الأمم المتحدة: الفلسطينيون يعانون أخطر الجرائم الدولية
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
عواصم "وكالات": أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم أن "الوضع في غزة مروع وكارثي"، محذّرا من أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع قد ترقى إلى "أخطر الجرائم الدولية".
وفي خطاب تلته مساعدته أمينة محمد أثناء مؤتمر في القاهرة يهدف لزيادة المساعدات الإنسانية، حضّ غوتيريش المجتمع الدولي على "بناء أسس السلام المستدام في غزة وفي أنحاء الشرق الأوسط".
وشدد غوتيريش على تداعيات النزاع والحاجة الملحة لتحرّك دولي. وقال إن "سوء التغذية متفش.. المجاعة وشيكة. في الأثناء، انهار النظام الصحي".
وأضاف أن غزة بات لديها الآن "أكبر عدد في العالم من الأطفال المبتوري الأطراف نسبة إلى عدد السكان" إذ "يخسر العديدون أطرافا ويخضعون لعمليات جراحية بدون بنج حتى".
كما انتقد الأمين العام القيود المشددة على إيصال المساعدات، واصفا المستويات الحالية بأنها "غير كافية بشكل كبير".
وبناء على إحصاءات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لم تتمكن سوى 65 شاحنة مساعدات من الدخول إلى غزة خلال الشهر الماضي، مقارنة مع معدل 500 شاحنة قبل الحرب.
وأعربت هيئات المساعدات الدولية مرارا عن قلقها حيال تدهور الأوضاع في غزة، محذرة من أن المدنيين باتوا على شفير المجاعة.
وأشارت إلى أن شحنات المساعدات التي تصل إلى الجيب الفلسطيني باتت عند أدنى مستوى لها منذ اندلاع الحرب.
وقال غوتيريش اليوم إن حصار غزة "ليس أزمة مرتبطة بالمسائل اللوجستية" بل هو "أزمة رغبة سياسية واحترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي".
وذكرت الأونروا بأن جميع محاولاتها لإيصال المساعدات إلى شمال غزة قوبلت إما بـ"المنع" أو "العرقلة" بين السادس من أكتوبر 2024 و25 نوفمبر، في ظل القتال العنيف في المنطقة.
وأكد غوتيريش أن الأونروا هي "طوق نجاة لا يمكن استبداله بالنسبة لملايين الفلسطينيين"، مضيفا أنه "إذا أُجبرت الأونروا على الإغلاق، فستتحمل إسرائيل.. مسؤولية إيجاد بديل لخدماتها الحيوية".
وفي خطابه أثناء المؤتمر، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن الوكالة "ما زالت العمود الفقري للاستجابة الإنسانية" في غزة.
ودعا للاستناد إلى "إطار عمل سياسي وقانوني دولي قوي" لضمان تواصل دخول المساعدات إلى غزة.
وأضاف "من دون ذلك، لا يمكن للعاملين في المجال الإنساني، مهما بلغ مستوى تضحيتهم وشجاعتهم، البقاء وإيصال المساعدات".
ودعا مشاركون في مؤتمر بالقاهرة إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية للوضع في غزة وممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل لفتح المعابر المؤدية إلى القطاع وتشغيلها بطاقتها الحقيقية.
وتستضيف العاصمة المصرية مؤتمرا دوليا لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة على المستوى الوزاري بمشاركة من الأمم المتحدة وممثلين عن منظمات دولية وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى.
وقال مصطفى في كلمته "نشهد في قطاع غزة تجويعا متعمدا وممنهجا، واسع النطاق، ليس بسبب شح المساعدات بل نتيجة منع دخولها وإعاقة عمل المنظمات والطواقم الإنسانية".
وأضاف "يشكل هذا المؤتمر الهام فرصة مناسبة لإعادة التأكيد على رفضنا لاستمرار احتلال قطاع غزة، واستمرار إغلاق معابره المختلفة، أو تقليص جغرافية أو ديموجغرافية قطاع غزة، أو أيا من أرض وإقليم دولة فلسطين".
وحث على دعم وتعزيز دور منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قائلا إن "دور الأونروا في الأراضي الفلسطينية غير قابل للاستبدال أو التقويض" وإن لها "دورا محوريا في مرحلة ما بعد الحرب "كما كان لها دور محوري خلال 75 عاما في حماية وإغاثة لاجئي فلسطين بناء على قرار الأمم المتحدة رقم 194".
ميدانيا، واصل جيش الاحتلال جرائمه في القطاع المنكوب، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن ارتفاع حصيلة العدوان إلى 44466 شهيدا. وقالت الوزارة في بيانها اليومي إنها أحصت خلال الساعات الـ24 الأخيرة سقوط "37 شهيدا"، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 105,358 منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
سياسيا، أفاد قياديان في حركة حماس اليوم أن وفدا قياديا من الحركة التقى مسؤولين في المخابرات العامة المصرية مساء الأحد في القاهرة، وناقش معه سبل التوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
كما التقى الوفد الذي يرأسه القيادي في الحركة الفلسطينية خليل الحية، وفدا من حركة فتح كان في زيارة القاهرة وبحث معه في "إدارة قطاع غزة" بعد انتهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 13 شهرا بين إسرائيل وحماس.
وقال قيادي في حماس لوكالة فرانس برس إن الوفد القيادي الذي وصل الى القاهرة السبت اجتمع مع رئيس المخابرات العامة بمصر اللواء حسن رشاد ومسؤولين في المخابرات الأحد، و"تمّت مناقشة السبل لوقف الحرب والعدوان، وإدخال المساعدات الى غزة وفتح معبر رفح" الحدودي بين القطاع المحاصر ومصر.
وأكد أن حماس "لم تتلقَ أية عروض أو اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى رغم أن جهود الوسطاء متواصلة".
وقال القيادي في حماس "لا توجد حتى الآن إرادة سياسية لدى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو للتوصل الى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى"، مضيفا أن حماس "جاهزة بناء على الثوابت التي حددتها فصائل المقاومة".
وكرّر هذه "الثوابت" على أنها "الانسحاب العسكري (الإسرائيلي) من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى سواء دفعة واحدة أو على مرحلتين، وإدخال المساعدات بشكل فوري، والإعمار".
وكانت إسرائيل تتمسّك في آخر مواقفها من الهدنة بالإبقاء على وجود عسكري في محورين استراتيجيين في القطاع.
وقال القيادي في حماس إن الحركة "أكدت مجددا أنها منفتحة لمناقشة أية أفكار أو اقتراحات، وأنها معنية بوقف الحرب والعدوان والتوصل لاتفاق يضمن تنفيذ هذه الثوابت".
وقال قيادي آخر في حماس إن "مصر وقطر وتركيا تبذل جهودا كبيرة للتوصل لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى، لكن نتانياهو ما زال حتى اليوم يعطل"، مشيرا الى أن الشعب الفلسطيني "ينتظر ضغطا امريكيا ودوليا على نتانياهو لوقف حرب الإبادة والتوصل لاتفاق كما حدث في لبنان"، في إشارة لاتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب اله، الأسبوع الماضي.
وكان البيت الأبيض أعلن الأربعاء أن الولايات المتحدة تبذل جهودا دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إطلاق المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.
و اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 ، حيث أسر خلال الهجوم 251 شخصا من داخل المستوطنات الاسرائيلية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 34 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.
من جهة ثانية، قال القيادي الثاني في حماس أن وفد الحركة التقى أيضا وفدا قياديا من حركة فتح بقيادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد، "وبحث معه ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي وإدارة قطاع غزة حال انتهاء الحرب".
وذكر أن المناقشات مع فتح تجري "برعاية مصرية" و"تركّزت على تشكيل اللجنة الإدارية المستقلة لإدارة القطاع والإشراف على المساعدات والمعابر والإعمار، بالتوافق مع كل الفصائل الفلسطينية".
وأكّد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في غزة جمال عبيد في اتصال هاتفي حصول اللقاء، معتبرا أن اللقاءات بين الحركتين "مهمة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی قطاع غزة فی القطاع فی حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يخنق المدنيين في غزة.. 18% فقط من مساحة القطاع آمنة
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الاثنين الموافق 2 يونيو 2025، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مرحلة كارثية وغير مسبوقة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتضييق الخناق على السكان المدنيين.
وأوضح المكتب أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة تسببت في تقليص المناطق الآمنة للسكان إلى أقل من 18% فقط من مساحة القطاع، حيث أصبحت بقية المناطق إما تحت سيطرة قوات الاحتلال بشكل مباشر أو مناطق إخلاء تتعرض لقصف مستمر، ما جعل الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بعد قصف منشآت برنامج الأغذية العالمي في الفاشر بالسودانوأشار تقرير "أوتشا" إلى استمرار موجات النزوح الجماعي في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث نزح نحو 200 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وسط أوضاع معيشية صعبة للغاية، ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وذكرت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث يتواصل القصف في جميع أنحاء القطاع، مع التركيز بشكل خاص على شمال غزة، الذي شهد إخلاء آخر مستشفى يعمل جزئيًا بسبب الهجمات المستمرة.
وأكدت "أوتشا" أن العملية الإنسانية في غزة تواجه واحدة من أصعب التحديات في التاريخ الحديث للاستجابة الإنسانية العالمية، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودًا صارمة على دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى القطاع، حيث سمح خلال الأسبوعين الماضيين بدخول كميات قليلة جدًا من الإمدادات، وصفتها الأمم المتحدة بأنها "نقطة في بحر الاحتياجات".
وأضاف التقرير أن هذه المساعدات الضئيلة، التي وصلت إلى القطاع، لم يتمكن الشركاء الإنسانيون من توزيعها على السكان بشكل كافٍ، بسبب القيود التي تفرضها قوات الاحتلال، وانعدام الأمن في المناطق المستهدفة، حيث جرى نهب العديد من الشحنات من قبل سكان يائسين يبحثون عن الغذاء والاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.
وفي ظل هذا الوضع الإنساني المتفاقم، تتواصل النداءات الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مع دعوات لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.