وقدم الأكاديمي البريطاني المتخصص في علم الاجتماع السياسي، في حلقة من برنامج "المقابلة"، صورة دقيقة لتحليل العلاقات المعقدة بين الإسلاموفوبيا والحركة الصهيونية، مستندا إلى سنوات طويلة من البحث والتقصي.

ونشأ ميلر في إدنبره بأسكتلندا، حيث لاحظ في وقت مبكر الانقسامات الدينية والمجتمعية التي تعكس طبيعة الاستعمار الاستيطاني، ومن هذه التجربة بدأ اهتمامه بالقضايا السياسية والإنسانية، حيث ربط بين نضال الشعب الأيرلندي ضد الاحتلال البريطاني وبين القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ديفيد ميلر.. بروفيسور الجامعة الذي واجه الصهيونية في بريطانيا وانتصرlist 2 of 4كيف تستخدم إسرائيل تهمة "معاداة السامية" لملاحقة أكاديميين يدافعون عن فلسطين؟list 3 of 4"الصوت اليهودي من أجل السلام".. تنظيم يهودي مناهض للصهيونيةlist 4 of 4رئيسة المجلس الإسلامي البريطاني: نحن أقوى مسلمي العالمend of list

وخلال عقد كامل من البحث، اكتشف ميلر أن الإسلاموفوبيا ليست مجرد ظاهرة عفوية، بل أداة سياسية تمتد جذورها إلى منتصف الثمانينيات.

وفي أحد أبحاثه المعمقة، وجد ميلر أن مصطلح "الإرهاب الإسلامي" تم صياغته لأول مرة في مؤتمر نظم بالعاصمة الأميركية واشنطن منتصف الثمانينيات، وكان ممولا من 13 جمعية ومؤسسة تنتمي 12 منها الى الحركه الصهيونية وكان الداعي له بنيامين نتنياهو، الذي يترأس حكومة إسرائيل حاليا.

غير عقلاني

وانطلق ميلر من رؤية أكاديمية تربط بين الاستعمار الاستيطاني ومفهوم "الخوف غير العقلاني من الإسلام"، كاشفا الدور المحوري للحركة الصهيونية في ترسيخ الإسلاموفوبيا لتأمين مصالحها السياسية والإستراتيجية.

ويرى ميلر، أن الإسلاموفوبيا تُستخدم كوسيلة لإسكات الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية، سواء كانوا من المسلمين أو غير المسلمين، وأوضح أن هذا التوجه يُدار عبر شبكات صهيونية ذات نفوذ واسع، مشيرا إلى أن تلك الشبكات تعمل على شيطنة العرب والمسلمين، وربطهم بالإرهاب لتقويض شرعيتهم الدولية.

أوضح ميلر أن الإسلاموفوبيا ليست حالة محلية أو أوروبية فقط، بل هي جزء من مشروع عالمي يُدار من خلال مراكز النفوذ الصهيونية، بهدف إعادة تشكيل الرأي العام في الغرب ليكون معاديًا لأي حراك فلسطيني أو دعم دولي للقضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن بريطانيا نموذج حي لهذه السياسات، حيث أصبحت الجمعيات الإسلامية والمبادرات الداعمة لفلسطين هدفا رئيسيا للهجمات الإعلامية والسياسية، واستشهد بتجربته الشخصية في مواجهة محاولات إسكات صوته كأكاديمي بسبب مواقفه الصريحة ضد الصهيونية والإسلاموفوبيا.

ولفت إلى أن هذه الحملات تعتمد على التشويه الشخصي والمهني، والترويج لخطاب الكراهية ضدهم، بهدف فصلهم عن مجتمعاتهم وتجريدهم من دعم المؤسسات الأكاديمية والإعلامية.

هيمنة صهيونية

وأوضح أن هذه الحملات تهدف إلى خلق حالة من الخوف والترهيب بين الأكاديميين والنشطاء، لضمان عدم تعبيرهم عن مواقف مؤيدة لفلسطين أو مناهضة للصهيونية، مشددًا على أن هذه الممارسات تكشف مدى هيمنة اللوبي الصهيوني على المشهد الأكاديمي والسياسي في الغرب.

وكمثال، استعرض تجربته في جامعة بريستول، حيث تعرض لحملة شرسة عقب محاضرة تناول فيها دور الحركة الصهيونية في تعزيز الإسلاموفوبيا، ورغم تبرئته لاحقا من التهم الموجهة إليه، قررت الجامعة فصله تحت ضغوط منظمات صهيونية.

وشرح ميلر في الحلقة طبيعة شبكة النفوذ الصهيونية في بريطانيا، موضحا أنها تضم منظمات مثل "المنظمة الصهيونية العالمية"، و"الصندوق القومي اليهودي"، و"كيرن هايسود"، و"الوكالة اليهودية".

وأكد أن هذه المنظمات ليست فقط علنية ومرخصة، بل تحظى أيضا بدعم مالي وسياسي كبير، وأشار إلى أن تلك الشبكات تعمل على تصوير الصهيونية كحركة شرعية وإنسانية، في حين تشارك بشكل مباشر في التطهير العرقي للفلسطينيين.

ولفت ميلر إلى الفجوة العميقة في التعامل مع الجمعيات الخيرية الإسلامية مقارنة بنظيراتها الصهيونية، فبينما تواجه الجمعيات الإسلامية تحقيقات متكررة وإغلاقات قسرية، يتم التغاضي عن مخالفات الجمعيات الصهيونية التي تدعم التطهير العرقي والجيش الإسرائيلي.

تحيز مؤسسي

وأوضح أن هذا التحيز مؤسسي، حيث إن الهيئات المنظمة مثل لجنة الجمعيات الخيرية في بريطانيا تسيطر عليها شخصيات معروفة بتوجهاتها الصهيونية.

وانتقد ميلر بشدة دور الإعلام والنظام التعليمي في بريطانيا في ترويج السردية الصهيونية وتشويه الحقائق حول فلسطين، وأكد أن التعليم يلعب دورا محوريا في غرس أفكار عنصرية تجاه الفلسطينيين، مما يجعل أي تعاطف مع حقوقهم أمرا مستهجنا.

وأوضح أن الحركة الصهيونية استخدمت الإسلاموفوبيا كأداة لضمان استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتبريره أمام العالم، وأكد أن الكراهية للإسلام ليست سوى جزء من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الهيمنة الصهيونية في المنطقة.

ورغم كل الضغوط التي تعرض لها، أكد ميلر التزامه بقول الحقيقة والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وأشار إلى أهمية العمل الجماعي بين الأكاديميين والناشطين لكشف التضليل الصهيوني وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية.

وأشار ميلر إلى أن الصهيونية والإسلاموفوبيا هما وجهان لعملة واحدة، حيث تستغل الأولى الثانية لتبرير سياساتها القمعية، وقال إن خطاب الكراهية ضد المسلمين في الغرب هو جزء من منظومة متكاملة تهدف إلى خلق بيئة معادية لأي حركة تعاطف مع القضية الفلسطينية.

17/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الصهیونیة فی فی بریطانیا وأوضح أن إلى أن أن هذه

إقرأ أيضاً:

مطالبات دولية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإقامة الدولة الفلسطينية

نيويورك-سانا

شددت الدول المشاركة في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وحل الدولتين الذي انعقد أمس في نيويورك، على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي قرارات فاعلة وعاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه.

وأكد المشاركون في المؤتمر الذي ترأسه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان نويل بارو أن تحقيق السلام في المنطقة لن يكون ممكناً إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف ممارسات الاحتلال من قتل وتجويع وتهجير ممنهج بحق الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
  • مصر ترحّب بإعلان بريطانيا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • مصر تُعقّب على توجّه بريطانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • سلطنةُ عُمان ترحّب بإعلان بريطانيا العزم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • نتنياهو يعلق على إعلان بريطانيا عن اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • هل ستعترف أمريكا بالدولة الفلسطينية بعد إنذار بريطانيا؟ ترامب يرد
  • رئيس وزراء بريطانيا: اتخذنا إجراء للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • بريطانيا تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل ما لم تتوقف حرب غزة
  • عدتها جزءًا من مؤامرة التهجير القسري.. الخارجية الفلسطينية تُحذِّر من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لضم قطاع غزة تدريجيًا
  • مطالبات دولية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإقامة الدولة الفلسطينية