الكاتب أنور العنسي: إعلام الغرب تعامل مع الإبادة في غزة بأسلوب بازدواجية فجة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
انتقد الكاتب والصحفي اليمني البريطاني أنور العنسي بشدة الطريقة التي تعامل بها الإعلام الغربي مع العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، واصفًا إياه بأنه كشف بشكل فج عن سلبيات عميقة كانت موجودة مسبقًا، لكنها ظهرت بوضوح خلال هذه الأحداث.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول في إسطنبول، تناول فيها العنسي تحليله لأداء الإعلام الغربي في تغطية المجازر الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مستندًا إلى خبرته الطويلة في العمل بالإعلام البريطاني.
العنسي تطرق إلى تحيز الإعلام الغربي وازدواجية معاييره بالقول "لا أرى أن الإعلام في الغرب مثالي أو محايد كما يحاول أن يدعي دائما، فقط لاحظنا تحيزا في تغطيته".
وأضاف "مثلا لما جرى في غزة أو لبنان كان منحازا بشكل فاضح وواضح إلى جانب إسرائيل تحت شعار أنها تدافع عن نفسها، ولا يتحدث بنفس الطريقة عن حق الفلسطينيين واللبنانيين في الدفاع عن أنفسهم".
وأكد "هناك طبعا مؤيدون كثر في الإعلام الغربي لإسرائيل وليس في بريطانيا فقط، لكن في معظم دول أوروبا والولايات المتحدة على وجه التحديد، لدي الكثير من الملاحظات والتحفظات على ما شاهدته وتابعته كصحفي وكمراقب".
وأوضح "لا يتسع المجال لذكرها كاملا ولكن أستطيع أن أقول بضمير مطمئن وصريح العبارة أن الإعلام الغربي لم يكن محايدا حتى وإن حاول الادعاء بذلك".
وفيما يخص القيود المفروضة على الصحفيين قال الكاتب "كانت هناك قيود فرضت من قبل بعض المؤسسات الإعلامية الغربية وليس كلها وطلبت من الصحفيين بالذات وبقية الموظفين لديها سواء كانوا عربا مسلمين أو يهودا ضبط النفس وعدم محاولة استفزاز بعضهما البعض".
وأردف "عملت ذلك من أجل أن تتمكن هذه المؤسسات من أداء رسالتها يعني في الحدود التي تراها جيدة وفيها متابعة، لكن مع ذلك كانت تحدث أحيانا مماحكات بين الزملاء العرب والمسلمين من جانب، واليهود وغير اليهود المؤيدين لإسرائيل من جانب آخر".
ومع ذلك، أشار إلى أن التحيز أحيانًا كان يؤثر على التغطية، ويحد من قدرة الصحفيين على التعبير بشكل مهني ومتوازن.
وأشار إلى أن هذه القيود "كشفت عن جوانب سلبية عديدة في الإعلام الغربي كانت موجودة منذ زمن، لكنها ظهرت بشكل فج ومكشوف خلال حرب غزة ولبنان".
ولفت أن تحيز وسائل الإعلام تلك "كان يؤثر على التغطية، وعلى طريقة استقاء المعلومة والتعبير عنها بشكل مهني واحترافي ينسجم مع المبادئ التي تقول هذه المؤسسات أنها تلتزم بها".
وشدد "أعود وأقول الحرب التي جرت في غزة كشفت عن جوانب سلبية عديدة في الإعلام الغربي كانت موجودة منذ زمن، لكنها ظهرت بشكل فج ومكشوف خلال حرب غزة ولبنان".
وعن القيود المفروضة على الإعلام أوضح العنسي "الإعلام الغربي ولا أتكلم عن كل الإعلام، أنا أتكلم عن الإعلام الذي تعاملت معه، يعاني من قيود على الحركة".
وأكمل "في حالات الحروب أو حتى غير الحروب لا يتاح للصحافة أن تصل إلى مسرح الجريمة إلا بعد أن يكون قد تم تنظيفه، هذا إن سمحت، ولكنها في الغالب لا تسمح".
وأوضح "رأيت مثلا كيف أقدمت إسرائيل على إغلاق مكاتب قناة الجزيرة واستهداف الطواقم الصحفية في غزة وفي جنوب لبنان، وفي رأيي أن ردة فعل هذه المؤسسات الغربية على ما كنا نشاهده من فظائع، وحتى من استهداف الصحفيين والمسعفين ورجال الإغاثة لم تكن متناسبة مع ما يحدث".
وفي مايو / أيار الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على منصة إكس، إن حكومته قررت بالإجماع إغلاق مكاتب الجزيرة التي وصفها بقناة التحريض، وهو ما أثار انتقادات واسعة من مؤسسات أممية وحقوقية.
كما أدت الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة ضد الصحفيين في غزة ولبنان إلى مقتل ما لا يقل عن 195 صحفيا، منهم 190 في غزة لوحدها.
وانتقد العنسي بعض المؤسسات الإعلامية العربية، واصفًا إياها بأنها تقلد الإعلام الغربي بشكل أعمى ودون دراسة واعية، مشيرًا إلى أن ذلك يؤدي أحيانًا إلى تطرف في الطرح ومبالغة في الاتهامية.
وختم بالقول "كصحفي أو كمراقب عربي أستفيد من التباين الذي يحدث بين وسائل الإعلام الغربية، ووسائل الإعلام الممولة من روسيا أو من إيران أو من الصين أو غيرها، لأنها تعمل نوع من التوازن مع الرواية الغربية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: غزة اسرائيل امريكا اعلام الإعلام الغربی غزة ولبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
ضغوط أوروبية لإنقاذ الكاتب بوعلام صنصال.. الجزائر في مرمى الانتقادات
تصاعدت الضغوط الأوروبية على الجزائر في الأيام الأخيرة مع تفاقم قضية الروائي الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات، فقد لجأت مجموعة الدعم الخاصة بصنصال إلى الاتحاد الأوروبي، مطالبة بتحرك سياسي وحقوقي للضغط على السلطات الجزائرية من أجل الإفراج عنه. اعلان
تقدمت مجموعة الدعم الخاصة بالروائي بوعلام صنصال، التي ترأسها وزيرة فرنسية سابقة نوال لونوار، بشكوى رسمية إلى وسيط الاتحاد الأوروبي، مستندة إلى بند "الشرطية الحقوقية" الوارد في اتفاقية الشراكة التجارية بين الجزائر وبروكسل.
وتقول لونوار: "على أوروبا أن تستيقظ الآن، الاتفاقية تنص بوضوح على احترام الحقوق الأساسية، والوقت قد حان لاستخدام هذا النفوذ السياسي والاقتصادي".
وتزامن هذا التحرك مع قرار البرلمان الأوروبي، الصادر في يناير الماضي، الذي دعا فيه التكتّل بمختلف مؤسساته إلى مطالبة الجزائر بالإفراج عن صنصال فورًا، ورغم هذه الدعوات، لم تُصدر الدائرة الدبلوماسية للاتحاد، برئاسة كايا كالاس، أي بيان علني حتى الآن، ما أثار انتقادات من منظمات ثقافية وحقوقية تطالب بموقف أكثر صرامة.
Relatedمن بوعلام صنصال إلى ترحيل مؤثرين واتهامات بمحاولة إذلال باريس.. بين الجزائر وفرنسا ما صنع الحداّدمسلسل بوعلام صنصال.. تبون يطعن في نسب الكاتب المثير للجدل ودبلوماسي فرنسي سابق "جاء ليكحّلها فعماها"أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد للإسلام وماكرون قلق على مصيرهالجزائر تتهم الاتحاد الأوروبي بممارسة التضليل السياسي في قضية الكاتب بوعلام صنصال
تعود جذور الأزمة إلى نوفمبر الماضي، حين اعتقلت السلطات الجزائرية الكاتب صنصال، البالغ من العمر 80 عامًا، فور وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة، وقد وُجّهت إليه تهمة "تقويض الوحدة الوطنية"، قبل أن يصدر حكم بسجنه خمس سنوات، في خطوة أثارت غضبًا واسعًا في فرنسا والعالم.
وتُشير مصادر مقربة من عائلته إلى أن حالته الصحية متدهورة نظرا لإصابته بالسرطان، وتم نقله أكثر من مرة إلى المستشفى منذ اعتقاله. وتخشى مجموعة الدعم من أن يكون محتجزًا في عزلة، محرومًا من الاتصال ومحروماً من الرعاية الطبية الكافية.
وقالت لونوار في تصريحاتها الأخيرة: "لا نملك معلومات دقيقة عن وضعه.. نخشى أن يكون في عزلة تامة، وهذا أمر مقلق للغاية بالنظر إلى حالته الصحية الحرجة".
رغم دعوات فرنسا المتكررة للإفراج عن صنصال، إلا أن مراقبين يرون أن تأثير باريس بات محدودًا في ظل التوتر المتزايد مع الجزائر، خصوصًا بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في صيف العام الماضي — وهي الخطوة التي وصفتها الجزائر بـ"الخيانة".
فجّرت القضية موجة تضامن غير مسبوقة في الأوساط الثقافية العالمية، فقد دعا الحائزان على جائزة نوبل للآداب، الفرنسية آني إرنو والتركي أورهان باموق، إلى إطلاق سراح صنصال، كما انضم إليهما الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي في دعوة علنية لإنهاء ما وصفه بـ"الاعتداء على حرية التعبير".
وكان صنصال قد نال عام 2015 "الجائزة الكبرى للرواية" من الأكاديمية الفرنسية، تكريمًا لمسيرته الأدبية التي تمحورت حول نقد السلطة ومناهضة الاستبداد. وتحوّلت قضيته إلى ما يشبه الرمز لصراع أوسع حول حرية الكلمة في العالم العربي.
ومن المقرر أن تُعاد محاكمة صنصال في 24 يونيو بعد استئنافه الحكم الصادر بحقه، ورغم أن فرص تبرئته تبدو ضئيلة في ظل الظروف السياسية الحالية، يعلّق أنصاره آمالهم على إمكانية إصدار الرئيس عبد المجيد تبون عفوًا رئاسيًا، كحل يجنّب الجزائر المزيد من الضغوط الدولية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة