ألمانيا تطالب رعاياها بمغادرة إيران قبل اتخاذهم رهائن وسط تصاعد التوترات بينهما
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
دعت الحكومة الألمانية، الجمعة، من جميع رعاياه في إيران إلى مغادرة الأراضي الإيرانية بسبب "اتخاذهم رهائن" من قبل طهران، وذلك في أعقاب قرار برلين إغلاق قنصليات إيرانية على أراضيها بسبب إعدام مواطن مزدوج الجنسية في إيران، الأمر الذي صاعد من حدة التوترات بين البلدين.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، في مؤتمر صحفي، "أصدرنا منذ فترة طويلة تحذيرا من السفر إلى إيران وطلبنا من الألمان في إيران مغادرة البلاد لأننا رأينا من خلال قضية جمشيد شارمهد أن إيران تحتجز المواطنين الألمان رهائن".
وشارمهد هو مواطن يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية جرى إعدامه الاثنين الماضي في إيران بتهمة تزعمه لمنظمة مناهضة للنظام، وذلك على الرغم من تحذيرات ألمانيا من أن إعدام مواطنها سيكون له عواقب وخيمة.
وفي إجراء عقابي، قررت الحكومة الألمانية إغلاق القنصليات الإيرانية في كل من فرانكفورت وميونخ وهامبورغ ردا على إعدام شارمهد.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن السفارة الألمانية في طهران ستبقى مفتوحة، "لأن إغلاقها سيكون أعظم معروف يمكننا تقديمه لمثل هذه الأنظمة"، في حين كشفت وسائل إعلام إيرانية عن استدعاء طهران القائم بالأعمال الألماني لديها للاحتجاج على قرار برلين "الجائر".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إغلاق القنصليات الإيرانية في المدن الألمانية المشار إليها "عقوبة ضد الإيرانيين"، مشيرا إلى مساعي بلاده لتعويض المواطنين الإيرانيين في ألمانيا من خلال تعزيز عمل باقي البعثات الدبلوماسية.
وقال عراقجي في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، "يعد إغلاق القنصليات الإيرانية في ألمانيا بمثابة عقوبة ضد الإيرانيين الذين يعيشون في ذلك البلد"، معتبرا أن "الحكومة الألمانية عقوبات على عشرات الآلاف من الإيرانيين".
وأضاف في أول تعليق له على الحادثة "أؤكد لمواطنينا في ألمانيا أنه من خلال تعزيز الأقسام القنصلية لسفارتنا في برلين والبعثات الدبلوماسية المجاورة، سنبذل قصارى جهدنا لتعويضهم عن هذا الوضع المؤسف".
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات في العلاقات المتدهورة بالفعل بين إيران وألمانيا، التي لم تلجأ حتى الآن إلى مثل هذه الإجراءات العقابية إلا مرة واحدة، وذلك بإغلاق أربع قنصليات عامة روسية نتيجة للهجوم على أوكرانيا.
ويلقي القرار الألماني بظلالها بشكل مباشر على 32 موظفا إيرانيا في بعثات طهران الدبلوماسية بالمدن الألمانية التي تقرر فيها إغلاق القنصليات العامة ، حيث سيتعين عليهم مغادرة البلاد في حال لم يكن لديهم الجنسية الألمانية.
ولا تزال السفارة الإيرانية في برلين مفتوحة أمام ما يقرب من 300 ألف إيراني يقيمون في ألمانيا، وهو ما يسمح باستمرار تلقي الخدمات القنصلية من السفارة.
وحول خلفيات مزدوج الجنسية شارمهد الذي أشعل إعدامه التوترات بين البلدين، فتجدر الإشارة إلى أنه صدر حكم قضائي بحقه في شهر شباط /فبراير الماضي بتهمة ترأسه منظمة "تندر" وتنفيذ أعمال إرهابية في البلاد، قبل أن يتم تنفيذ الحكم هذا الأسبوع إثر مصادقة المحكمة العليا الإيرانية عليه.
وتتهم إيران منظمة "تندر" أو ما يُعرف كذلك بـ "مجلس مملكة إيران"، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، بالوقوف خلف هجوم وقع في مدينة شيراز 12 أبريل/ نيسان 2008، وأسفر عن مقتل 14 شخصا، وإصابة 215 آخرين بجروح، وهجمات مسلحة أخرى في مناطق متفرقة من البلاد.
وكانت السلطات الإيرانية أعلنت إلقاء القبض على شارمهد في الخارج عام 2020 لتحضره إلى البلاد، فيما ذكرت أسرة شارمهد الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 2003، أن عملية القبض عليه تمت في الإمارات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيران طهران إيران المانيا طهران المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إغلاق القنصلیات الإیرانیة فی فی ألمانیا فی إیران
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: ترامب يخطط لإزاحة نتنياهو.. وتوتر العلاقة بينهما في أسوأ مراحلها
كشف الخبير والأكاديمي الإسرائيلي عيران يشيب، الأستاذ بجامعة تل أبيب والرئيس السابق لبرنامج الاقتصاد والأمن القومي بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، عن تدهور غير مسبوق في العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن ترامب بدأ يفقد صبره تجاه نتنياهو ويفكر جديًا في اتخاذ موقف لإزاحته من المشهد السياسي الإسرائيلي.
وأوضح يشيب، في مقاله بصحيفة "هآرتس"، أن ترامب يعتبر نتنياهو "شخصًا يحتاج إلى صيانة عالية"، وهو وصف يستخدم في السياسة الأمريكية للإشارة إلى الأشخاص الذين يتطلب التعامل معهم جهدًا ووقتًا أكثر مما يستحقون، مضيفًا أن ترامب ينظر إلى العلاقة مع إسرائيل بعقلية المستثمر، وأنه لم يعد يرى مصلحة حقيقية في دعم مشاريع لا تعود عليه أو على بلاده بمنافع مباشرة.
عاجل- ترامب يضمن اتفاق وقف النار في غزة وانسحاب إسرائيلي جزئي عاجل- اتفاق حماس وأمريكا في الدوحة: وقف دائم لإطلاق النار في غزة بضمان ترامب الدعم الأمريكي لإسرائيل.. استثمار لا جدوى منه بالنسبة لترامبأشار يشيب إلى أن إسرائيل تلقت في العام الماضي فقط مساعدات عسكرية أمريكية بنحو 18 مليار دولار، لكن ترامب لا يريد مواصلة الاستثمار في ملفات مثل أوكرانيا أو إسرائيل، بل يركز على تحقيق مكاسب اقتصادية شخصية، كما فعل سابقًا من خلال اتفاقيات أبراهام، مشيرًا إلى أن نتنياهو أصبح عائقًا أمام تحقيق هذا الطموح، خاصة فيما يتعلق باتفاق محتمل مع السعودية، بسبب سياساته التصعيدية تجاه إيران وقطاع غزة.
غزة.. الفوضى التي لا يريدها ترامبوأكد الخبير الإسرائيلي أن إدارة ترامب تدرك أن نتنياهو هو العقبة الأساسية أمام إيجاد أي بديل سياسي واقعي في قطاع غزة، مما يُبقي المنطقة في حالة من الفوضى المستمرة التي لا يرغب ترامب في التورط فيها أو دفع تكاليفها السياسية والاقتصادية.
كما أوضح أن نتنياهو بات معزولًا على الساحة الدولية، ولم يعد يحظى بدعم حقيقي من قادة الغرب، ولا حتى من شخصيات مثل فلاديمير بوتين أو رجب طيب أردوغان، الذين يعتبرون أكثر قبولًا لدى ترامب.
ولفت يشيب إلى أن مذكرات اعتقال دولية صدرت بحق نتنياهو في عدد من الدول الأوروبية، ما جعله عبئًا حتى على أقرب حلفائه في الغرب.
واشنطن تدرس بدائل لنتنياهوحسب يشيب، فإن المسؤولين الأمريكيين باتوا يدركون أن نتنياهو ضعيف سياسيًا، وعرضة للابتزاز، بل ويتلاعب بالمفاوضات لتحقيق مصالحه الخاصة، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى دراسة بدائل سياسية إسرائيلية يمكن الترويج لها في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن هناك دعمًا متزايدًا داخل إسرائيل لفكرة إجراء انتخابات مبكرة، لافتًا إلى أن للولايات المتحدة نفوذًا قويًا على الأحزاب الدينية اليهودية، التي قد تلعب دورًا حاسمًا في إسقاط الحكومة الحالية إذا أرادت، داعيًا هذه الأحزاب إلى التعاون مع واشنطن لتحقيق مصالحها بدلًا من التمسك الأعمى بنتنياهو.
صفقة محتملة لإنهاء مسيرة نتنياهوفي ختام مقاله، لم يستبعد يشيب أن يكون سيناريو الإطاحة بنتنياهو مترافقًا مع صفقة قانونية تسمح له بالانتقال إلى الولايات المتحدة، مقابل إغلاق ملفاته القضائية المثيرة للجدل.
وأكد يشيب أن ترامب لم يعد يرغب في ربط إرثه السياسي بنتنياهو "الخاسر"، الذي قد يؤدي إلى تقويض إنجازاته، معتبرًا أن لحظة إزاحة نتنياهو باتت وشيكة، في ظل نفاد صبر ترامب ورغبته في التركيز على الملفات التي تحقق مكاسب مباشرة له ولعائلته.