كالكاليست بعد عام على حرب غزة: إسرائيل تقع في فخ الديون
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تقع إسرائيل في دائرة مالية سلبية متزايدة الخطورة، دون وجود تحرك حكومي واضح، وفقًا لتحليل مفصّل نشر بصحيفة كالكاليست الإسرائيلية استند في أجزاء منه على تقارير لمؤسسات مالية واقتصادية دولية.
ويسلط التقرير الضوء على خفض التصنيف الائتماني الأخير من قبل وكالة موديز، وارتفاع أسعار الفائدة على الدين الإسرائيلي، وغياب إستراتيجية حكومية متماسكة لإدارة العجز المتزايد وأعباء الديون المتصاعدة.
وخفضت وكالة التصنيف الائتماني موديز مؤخرا التصنيف الائتماني لإسرائيل بمقدار درجتين. وفي تقريرها، أكدت موديز على قلق أساسي يتمثل في أن "الانتعاش الاقتصادي المتأخر والبطيء، بالتزامن مع حملة عسكرية مطولة، سيؤثران بشكل دائم على الوضع المالي".
وتوقعت الوكالة أن تصل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل إلى 70%، مقارنة بتوقعات سابقة بنسبة 50% قبل الحرب، مما يشير إلى زيادة كبيرة في المخاطر المالية للبلاد.
ويشير تقرير كالكاليست إلى أن هذا الاستنتاج الذي توصلت إليه موديز يتماشى مع تقييمات اقتصادية أخرى عالمية، مما يظهر أن اتجاهات الديون والعجز المتزايدة في إسرائيل ليست حالات معزولة بل هي جزء من نمط مقلق أوسع نطاقًا.
الاتجاهات العالمية
وأكدت دراسة صادرة عن صندوق النقد الدولي (IMF) في مارس/آذار الماضي أن هناك 4 عوامل تحدد استدامة ديون أي دولة:
معدلات النمو مستويات الدين أسعار الفائدة والعجزوتشير الدراسة إلى أن الحفاظ على الصحة المالية يعد تحديا على مستوى العالم، وليس في إسرائيل فقط.
بالتوازي مع ذلك، حذر تقرير التوقعات الاقتصادية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) من أن أكثر من 53% من كبار الاقتصاديين يرون أن ارتفاع الديون الحكومية يشكل تهديدًا رئيسيًا لاستقرار الاقتصادات المتقدمة، بينما أعرب 64% عن مخاوف مماثلة بشأن الاقتصادات الناشئة.
وذكر تقرير المنتدى -كما أفادت كالكاليست- أن أكثر من 3.3 مليار شخص يعيشون في دول تنفق حكوماتها على خدمة الديون أكثر مما تنفق على الرعاية الصحية أو التعليم، وهو اتجاه مقلق يمكن أن يضر بالنمو على المدى البعيد.
وفقًا للمعهد الدولي للتمويل (IIF)، فإن الحكومات حول العالم، بما في ذلك إسرائيل، تميل إلى التقليل من التكاليف الحقيقية لإدارة ديونها الوطنية.
ويشير التقرير إلى أن الحكومات الإسرائيلية الحديثة، باستثناء "حكومة التغيير" السابقة التي خفضت الدين بنسبة 10 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي في سنتين ونصف، قد قللت باستمرار من التحديات المالية القادمة.
فخ الدينووصف تقرير كالكاليست وضع إسرائيل بأنه بعد عام على حرب غزة قد وقعت في "فخ الديون"، حيث يؤدي العجز المتزايد إلى زيادة العلاوات على المخاطر، وارتفاع أسعار الفائدة، وانخفاض النمو والإنتاجية، مما يتسبب في تسريع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي وزيادة أعباء خدمة الدين على الحكومة.
ويحذر التقرير من أن هذه الدائرة السلبية يمكن أن تؤدي إلى خفض الإنفاق الحكومي على المشاريع الداعمة للنمو، مما يؤدي بدوره إلى استمرارية دائرة الديون بشكل أكبر.
وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن إسرائيل من المتوقع أن تواجه إحدى أعلى الزيادات في الاحتياجات التمويلية الإجمالية في أوروبا من عام 2019 إلى 2026، حيث ستصل إلى حوالي 8% من ناتجها المحلي الإجمالي، مما يعزز من شدة المشكلة.
الإنفاق الدفاعي.. عبء إسرائيل الأكبربُعد آخر من التحديات المالية في إسرائيل هو الإنفاق الدفاعي. ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، الذي أشار إليه تقرير كالكاليست، فإن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى بين الاقتصادات المتقدمة في الإنفاق الدفاعي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغت النسبة 5.32% في عام 2023، ارتفاعًا من 4.46% في عام 2022.
وتبلغ نفقات الفرد للدفاع نحو 3 آلاف دولار، وهو ما يفوق بكثير المتوسط العالمي البالغ 341 دولارًا.
هذا الإنفاق الدفاعي يشكل ضغطًا كبيرًا على ميزانية إسرائيل، لا سيما عندما يقترن بارتفاع تكاليف خدمة الديون الحكومية. وذكر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أن هذه النفقات يمكن أن تزيد من "الضغوط المالية" لإسرائيل، وتحد من قدرتها على الاستثمار في المبادرات التي تدعم النمو.
وبالرغم من كل هذه التحذيرات، أشار تقرير كالكاليست إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ أي إجراءات واضحة، و لفت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لا يتعاملان مع التحديات المالية المتزايدة للبلاد. فعوضًا عن اتخاذ تدابير تقشفية أو رفع الضرائب، يواصلان نفي الحاجة لمثل هذه الخطوات، على الرغم من أن الطلب العالمي على الديون الحكومية في ازدياد، مما يجعل من الصعب على إسرائيل تأمين تمويل بشروط مواتية.
ويحذر الخبراء من أن عدم وجود سياسة مالية واضحة وحاسمة يمكن أن يعرقل قدرة إسرائيل على الاقتراض واستقرار اقتصادها بشكل كبير.
وأكدت كالكاليست أن التصنيف الائتماني المخفض قد جعل إسرائيل بالفعل في وضعية غير مواتية، مما يجعلها أكثر تكلفة بالنسبة للدولة لخدمة ديونها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات غزة في عام الناتج المحلی الإجمالی التصنیف الائتمانی الإنفاق الدفاعی فی إسرائیل یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
علاء ولي الدين.. ضحكة لا تموت ورحيل في أول أيام العيد (بروفايل)
في أول أيام عيد الأضحى، يوم ارتبط بالفرحة واللمة، خطف الموت علاء ولي الدين، الفنان الذي رسم البهجة على وجوه الملايين، فرحل في يوم فرحة وكأنه أراد أن يترك خلفه ابتسامة حزينة لا تُنسى. كانت وفاته صدمة مفاجئة لجمهوره ومحبيه وزملائه، إذ غاب جسده لكن ظله الكوميدي وروحه الطيبة لا تزال حاضرة في كل عيد، وكل مشهد، وكل ضحكة.
بدأ علاء ولي الدين مشواره من زاوية بعيدة، حين جسد شخصية “حبظلم” في مسلسل “علي الزيبق” عام 1985، ثم راح يتنقل بخفة بين المسرح والدراما والسينما، ورغم ظهوره في أدوار صغيرة، خطف الأنظار في فيلم “أيام الغضب” (1989)، قبل أن يضعه الزعيم عادل إمام تحت الأضواء بمشاركته في “الإرهاب والكباب” (1992)، لتتوالى بعدها مشاركاته في ستة أفلام مع الزعيم، كانت بمثابة مدرسة فنية شكلت ملامحه كممثل كوميدي له طابع خاص.
علاء لم يكتفِ بالتألق أمام الكاميرا، بل كان داعمًا حقيقيًا لزملائه، فكان من أوائل من آمنوا بموهبة محمد سعد، وأحمد حلمي، وكريم عبد العزيز، ومحمود عبد المغني، وفتح أمامهم أبواب الشهرة من خلال أفلامه، خاصة “عبود على الحدود”.
بين السينما والمسرح والتلفزيون، قدم علاء نحو 14 عملًا فنيًا، من أبرزها:“عبود على الحدود”، “الناظر”، “ابن عز” (آخر أعماله)، كما قدّم مسرحية “حكيم عيون”، وكان في طريقه لتصوير فيلم “عفريتة” الذي توقف برحيله المفاجئ.
أما في الدراما، فشارك في مسلسلات عديدة منها: أصل خمس صور، بحار الغربة، أقوى من الطوفان، الزيني بركات، وسر الأرض، وحتى الفوازير لم يغِب عنها.
كما ظهر في كليب “راجعين” لعمرو دياب إلى جانب نجوم كبار، وهو حضور خفيف الظل ظل محفورًا في ذاكرة جيل كامل.
رحل علاء ولي الدين جسدًا، لكنه ظلّ حيًا في كل مشهد يعاد عرضه، وفي كل ضحكة يطلقها طفل أعجب بـ”الناظر”، أو شاب تعلّق بـ”عبود”، أو مشاهد يتذكره بدفء قلبه وروح نادرة.