سواليف:
2025-05-28@14:02:21 GMT

(( إبرة)) تثقب جدار الصمت

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

(( إبرة)) تثقب #جدار_الصمت

بقلم: الناشطة السياسية باسمة راجي غرايبه

هذا الصمت العربي الرسمي امام ((التسونامي)) الصهيوني الأمريكي والإمبريالي بعد عام كامل من معركة(طوفان الأقصى) وجرائم الإبادة للشعب الفلسطيني وجرائم حرب التي إرتكبها الكيان الصهيوني في غزة والقصف والتدمير الذي إمتد ألآن إلى جبهات الإسناد في لبنان واليمن ولم تسلم منه أيضا سوريا باعتبارها من محور المقاومة ، هذا الصمت ليس له مبرر سوى أن النظام الرسمي العربي مازال باقيا على المرحلة الإستسلامية السابقة ومازال متمسكا (بخيار السلام المزعوم) وإتفاقياته ومازال متمسكا بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي لم تطبق وأسقطها الكيان الصهيوني وحليفه الإستراتيجي( الإدارة الأمريكية) منذ بداية الحرب على غزة بصوايخه وبوارجه وأستمر بإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة ، وبالرغم من خسارته العسكرية بالحرب البرية وفشله في تحقيق أهدافه التي أعلن عنها في بداية الحرب وهاهو يستمر في تطبيق نفس النهج والسيناريو في لبنان ومازال يقصف الضاحية الجنوبية بوحشيته المعهوده بل إزداد توحشا بعد إستهداف ((حزب الله)) وقياداته والتي طالت الأمين العام للحزب ((الشهيد حسن نصر الله)) حيث إستخدام صواريخ وقنابل وصل مداها إلى أعمق مسافه ومازال يستهدف الضاحية الجنوبية من خلال غارات متتالية كل يوم في إطار توسيع الحرب على مستوى الإقليم وعلى كافة جبهات الإسناد في اليمن وسوريا .


وأمام هذا الصلف الصهيوني والوحشية لجيش الاحتلال وحكومة النتن ياهو مازال الصمت العربي الرسمي مطبقا بلا حراك سوى بعض الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها بعض الدول العربية ومنها الأردن لوقف إطلاق النار والقبول بالمفاوضات التي تواجه بالرفض المطلق من حكومة الإحتلال وهذا ليس كافيا
هذا الصمت الغير مبرر في هذه المرحلة، عنوانه الخوف من عودة ماسمي(( بالفوضى الخلاقة)) والثورات ضد الاستبداد السياسي وحرية الشعوب المضطهدة وهذا لا ينطبق فقط على لبنان فقط الذي عانى سنوات طويلة من حروب أهلية وصراعات طائفية ومذهبية تم تغذيتها من قبل أنظمة عربية وفقا لمصالحها وتحالفها مع البيت الأبيض وحماية لأنظمتها المستبدة التي سحقت الشعوب إقتصاديا وسياسيا ولكن ينطبق على سوريا(( إحدى دول محور المقاومة)) فهذا الصمت أيضا على قصف دمشق والجولان وإستباحة الأجواء السورية هو أيضا خوف من عودة الحرب الطائفية والخوف على وحدة سوريا شكلا وليس مضمونا، فالمعارضة السورية في الخارج والمدعومة من أمريكا وحلف الناتو جاهزة لعودة الحرب الطائفية والشعب الذي يعاني من ظروف إقتصادية وسياسية صعبة جدا يبدو مستعدا مرة أخرى لإستعادة مشروع الفوضى وهنا تكمن الطامة الكبرى فسوريا اليوم بين مطرقة الكيان الصهيوني وبين سندان عودة الفوضى
أما في الأردن فالوضع صعب جدا بحكم الموقع الجغرافي والإقليمي وطببعته الديمغرافية فالمطلوب منه أكثر ولكن هناك أخطار تهدد وجوده خاصة إذا ما إتسعت الحرب الإقليمية ودخلت إيران في مرحلة التصعيد وتطور الرد إلى هجوم من قبل الكيان الصهيوني عندها سيكون الأردن ساحة للنزال بين صواريخ إيران وصواريخ الكيان وبتطلب هذا موقفا عربيا موحدا بغض النظر عن مشروعية هذا النزال من جهة آيران فهو الداعم الحقيفي للمقاومه ومقبول من قبل الشعوب العربية التي تتوق لتحقيق النصر
فالأردن مهدد بوجوده ومازال مشروع الوطن البديل قائما ومعلنا ضمن الخرائط التي يعرضها ويلوح بها الكيان الصهيوني في كل لحظة.
ومع ذلك فأن ((تسونامي الفوضى الخلاقة)) لن يكون أقل خطرا من تغيير خارطة العالم ضمن (حرب إقليمية) يتوسع مداها يوما بعد يوم وبدأت تسير بسرعة عاصفة هوجاء وهذا بالطبع يجب أن يواجه ((بمشروع عربي مقاوم)) وموحد وليس صمت رهيب وسكون بإنتظار عاصفة الحرب الإقليمية التي لاتبقي ولا تذر ، فالمعركة الآن في نظر الشعوب العربية معركة( تحرر ووجود) ضد المشروع الصهيوني الإمبريالي الإستعماري وتغيير خارطة العالم بل هو تحرر الشعوب العرببةمن التبعية والإنسلاخ من مرحلة الخنوع والأستسلام والجبن ويتعدى ذلك إلى مرحلة إستعادة الوعي والنهوض من حالة السبات العميق وموت الضمير الإنساني إلى مرحلة الإنبعاث من بين ذرات الرماد والأشتعال
نحن أمام أمرين كلاهما مر
وأخيرا، اذا كان من الموت بد
فمن العار أن تموت جبانا
وان النصر لن يتحقق بالصمت والأكتفاء بالمشاهدة
فلا بد من إبرة موجعة تثقب جدار الصمت،
.

مقالات ذات صلة من كلّ بستان زهرة – 82- ماجد دودين 2024/10/07

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: جدار الصمت الکیان الصهیونی هذا الصمت

إقرأ أيضاً:

بين خيار الديكتاتورية والديمقراطية الفاشلة

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

منذ بدء الخليقة والإنسان يبحث عن إلهٍ يعبده ويستعين به ويلجأ إليه، وهي حالة فطرية- على ما يبدو- فُطر الإنسان عليها ليبحث عن قوة تفوق قوته ليستعين بها في الشدائد ومُلمات الدهر.

لذا رأينا هذا الإنسان عبر تاريخه يبحث عن الإله في الطبيعة أولًا، متمثلًا في الشمس والقمر، وتقديس الظواهر والمنافع؛ كالنار والبقر، وصولًا إلى عصور الرسالات السماوية بجلاء دعواتها كأديان سماوية، وكذلك رموز التنوير والإصلاح ومؤسسي الأديان الوضعية كالبوذية والهندوسية وغيرها، والتي لم تخرج في تعاليمها العميقة عن جوهر الفطرة والرسالات السماوية، من حيث الدعوة إلى الصلاح والخيرية في العمل والعبادة.

ومنذ نشوء المجتمعات وتحولها من مكونات صغيرة وتشكلها إلى ما يُشبه تكتلات المجتمعات الكبيرة والدولة في القرون المتأخرة، أتتْ الحاجة إلى منظومات وقواعد بشرية تنظم العلاقات بينهم وتحفظ الحقوق لهم؛ حيث نشأت الفرضيات وتعددت النظريات لتحقيق ذلك الهدف بصورة تواكب عصر الدولة وأطوارها ومراحلها وتتناغم معه.

العالم اليوم- وخاصة بشقه الغربي- في حيرة حقيقية في بحثه عن "إلهٍ" جديد مُعاصر يُلبي متطلبات الدولة ويحافظ على حقوق الشعب، ويعصم الدولة من الانهيار في عصر العولمة وإعلام الشعوب؛ فقد اختُبرت نظريات الديمقراطية الغربية في موضعين قريبين جدًا، وهما جائحة "كورونا" و"طوفان الأقصى"؛ حيث تبين للعالم مدى هشاشة الديمقراطية الليبرالية الغربية، وحجم غياب الدولة الوطنية في مفاصلها، ومدى حاجتها للإصلاح والتغيير بعد التراجع الشعبي الكبير في الإقبال على صناديق الاقتراع واعتبارها زبونية سياسية بامتياز.

خروج الملايين من الفرنسيين إلى الشارع لأكثر من عامين لم يُغيِّر شيئًا من نهج الحكومة وسياساتها، كما كشف عن حجم الفجوة والجفوة بين الشارع والمؤسسات التي تدعي تمثيل الشعب والحرص على مصالحه والصالح العام للدولة. ثم أتى "طوفان الأقصى" ليُزلزل عروش ونظريات الديمقراطية الليبرالية في الغرب، وليظهر حجم القمع والبطش المُدخر لدى الحكومات الغربية لمواجهة المطالب التعبيرية والمعيشية الشعبية التي تندرج تحت مظلة الحقوق والحرية والديمقراطية.

البُعبُع الذي يلوح به الغرب عادة لقمع معارضي ممارسات الديمقراطية البشعة، هو العودة إلى الديكتاتورية، رغم ممارسة الساسة في الغرب لها بلا وعي؛ حيث يتجلى التفرد بالسياسات والقرار والمصير إلى حد كبير. والديكتاتورية شكل من أشكال الحكم المُطلق؛ حيث تكون سُلطات الحكم محصورة في شخص واحد أو مجموعة معينة كحزب سياسي أو دكتاتورية عسكرية. وهي حالة مطلوبة لضبط الدولة وتخطي الفلتان بعد الحروب الخارجية أو الأهلية أو تشظي الدولة وغياب هيبتها. وفي التاريخ نماذج عدة من الديكتاتورية بأنواعها المُستبِد والمُستنير، والتي بفضلها تم الحفاظ على الدولة وتحقيق القوة والتنمية بها ومن أمثال ذلك: بيسمارك في ألمانيا وستالين في روسيا وحكم العسكر في كوريا الجنوبية والجنرال فرانكو في إسبانيا، وكذلك لي كوان في سنغافورة ومهاتير محمد في ماليزيا كنماذج للديكتاتور المُستنير.

كتب العديد من المفكرين في الغرب كتب تحمل تشريح علمي للديمقراطية وما وصلت إليه من حاجة للتغيير والتطوير، ولعل من أبرزها كتاب "الديمقراطية.. الإله الذي فشل" لهانز هيرمان هوبا (وهو اقتصادي ألماني أمريكي)، والذي يصف به الديمقراطية بـ"الإله الذي فشل" في تحقيق غايات الناس والدولة العصرية.

وكذلك كتب "نهاية الديمقراطية" و"نهاية ديمقراطية تايشو" و"نهاية الديمقراطية الموجهة" و"نهاية الديمقراطية ماري جيهينو" و"الإسلام والديمقراطية" و"اختراع الديموقراطية".

العالم اليوم في مُفترق طرق حقيقي- وإن لم يُعلن عن ذلك- في بحثه عن نظريات وأدوات تواكب عصره وتلبي رغبات الشعوب وتطلعاتها نحو تحقيق العدالة والحرية والحفاظ على الدولة الوطنية بأقل التكاليف على الدولة والمجتمع مقارنة بالديمقراطيات الحالية بكافة أنواعها.

قبل اللقاء.. الشعوب اليوم لم يعد همها أن تحكم؛ بل كيف تُحكم.

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • عاجل || الصحة : شح عالمي في إبرة هرمون النمو
  • وكيلة وزارة المعادن: الوثائق الروسيه تحتوي على قاعدة بيانات قوية لاستعادة كل الوثائق والتقارير الجيولوجية التي فقدت في الحرب
  • الكيان الصهيوني وتاريخ النازية
  • المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية
  • حكومة السوداني :الكيان الصهيوني تجاوز كلّ الاعتبارات الإنسانية والقانونية في حربه على غزة
  • صنعاء تُغلق الأجواء وتفتح جبهة الاقتصاد .. الكيان الصهيوني تحت الحصار الجوي
  • بين خيار الديكتاتورية والديمقراطية الفاشلة
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. كيف يغذّي الاستيطان أطماع الكيان الصهيوني؟
  • الإنفاق العسكري ينهك ميزانية الكيان وعمليات اليمن عامل ضغط