی
إقرأ أيضاً:
ثالوث غير مقدس للنظام العربي الرسمي
يقولون إنه أحيانا يتحتم على العقل أن يتعطل قليلا، حتى يتسنى للقدَر المرور بجواره دون أن يشعر به، فينفذ ويكون. ولدينا أحداث تاريخية كثيرة، بحسابات عقلية ضئيلة للغاية ما كان لها أن تحدث، فأين كان عقل ابن نبي الله نوح مثلا وهو يرى ما يرى، وكل المقدمات التي حدثت أولا تشير إلى كل النتائج التي تحدث ثانيا، ويبدو لأي عاقل أنها ستستمر ثالثا وعاشرا..؟
شيء قريب من هذا يحدث الآن في "الدولة الصهيونية"، بعد "طوفان الأقصى"، فجميع العقلاء لديهم يؤكدون أن الأحداث منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م وحتى الآن، وهي تسير في اتجاه واحد فقط، وهو اتجاه الخسارة الاستراتيجية الشاملة والذي يتعاظم بمرور الوقت، بتكاثر الأخطاء وتكرارها بنفس الوتيرة.
التاريخ الآن يستعرض أمامنا دولة مصطنعة اصطناعا، للقيام بدور معد إعدادا، وهي الآن تسير إلى نهايتها، بخطوات واثقة للغاية، ومتسارعة وحثيثة!
تماما مثل أوديب، الذي يصر إصرارا عنيدا على السير بأقصى سرعة، في طريقه الممهد للقاء قدره.. ليقتل أباه، ويتزوج أمه، ويقتلع عينيه بيديه.
* * *
هم لا يدرون أصلا أن كل شيء بالفعل قد تغير، كل شيء حرفيا، من الحقيقة الاجتماعية للدولة الصهيونية، إلى أسطورة جيش الدفاع، مرورا بكل الأعماق العميقة التي لامسها الطوفان، في كل متر مربع من الكرة الأرضية، وفي القلب منها "المشرق العربي"
سنسمعهم يتحدثون عن حروب الجبهات السبع، وعن النصر المطلق، والشرق الأوسط الجديد، وعن التطبيع، واتفاقات أبراهام، وعن إخضاع حماس (الفكرة والتنظيم).. الخ.. وهم لا يدرون أصلا أن كل شيء بالفعل قد تغير، كل شيء حرفيا، من الحقيقة الاجتماعية للدولة الصهيونية، إلى أسطورة جيش الدفاع، مرورا بكل الأعماق العميقة التي لامسها الطوفان، في كل متر مربع من الكرة الأرضية، وفي القلب منها "المشرق العربي"، والذي سيعيد تعريف جميع ديباجاته القديمة، من الألف إلى الياء، وعلى رأسها ديباجة النظام العربي الرسمي الذي فرض "رؤيته الثابتة" لنفسه، وللمنطقة العربية كلها، من خمسينيات القرن الماضي. وهي الرؤية التي قامت على ثالوث من الفرضيات، كاد أن يتحول إلى مقدس، وكادت أحداثه من طول تكراراها أن تتحول إلى حقائق.
وسنعرف لماذا؟ وكيف؟
* * *
الفرضية الأولى: القبول بإسرائيل التي لا تُهزم، والسير قُدما على الطريق الذي ينتهي بالتصالح والتطبيع التام معها، وكل محطة على هذا الطريق سيكون لها "عنوان، وركّاب". سنلحظ الحالة المصرية في محطاتها المتتالية من الأيام الأولى لحركة الضباط، ثم في الجمهورية الناشئة من الخمسينيات.
سنتذكر الجملة الشهيرة للدكتور أسامة الباز (ت: 2013م) رحمه الله "السلام خيار استراتيجي" للأمة العربية، وسنعرف من صديقه القريب د. عبد الوهاب المسيري (ت: 2008م) رحمه الله؛ أن د. الباز كان من الستينيات وهو يعمل في "بدروم" الدولة المصرية.
ستكون المملكة السعودية الثمرة الأخيرة بالطبع، لخصوصية وضعها في العالم الإسلامي.
الفرضية الثانية: لا مكان لـ"الفكرة الدينية" في التغيير والإصلاح الاجتماعي والسياسي الشامل، سواء بالصورة التي نشأت بها في البدايات الأولى (جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده..) أو عبر تطورها الفكري والحركي إلى جماعات إصلاحية واسعة التأثير والانتشار.
وسننتبه هنا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورغم المروحة السياسية والنضالية الواسعة في خطابها العام من عام 2017م، إلا أنها تُعد الآن، وباعتبار واقع الصورة والحال، الوجه الأكثر بريقا ووهجا لهذه "الفكرة"، وبغض النظر عن أي تفاصيل تخص الحركة ذاتيا، إلا أنها بالفعل كذلك. وخروجها من هذه "المعركة" منتصرة (الآن أو غدا، عسكريا أو استراتيجيا) لن يكون مُرحبا به في هذا السياق التاريخي القديم، وبالتالي فيجب أن يكون الموقف منها مضبوطا ببوصلة "النظام العربي الرسمي"، الذي يعي جيدا أن إسرائيل وُجِدت لتبقى، وستبقى في إطار تعايش وتصالح مع المنطقة، ينمو ويتطور بالزمن.
دائما وأبدا ستُمنع "الفكرة الدينية" من تقديم ما لديها للصالح العام، إلا في فراغات تتسع وتضيق، حسب المزاج السياسي والاجتماعي السائد، وفي كل وقت لن يُسمح لها أبدا من الاقتراب من المكونات الصلبة للمجتمع والدولة.
ولعل د. عبد الوهاب المسيري رحمه الله كان يدرك الخطر الذي يحيق بها في حراكها التاريخي، بالحاسة المرهفة للمثقف العضوي، فكان ينصح دائما بالعمل في المجتمع بقوة وعمق، ومحاصرة "الدولة" لضبط أدائها، ودون الدخول في دهاليزها، رافضا فكرة الاستيلاء عليها.
* * *
الفرضية الثالثة: عدم قيام أي وحدة بين أراض عربية متصلة جغرافيا، وتهدد خريطة "سايكس بيكو"، وسيكون أي حديث عن الوحدة والحلم العربي حديثا تختص به الخطابات الرنانة فقط. وسنراه دائما نموذجا بارزا؛ ذاك الاشتراط البريطاني بفصل السودان عن مصر قبل خروجها من مصر، وبالترتيب المسبق مع حركة الضباط (1952م).. وستتدخل مصر والأردن والسودان لمنع العراق من الوحدة مع الكويت سنة 1961م بالقوة، بعد انسحاب بريطانيا منها في نفس السنة، وسيكون هناك رفض دائم لفكرة الوحدة مع ليبيا/ القذافي، رغم تداخل الصلات والمصاهرات بين القبائل من مطروح وحتى بنغازي.
* * *
سنسمع من الرئيس ناصر (الأب الروحي للوحدة العربية) في حواراته مع القادة العرب وقتها جملة بالغة الطرافة، سيقول: دعونا نعيش الوحدة "حلما"، لأنه إذا تجسد في الواقع سيحطموه لنا! وبالتالي فلن نحتفظ بالحلم ولن نحقق الوحدة، كما ذكر الأستاذ فؤاد مطر في كتابه "بصراحة مع هيكل".
وأي قائد، ذو معرفة متواضعة بالتاريخ، سيعلم أن الوحدة بين الشعوب ذات الأصول المشتركة (أرض ولغة ودين وتاريخ..)، لم تتم عبر كل العصور إلا بالقوة، من عبد الملك بن مروان في الدولة العربية الأولى (الأموية) في القرن السادس، إلى بسمارك (ألمانيا) ومازيني وجاريبالدي (إيطاليا) في القرن التاسع عشر.
يستطيع المرء أن يستنتج أمورا كثيرة، دون أن يرى دهاليز صنعها في البواكير الأولى، يكفي فقط تكرار الظواهر واجتماع البراهين لاستخلاص النتائج.
* * *
سنرى كثيرا من الأنظمة العربية تتخذ مواقفها الحاضرة بناء على هذا "الكتاب الموروث" من "الأقدمين". وهي ترى أنها لن تخرج عن نصوصه، وإلا فهي -من وجهة نظرها- تخون شرعية وجودها التاريخي في الحكم والسلطة، وما يفرضه هذا الوجود في الحفاظ على الدولة القُطرية، دولة "ما بعد الحرب العالمية الثانية" والتي توارثتها على "الخريطة" ذات الحصار الدولي المُحكم
الحاصل أن الموقف العربي الرسمي الآن، من الصراع العربي الصهيوني في غزة، كان متوافقا مع نفسه تماما في كل المواقف التي اتخذها.
والصراخ الذي لا ينقطع لسلطة رام الله، ليس فقط تواطؤا واتفاقا مع إسرائيل والنظام الدولي من أجل مصالح شخصية، وهي بالفعل كذلك، لكن الاتفاق الدولي أصلا كان قد تم من بداية الخمسينيات.
فرغم هزهزته ذات اليمين، ولحلحته ذات الشمال، في حروب اتفاقيات، واتفاقيات حروب، ومبادرات تقام، ومبادرات تنام، لكن الموقف كان دائما على ذات الطريق بكل معالمه.
* * *
وسيبدو لنا أنه من التجني لوم الحاضر القائم فقط، إنه امتداد أصيل لكل الماضي القديم الذي ترسخ، وسنرى أن كثيرا من الأنظمة العربية تتخذ مواقفها الحاضرة بناء على هذا "الكتاب الموروث" من "الأقدمين". وهي ترى أنها لن تخرج عن نصوصه، وإلا فهي -من وجهة نظرها- تخون شرعية وجودها التاريخي في الحكم والسلطة، وما يفرضه هذا الوجود في الحفاظ على الدولة القُطرية، دولة "ما بعد الحرب العالمية الثانية" والتي توارثتها على "الخريطة" ذات الحصار الدولي المُحكم.
ولعل الموقف المتردد لحزب الله (لبنان)، وأنصار الله (اليمن) من المشاركة المبكرة في أيام الطوفان الأولى، كانت يتصل بالفهم القديم لحقائق القوة والسياسة، في الشرق الأوسط والعالم، والتي شرب الجميع من كأسها حتى الثمالة، وما جاء الطوفان أصلا إلا لتفريغها أولا، وتهشيمها ثانيا.
وفى كل النتائج والأحوال، فقد تم تحطيم أهم وأخطر ضلع في الثالوث، وهو وضعية "الدولة الصهيونية" في خريطة المشرق العربي، فلم يعد لها غطرسة، ولم يعد لها مكان.
x.com/helhamamy