ما مزايا آبل إنتلجنس التي تصدر نهاية هذا الشهر؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
في تقرير نشره موقع "بلومبيرغ"، أشار مارك غورمان -الخبير في كل ما يتعلق بأجهزة "آبل"- إلى أن مزايا الذكاء الاصطناعي "آبل إنتلجنس" تبدأ بالصدور في تحديث النظام الذي يحمل اسم "آي أو إس 18.1" المتوقع صدوره في 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أي بعد شهر من إطلاق أجهزة "آيفون 16" التي تمركزت حملتها الدعائية حول مزايا الذكاء الاصطناعي.
ورغم تأجيل "آبل" لطرح هذه المزايا حتى بعد طرح الهواتف بشهر كامل، فإن مزايا "آبل إنتلجنس" لن تصدر جميعا في وقت واحد، بل تعتمد الشركة على آلية طرح تدريجية لمزايا الذكاء الاصطناعي، وهي آلية تختلف عن أسلوب "آبل" المعتاد، فلماذا اتبعت الشركة هذه الآلية؟ وما المزايا التي تصدر في نهاية هذا الشهر؟
مزايا "آبل إنتلجنس" المتنوعةأطلقت "آبل" هذا الاسم على مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وهي التي شغلت حيزا كبيرا من حدث الإعلان عن هواتف "آيفون 16" وكانت المحور الرئيسي للحدث، وعلى غرار الشركات الأخرى التي اكتفت بوصف مزايا الذكاء الاصطناعي بأنها ذكاء اصطناعي فقط، فإن "آبل" آثرت إطلاق اسم خاص بها على هذه المزايا لتشير إلى تفردها واختلافها كثيرا عن بقية مزايا الذكاء الاصطناعي المنافسة.
وفي المجمل، يمكن تقسيم مزايا الذكاء الاصطناعي في "آبل إنتلجنس" إلى 3 أجزاء، الأول يتعلق بالنصوص والكتابة بشكل عام، والثاني يتعلق بمزايا تعديل الصور وتوليدها، وأخيرا مزايا "سيري" للذكاء الاصطناعي.
يمكن النظر لمزايا الكتابة والنصوص في "آبل إنتلجنس" على أنها امتداد طبيعي لمزايا "شات جي بي تي" المعتادة، إذ يمكنك استخدام محرر النصوص لتوليد النصوص أو تلخيص نصوص موجودة بالفعل، وتمتد هذه المزايا إلى جميع تطبيقات الهاتف التي تعتمد على النصوص.
وأما مزايا الصور، فهي تنحصر بين توليد الصور والرموز التعبيرية من النصوص التي يتم تزويد النموذج بها أو تعديل الصور لإزالة الأشخاص والأشياء غير المرغوب فيها، فضلا عن إضافة لمسات جمالية للصورة.
وأخيرا مزايا "سيري" تجعل المساعد الشخصي أكثر ذكاء وقدرة على تلبية المتطلبات الواردة من المستخدمين، وذلك عبر وعي أكبر بكل ما يحدث في الشاشة والتطبيقات الأخرى، إضافة إلى وصول موسع لجميع مزايا التطبيقات الأخرى، ويعني ذلك أن "سيري" الآن قادر على الرد على الرسائل بسهولة وتلخيص الأحداث المهمة وغيرها من الجوانب التي كان المستخدم يحتاج للقيام بها بشكل يدوي.
مزايا النصوص والكتابة.. أول ما يصلبحسب تقرير "بلومبيرغ"، فإن أول ميزة تصل من "آبل إنتلجنس" ستكون مزايا الكتابة وتعديل النصوص بشكل كبير، وهي التي ستكون متاحة عبر تطبيق النصوص الخاص بالنظام، فضلا عن تطبيق البريد الإلكتروني.
كما يضم التحديث مزايا تلخيص التنبيهات وترتيب الأولوية، وكذلك الواجهة الجديدة للتحكم في "سيري"، ولكن دون وجود معلومات واضحة إن كانت "سيري" تصبح أكثر ذكاء وتحصل على المزايا الأخرى الجديدة للوصول إلى مختلف التنبيهات والتطبيقات الخاصة بالهاتف أم لا.
وبينما يشير تقرير "بلومبيرغ" إلى تأجيل دمج "شات جي بي تي" في النظام، أي تأجيل مزايا توليد النصوص وتلخيصها وذكاء "سيري" الجديد، فإن بعض التقارير الأخرى تؤكد أن الدمج يصدر مع تحديث "آي أو إس 18.1" وليس مع التحديثات المستقبلية.
يعني هذا أن مزايا توليد الصور وتعديل الصور باستخدام النصوص وإزالة الأشياء غير المرغوب فيها لن تصدر في الوقت الحالي، وربما يتم تأجيلها للصدور مع تحديث "آي أو إس 18.2" الذي يصدر في ديسمبر/كانون الأول القادم.
ومن المتوقع أن تزيل "آبل" بعض المزايا الصغيرة من "آبل إنتلجنس" حتى يتم طرحها مع تحديث "آي أو إس 18.4" المتوقع طرحه في مارس/آذار 2025، وهي قد تتضمن مزايا أكثر تقدما مع "سيري" وإمكانية التحكم في التطبيقات الأخرى بدقة أكثر.
بالطبع، تصدر جميع هذه المزايا لأجهزة "آيفون 16″ و"آيفون 15 برو" فقط، دون صدورها لأجهزة "آيفون 15" القياسية أو الأجهزة الأقدم، وذلك لأن معالجتها أضعف من أن تستخدم هذه الميزة، وهو ما تشير إليه "آبل" في بيانها الرسمي للإعلان عن النظام.
لماذا تؤجل "آبل" بعض المزايا؟في الماضي، قامت "آبل" بتأجيل بعض المزايا غير المؤثرة في تحديثاتها المهمة، أي أن الميزة الرئيسية للنظام الجديد كانت تصدر مع إطلاق النظام الأولي، ولكن مايحدث مع أنظمة الذكاء الاصطناعي هو أمر غير معتاد لدى الشركة.
ورغم غياب التقارير الرسمية عن سبب تأجيل بعض المزايا في "آبل إنتلجنس"، فإن التوقعات والشائعات تشير إلى كون مزايا النظام غير جاهزة، ويعني هذا أن الشركة أعلنت عن بعض المزايا قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام دون وجود مشاكل حقيقية في الاستخدام.
لذا عندما حان موعد طرح النظام، وجدت الشركة أن مزايا "آبل إنتلجنس" ليست جاهزة للاستخدام بكثافة، وبدلا من تأجيل طرح كافة المزايا أو تأجيل طرح النظام الجديد وكسر دورة "آبل" السنوية، فإن الشركة قررت طرح النظام أولا دون مزايا الذكاء الاصطناعي وتوزيع المزايا عبر الشهور التالية للإطلاق الأولي.
تضمن هذه الآلية جودة المزايا القادمة فضلا عن تجنب مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي المعتادة من بناء النصوص الخاطئة أو توليد صور خاطئة، ولكنه بالطبع يهدد صورة الشركة الملتزمة بمواعيد الطرح الأولية التي تعلن عنها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مزایا الذکاء الاصطناعی هذه المزایا آی أو إس 18
إقرأ أيضاً:
خلال محاكمة.. الذكاء الاصطناعي يحيل إلى مرجع غير موجود
في محاكمة بين "أنثروبيك" للذكاء الاصطناعي وأصحاب حقوق ملكية فكرية، تضمنت مذكرة قضائية للدفاع عن الشركة الناشئة إشارة إلى مرجع وهمي لا وجود له.
بدأ الذكاء الاصطناعي يغير تدريجيا طريقة العمل في المجال القضائي. فبينما تسهّل هذه الأداة البحث في السوابق القضائية، يجب أن تخضع مخرجاتها للمراقبة بسبب قدرتها على الهلوسة.
وقد برز هذا مؤخرًا في محاكمة بين شركة "أنثروبيك" للذكاء الاصطناعي وشركات موسيقية. في أكتوبر 2023، طلبت شركات موسيقى من القضاة الاتحاديين في ولاية كاليفورنيا حظر استخدام دليلها الموسيقي لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة "أنثروبيك".
رفض القضاة هذا الطلب في مارس 2025، معتبرين أنه لا يوجد دليل على ضرر لا يمكن إصلاحه. بعد ذلك، رفع المدعون دعوى قضائية أخرى تتعلق بانتهاك حقوق الطبع والنشر. تكمن إحدى نقاط الخلاف الرئيسية في هذه القضية في فحص حجم العينة المتفاعلة مع أداة "كلود" للذكاء الاصطناعي التابعة لشركة "أنثروبيك"، لتحديد وتيرة إعادة إنتاج الذكاء الاصطناعي لكلمات الأغاني المحمية أو توليدها.
مرجع وهمي
قدمت أوليفيا تشين، عالمة البيانات في شركة "أنثروبيك"، مذكرة إلى المحكمة تُجادل فيها بأن عينة من مليون تفاعل مستخدم كافية لتقديم "معدل انتشار معقول" لظاهرة نادرة: مستخدمو الإنترنت يبحثون عن كلمات الأغاني. وقدّرت أن هذه الحالة لا تُمثل سوى 0.01% من التفاعلات. وفي شهادتها، استشهدت بمقال أكاديمي نُشر في مجلة "الإحصائي الأميركي" تبيّن لاحقا أنه غير موجود.
طلب المدعون من المحكمة استدعاء أوليفيا تشين ورفض أقوالها بسبب الإحالة إلى هذا المراجع الزائف. ومع ذلك، منحت المحكمة شركة "أنثروبيك" وقتًا للتحقيق. وقد وصف محامي الشركة الناشئة الحادثة بأنها "خطأ بسيط في الاستشهاد"، وأقرّ بأن أداة "كلود" للذكاء الاصطناعي استُخدمت "لتنسيق ثلاثة مراجع ببليوغرافية على الأقل بشكل صحيح". وفي هذا السياق، اخترع الذكاء الاصطناعي مقالاً وهمياً، مع مؤلفين خاطئين لم يعملوا معًا قط.
تجنب أخطاء الذكاء الاصطناعي
تُسلّط هذه الحادثة الضوء على الانتشار المُقلق للأخطاء الناتجة عن الذكاء الاصطناعي في الإجراءات القانونية، وهي ظاهرة متنامية تُعرّض الشركات لمخاطر جسيمة، لا سيما عندما يعتمد محاموها على هذه الأدوات لجمع المعلومات وصياغة الوثائق القانونية.
يقول برايان جاكسون، مدير الأبحاث في مجموعة Info-Tech Research Group "خلق استخدام الذكاء الاصطناعي نوعًا من الكسل الذي أصبح مصدر قلق في المجال القانوني". ويضيف: "لا ينبغي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كحل شامل لإنتاج الوثائق اللازمة للملفات القضائية".