من السيارات الكهربائية إلى الغاز الطبيعي: كيف يختلف ترامب وهاريس في معالجة قضايا المناخ؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
من المتوقع أن يختلف تعامل الولايات المتحدة مع تغير المناخ بناء على نتيجة الانتخابات القادمة، إذ يتبنى المرشحان الرئاسيان الأمريكيان مقاربتين مختلفتين تماما بشأن هذا الملف الذي تأتي تحته ملفات أخرى عديدة.
لم تضع هاريس بعد خطة مفصلة للعمل المناخي، بينما أوضح ترامب أنه يعتزم إلغاء العديد من "اللوائح المناخية الصارمة" التي وضعتها إدارة جو بايدن في الولايات المتحدة، التي تعتبر مصدرا رئيسيا للانبعاثات في وقت حرج تشهده أزمة المناخ.
وكانت إدارة ترامب الأخيرة قد شهدت محاولات للتراجع عن أكثر من مئة إجراء يتعلق بحماية البيئة. ويقول حلفاء الرئيس السابق إنه مع وجود نظام قضائي متحالف مع المحافظين -بما في ذلك المحكمة العليا- وتثبيت أشخاص موالين لترامب في جميع أنحاء الحكومة، فسيكون من السهل على ترامب تفكيك تلك القواعد هذه المرة.
يأتي ذلك، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن "وقت الأزمة المناخية قد حان"، بعد أن شهد العالم تراجعا كبيرا عن أهداف الانبعاثات العالمية والاتجاه نحو 3.1 درجة مئوية من الاحتباس الحراري هذا القرن.
الأمم المتحدة: يجب الإسراع في مكافحة "مجازر المناخ" ومساعدة الدول الفقيرة بشكل عاجل
ترامب مقابل هاريس: الموقف من أزمة المناخخلال خطاب قبولها في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، تطرقت كامالا هاريس إلى قضية التغير المناخي، مشيرة إلى أن "الحريات الأساسية" باتت على المحك في ظل الانتخابات.
وشمل حديثها التأكيد على "حرية استنشاق الهواء النظيف، وشرب الماء النقي، والعيش في بيئة آمنة من التلوث المتسبب في تفاقم أزمة المناخ".
وكانت هاريس من أوائل الداعمين لـ"الصفقة الخضراء الجديدة"، وركّزت حملتها على دور الولايات المتحدة في قيادة الجهود المناخية وتعزيز النمو الاقتصادي عبر مبادرات مستدامة.
"احفر، حبيبي، احفر"في المقابل، رفع ترامب شعارات مثل "احفر، حبيبي، احفر" خلال خطاب قبوله في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، مؤكداً عزمه على إلغاء ما وصفه بـ"الاحتيال الأخضر الجديد." كما تعهد بتوسيع إنتاج الوقود الأحفوري، مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم، وإلغاء أجزاء أساسية من قانون المناخ الصادر عام 2022.
وفي أعقاب إعصاري هيليين وميلتون، رفض ترامب مرة أخرى التغير المناخي واصفا إياه بأنه "أحد أكبر عمليات الاحتيال في كل العصور".
تعتبر الجماعات البيئية التي تدعم هاريس بشكل كبير أن نائبة الرئيس "بطلة في القضايا المناخية" قادرة على مواجهة شركات النفط الكبرى والبناء على السياسات المناخية لإدارة بايدن، مثل تعزيز انتشار السيارات الكهربائية والحد من انبعاثات محطات الطاقة العاملة بالفحم.
على الجانب الآخر، يرد الجمهوريون بأن سياسات بايدن وهاريس خلال السنوات الأربع الماضية فرضت "لوائح صارمة" أضرت بقطاع الطاقة الأمريكي، بينما قدمت حوافز ضريبية ضخمة للسيارات الكهربائية وأولويات خضراء أخرى، بتكلفة تصل لمليارات الدولارات يتحملها دافعو الضرائب الأمريكيون.
Relatedقبل الانتخابات وبعد الإعصار.. هاريس وترامب يصبان تركيزهما على ولاية كارولينا الشمالية الحاسمة ترامب وهاريس يركزان حملاتهما على كتلتين كبيرتين للناخبين الأمريكيين قبل 20 يوماً على التصويت أسعار الـ"بيتكوين" تحلّق مع الرهان على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلةثقة شعبية بالديمقراطيين بخصوص تغير المناخيقول أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة إنهم يثقون في هاريس "كثيرًا" أو لديهم "بعض" الثقة عندما يتعلق الأمر بمعالجة تغير المناخ، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس-مركز أبحاث الشؤون العامة في تموز/ يوليو.
ويقول حوالي سبعة من كل عشرة أشخاص إنهم لا يثقون "كثيرًا" في ترامب أو "لا يثقون به على الإطلاق" عندما يتعلق الأمر بالمناخ.
ما موقف ترامب وهاريس من التكسير الهيدروليكي والحفر البحري؟وكانت هاريس خلال حملتها الرئاسية القصيرة الأجل لعام 2020 قد قالت حينئذ: إنها تعارض التنقيب عن النفط في البحر والتكسير الهيدروليكي، وهي عملية استخراج النفط والغاز. لكن حملتها أوضحت أنها لم تعد تدعم فرض حظره.
أما ترامب فيقول إنه يسعى لأن تمتلك الولايات المتحدة أرخص طاقة وكهرباء في العالم. كما أنه سيزيد من التنقيب عن النفط في الأراضي العامة، وسيقدم إعفاءات ضريبية لمنتجي النفط والغاز والفحم، وسيسرع في الموافقة على خطوط أنابيب الغاز الطبيعي.
انتقد ترامب مرارًا قواعد انبعاثات السيارات الجديدة الصارمة التي فرضها بايدن واصفًا إياها بشكل خاطئ بأنها كـ"الفرض" على السيارات الكهربائية. وقال ترامب مؤخرا إنه يؤيد "شريحة صغيرة جداً" من السيارات الكهربائية.
ويتوقع مسؤولو الصناعة أن يتراجع ترامب عن مساعي بايدن في مجال السيارات الكهربائية ويحاول إلغاء الحوافز الضريبية التي يدعي ترامب أنها تفيد الصين. أما هاريس فلم تعلن عن خطة للمركبات الكهربائية، لكنها دعمتها بقوة بصفتها نائبة الرئيس.
تأثير الإنفاق على المناخ على الوظائف الأمريكيةأدلت هاريس بصوتها الفاصل في التصويت على قانون خفض التضخم، وهو قانون المناخ التاريخي للرئيس جو بايدن الذي تمت الموافقة عليه بدعم الديمقراطيين فقط.
وقالت وزارة الطاقة الأمريكية إن الشركات المصنعة في عهد بايدن وهاريس أتاحت أكثر من 250,000 وظيفة في مجال الطاقة العام الماضي، حيث شكلت الطاقة النظيفة أكثر من نصف تلك الوظائف.
ويسخر ترامب من الإنفاق على المناخ باعتباره "انتزاعًا للأموال" من الجماعات البيئية، ويقول إنه سيؤدي إلى نقل وظائف الأمريكيين إلى الصين ودول أخرى مع زيادة أسعار الطاقة في الداخل.
ترامب وهاريس بشأن اتفاقية باريسكان ترامب قد جعل الولايات المتحدة تنسحب من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، ثم عادت إلى عتماد اتفاقية باريس بعد فترة وجيزة من تولي بايدن منصبه في عام 2021.
ويتعهد الآن المرشح دونالد ترامب بإعادة الكرة والانسحاب من تلك الاتفاقية، إن هو حظي بالرئاسة مرة أخرى، واصفًا الخطة العالمية للحد من انبعاثات الكربون بأنها غير قابلة للتنفيذ بل هي هدية للصين وغيرها من كبار الملوثين.
وكانت هناك بعض التصريحات التي تفيد بأن ترامب قد يتطلع إلى إخراج الولايات المتحدة من اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (UNFCCC) التي تقوم عليها الاتفاقية.
أوقفت إدارة بايدن في كانون الثاني/ يناير النظر في محطات تصدير الغاز الطبيعي الجديدة مؤقتًا، وذلك بعد الموافقة على العديد من المشاريع لتصدير الغاز الطبيعي المسال.
وأدى هذا القرار إلى اصطفاف الرئيس الديمقراطي مع دعاة حماية البيئة الذين يخشون من أن تؤدي الزيادة الأخيرة في صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى انبعاثات كارثية محتملة قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب حتى مع تعهد بايدن بخفض التلوث المناخي إلى النصف بحلول عام 2030.
قال ترامب إنه سيوافق على المحطات "في أول يوم له في منصبه". ولم تحدد هاريس خططها لصادرات الغاز الطبيعي المسال، لكن المحللين يتوقعون أن تفرض معايير مناخية صارمة على مشاريع التصدير.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من سيحدد اتجاهه؟ ترامب أم هاريس.. الذكاء الاصطناعي على مفترق طرق في أمريكا هاريس تُحذر: ترامب "فاشي" وغير مؤهل للرئاسة الأمريكية ترامب يرفع شكوى ضد حزب العمال البريطاني بتهمة التدخل في شؤون البلاد وتقديم مشورات لحملة هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كامالا هاريس دونالد ترامب أزمة المناخ غاز طبيعي سيارات كهربائيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي حركة حماس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي حركة حماس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 كامالا هاريس دونالد ترامب أزمة المناخ غاز طبيعي سيارات كهربائية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي حركة حماس الحرب في أوكرانيا حزب الله رمضان قديروف دونالد ترامب جو بايدن الغاز الطبیعی المسال السیارات الکهربائیة الولایات المتحدة ترامب وهاریس دونالد ترامب یعرض الآن Next أزمة المناخ تغیر المناخ أکثر من
إقرأ أيضاً:
لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين
بدأ مسؤولون أمريكيون وصينيون الثلاثاء يومًا ثانيًا من المحادثات في العاصمة السويدية ستوكهولم لحل النزاعات الاقتصادية القائمة منذ فترة طويلة، وتهدئة الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تزايد التوتر بشأن الرسوم الجمركية التي يهدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اعلان
قد لا تُسفر الاجتماعات عن اختراقات كبيرة فورية، لكن الجانبين قد يتفقان على تمديد آخر لمدة 90 يومًا لهدنة الرسوم الجمركية التي تم التوصل إليها في منتصف مايو/ أيار، بحسب وكالة "رويترز". وقد يُمهد ذلك الطريق أيضًا لاجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من العام، على الرغم من أن ترامب نفى يوم الثلاثاء بذل أي جهد من جانبه للسعي إلى عقد مثل هذا الاجتماع.
اجتماعات ستوكلهم
اجتمع الوفدان لأكثر من خمس ساعات يوم الاثنين في روزنباد، مكتب رئيس الوزراء السويدي في وسط ستوكهولم. ولم يُدلِ أي من الجانبين بتصريحات بعد اليوم الأول من المحادثات.
شوهد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وهو يصل إلى روزنباد صباح الثلاثاء بعد اجتماع منفصل مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون. كما وصل نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ إلى مكان الاجتماع.
تواجه الصين مهلة نهائية في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن التعريفات الجمركية مع إدارة ترامب، بعد التوصل إلى اتفاقيات أولية في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران لإنهاء أسابيع من تصاعد التعريفات الجمركية المتبادلة وقطع إمدادات المعادن الأرضية النادرة.
بدون اتفاق، قد تواجه سلاسل التوريد العالمية اضطرابات متجددة نتيجة عودة الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما قد يرقى إلى حظر تجاري ثنائي.
اتفاقات ترامب الجمركية
تأتي محادثات ستوكهولم في أعقاب أكبر صفقة تجارية لترامب حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، والتي تضمنت فرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات سلع الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، واتفاقًا مع اليابان.
أثار هذا الاتفاق بعض الارتياح لدى الاتحاد الأوروبي، ولكنه أثار أيضًا شعورًا بالإحباط والغضب، حيث نددت فرنسا بالاتفاق ووصفته بأنه "خضوع"، وحذرت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من أضرار "كبيرة".
Related ترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولمترامب يُكذّب الأنباء عن قمة مع الرئيس الصيني ويشترط دعوة رسمية لزيارة بكينترامب ولقاء شي
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الاثنين أن الولايات المتحدة علّقت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل محادثات التجارة مع بكين ودعم جهود ترامب لعقد اجتماع مع شي هذا العام.
نفى ترامب التلميحات بأنه يسعى لعقد اجتماع مع شي. وقال: "هذا غير صحيح، أنا لا أسعى لأي شيء! قد أذهب إلى الصين، ولكن ذلك سيكون فقط بناءً على دعوة من الرئيس شي، والتي تم تقديمها. وإلا، فلا فائدة!" كتب على موقع "تروث سوشيال" يوم الثلاثاء.
محادثات لخفض الرسوم
ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية الانتقامية بين الولايات المتحدة والصين من مستوياتها، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة التي أوقفتها الصين، بالإضافة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركة إنفيديا (NVDA.O)، وغيرها من السلع التي أوقفتها الولايات المتحدة.
من بين القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقًا، تشكو واشنطن من أن نموذج الصين الذي تقوده الدولة ويعتمد على التصدير يُغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة، بينما تقول بكين إن ضوابط تصدير الأمن القومي الأمريكية للسلع التقنية تسعى إلى إعاقة النمو الصيني.
وقد أشار وزير الخزانة الأمريكي بالفعل إلى تمديد الموعد النهائي، وقال إنه يريد من الصين إعادة التوازن لاقتصادها بعيدًا عن الصادرات إلى مزيد من الاستهلاك المحلي - وهو هدفٌ لصانعي السياسات الأمريكيين منذ عقود.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم وترسخ التعاون وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة".
وتهدف المحادثات في ستوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوما والتي تم التوصل إليها في جنيف في مايو/ أيار، ما وضع حدا لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية.
وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني.
وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في الأول من أغسطس/ آب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة