المدينة للاستثمار وقرار العدول عن التحول إلى شركة مقفلة
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
أثار قرار مجلس إدارة شركة المدينة للاستثمار القابضة بالعدول عن تحوّل الشركة من شركة مساهمة عامة إلى شركة مساهمة مقفلة العديد من التساؤلات بشأن دور مجالس إدارة الشركات في تعزيز مكانة وقدرات شركات المساهمة العامة، وهل يمكن أن يُقدم مجلس الإدارة على اتخاذ قرار دون تحديد أهداف هذا القرار ومن ثم تبعاته على الشركة والمساهمين فيها والبورصة وقطاع سوق رأس المال ككل؟ وعلى الرغم من أننا لا نشجع شركات المساهمة العامة على التحول إلى شركات مقفلة نظرًا للتأثيرات الاقتصادية السلبية لمثل هذه التحولات التي لا تتيح النمو للشركات في المستقبل وتجعلها عرضة لأي اهتزازات اقتصادية؛ فإن القرار جاء بعد سلسلة من الإفصاحات وبعد تقييم الشركة من قبل مكتب مستقل وتحديد القيمة العادلة للسهم بـ60.
موقف مجلس إدارة شركة المدينة مشابه تقريبًا لموقف آخر من مجلسي الإدارة في بنك صحار وبنك نزوى اللذين أعلنا في أواخر عام 2023 وقف مفاوضات الاندماج بين البنكين والتي بدأت في نوفمبر من عام 2021.
وفي اعتقادنا أن تكرار مثل هذه القرارات من مجالس إدارات شركات المساهمة العامة يعطي انطباعا سلبيا تجاه مجالس الإدارة ويشير إلى أنها لا تقوم بالدراسة الكافية للقرارات التي تتخذها؛ أو في الجانب المقابل لا تجد المقترحات التي تطرحها مجالس الإدارة على الجهات التنظيمية سواء هيئة الخدمات المالية أو البنك المركزي العماني الاهتمام الكافي لتسريع الإجراءات وتفادي أي تأثيرات سلبية على المساهمين في الشركات والمستثمرين في البورصة، ومهما كانت الأسباب فإن لمثل هذه القرارات تأثيرات سلبية على البورصة والمستثمرين فيها.
إن مجالس الإدارة تعد «السد المنيع» لشركات المساهمة العامة وهي المسؤولة أساسا عن حماية حقوق المساهمين والمحافظة على تقوية الشركات وتعزيز نتائجها المالية بما يحقق تطلعات المساهمين، ولهذا فإن قراراتها ينبغي أن تكون مدروسة بعناية وتنطلق من اهتمام مجلس الإدارة بزيادة العوائد التي يحصل عليها المساهمون، وإذا تخلى المجلس عن هذا الهدف فإن الشركات ستكون عرضة للخسائر.
ولعل هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تحقيق العديد من شركات المساهمة العامة لخسائر خلال السنوات الماضية بعد أن تخلى مجلس الإدارة عن دوره في تقوية الشركة وتعزيز مكانتها في السوق، وحتى نحمي الشركات من الخسائر فإننا نتطلع إلى أن تكون مجالس الإدارة ذات وعي أكبر لمسؤولياتها وواجباتها ليس في حماية الشركات فقط وإنما أيضا في المحافظة على المكاسب التي يحققها قطاع سوق رأس المال للاقتصاد الوطني بشكل عام.
محمد الشيزاوي كاتب وصحفي عُماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شرکات المساهمة العامة مجالس الإدارة
إقرأ أيضاً:
إنقاذ شاب وانتشال جثمان والدته وقرار إزالة بعد إنهيار سقف منزل بالغربية
انتقل اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، يرافقه اللواء تامر السمري مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الدلتا، واللواء أسامة نصر مدير أمن الغربية، والدكتور محمود عيسى نائب المحافظ، إلى موقع حادث سقوط سقف الدور الثاني على سقف الدور الأول بمنزل قديم مكوَّن من طابقين (أرضي + أول علوي)، مقام على حوائط حاملة ومونة طينية، وتغطيه أسقف من العروق الخشبية، وذلك بشارع الساحة الشعبية بحي ثان طنطا، فور ورود بلاغ إلى مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بديوان عام المحافظة.
جهود محافظ الغربيةوتابع المحافظ ومرافقوه من موقع الحادث جميع الإجراءات التي تم اتخاذها لحماية السكان المحيطين، وضمان سرعة التعامل مع الموقف بأقصى درجات الكفاءة والتنسيق، مشددين على ضرورة اتخاذ كل التدابير التي تكفل تأمين المواطنين في محيط العقار.
دعم الأسر والعائلاتوأوضح محافظ الغربية أن البلاغ تم التعامل معه على الفور، حيث جرى إخطار جميع الجهات المعنية، وشملت: رئاسة حي ثان طنطا، مرفق الإسعاف، الحماية المدنية، مديرية الصحة، وشركات الغاز والكهرباء والاتصالات، إلى جانب إدارة المرور، للتحرك العاجل إلى الموقع.
وتم الدفع بعدد (2) لودر من معدات حي ثان طنطا، وحفار وجرار تابعين للمقاول السنوي بالحي، بالإضافة إلى سيارة إنقاذ بري تابعة للحماية المدنية، وسيارة إسعاف، مع فرض كردون أمني بمحيط العقار لتأمين المنطقة، وفصل جميع المرافق (الكهرباء – الغاز – الاتصالات) كإجراء احترازي.
انقاذ حياة شابكما تم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة ثان طنطا، مع تكليف لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بحي ثان طنطا بمعاينة العقار واتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث أظهرت المعاينة أن المنزل لم يكن صادرًا بحقه قرار إزالة.
وعلى الفور، تم استصدار قرار “خطر داهم” للعقار، وبدأت الأجهزة التنفيذية بالفعل في تنفيذ أعمال الإزالة الكاملة، حفاظًا على الأرواح والممتلكات، تحت إشراف ميداني مباشر من المحافظ والأجهزة المعنية.
وأسفرت جهود فرق الحماية المدنية، خلال أعمال الرفع والبحث، عن إنقاذ الابن من داخل المنزل، حيث تم نقله على الفور بسيارة إسعاف إلى مستشفى طنطا الجامعي، وحالته مستقرة ويتلقى الرعاية الطبية اللازمة.
كما تم، عقب ساعات من العمل المتواصل، العثور على جثمان والدته أسفل الأنقاض، وجرى استخراجها وتسليمها إلى الجهات المختصة وفق الإجراءات القانونية والطبية المتبعة.
وأكد اللواء أشرف الجندي أن “سلامة المواطن على رأس الأولويات، وأن المحافظة لا تدّخر جهدًا في التدخل الفوري بكامل إمكاناتها عند حدوث أي طارئ”، موجهًا الشكر لرجال الحماية المدنية على سرعة الاستجابة، ودقة تنفيذ أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض، مثمنًا دورهم البطولي والمهني في التعامل مع الحادث.
وأكدت محافظة الغربية أن جميع الأجهزة التنفيذية والأمنية والصحية تواصل أداء مهامها بكل التزام ومهنية، تحت إشراف مباشر من السيد المحافظ، لحين استكمال الإجراءات والتأكد التام من تأمين الموقع. كما تهيب المحافظة بالمواطنين استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وعدم الالتفات إلى الشائعات أو المعلومات غير الدقيقة، مؤكدة استمرار جهودها في متابعة ملف المباني القديمة، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أي منشآت تُشكّل خطرًا على الأرواح.