جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-13@17:01:36 GMT

حرب مأساوية.. ودموع مُنهمرة

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

حرب مأساوية.. ودموع مُنهمرة

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

المُتتبع لتاريخ الإنسان يعلم تماماً أنه منذ بداية البشرية والجميع ليس على وفاق وإن كان السبب تافهاً جدا أو كان كبيرا ويستحق عدم التوافق وعدم الوصول لحلول لوقف النزاعات وتغليب الصراعات والتعصبات إن كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو فكرية وثقافية فذلك يختلف باختلاف الأمر الذي تم التنازع عليه، لذا تجد أغلب الدول في شد وجذب وأخذ وعطاء ولكن دائماً ما تجد الصراعات في تطور مستمر فقد غلبت النفس البشرية حب الذات وعدم القدرة على تحمل المسؤولية وعدم التركيز على هدف مُعين.

الضياع والشتات وعدم تقبل الآخر وعدم الرضا بالقدر والخروج من بوتقة التقوقع الاجتماعي والنفسي وعدم الانخراط في مجموعة ما وتغليب رأي المقربين على الآراء التي قد تكون هي الآراء التي تعطي الفارق  هو الأمر غير المحمود البتة وهو الأمر الذي يجب ألا نسمح به ولا تسمح به الدول المعنية ولا التجمعات أو الأحزاب أو المؤسسات وحتى المبادرات الثقافية.

وما يحدث خلف إطار الصورة هي حرب كبيرة ضد أشخاص ضد دول ضد عالم ما وقد يكون ضد شخوص مُعينة لكن من بيده القرار يواصل في دعم أشخاص غير ذوي كفاءة كل همم هو مصلحتهم الأولى في ما يحدث وقد تكون هذه المصلحة هي سوء للبشرية وحرب يروح ضحيتها الأبرياء ودبلوماسية في غير موضعها وهذا ليس في مصلحة الإنسان أينما كان وكيف ما كانت ظروف ذلك المجتمع الذي تمارس به كل تلك الحروب والتعصبات والفتن.

وما يحدث في عصرنا الحالي ومنذ عام فات في السابع من أكتوبر عندما شب فتيل الحرب وقرع ناقوس الخطر وراحت ضحيته أرواح بلا عدد ولا حصر ولاتزال تلك الحرب الجائرة مستمرة فقد هزَّ اقتصاد دول وكان الموت محاصرًا للجميع من كل الاتجاهات فتبدلت المعالم من صورة خلابة المنظر إلى حطام وتدمير راح ضحيته شخصيات مهمة اغتيلت بوحشية وراح ضحيته قلوب كانت تنبض بالحياة وتنتظر الفرج وفتح صفحة جديدة لكن هيهات هيهات.

ها هو السيناريو ذاته يعود من جديد في جنوب لبنان، وها هي المشاهد الدموية في تزايد، وها هي الصراعات في تكاثر وهاهي الاغتيالات للشخصيات المهمة مستمرة بطريقة كبيرة وبشكل مدروس لأن هناك أقوام لا تخاف من شيء وتؤمن تماماً أنه لن يأتي الرد سوى اجتماعات ومؤتمرات وكلام وتوعد ومعاهدات سلام على ورق لذا فإن الجائر يزداد في جوره والخائن يزداد في خياناته والسيئ يمارس طقوسه وحكاياته المزورة وعبثيته الفوضاوية.

لكن ما يتبادر للأذهان ألا يجب على صناع القرار أن يتخذوا خطوة جادة في الأمر في الحروب الكثيرة في الضحايا في الأرواح في الشوارع المكسرة والمدارس المدمرة في الربيع العربي في وقف إطلاق النار في وقف الحد من هذه الجرائم لماذا نبقى مكتوفي الأيدي لماذا لا تجتمع العرب ضد الغرب لماذا التقليد الأعمى لماذا مواصلة الدعم لهم لماذا لم تتم المقاطعة لماذا توقف كل ذلك الحماس الذي بدأ بحب لماذا عادت كل تلك الأسعار في ازدياد هذا لأنكم بعتم إنسانيتكم مقابل مشروب غازي أو وجبة سريعة لم تستطيعوا الاستغناء عنها أو مقابل معاهدة سلام غير مكتملة ولماذا نحن نضحك على أنفسنا ونفرح لموت بعضنا بحجة أنهم ليسوا من نفس الذهب أين الإسلام وأين أمة الحق من نفوسنا المريضة وأين قوانا ونحن العرب الذين صنعنا أمجادا كثيرة فماذا الآن؟!

الآن.. ننتظر على سفرة الغداء الخالية من أي صحن بانتظار أن يدق الجرس وتتوقف إراقة الدماء وبانتظار أن نتحد، لأنه بالاتحاد قوة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

يجب على السودان ألّا يفتح جبهة جديدة للقتال عليه بالتوازن

▪️يجب على السودان ألّا يفتح جبهة جديدة للقتال عليه بالتوازن والدفاع عن أراضيه وحدوده فقط وعدم التدخل في العمق الليبي واتباع هوى وتفلتات الحركات المسلحة؛ وكذلك عدم الرهان عليها وعلى الأصدقاء في المنطقة.

▪️مصر لا تملك أي قرار يجعلها في موضع المساند للسودان مهما تكالبت الدول عليه لأن مصر تعمل وفقاً لمصالحها فقط وأي تعدي داخل حدودها تحاول تحويله لمصلحتها فقط.

▪️مصر تنظر لمليشيا الدعم السريع من زاوية علاقتها بمحمد بن زايد؛ وحتى اتهاماتها المتكررة لمصر إلا أن مصر لم تكلف نفسها حتى في الرد، فكلما سارعت المليشيا باتهام مصر ردت مصر بدبلوماسية عالية بأن علاقتها وطيدة مع الإمارات وزيارات اقتصادية واجتماعية كما أن كلما كان السودان ضعيفًا ساعد في مصرنة حلايب.

▪️معرفة القادة بمحيط السودان وجواره أمر مهم والعيش وسط عالم وجوار متقلب العلاقات يجب أن يكون وفقًا للمصالح الاستراتيجية وحُسن الجوار وعدم فتح ثغرات جديدة حتى لا يؤتى من خلالها فالعدو يتربص ويتحين الفرص والصديق والجار موصداً لأبوابه إن انتصرت سارع إليك مهنئًا و إن هُزمت سعى لخلق علاقة جديدة، هكذا هو العالم.


جنداوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سيلفي الوداع ونهاية فاجعة لعطلة العيد.. قصص مأساوية لركاب الطائرة الهندية المنكوبة
  • الاشتراكي يستنكر الاعتداء الإسرائيلي على إيران ويدعو لعدم زج لبنان في الصراعات
  • «سنتدخل إذا لزم الأمر».. أول تعليق لـ ترامب بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • سيدة ستينية تفارق الحياة متأثرة بجراحها بعد حادثة سير مأساوية بجماعة تمصلوحت يوم عيد الأضحى
  • يجب على السودان ألّا يفتح جبهة جديدة للقتال عليه بالتوازن
  • الحروب تشرد أكثر من 122 مليونا حول العالم.. المساعدات لا تكفي الجميع
  • لا تطرق بابًا أُغلق في وجهك
  • شاب في مقتبل العمر يفارق الحياة بعد حادثة سير مأساوية على الطريق الوطنية 2009 بجماعة تمصلوحت.
  • بالورود ودموع الفرح.. استقبال حافل للحجاج في مطاري الدمام والأحساء
  • ترامب: سأفعّل قانون التمرد إذا لزم الأمر