القافلة الرابعة من المساعدات المصرية تعبر إلى غزة.. وخبير يوضح المشهد السياسي والإنساني
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
بدأت القافلة الرابعة من المساعدات المصرية التي ينظمها الهلال الأحمر عبورها إلى قطاع غزة منذ الفجر، حيث وصلت عشرات الشاحنات ضمن ستة أفواج إلى معبر كرم أبو سالم في الجانب الفلسطيني تمهيدًا لتفريغها وتسليمها نقلا عن القاهرة الإخبارية.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، أن يعبر الشعب الفلسطيني عن تقديره العميق للجهود المخلصة والمكثفة التي تبذلها جمهورية مصر العربية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعمه المتواصل، لا سيما لأهلنا في قطاع غزة الذين يعانون أوضاعا كارثية نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، على أنه ليس هذا الموقف المصري النبيل بالجديد، فمصر كانت وما زالت داعمة للقضية الفلسطينية، وتبنيها ينبع من مواقف أصيلة وثابتة، قائمة على مبادئ قومية وإنسانية راسخة، لا تحركها مصالح ضيقة أو حسابات سياسية عابرة.
وأشار أبو لحية، إلى أنه من هذا المنطلق، تواصل مصر رفضها القاطع لسياسات الإبادة الجماعية والتجويع التي تنتهجها إسرائيل ضد سكان القطاع، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم البشعة.
وتابع: "يتخذ التحرك المصري أبعادا متعددة، فعلى الصعيد السياسي، يقود الرئيس السيسي تحركات دبلوماسية نشطة واتصالات دولية مكثفة مع قادة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، في سبيل وقف العدوان وإحياء المسار السياسي القائم على حل الدولتين، بما يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وأكمل: "أما على المستوى الدبلوماسي، فتلعب وزارة الخارجية المصرية دورا محوريا في حشد الدعم الإقليمي والدولي من خلال زيارات رسمية واجتماعات رفيعة المستوى، تسعى فيها إلى تعزيز الضغط الدولي لوقف الحرب، كما تبادر بالإعداد لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، تستضيفه القاهرة بعد وقف إطلاق النار، في خطوة تعكس الرؤية الاستراتيجية المصرية لإعادة بناء القطاع وتثبيت صمود سكانه".
وأدرف: "في الجانب الإنساني، تتحرك الدولة المصرية بكامل أجهزتها ومؤسساتها، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، وعلى رأسها الأزهر الشريف، لإيصال المساعدات العاجلة من غذاء ودواء ومستلزمات طبية إلى سكان القطاع، ولم تقتصر المساعدة على إرسال الإمدادات، بل امتدت إلى استقبال الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية وتقديم الرعاية الطبية لهم على نفقة الدولة، في تجسيد حي للتضامن المصري الرسمي والشعبي مع الشعب الفلسطيني".
وتشمل المساعدات سلال غذائية تحتوي على وجبات جافة وبقوليات ومعلبات، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الدقيق، وهو ما يتكرر في كل قوافل الهلال الأحمر المصري إلى القطاع.
إجمالي الدعم وصل إلى أكثر من 5 آلاف طنخلال القوافل الثلاث السابقة تم إدخال نحو 4 آلاف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، فيما تقدر حمولة القافلة الرابعة بين 1000 إلى 2300 طن، ما يرفع حجم المساعدات المصرية إلى أكثر من 5 آلاف طن حتى الآن.
ومن جانبها، أشادت منصة نورث أفريكا بوست" المتخصصة فى الشئون الأفريقية بحجم المساعدات المصرية المرسلة للتخفيف من المعاناة الانسانية عن كاهل سكان قطاع غزة، مؤكدة أن موقف مصر واضح وأصيل منذ اندلاع الأزمة فى السابع من أكتوبر 2023.
وقالت المنصة إن عشرات شاحنات المساعدات الإنسانية دخلت غزة من رفح في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، مضيفة أن عشرات شاحنات المساعدات المصرية المحملة بالإمدادات الإنسانية الأساسية بدأت دخول غزة يوم الأحد الماضي.
وأضافت أن القافلة -التي انطلقت من الجانب المصري لمعبر رفح- حملت مواد غذائية ودقيقا ومواد إعادة إعمار، بينما في جهد مواز، أطلق الهلال الأحمر المصري مبادرة إغاثة كبرى بعنوان "زاد العزة: من مصر إلى غزة"، حيث نشر أكثر من 100 شاحنة محملة بـ 1200 طن من المواد الغذائية، منها 840 طنا من الدقيق و450 طنا من السلال الغذائية.
وأشارت المنصة الإخبارية إلى أن هذه المساعدات تشكل جزءا من الجهود المصرية المستمرة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها قطاع غزة، الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة.
وفي خطوة لتسهيل وصول المساعدات، أعلنت إسرائيل مؤخرا عن "هدنة تكتيكية" محدودة في مناطق محددة من غزة بين الساعة العاشرة صباحا والثامنة مساء يوميا، وقالت المنصة إن هذه الهدنات محدودة جغرافيا، وقد وجهت إليها انتقادات لعدم كفايتها.
ولفتت إلى أن الإدانة الدولية قد تصاعدت في أعقاب الكشف عن هجمات عسكرية إسرائيلية على مراكز توزيع المساعدات واستمرار الحصار، الذي يصفه المنتقدون بأنه حملة تجويع متعمدة وشكل من أشكال العقاب الجماعي. وأفادت التقارير بمقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء سعيهم للحصول على المساعدات، الأمر الذي أثار اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وتؤكد وكالات الإغاثة، بما في ذلك الأمم المتحدة، ضرورة دخول ما لا يقل عن 600 إلى 800 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية ــ وهو هدف عاجل لا يزال بعيدا عن التحقق مع تفاقم سوء التغذية بين الأطفال ويأس المدنيين في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة مصر القاهرة فلسطين رفح المساعدات الإنسانية المجتمع الدولي وقف إطلاق النار معبر كرم أبو سالم المساعدات المصریة قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
رغم عراقيل الاحتلال.. شاحنات المساعدات المصرية تكسر حصار غزة
تواصل مصر جهودها الحثيثة لإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بهدف تلبية الاحتياجات المُلحة لسكان القطاع من المواد الغذائية والإغاثية.
ورصدت كاميرا "القاهرة الإخبارية" بدء تحرك أول أفواج القافلة الرابعة من شاحنات المساعدات في ساعة مبكرة صباح اليوم الأربعاء، من الأراضي المصرية باتجاه غزة.
وأفاد رمضان المطعني، مراسل "القاهرة الإخبارية" من أمام معبر رفح من الجانب المصري، بأن القافلة الرابعة بالفوج الأول من شاحنات المساعدات الإنسانية، تتحرك باتجاه قطاع غزة عبر معبر كرم أبوسالم، إذ عكف الهلال الأحمر المصري طوال الساعات الماضية على تجهيز هذه القافلة الرابعة، التي تضم الفوج الأول من عشرات الشاحنات التي ستدخل دفعة بعد أخرى ضمن أفواج منظمة.
وكشف مراسل "القاهرة الإخبارية" أن 4 آلاف طن مساعدات دخلت قطاع غزة خلال الثلاثة أيام الماضية، قسمت ما بين 1855 طنا من السلاسل الغذائية و1640 طنا من الدقيق وهي السلعة الأساسية و400 طن من مستلزمات العناية الشخصية لمواجهة الأوبئة و150 طنا من المستلزمات الطبية والأدوية
وأوضح مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن جميع الإجراءات والعمليات التنفيذية تمت عبر المنطقة اللوجستية قرب ميناء رفح البري، بالإضافة إلى إعادة ترتيب الحمولة بعناية ضمن آلية منظمة.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمدت إلى إبطاء دخول الشاحنات وتبرير ذلك بوجود حمولة مائلة.
وأوضح أن بعض الشاحنات عادت إلى الجانب المصري لتعديل الحمولة، وتنتظر أحياناً حتى اليوم التالي للدخول، مشيرًا إلى أن هذه الصعوبات لا تثني السائقين عن الالتزام برسالتهم الإنسانية التي تُجسد تضامن الشعب المصري مع أشقائهم الفلسطينيين.