مبعوث الإيقاد الخاص للسودان: رؤية النساء في المفاوضات ضرورية لإحلال سلام شامل ومستدام
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
مدير مشروع الأمن والدفاع في ايقاد: المنظمات الإرهابية تستخدم منطقة القرن الإفريقي التي تواجه تحديات انتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة والجرائم العابرة للحدود مثل الإتجار بالبشر والجرائم السبرانية
التغيير: نيروبي ـــ أمل محمد الحسن
قال المبعوث الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (ايقاد) للسودان لورنس كورباندي إن استمرار النزاع في السودان لأكثر من عام ونصف وضع النساء والأطفال في وجه تحديات جسيمة ومدمرة مشددا على أنهم أكثر الفئات تأثرا بالحرب.
وقطع كورباندي بأن نسب الأطفال والنساء تمثل 70% من النازحين واللاجئين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في الحصول على الغذاء والأمن والتعليم والرعاية الصحية مع مواجهة 600 ألف شخص للعنف القائم على النوع الاجتماعي في مقدمتهم الأطفال والنساء.
وفي مخاطبته للمنتدى النسائي الإقليمي السنوي “تضخيم صوت المرأة السودانية في إنهاء الصراع الطويل” إنابة عن السكرتير التنفيذي للإيقاد كشف عن رصد المنظمات الإنسانية لأكثر من 13 مليون طفل في حاجة للعون الإنساني مشيرا إلى أن الأمهات يصبحن المعيلات للأسر في أغلب الحالات في ظل هذه الظروف (64% من الأسر تقودها نساء مقابل 48% من العائلات يعيلها الرجال). مشددا على أهمية النساء وسط انهيار الخدمات الضرورية الذي أدى إلى زيادة نسب الوفيات لجهة أن الأسر لا تحصل على رعاية طبية أو مياه نظيفة وسط انعدام الأمن.
وحذر كورباندي من عدم حصول النساء في مرحلة الإنجاب على رعاية صحية مما يعرض حياتهن للخطر معربا عن حزنه لوجود ملايين الأطفال خارج المدرسة وتفشي مشكلة زواج الطفلات.
وأضاف: المرأة ليست ضحية فقط؛ لكنها تعمل من أجل التغيير انطلاقا من الخرطوم ودارفور حيث ظلت تبذل جهودا كبيرة من أجل السلام والعدالة والمساواة.
وقطع مبعوث الإيقاد الخاص للسودان بانضمام المجتمع الدولي للايقاد في الاعتراف بدور المرأة مشيرا إلى قرار مجلس الأمن الذي أكد على ضرورة مشاركة المرأة على كافة المستويات لبناء السلام وحل النزاع.
وقال كورباندي مخاطبا المنتدي النسائي الذي انعقد بين يومي 22-23 اكتوبر الجاري في العاصمة الكينية نيروبي إن الايقاد تتعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ضمان أن يكون صوت المرأة السودانية لا يتجزأ من المفاوضات لأن رؤيتهن ضرورية لاحلال سلام شامل ومستدام
“الأدلة تشير إلى أن اتفاقية السلام تبقى اذا شاركت فيها المرأة وأن الشمولية استراتيجية للنجاح”
وطالب المبعوث الخاص للإيقاد لدى السودان بضرورة تفكيك العقبات التي تمنع المرأة من قيادة مفاوضات السلام لأن مساهمتها ضرورية لتعافي السودان مناشدا المنتدى بالخروج بتوصيات قابلة للعمل وسياسات تعزز الوصوصل للتعليم والرعاية الصحية. “هذا المنتدى ليس فرصة فقط للحوار لكنه فرصة لتحديد مستقبل السودان”
مخاطر إقليميةمن جانبه حذر مدير مشروع الأمن والدفاع في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (ايقاد) القائد ابيبي مولوني بييني من استخدام المنظمات الإرهابية لمنطقة القرن الإفريقي التي تواجه تحديات انتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة والجرائم العابرة للحدود مثل الإتجار بالبشر والجرائم السبرانية.
وقال بييني في حديثه أمام المنتدى النسائي الإقليمي السنوي بنيروبي إن دول الإيقاد تواجه مشاكل مرتبطة بالأمن البحري إلى جاني وجود صراعات حدودية بين السودان واثيوبيا والسودان وجنوب السودان. مشيرا إلى التوتر في المنطقة إثر ابرام الاتفاقية بين اثيوبيا وأرض الصومال من جهة، والاتفاق بين كل من اريتريا والصومال ومصر قاطعا بأن كل ذلك يؤثر على المنطقة
وأضاف بييني: حرب السودان أصبحت خطيرة جدا، خاصة مع عدم الاستقرار في الداخل الإثيوبي بوجود مشكلات بين الحكومة المركزية ومجموعات من الأمهرا والأوروميا مما تفرض واقعا تسيطر عليه النزاعات الداخلية والخارجية.
وأوصى مدير مشروع الأمن والدفاع قادة الإيقاد بضرورة القضاء على الإرهاب ومجابهة مشكلات التفجيرات من الجماعات الإرهابية والمتطرفة كما يجب عليهم التعامل مع الصراعات عبر الحدود المتعلقة بمصادر المياه.
وطالب بييني قادة الإيقاد بمعالجة الأوضاع الإنسانية للاجئين ويستجيبوا للكوارث الإنسانية وينسقوا فيما بينهم من أجل مكافحة الأوبئة مثل الكوليرا مضيفا إلى ضرورة تحقيق العدالة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة.”لابد أن يقضي قادة ايقاد على التأثيرات من اللاعبين الخارجيين”.
مديرة الشؤون الاجتماعية في الإيقاد: النساء والأطفال يعانون بصفة خاصة من عدم توفر امكانات الحياة ويواجهون أزمة أمن غذائي في ظل تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية للصحة
وضع كارثي محزنوصفت مديرة الشؤون الاجتماعية في الإيقاد، فكتوريا انيب ماجور أجوت الوضع في السودان ب”الكارثي” و”المحزن” مشيرة إلى أن الأطفال والنساء يمثلوا أكثر من 50% من جملة 10 ملايين نازح داخليا وأكثر من 2 مليون لاجئ في دول الجوار.
وقالت أجوات إن النساء والأطفال يعانون بصفة خاصة من عدم توفر امكانات الحياة أو فرص العمل ويواجهون أزمة أمن غذائي في ظل تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية للصحة. “عدم توفر عاملين في المجال الصحي والإنجابي أدى إلى وفيات كثيرة في صف الأطفال وانتشار الأمراض مثل الكوليرا والحميات والملاريا”
وقطعت مديرة الشؤون الاجتماعية في الإيقاد بأن انعدام الأدوية يسبب خطرا على حياة الأطفال إلى جانب سوء التغذية وقالت خلال عامين لم يذهب معظم الأطفال للمدارس كما يتعرضون للاستغلال الجنسي. مشيرة إلى فرار العاملين في المجال الإنساني بسبب انعدام الأمن
وأكدت أجوت اثناء مخاطبتها للمنتدى النسائي الإقليمي السنوي للإيقاد بمواجهة السودان لأزمة أمن غذائي في ظل وجود تحديات أخرى مرتبطة بتغيرات المناخ وعدم وجود التمويل الكافي للاستجابة للاحتياجات الإنسانية
الوسومالإيقاد السودان النساء دارفور منتدىالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإيقاد السودان النساء دارفور منتدى
إقرأ أيضاً:
صلاة الاستخارة.. كيف تصليها وحكم تكرارها وهل لابد تري رؤية؟
قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية السابق: إن الاستخارة أمر مستحب، وتكون في الأمور المباحة التي لك أن تفعلها أو لا تفعلها .
وأشار إلى أن معناها: أنك تترك الاختيار في أمورك لله تعالى الذي يعلم السِّرَّ وأَخْفَى.
وأضاف أثناء اجابته عن سؤال هل لا بد أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا يراها المستخير في نومه؟ انه ليس شرطا أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا منامية فقط ؛ بل أكبر علامتين بعد الاعتماد الكلي على الله تعالى هما :
"انشراح الصدر" مع "تيسير الأمر أو عدم وتيسيره" ، ولذلك قيل : ( التيسير علامة الإذن ) .
بمعنى أنك بعد الاستخارة المتكررة إن وجدت راحةً في قلبك للفعل مثلا ورأيت أسبابه مُيَسَّرةً فلتتوجه إلى فعله مع الاستعانة بالله عليه .. وإن وجدت عكس ذلك فلتنصرف عنه ، وسيصرفه الله عنك بإذنه سبحانه.
كيفية صلاة الاستخارة
أوضحت الافتاء ان الأصل في الاستخارة أن تكون بصلاة مخصوصة، وذلك بصلاة ركعتين من غير الفريضة، ثم التوجُّهِ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء الوارد، فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ- خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ -قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".
شرط صلاة الاستخارة حتى يترتب عليها الأثر المرجو الذي من أجله شرعت الاستخارة
ولفتت إلى أن الاستخارة شرطها أن يُخَلِّصَ المسلم قلبه من الميل عند الاستخارة، حتى لا يكون قد عزم على الأمر قبلها، فيكون اختياره عن هوى، وبعدها يمضي إلى ما ينشرح له صدره، والتيسير علامة الإذن.
قال العلَّامة العدوي المالكي في "حاشيته على شرح مختصر خليل" للإمام الخرشي (1/ 38، ط. دار الفكر): [والمراد: انشراحٌ خالٍ عن هوى النفس وميلها المصحوب بغرضٍ ظاهر أو باطن يُجَمِّلُهُ ويُزَيِّنه للقلب حتى يكون سببًا لميله] اهـ.
حكم تكرار صلاة الاستخارة أكثر من مرة رغبةً في الطمأنينة
يُشرَعُ تكرار الاستخارة لمن بقِيَ على حيرته، فقد ورد جواز تكرارها سبع مرات في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ» رواه ابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"، وهذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد -كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/ 187، ط. دار المعرفة)- إلا أن ذلك لا يمنع من العمل بمقتضاه؛ لما تقرَّر من أنَّ الحديث الضعيف يُعمل به في فضائلِ الأعمال، وبجواز تكرار صلاة الاستخارة ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية.
قال العلَّامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (2/ 27، ط. دار الفكر): [وينبغي أن يكررها سبعًا] اهـ.
وقال الشيح عليش المالكي في "منح الجليل" (1/ 21، ط. دار الفكر): [ويمضي لما يَنْشرح صدْرُه إليه مِنْ فِعْلٍ، أو تَرْكٍ، وإنْ لم يَنْشرحْ لشيء منهما فلْيُكرِّرْهَا إلى سَبْعِ مَرَّاتٍ] اهـ.
حكم الاستخارة بالدعاء فقط لمن تعذر عليه أداء الصلاة
ذكرت الإفتاء ان الأصل في الاستخارة أن تكون بصلاة ركعتين ودعاء، لكنها تحصُل بالدعاء فقط عند تعذُّر الصلاة، فيجوز للحائض، والنفساء، وفاقد الطهور، ومن تعذرت عليه الصلاة لأي سبب، أو ضاق عليه وقت اختياره لنفسه ولا يدري ماذا يفعل، ومن لم يرد الصلاة لغير هذه الأسباب، فله أن يستخير بالدعاء.
قال العلَّامة ابن عابدين في "رد المحتار" (2/ 27): [ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء] اهـ.
وقال الشيخ الكشناوي المالكي في "أسهل المدارك" (1/ 27، ط. دار الفكر): [وإذا تعذرت الاستخارة بالصلاة استخار بالدعاء كالحائض] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 205، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ولو تعذرت عليه الصلاة: استخار بالدعاء، وإذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره] اهـ.
وإن استخار المسلم بالدعاء فيمكنه أن يكرره إلى أي عدد؛ لحثه صلى الله عليه وآله وسلم على كثرة الدعاء، وأن للدعاء فوائد كثيرة منها: اللجوء إلى الله تعالى، وحضور القلب وخشوعه.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما من مسلم يدعو، ليس بإِثمٍ ولا بقطيعة رحم، إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يُعَجلَ له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها، قَالَ: إِذًا نُكثر، قال: اللَّهُ أَكْثَرُ» أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين".
وأكدت انه بناءً على ذلك: فإنه يجوز تكرار صلاة الاستخارة، والتكرار يكون بما زاد عن مرةٍ حتى سبعِ مرَّاتٍ، وإن زاد على ذلك فلا حرج حتى يحصل له الاطمئنان والانشراح، وبعدها يمضي إلى ما ينشرح له صدره، والتيسير علامة الإذن، ويجوز لمن تعذرت عليه الصلاة أن يكتفي بالدعاء فقط، ولا مانع من تكراره أيضًا، وبه تحصُل الاستخارة.