لماذا يختلف تعامل إسرائيل مع جبهتي حماس وحزب الله؟
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
قارن موقع "ماكو" الإسرائيلي بين الأوضاع عند الجبهة الشمالية، حيث يتعامل الجيش الإسرائيلي مع استفزازات تنظيم "حزب الله" اللبناني، والجبهة الجنوبية حيث يواجه حركة "حماس" الفلسطينية، معتبراً أن هناك اختلافاً كبيراً في تعامل المؤسسة العسكرية مع الجبهتين.
واستعاد "ماكو" سلسلة من الأحداث وقعت على حدود لبنان، ولكن دون أي رد فعل إسرائيلي تقريباً، بينما يعرف كل من يحاول الاقتراب من السياج عند غزة أن رد الفعل سيكون شديداً، متسائلاً عن سبب ذلك الاختلاف، ودور المستوى السياسي، ودور الجيش الإسرائيلي، وكيف يؤثر ذلك على إمكانية المواجهة مع حزب الله.
وكان عنصر من التنظيم اللبناني قد وصل أمس الأول الأحد إلى السياج الحدودي مع لبنان، وألقى زجاجة حارقة باتجاه إسرائيل. وصرح الجيش بأنه لم يلحق أي ضرر بالسياج، لتنضم هذه الحادثة إلى سلسلة من الحوادث على طول الحدود. ورأى الموقع أن الجيش الإسرائيلي يكاد لا يرد على أنشطة "حزب الله"، التي تدار بشكل جيد وخلفها الضغط الإيراني.
גלנט סייר אתמול ליד גבול לבנון ושיגר אזהרה בוטה לעבר נסראללה. אלא שבמערכת הביטחון חוששים כי למרות ההצהרות הלוחמניות, ישראל תתקשה לנהל מהלך צבאי מורכב אם המצב הרגיש בגבול לבנון יתדרדר * וגם: אפרטהייד? מה פתאום.@AmirBenDavid עם כל העדכונים ב"9 בתשע"https://t.co/UGRkXIVyIE
— זמן ישראל (@ZmanIsrael) August 9, 2023
صواريخ دون رد
وأضاف الموقع أن الجيش لم يرد أيضاً قبل شهر عندما تم إطلاق صاروخين باتجاه الجيش الإسرائيلي في قرية "الغجر"، وهي الحادثة التي انتهت بأعجوبة دون وقوع إصابات، مشيراً إلى أن الجيش يزعم أن الصواريخ تم إطلاقها من قبل عناصر تنظيم فلسطيني، ولكن من الواضح للجميع أن مثل هذه العمليات لا تتم دون موافقة "حزب الله".
ويستمر تنظيم حزب الله في إثارة الاستفزازات. ومن ناحية أخرى زاد الجيش الإسرائيلي من حجم قواته على الحدود عندما أرسل كتيبتين وقوات إضافية إلى هناك رداً على الاستفزازات المستمرة، ولكن دون وجود رد، إلى جانب إخفاقات القوات في الميدان، مثل الحادث الذي سرق فيه عناصر حزب الله كاميرات السياج الحدودي، دون أن يلحظهم أحد.
גבול לבנון - פעיל חיזבאללה השליח בקבוק תבערהhttps://t.co/yn6nxcrDQT pic.twitter.com/IgPWqEiGnF
— ???????????? MivzakLive News - חדשות מבזק לייב (@mivzaklive) August 13, 2023
الرد فوري في غزة
وعن الأحداث المماثلة مع قطاع غزة، يخرج الجيش الإسرائيلي برد فتاك، على عكس ما يحدث مع لبنان، حيث يزداد الوضع سوءاً. وعلق الموقع: "يبدو أنهم في إسرائيل يخشون الصراع مع حزب الله، ويكفي إجراء مقارنة مع أحداث مماثلة في غزة لفهم السياسة".
وأشار إلى أن هناك مئات من الفلسطينيين في قطاع غزة ممن أصيبوا بجروح أو بترت أعضاؤهم بسبب نيران الجيش الإسرائيلي، لأنهم تجرأوا على الاقتراب من السياج، فحتى لو لم يكن هناك إطلاق نار حي، أي شخص يقترب من السياج يواجه رداً سريعاً على شكل التدابير لتفريق المظاهرات.
أما على الحدود اللبنانية، فلا يحدث هذا. المستوى السياسي يحد إلى حد كبير من ردود أفعال الجيش الإسرائيلي، كما أن الجيش نفسه يقيد ردوده، وذلك بسبب 200 ألف صاروخ يمتلكها حزب الله.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان حزب الله حماس غزة قطاع غزة الجيش الإسرائيلي الجیش الإسرائیلی أن الجیش حزب الله
إقرأ أيضاً:
عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
بدر بن صالح القاسمي
أحتاج في بعض الأحيان إلى حالة صمت طويلة، وإلى سكون أشبه بجمود نفسي وعقلي من أجل أن أستوعب ما يأتي به بعض البشر أو بالأحرى ما يروجونه من أفكار مسمومة وحديث لبق منمق، لكنه عبارة عن «خداع بصري وتلوث صوتي» لا يسمن ولا يغني من جوع.
عندما أستفيق مما أنا فيه، أشرع في صب أعمدة الأسئلة في مكانها الصحيح، هل الذين يدعون معرفة كل شيء في هذا الوجود هم أشخاص عقلاء مثل بقية البشر أم أن حديث الوهم والخداع الذي يلفظونه بألسنتهم الطويلة، يأتي من أدمغة غسلت تماما من أي فكر مستنير؟! في بعض الأحيان أعلن ما بيني وبين نفسي، أن ثمة خطأ بشريا يرتكبه البعض عندما يدعون الناس إلى الاستسلام والتخلص من كل طاقتهم وتحطيم إرادتهم بأيديهم، معربين لهم عن ثقتهم بأن «الحياة ليس بها مستقبل»، وبأن الذي منحهم الله إياه من نعم، عليهم التخلص منه وأن يذروه بعيدا عنهم لأنهم «سيموتون»!.
لا أعتقد بأن حتمية الموت هي من يجب أن تدفعنا نحو اعتزال كل شكل من أشكال الحياة، وأعتقد بأن مثل هذه النداءات مضللة وإن كان أصحابها ينعقون فوق كل شجرة وحجر، الحياة لم توجد من أجل جلب التعاسة للبشر، بل هي أرض خصبة للعمل والجد والاجتهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم توضع الموازين ويثاب المجد ويعاقب المخطئ، أما حتمية الموت فهي الحقيقة التي لا مناص منها وهي القدر الذي يلاقيه كل البشر والكائنات الحية الأخرى، فلما نرمي كل شيء على هذه الحقيقة أي «الموت»!.
تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المقاطع الصوتية والمرئية لبعض الأشخاص الذين يدعون المعرفة بالحياة، ويدعون الناس إلى التراخي والاستسلام للقدر المحتوم، بل يطالبونهم بان يكبلوا أنفسهم بالأغلال والأصفاد، ويصطفون في طابور انتظار لحظة خروج الروح.
الموت هو اللحظة التي لا نعرف متى ستأتي لاي شخص منا، أما الترويج للأفكار السوداء فهي فعل شيطاني لا يمت للواقع بصلة، وما الذين يرفعون أصواتهم ويدعون المعرفة ويلبسون ثوب النصح والإرشاد ما هم إلا زوابع تأتي وتذهب مع الوقت!.
والبعض يهرف بما لا يعرف، يفتي في كل الأمور دون وعي أو يقين أو دراية علمية أو دينية، يصدحون ليل نهار فقط من أجل أن يتابعهم الملايين، ويتأثر بحديثهم الناس، يجدون في البحث عن «ضحايا» يصغون إلى تخاريفهم ومسرحياتهم الهزلية.
منذ فترة زمنية ماضية سمعنا عن شخص فارق الحياة، ثم اكتشف أمره بأنه أنفق كل ما كان يملك من مال، تاركا أبناءه في عوز ومشقة وبلاء، لكنه لم يترك الدنيا مديونا لأحد، بل ترك أبناءه يطلبون العون والمساعدة من الآخرين!.
عندما بحث الأبناء عن أموال أبيهم التي كان يدخرها على مدى سنوات طويلة، اكتشفوا أن ثمة شخص «أفتى له بأن الإنسان يعذب على المال الذي يتركه بعد موته حتى وإن كان حلالا»، وعليه صدق الرجل حديثه، وقام بإنفاق كل ما يملك لوجه الله، ولم يترك شيئا لأولاده!.
وهذا الذي أفتى بهذه الفتوى، نسي ما ورد في السيرة النبوية الشريفة: فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنه لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بشطره ؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» متفق عليه.
قرأت ذات مرة حديثا يقول: «الدنيا لا تستحق أي حرب نفسية سواء كانت مع نفسك أو مع أي شخص آخر، لأنها تتقلب من لحظة إلى أخرى، صحتك قد تخونك واحبابك سيتركونك لا محالة، لا يوجد ضمان لا يشي ولو لدقيقة واحدة، فالأحوال كلها تتبدل في ثوان معدودة، لذا لا داعي مطلقا لإشعال الصراعات في حياتك»..، كلام جميل، ولكن هذا ليس معناه أن يتخلى الإنسان عن أي رابط يربطه بالحياة، ويلقي بكل الهزائم على القدر أو الآخرين.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، فمكابدة الحياة ليس معناها الاستسلام والانهزام من مواجهة الأزمات والصعوبات، ولكن طالما أن الانسان لا يزال على قيد الحياة عليه بالعمل، وأن يصارع رغباته ونزواته من أجل أن يخرج من دار الفناء إلى دار القرار آمنا مطمئنا.
هناك الكثير من الحقائق التي لا يتحدث عنها الناس، بل يركزون على نقطة سواء واحدة، يلفون حولها الحبال غليظة، وينصبون المشانق في رقاب البسطاء، يخرجوهم من رحلة الكفاح والنجاح إلى طرق المظلمة التي لا ترى فيها شمسا ولا قمرا.