العراق... دراما الفساد وخطرها على المجتمع
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
اياد العنبر
تتشابه كثيرا فضائح الفساد في العراق مع حكايات الدراما التلفزيونية، إذ يعتمد كلاهما الحبكة في الرواية التي تجعل المشاهد يتابع الأحداث وتطوراتها بشغف وينتظر نهاياتها. هكذا نحن في العراق نتعايش ونتفاعل مع أخبار الفساد وشخصياته وتفاصيله، وهو لا يغيب يوما عن أحداث نشرات الأخبار ومواضيع البرامج السياسية الحوارية.
وفضلا عن ذلك، أصبحنا نتعايش معه في كل تفاصيل حياتنا اليومية، من سوء الخدمات، وتردي الواقع الصحي، وروتين التعامل اليومي بين المواطن ودوائر الدولة ومؤسساتها.
آخر مسلسل درامي من فضائح الفساد، هو عودة قضية "سرقة القرن" إلى الواجهة، والتي بدأت حكاية عودتها مع تحديد 14 أغسطس/آب، موعدا لمحاكمة المتهم الرئيس في القضية وهو نور زهير، الذي تخلف فيه عن الحضور لتتأجل المحاكمة إلى يوم 27 من الشهر. نور زهير بطل قصة دراما سرقة الأمانات الضريبية التي باتت تعرف بـ"سرقة القرن"، اختار الحضور في لقاء تلفزيوني مع قناة "الشرقية" العراقية، ليتحدث عن "مظلوميته" وعن نفيه وجود سرقة أو فساد، ووصف الموضوع بأنه "أكذوبة". لكنه لم ينكر الرشاوى التي قدمها لسياسيين وإعلاميين وموظفين في الدولة، ليؤكد لنا أن هذا الروتين في العراق هو أساس الفساد.
ويريد بطل مسلسل "سرقة القرن"، أن يبقي عيون العراقيين مشدودة تجاه مراقبة أخباره، بعد أن تداول أخبارا عن تعرضه لحادث سير في بيروت، وننشغل بتأويلات "الحادثة"، لا سيما مع قرب موعد المحاكمة. حتى تبين عدم وجود حادث، وأنه مفتعل للهروب من موعد المحاكمة حسب متابعات صحافية.
المفارقة، أننا أصبحنا منشغلين بمتابعة أخبار الفساد، حتى تعودنا على سماع سرقات وصفقات فساد بملايين ومليارات الدولارات. ونحن نعيش في بلد، يعتاش فيه ملايين المواطنين على إعانات الرعاية الاجتماعية، وهذه الأرقام المرعبة تقارب ميزانية دول مثل الأردن وسوريا ولبنان.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان أكثر صراحة ووضوحا عندما صرح في بداية تسنمه المنصب، بالقول إن "أي حديث عن مكافحة الفساد عبث وضحك على الذقون" إذا لم يكن هناك محاسبة واستراد للأموال من المتورطين في فضيحة "سرقة القرن". ويبدو أن تصريح رئيس الوزراء هو الأكثر مصداقية، لأنه لحد الآن لا يوجد حسم لأي ملف من ملفات الفساد، ولا ملاحقة لأي من المتورطين.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار سرقة القرن
إقرأ أيضاً:
وفاة شاب بمركز أمني سوري تثير غضبا ومطالب بمحاسبة المتورطين
وعاد اللباد قبل أيام قليلة إلى بلاده، بعد أن غادرها لاجئا في أوروبا في عهد النظام السابق، واتجه فور عودته إلى المسجد الأموي، حيث وثقت كاميرا المراقبة آخر ظهور له.
وكان يوسف يقيم في ألمانيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة، وأعلنت عائلته أمس الأربعاء وفاته، متهمة الأمن العام السوري باعتقاله وتعذيبه.
وقالت زوجة الشاب الراحل في منشور على حسابها في فيسبوك إن زوجها "اعتقل من المسجد الأموي وتوفي على أيدي الأمن العام تحت التعذيب"، مشيرة إلى أن "كل مكان بجسمه فيه آثار للتعذيب".
وكانت عائلة الشاب قالت لوسائل الإعلام إن يوسف أراد الوفاء بنذره بالمبيت والاعتكاف في المسجد الأموي بعد سقوط نظام بشار الأسد، لكن "الأمن الداخلي اعتقله عند رفضه الخروج، ثم سلموا جثمانه لأهله مع آثار تعذيب".
بدورها، قالت وزارة الداخلية السورية -في بيان- إن الشاب كان "في حالة نفسية غير مستقرة، حيث دخل المسجد الأموي وهو في حالة من عدم الاتزان، وبدأ يتفوه بعبارات غير مفهومة، فتم التعامل مع الحالة من قبل عناصر حماية المسجد، وحاولوا تهدئته ومنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين".
ووفق البيان، "أقدم الشاب -أثناء وجوده في غرفة الحراسة- على إيذاء نفسه بشكل عنيف عبر ضرب رأسه بأجسام صلبة، مما تسبب له بإصابات بالغة"، مشيرا إلى أنه "تم الاتصال بالإسعاف على الفور، إلا أنه فارق الحياة رغم محاولة إسعافه".
مطالب بالمحاسبةورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/7/31)- جانبا من تعليقات السوريين بشأن ما جرى مع الشاب يوسف اللباد، خاصة مع عدم تطابق رواية العائلة والرواية الرسمية.
ومن بين تلك التعليقات، قال محمد في تغريدته "يجب محاسبة العناصر علنا، وتعليم كل المنتسبين الجدد أخلاقيات الأمن والتعامل مع المواطن".
وسار عامر في الاتجاه ذاته قائلا "التحقيق والعدالة أهم بكثير، يجب أن نعرف ماذا حدث، وماذا سيحدث بشكل علني وشفاف وفوري"، مضيفا "دعوا القضاء يأخذ مجراه".
إعلانفي المقابل، شكك محمد إبراهيم في رواية الداخلية السورية، إذ تساءل "شلون (كيف) حالة نفسية غير مستقرة مسافر من أوروبا إلى سوريا وطيران. لو فيه الرجل شيء ألمانيا ما بتخليه يخطو خطوة. يا ريت تشوفوا العناصر الذين اعتقلوه فهم يعرفون كل شيء".
أما لوليا فقد سلطت الضوء على اللقطات الأخيرة التي أظهرتها كاميرا المراقبة للشاب الراحل، إذ قالت "مبين هو فيه شيء غريب (يظهر أنه هناك شيء غريب يتعلق به) أو وراه قصة بمخه بده ينفذها حتى لو كان متغربا 20 سنة".
وأضافت "من حق الأمن ملاحقته إذا كان ناويا لشيء ما، بس هو عم يعمل شغلات غريبة بتخلي الواحد يفكر ألف شغلة".
بدورها، قالت وسائل إعلام سورية إن وفدا رفيع المستوى من وزارة الداخلية زار حي القابون بدمشق وقدم التعازي لأسرة الشاب، مشيرة إلى "إحالة جميع من كان متواجدا في موقع الحادث من عناصر الأمن والشرطة وحرس المسجد إلى التحقيق".
كما أكد وزير العدل السوري مظهر الويس التزام الحكومة بمحاسبة جميع المتورطين في القضية، مشددا على جدية وشفافية التحقيقات، وأنه "لا أحد فوق القانون، وسيُعاقب كل من تثبت إدانته".
31/7/2025-|آخر تحديث: 19:37 (توقيت مكة)