لافتات تحث السياح البريطانيين على ارتداء ملابسهم.. إليكم ما يحدث بمدينة إسبانية
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— نشرت السلطات في مدينة ملقا الإسبانية لوحات إعلانية تهدف إلى تثقيف السياح بشأن السلوكيات المناسبة أثناء زيارتهم للبلاد، بما في ذلك لوحة تذكرهم بارتداء الملابس.
تزيّنت اللافتات الأربع المختلفة، التي نشرها مجلس السياحة المحلي على موقع "إكس" (تويتر سابقًا) السبت، بالعَلَم البريطاني، ورسائل باللغة الإنجليزية، مع نسخة إسبانية بخط أصغر في الأسفل.
ولطالما حظيت مدينة ملقا، الواقعة على ساحل كوستا ديل سول في منطقة الأندلس جنوب إسبانيا، بشعبية كبيرة لدى البريطانيين خلال العطلات، مع توفّر رحلات جوية منخفضة التكلفة من المطارات في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
ومنذ سبعينيات القرن العشرين، توافد البريطانيون إلى كوستا ديل سول للاستمتاع بأسبوع من الطقس الجيد المضمون، مع كميات لا نهاية لها من الجعة، والإفطار الإنجليزي الكامل.
ولكن سئم السكان المحليين بشكلٍ متزايد من سلوك بعض الزوار، وخرجت مظاهرات هذا الصيف احتجاجًا على الحشود، وأعمال البناء، وزيادة تكاليف السكن المرتبطة بالسياحة.
والآن، أطلق مجلس المدينة حملة تهدف إلى الحد من بعض الأمثلة الأكثر وضوحًا للسلوكيات السيئة.
وكتبت أحد اللافتات: "ارتدي ملابسك بشكلٍ كامل"، وتابعت: "سواءً في الشارع أو في الأماكن العامة، ارتدي ملابس علوية دائمًا بغرض الاحترام والنظافة".
واستهدفت لافتة أخرى دراجات "سكوتر" الكهربائية التي أصبحت مشهدًا شائعًا في المدينة.
وجاء في اللافتة: "الأرصفة مخصصة للمشاة. إذا كنت تستخدم السكوتر أو الدراجات الهوائية، فافعل ذلك في الأماكن المخصصة لهذا الغرض قانونيًا، امتثالاً لأنظمة البلدية".
وناشدت اللافتة الثالثة الزوار بالاعتناء بمحيطهم، وكتبت: "حافظوا على نظافة المدينة. واستخدموا صناديق القمامة والحاويات وغيرها من الخدمات. كونوا حذرين مع المعالم، والتراث التاريخي، والحدائق، والأثاث العام".
وطالبت اللافتة النهائية بالاهتمام بمستوى الضوضاء، وكتبت التالي: "لا تصرخ، أو تغني، أو ترفع صوت الموسيقى الخاصة بك. احترموا ساعات الراحة الخاصة لجيرانكم، بما في ذلك كبار السن، والمرضى، والأطفال، والعاملين الأساسيين".
وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها ملقا تغيير سلوك السياح.
وفي العام الماضي، أعلنت بلدية المدينة أنّ أي شخص يُرصد في الشارع أو الأماكن العامة بدون ملابس، أو بملابس داخلية فقط، سيواجه غرامات تصل إلى 750 يورو (825 دولارًا).
وتُعد ملقا واحدة من بين العديد من المدن والجزر الإسبانية التي تقاوم تأثير السياحة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة بريطانيا قوانين مظاهرات
إقرأ أيضاً:
كيف تكافح أكثر مدن أوروبا سخونة موجات الحر وتستعد لاستقبال ملايين السياح؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما اعتُبِر تسلق قمة "أكروبوليس أثينا" إنجازًا يتطلّب الشجاعة. ولعلّه أصبح أكثر صعوبة ممّا كان عليه الحال خلال فصول الصيف الأخيرة، عندما شهدت المدينة موجات حرّ طويلة وخطيرة.
خلال العامين الماضيين، وخلال ذروة موسم السياحة، أجبرت الحرارة الشديدة السلطات مرارًا وتكرارًا على إغلاق أكثر المواقع زيارةً في اليونان خلال ساعات النهار الأكثر حرارةً لحماية الزوار والموظفين من درجات حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية.
ولا يقتصر الأمر على الـ"أكروبوليس".
لطالما كانت أثينا شديدة الحرارة صيفًا، ولكن لم تصل درجات الحرارة إلى هذا المستوى من قبل.
رغم أنّها العاصمة الأكثر سخونة في أوروبا القارية، إلا أنّها شهدت ارتفاعات قياسية بدرجات الحرارة في عام 2024.
يشهد البحر الأبيض المتوسط بأسره ارتفاعًا في درجات الحرارة بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي.
وأثار هذا الوضع تساؤلاتٍ كبيرة حول اليونان وعلاقتها بالزوار الذين ساعدت قدرتهم الشرائية البلاد على تجاوز الأزمات خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة.
تعني زيادة السياحة ارتفاع الضغط على موارد المياه الشحيحة والبنية التحتية، كما أنّها تعني التضخم، بشكلٍ يدفع السكان المحليين إلى الخارج لصالح الوافدين الأثرياء.
ورأى عمدة أثينا، هاريس دوكاس، أنّ "بناء القدرة على الصمود مسألة بقاء".
وقد أصبح التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب زيادة أعداد السياح في الصيف، بمثابة أولوية كبيرة.
خزان حراري حضريعلى المدى القصير، يعني ذلك وضع أنظمة إنذار مبكر لموجات الحر، ومراقبة بيانات درجات الحرارة في الوقت الفعلي، إلى جانب إضافة نوافير الماء، ومراكز تبريد مكيفة، وحدائق صغيرة مظللة لتوفير الراحة.
قالت إيريس بلايتاكيس، وهي مرشدة سياحية تزور الـ"أكروبوليس" بانتظام: "غالبًا ما يستهين السياح بالحرارة، وخاصة القادمين من مناطق تتمتع بمناخٍ بارد".
تُعتبر الحرارة الشديدة خطيرة للغاية، إذ أوضحت خبيرة التكيف الحضري في الوكالة الأوروبية للبيئة، إين فانديكاستيل أن "موجات الحر مسؤولة عن أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن ظواهر الطقس والمناخ في أوروبا".
لكن على المدى البعيد، تواجه أثينا تحديًا يتمثَّل في إعادة تشكيل مدينة تحوّلت إلى خزان حراري خرساني بمساحات خضراء محدودة.
في عام 2021، أصبحت أثينا أول مدينة أوروبية تُعيّن "مسؤولاً عن الحرارة" مُخصصًا لتعزيز وتنسيق استراتيجيات التكيف.
وأكّد دوكاس: "خلال أكثر من عام بقليل، زرعنا 7 آلاف شجرة، وهو أمر صعب في مدينة مكتظة بالسكان. نريد أن يصل هذا العدد إلى 28 ألف شجرة خلال أربع سنوات. كما نعمل على إنشاء ممرات خضراء".
إزالة الخرسانةلا تشبه أثينا الحديثة الموقع الساحر الذي اختاره البشر للاستقرار منذ آلاف السنين. آنذاك، تميزت المنطقة بقربها من الجبال، والبحر، ومناخها المعتدل، ومواردها الخضراء الوفيرة، وأنهارها المتدفقة، وهي المجاري المائية ذاتها التي غُمِرت بالخرسانة خلال فترة التوسع الحضري السريع في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لبناء الطرق السريعة.
لَفَت الأستاذ المشارك في تخطيط المدن بالجامعة التقنية في فالنسيا بإسبانيا، خوانخو غالان، إلى ضرورة إزالة الخرسانة، موضحًا: "سيتعين على أثينا إزالة بعض الخرسانة، والاستثمار في البُنى التحتية الخضراء، والمواد التي تمتص الحرارة. سيستغرق الأمر بعض الوقت، ولكنه ممكن".
تطوير الساحلغالبًا ما يتوجّه سكان أثينا خارج المدينة عند الرغبة في الشعور بالانتعاش. والآن تتبع مدينتهم النهج ذاته، مع توسعها على طول الواجهة البحرية، وتجديدها لمنطقة أُطلق عليها مؤخرًا اسم "ريفييرا أثينا".
يمتد الساحل جنوبًا على بُعد 50 كيلومترًا من ميناء "بيريوس" الرئيسي، ويضم شواطئ مُنظّمة ومطاعم راقية وفنادق ومنتجعات من فئة خمس نجوم.
يُعتبر أيضًا المكان الذي يشهد أكبر تحوّل حضري أخضر على الإطلاق بالبلاد في مطار "إلينيكون" الخارج عن الخدمة والمُغلق.
في قلب المشروع، تقع حديقة "إلينيكون متروبوليتان"، ومن المتوقع أنّها ستصبح أكبر منطقة خضراء في أثينا وواحدة من أكبر الحدائق الساحلية في العالم.
حرائق ومخاوف