يوحنا العاشر: لضرورة انتظام عمل الهيئات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
دعا بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي لأن "يتعالى الجميع على المصالح والأمور الشخصية وأن نوجّه قوانا جميعاً يداً واحدة إلى قضية لبنان وما يهمّ اللبنانيين ومصلحتهم والتي ترتكز أولاً على انتخاب رئيس للجمهورية لأن كل عملية إنقاذ لبنان والإصلاح تبتدئ من هذا الأمر. فمن الضروري جداً أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية، لأن هذا الفراغ ليس من مصلحة أحد.
وقال البطريرك يوحنا العاشر بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده: "أتوجه أولاً إلى صاحب السيادة سيدنا الياس الغالي والعزيز متروبوليت بيروت، بكل المحبة والدعاء بالصحة والعمر الطويل والخدمة المباركة. كلنا نعلم جهادات سيدنا وكل ما يقوم به لخير الكنيسة وشعبنا ولخير لبنان، للخير العام والإنسانية بشكل عام. ثم أتوجه إلى إخوتنا وأحبّتنا اللبنانيين وأقول لهم اثبتوا ولا تخافوا رغم قساوة الظروف وصعوبة الأيام. الأيام صعبة وقاسية من نواحٍ كثيرة ولكن لبنان، لبناننا، لبنانكم غالٍ على قلوبنا، علينا أن نحافظ عليه، أن نتشبّث بأرضنا، بعائلاتنا، ببيوتنا، ونحافظ على هذا اللبنان الغالي، لبنان الرسالة".
اضاف: "هنا لا ننسى أوجاعنا بدءاً من الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت وكل الكوارث التي نجمت عنه والأضرار، وصولاً إلى أوضاعنا وظروف شعبنا في قضية الأموال المودعة في المصارف، وهي جنى عمر كل شخص وللأسف بطريقة من الطرق خسر كل شخص كل شيء وفقد جنى عمره وكأن هذه الأموال نُهبت من أيادي شعبنا ومن تعبه. لذلك، كما نقول دوماً، نكرر وبصوتٍ عالٍ الدعوة إلى جميع السياسيين، الإداريين، المعنيين، المسؤولين في هذا البلد ضرورة انتظام عمل الهيئات الدستورية والمجالس الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية".
واردف: "صلاتنا وكل دعائنا ألا تتوسّع دائرة الحرب وتمتد إلى مناطق أخرى. دعاؤنا أن يعود السلام وأن تتوقف الحروب في غزة وبشكل عام في أنحاء العالم أجمع، ولا ننسى أحداً. نحن كما نؤكد دوماً، بعد جولة طويلة من الأحاديث وإعادة النظر مع صاحب السيادة سيدنا الياس، دوماً نؤكد في كنيستنا الإنطاكية أننا أبناء السلام ونريد السلام ونريد إيجاد حلول سلمية لكل قضايانا بدءاً من لبنان ووصولاً إلى كل قضايانا في هذه المنطقة، في الشرق الأوسط، وقضايانا في البلاد العربية".
وقال: "وكانت لنا جولة أيضاً على قضايانا الكنسية، على أوضاع شعبنا وما يعاني من صعوبات معيشية في هذه الأيام الصعبة، والأوضاع المادية والمالية التي تحيط بنا في هذه الظروف الصعبة والقاسية. دوماً نؤكد أن الكنيسة تعمل لكي تكون بكامل قواها من كل النواحي إلى جانب أبنائنا بشكل عام وأبنائنا في رعايانا بشكل خاص، إن من النواحي الكنسية، الروحية، الإنسانية، الاجتماعية، الدعم الذي يمكن أن يحصل إن كان في مناحي الاستشفاء أو التعليم وغيرها. لذلك اليوم بفرح كبير، بوجودي في هذه الدار الكريمة، في مطرانيتنا في بيروت إلى جانب سيدنا الياس راعي هذه الأبرشية المحروسة بنعمة الرب، نعود ونكرر هذا القول ونؤكد على هذه الأمور وعلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. فلنثبت ولا نخفْ ولنحافظ على عائلاتنا وكنيستنا وعلى لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی هذه
إقرأ أيضاً:
تل أبيب وواشنطن تطالبان بيروت بتسيلم ياباني نفذ هجوما قبل 53 عاما
في الذكرى الثالثة والخمسين للهجوم المسلح الذي استهدف مطار اللد الفلسطيني (بن غوريون حالياً) قرب تل أبيب عام 1972، لا يزال اسم كوزو أوكاموتو، أحد منفذي الهجوم الثلاثة، حاضراً في سجلات "المطلوبين" لدى الولايات المتحدة، التي رصدت مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وجاء في منشور رسمي عبر حساب "برنامج مكافآت العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية: "لم ننسَ. ساعدونا في تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم".
ويُقيم أوكاموتو في لبنان منذ عام 1985 بصفته لاجئاً سياسياً، ويعيش في منطقة البقاع وسط حماية لبنانية ورفض رسمي لتسليمه، رغم المطالبات الأمريكية واليابانية المتكررة.
عملية بين الجيش الأحمر والجبهة الشعبية
في 30 أيار/مايو 1972، حطت طائرة قادمة من العاصمة الإيطالية روما في مطار اللد بالداخل المحتل٬ وعلى متنها ثلاثة يابانيين يحملون جوازات سفر مزورة: تسويوشي أوكودايرا، وياسويوكي ياسودا، وكوزو أوكاموتو. ينتمون جميعهم إلى "الجيش الأحمر الياباني"، وهي منظمة ماركسية ثورية مسلحة، وكان الهجوم بالتنسيق الكامل مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التي كانت تتبنى آنذاك تكتيكات الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية.
ما إن وصل الثلاثة إلى صالة استلام الأمتعة حتى أخرجوا أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وفتحوا النار على المسافرين في هجوم استمر دقائق، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً، بينهم 17 أمريكياً، وإصابة أكثر من 71 آخرين بجروح متفاوتة.
صور أبطال عملية مطار اللد | الجيش الأحمر الياباني
الشهيدان "باسم" تسويوشي أوكودايرا و"صلاح" ياسوكي ياسودا، والأسير المحرر "أحمد" كوزو أوكاموتو - تم تحريره عام ١٩٨٥.
والذين نفذوا عمليتهم الفدائية في ٣٠ أيار ١٩٧٢ بالتعاون مع خمسة فدائيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
1⃣ pic.twitter.com/KgKwIePnhB — The Palestinian Archive الأرشيف الفلسطيني (@palestinian_the) May 30, 2022
نهايات منفذي العملية الثلاثة
قُتل ياسودا خلال الاشتباك المسلح، فيما فجر أوكودايرا نفسه بقنبلة يدوية. أما أوكاموتو، فنجا من الموت رغم إصابته بجروح بالغة، وألقي القبض عليه وهو في حالة إنهاك جسدي.
وكان يحمل حينها جواز سفر باسم مزيف هو "ديسوكي نامبا"، نسبة إلى الشاب الياباني الذي حاول اغتيال ولي العهد هيروهيتو عام 1923، بينما أطلقت عليه "الجبهة الشعبية" الاسم الحركي "أحمد".
13 عاماً في سجون الاحتلال
وأصدرت محكمة إسرائيلية حكماً بسجن أوكاموتو ثلاث مؤبدات، قضى منها 13 عاماً في الأسر، معظمها في العزل الانفرادي، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية والنفسية.
وفي 20 أيار/مايو 1985، أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، شملت مئات المعتقلين الفلسطينيين والعرب.
وبعد الإفراج عنه، انتقل أوكاموتو إلى لبنان، حيث منحته السلطات صفة "لاجئ سياسي"، ويعيش في منطقة البقاع منذ ذلك الحين، محاطاً برعاية صحية ومراقبة أمنية مشددة.
خلفية شخصية وأبعاد سياسية
ينحدر كوزو أوكاموتو من عائلة متوسطة الحال في جنوب اليابان، وهو الأصغر بين ستة إخوة وأخوات.
وقد انخرط مبكراً في صفوف الجيش الأحمر الياباني، الذي كانت تتزعمه فوساكو شيغينوبو، وهي بدورها قضت 20 عاماً في السجون اليابانية قبل أن يفرج عنها لاحقاً.
وعلقت ابنتها، مي شيغينوبو، التي نشأت في لبنان على الوضع قائلة: "لا أظن أن أوكاموتو يشكل تهديداً لأي أحد اليوم، لا لإسرائيل ولا لليابان، لكنه ما يزال تحت المتابعة الدولية، بينما حالته الجسدية والنفسية هشة للغاية".
وأضافت: "طالما هناك تركيز على اسمه، لا يمكننا استبعاد احتمال أن حياته لا تزال مهددة".
مطالبات متكررة وموقف لبناني ثابت
لا تزال اليابان تطالب لبنان سنوياً بتسليم أوكاموتو، في وقت تصر بيروت على رفض تلك المطالب، نظراً لوضعه كلاجئ سياسي، ولحالته الصحية التي لا تسمح له بمواجهة محاكمة جديدة، إضافة إلى ما يعتبره البعض "رمزية نضالية" لا تزال مرتبطة به لدى فصائل سياسية فلسطينية ويسارية في لبنان والمنطقة.
بهذا، يبقى كوزو أوكاموتو، بعد أكثر من نصف قرن على العملية التي هزت الاحتلال الإسرائيلي وأربكت حسابات الأمن العالمي، اسماً يتأرجح بين ذاكرة الكفاح المسلح، وملاحقات أجهزة الاستخبارات، وملف سياسي مؤجل على طاولة العلاقات اليابانية اللبنانية.
???? ظهور نادر لكوزو أوكاموتو، الناجي الوحيد بين المنفذين الثلاثة لعملية مطار اللد الإسرائيلي قبل خمسين عاماً، وذلك خلال إحياء الفلسطينيين للذكرى في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت. #فرانس_برس pic.twitter.com/ZQSRvI7gls — فرانس برس بالعربية (@AFPar) May 31, 2022