صحيفة البلاد:
2025-05-28@02:27:03 GMT

الصبر عند الكبر

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

الصبر عند الكبر

“يا بني العزيز، سوف تراني يوماً ما، عجوزاً، وقد لا يكون لسلوكي أي معنى، خذ وقتك لفهمي، كما كنت صبوراً، وأخذت وقتي لتعليمك، لا تسخر من جهلي، أو ذاكرتي السيئة، كن لطيفاً ورحيماً. أنا لا أسعى إلى أي شيء في سني، فقط أنتظر موتي. كن معي، وليس ضدي”.

هذا جزء من رسالة طويلة مؤثرة، وصلتني مؤخراً على تطبيق الواتس آب، وهي من الرسائل المتداولة بكثرة، وفيها يوصي أحد الآباء إبنه بالصبر، والتفهُّم في مواجهة صراعاته مع العالم الحديث، والتكنولوجيا.

وهذه الرسالة، إن كانت حقيقية، أو مؤلفة بأسلوب أدبي، هي تذَّكير قوي بأهمية التواضع والاحترام تجاه والدينا، وتجاه كبار السن، ففي كثير من الأحيان، نرى كبار السن يتعرضون للسخرية، بسبب عدم قدرتهم على التأقلم مع تعقيدات تكنولوجيا اليوم، أو عدم فهمهم لما يدور حولهم من أحداث متسارعة، وفي بعض الأحيان، يواجه الكثير منهم الصعوبات، والإحباط في التعامل مع هاتف ذكي جديد، أو إنجاز بعض الأعمال عبر خدمات الحكومة الإلكترونية، أو حتَّى قضاء المشاوير اليومية التي اعتادوا عليها في السابق، في الوقت الذي كان فيه هذا الأب، أو هذا الجد، يعتمدان على نفسيهما في إنجاز جميع الأعمال، دون الإعتماد على أحد، ولكنهما الآن يجدان نفسيْهما مضطريْن لطلب المساعدة لعجزهما.

وفي عالمنا الحالي المتسارع الخطى، من السهل أن ننسى أن ليس كل شخص لديه نفس القدر من الخبرة في التكنولوجيا، مثل الجيل الحالي، الذي نشأ في ظل هذه التكنولوجيا، و تماشى مع التطورات الحديثة، ولكن بينما نتلذَّذ بأحدث الأدوات والتطبيقات، يتعيّن علينا أن نتذكَّر أن كبار السن، يجدون صعوبة شديدة في التأقلم مع التطورات السريعة، وأن التكيُّف مع مثل هذا التغير التكنولوجي السريع، يشبه تعلُّم لغة جديدة دون معلم.

كبار السن يشعرون بالوحدة، ويشتكون من عدم توفُّر وقت أبنائهم لهم، ولا يجب أن يقابل هذا بالتأفف، فهم يشعرون بالضعف، و المرض، وفقدان الذاكرة التدريجي، ويغضبون سريعاً، ويصبحون أكثر حساسية حتّى مع أقرب المقرَّبين من
أبنائهم، لا يحبون الانتقاد، ويرفضون قبول أي مساعدة من الآخرين، وبدلاً من السخرية من ارتباكهم، يتعيَّن علينا أن نقدم لهم الصبر والدعم، فقط تخيَّل محاولة إتقان مهارة معقّدة دون توجيه، إنه لأمر محبط.

لقد أمضى كبار السن حياتهم في المساهمة في المجتمع، وحكمتهم لا تقدر بثمن، أفلا ينبغي لنا أن نكرم ذلك، من خلال تقديم المساعدة لهم بدلاً من السخرية؟

هناك من يضيق صدره، ويؤثر الإبتعاد تجنّباً للمشاكل، بل ويجاهد أن يعيش بعيداً عن والديه، ويجد العذر في أنه لن يستطيع تقديم أي شيء لوالديه، بسبب كثرة نقدهما، وغضبهما، و اتهامهما للأبناء بالتقصير، والفائز هنا، من يتحمَّل الوضع، ويصمد أمام غضبهما، أو تضجّرهما من باب البر بهما، ويقدم كل ما في وسعه لإسعادهما، وإدخال الفرح والسرور إلى قلبيهما.
الوالدان نعمة لا تقدَّر بثمن، والبركة في دعائهما لنا، وسوف نجد أثر ذلك في تعامل أبنائنا معنا، وباب الجنة مفتوح للبار بوالديه، وهو باب للرزق.

قال الله عزّ وجلّ في محكم التنزيل: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: کبار السن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يفصل لجنة تعيينات كبار المسؤولين للسطيرة على مفاصل الدولة

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر فصل أعضاء لجنة تعيين كبار المسؤولين في الحكومة ومؤسسات الدولة.

وتقول الصحيفة إن ذلك يمثل خطوة قد تمهد لتعيين شخصيات مقربة منه في اللجنة الجديدة لضمان تمرير التعيينات الحكومية دون اعتراض.

مشروع اليمين

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مساعي الحكومة للسيطرة على مفاصل الدولة واللجان الهامة فيها.

وأشار -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أن لجنة تعيين كبار الموظفين التي شملها القرار تعد لجنة محورية تهدف إلى المصادقة على تعيينات الحكومة في المواقع الحساسة، بما فيها قيادات الأجهزة الأمنية.

وقال مصطفى إن اللجنة كانت نقدية جدا لتعيين شخصيات لعدم ملاءمتهم أو بسبب مخالفات إدارية أو جنائية ارتكبوها سابقا، مضيفا أن من أبرز الأمثلة على ذلك رفضها تعيين يوآف غالانت رئيسا للأركان بسبب مخالفة تتعلق بتوسيع بيته على حساب أراض عامة.

وأوضح أن القرار يهدف إلى تشكيل لجنة منصاعة للحكومة تصادق على كل تعيين دون أي فحص أو اعتراض، لافتا إلى أن هذه الخطوة تأتي أيضا في سياق تعيين رئيس جهاز الأمن العام الشاباك ديفيد زيني، الذي قد يواجه صعوبات في الحصول على مصادقة اللجنة الحالية.

إعلان

ورأى مصطفى أن ما يقوم به نتنياهو هو اصطدام عملي مع جميع مكونات الدولة، في محاولة لإعادة تشكيلها.

وأضاف أن هذه الإجراءات تحمل أيضا بعدا انتخابيا، إذ يسعى رئيس الحكومة إلى إقناع جمهوره اليميني بأنه يتحدى ما يسميها "الدولة العميقة"، ويستبدلها بشخصيات موالية ومنظومات تساعد الحكومة على تنفيذ أجنداتها السياسية، معتبرا أن هذه الخطوة جزء من مشروع اليمين الكبير في السيطرة على مؤسسات الدولة بشكل شمولي.

تحول إستراتيجي

أما المحلل السياسي إبراهيم المدهون، فاعتبر أن قرار نتنياهو ليس إجراء إداريا روتينيا، بل مؤشرا بالغ الدلالة على تحول إستراتيجي في طبيعة الحكم داخل إسرائيل، ينذر -برأيه- بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة لصالح دولة ظل تدين بالولاء الشخصي له، لا للمؤسسة أو النظام.

وأوضح -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن نتنياهو يتبع منذ سنوات سياسة تقوم على تعزيز السيطرة الشخصية وتطويع الكيان بالكامل، مؤكدا أن الرجل لم يعد يتعامل مع مؤسسات الدولة باعتبارها أركانا للحكم يجب احترام استقلالها، بل كمواقع نفوذ يجب إخضاعها أو تفريغها من محتواها.

وأشار المدهون إلى أن القضاء والشرطة وجهاز الشاباك والنيابة العامة كلها تعرضت لضغوط ممنهجة، وتم تعيين موالين للحكومة في مواقعها الحساسة، مضيفا أن تفكيك لجنة التعيينات يمثل خطوة إضافية نحو إحكام القبضة على البنية الإدارية والسيادية للدولة.

وأكد أن نتنياهو لا يرى نفسه مجرد رئيس وزراء منتخب ضمن دورة ديمقراطية، بل يسعى لترسيخ موقعه كمرجعية عليا فوق المؤسسات، لا تتعرض للرقابة ولا تحتكم للتوازنات السياسية المعهودة.

واعتبر المدهون أن نتنياهو يمارس الحكم بمنطق "إما أن تكون معي وإما تقصى"، حيث يقصي حتى المؤسسات الرسمية إذا لم تضمن الولاء الكامل، ويرى في استقلال القضاء أو الأجهزة الرقابية تهديدا مباشرا يجب التخلص منه.

إعلان

واختتم بالتحذير من أن أي تغيير مستقبلي في الحكم سيواجه تحديا بنيويا عميقا نظرا لوجود شبكة واسعة من الولاءات والتعيينات والمحسوبيات التي أعادت تشكيل الكيان لصالح نتنياهو على أسس حزبية وشخصية.

وقال إن ما يقوم به رئيس الوزراء باسم "الاستقرار السياسي" هو في حقيقته مشروع لإعادة صياغة الدولة على مقاسه الشخصي، يضعف النظام من الداخل ويفتح الباب لأزمات قد تعصف بأسس الحكم وبفكرة إسرائيل ذاتها.

مقالات مشابهة

  • السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة خلال مشاركته في فعالية حلب مفتاح النصر: يا أبناء حلب وبناتها من شيب الأمة وشبابها، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة
  • حفظا لكرامة كبار السن.. رئيس الحكومة يعلن استفادة مليون مسن من دعم اجتماعي شهري
  • دراسة: استخدام كبار السن للتكنولوجيا يقلل الإصابة بـ”الضعف الإدراكي” بنسبة 58%
  • زلزال يهز شرق تركيا… سكان بينغول وتونجلي وأرضروم يشعرون بالهزة
  • لـ كبار السن وذوي الهمم.. «الجوازات» تواصل إجراءات تسهيل الحصول على خدماتها
  • المهم يا جماعة انتو مونسننا ومخففين علينا الحرب ما تنقطعوا بالله ????
  • نتنياهو يفصل لجنة تعيينات كبار المسؤولين للسطيرة على مفاصل الدولة
  • لائحة جديدة تنظم إيواء كبار السن في دور الرعاية الاجتماعية
  • عضو بالكنيست: نتنياهو كذب علينا بشأن “إنجازات” الحرب في غزة
  • مشكلة الموية في أمدرمان أصبحت من الصعوبة الصبر عليها