«فونوغراف» كلمة يونانية قديمة، مقسمة إلى مقطعين، حيث تعني «فونو» الصوت و«غراف» الكتابة، وهكذا يشير الاسم بوضوح إلى وظيفة هذا الجهاز الذي اخترعه توماس أديسون.

في 7 ديسمبر 1877، طور «أديسون» الفونوتوغراف إلى الفونوغراف ليكون قادرا على إعادة تشغيل الصوت المسجل، فكان أول جهاز لتسجيل الصوت وإعادة بثه عن طريق تشغيل الأسطوانات التي جرى تسجيل الصوت عليها، وكانت هي الأكثر شيوعًا خلال القرن العشرين.

ما هو جهاز الفونوغراف؟

كانت بذور فكرة تسجيل الصوت قد زرعت في أذهان العلماء قبل اختراع الفونوغراف، حيث تمكن إدوارد ليون سكوت من تطوير الفونوتوغراف عام 1857، وعلى الرغم من أن هذا الجهاز كان يقتصر على تسجيل الموجات الصوتية على لوح زجاجي لدراستها، إلا أنه شكل نقطة انطلاق مهمة في رحلة تسجيل الصوت، واستلهم توماس أديسون فكرة الفونوغراف عام 1877 من آلية عمل التلغراف، حيث حوّل نقرات التلغراف على الشريط الورقي إلى أصوات مسجلة على أسطوانة، وكما سجل التلغراف الرسائل النصية، سجل الفونوغراف الرسائل الصوتية.

كيف يعمل الفونوغراف؟

وفقًا لما ذكره موقع «CNN»، يتكون الفونوغراف من  أسطوانة معدنية ذات حزوز حلزونية تدور حول محور مركزي تغطي سطح هذه الأسطوانة طبقة رقيقة من مادة لينة، وعند تسجيل الصوت، تهتز إبرة متصلة بغشاء حساس، ما يخلق أخاديد حلزونية دقيقة على سطح الأسطوانة تحفظ فيها الموجات الصوتية.

يعتمد عمل الفونوغراف على تفاعل عدة أجزاء ميكانيكية، فوحدة التسجيل تحتوي على بوق أو ميكروفون لالتقاط الصوت، وغشاء يهتز بتأثير الموجات الصوتية، وإبرة تنحت الأخاديد على الأسطوانة، أما وحدة إعادة الإنتاج فتعمل بنفس المبدأ، ولكن بالعكس، حيث تهتز الإبرة في أثناء مرورها على الأخاديد، ويهتز الغشاء وينتج الصوت مرة أخرى. 

وفي عام 1876، حقق ألكسندر جراهام بيل تطورًا كبيرًا في مجال تسجيل الصوت باختراعه «الجرامافون»، إذ استبدل «بيل» في هذا الجهاز رقائق القصدير بالشمع الأكثر متانة وطول عمر، واستخدم قلمًا بدلًا من الإبرة لتحسين جودة التسجيل وإطالة عمر الأسطوانة، وفي ثمانينيات القرن العشرين، قل استخدام الفونوغرافات والأسطوانات، وأصبح الاعتماد على أشرطة الكاسيت والأقراص المدمجة.

وتحول هذا الاختراع مع ظهور التكنولوجيا الرقمية إلى مشغلات تسجيل وأقراص دوارة حديثة، توفر تحكما دقيقا في سرعة التشغيل، وتسمح بدمج أنظمة الصوت المتقدمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفونوغراف جهاز الفونوغراف توماس أديسون الجرامافون ذكرى تسجیل الصوت

إقرأ أيضاً:

ثورة طبية جديدة في علاج باركنسون: التحفيز الضوئي يُعيد إحياء الخلايا العصبية المدمرة

أظهرت نتائج مبدئية لتجربة سريرية في فرنسا استخدام التحفيز الضوئي الحيوي لعلاج مرض باركنسون، تباطؤًا في تدهور الأعراض لدى 3 من 7 مصابين في المراحل المبكرة، عبر تنشيط الخلايا العصبية المفرزة للدوبامين عبر أشعة ضوئية موجهة إلى عمق الدماغ باستخدام جهاز مدمج خاص. اعلان

أعلنت وحدة الأبحاث البيوميدية التابعة للوكالة الفرنسية للطاقة النووية والطاقات المتجددة (CEA) بالشراكة مع المستشفى الجامعي لمدينة غرونوبل (CHU de Grenoble)، عن بدء تجربة سريرية أولية تهدف إلى تقييم فعالية تقنية "التحفيز الضوئي الحيوي" (Photobiostimulation) في علاج مرض باركنسون.

وتم الإعلان عن هذه الخطوة عبر إذاعة فرانس إنتر، حيث أوضح الباحثون أن التجربة ما زالت في مرحلة مبكرة جدًا، لكنها تمثل خطوة علمية ذات دلالة في مجال الطب العصبي الحديث.

وتستهدف التجربة، التي ما زالت في مرحلة مبكرة جدًا، الخلايا العصبية المفرزة للدوبامين، التي تتأثر بشكل حاسم في مراحل المرض.

ويُظهر التشخيص أن نحو 50% من هذه الخلايا قد تتلف عند بدء ظهور الأعراض، فيما يفقد المرضى متوسط 10% من قدرة امتصاص الدوبامين سنويًا، وفقًا للدكتور ستيفان شابارديس، الجراح العصبي في مستشفى غرونوبل.

Related ممارسة الحركة البرازيلية تساهم في تخفيف أعراض مرض باركنسون وتوفر دعمًا فعّالًا للمرضىفي علاج غير تقليدي.. مرضى باركنسون يُواجهون آلامهم بفنّ الكابويرا البرازيليدراسة: لا فائدة تُذكر من استعمال دواء السكري الشبيه بأوزمبيك في علاج مرض باركنسون

وأوضح شابارديس أن الهدف من التجربة هو إبطاء التدهور العصبي الذي يصيب المرضى، مشيرًا إلى أن التقنية المستخدمة تعتمد على توجيه أشعة ضوئية مباشرة إلى الخلايا العصبية في عمق الدماغ، بهدف استهداف الميتوكوندريا – المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلية – لتحفيزها وتحسين وظائفها، مما يساهم في تنشيط الخلايا المتضررة.

وأضاف أن التحدي الرئيسي يتمثل في الوصول إلى هذه المناطق العميقة في الدماغ، وهو ما تم التغلب عليه بتطوير جهاز مدمج خاص، يجمع بين خبرات متقدمة في الإلكترونيات والفوتونيك وتقنيات النانو، ما يتيح تقليل حجم النظام دون التضحية بالأداء.

وقال: "الجمع بين الخبرات الطبية في الجراحة العصبية وبين الخبرات في مجالات التكنولوجيا الدقيقة والنانوية هو ما يتيح لنا تحقيق هذه الإنجازات الطبية المهمة".

وحتى الآن، تم تطبيق التقنية على سبعة مصابين في مراحل مبكرة من المرض، وتُشير النتائج الأولية إلى تباطؤ في تدهور الأعراض لدى ثلاثة منهم، خاصةً مع الاستمرار في التحفيز.

وأضاف شابارديس: "بالنسبة لهذه الحالات الثلاث الأولى، عندما يتم التحفيز بشكل مستمر، نلاحظ تباطؤًا في تدهور الأعراض. وهذا يوحي بوجود استعادة لبعض الوظائف الدماغية عبر تقنية التحفيز الضوئي الحيوي. هذه النتائج ما زالت أولية جدًا، لكن ما نراه حتى الآن يبدو واعدًا للغاية".

وأشار إلى أن إطلاق تجربة سريرية أوسع سيتم النظر فيها فقط إذا أظهرت النتائج تأثيرًا ملموسًا ومستقرًا.

وفي فرنسا، يبلغ عدد المصابين بمرض باركنسون نحو 250 ألف شخص، وتستمر الزيادة في الأعداد. حالياً، يعتمد العلاج على أدوية أو تحفيز كهربائي عبر زرع أقطاب في الدماغ، لكن هذه الخيارات تصل فقط إلى 10% إلى 20% من المرضى، ولا تعالج مسار المرض نفسه بل تُخفف الأعراض فقط.

وتُعد هذه التجربة الخطوة الأولى في مسار جديد يسعى إلى التدخل في آلية تقدم المرض، عبر تقنية غير جراحية ومحفزة للتعافي الوظيفي للخلايا العصبية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
  • ثورة في علاج «هشاشة العظام».. علاج جديد يمنح الأمل للملايين
  • الروائي أشرف العشماوي: بدأت الكتابة عندما كنت وكيل نيابة ولم أخطط لأكون روائيًا |فيديو
  • ثورة طبية جديدة في علاج باركنسون: التحفيز الضوئي يُعيد إحياء الخلايا العصبية المدمرة
  • معرض المدينة المنورة للكتاب” يقدّم ورشةً تفاعلية حول الكتابة بالذكاء الصناعي
  • اعتماد إنشاء أول مدرسة تكنولوجية متخصصة بمحافظة البحر الأحمر
  • زلزال هائل يهز المحيط الهادئ.. وأمواج تسونامي تضرب هاواي وتهدد سواحل أمريكا وآسيا
  • مؤرخ: دخول الثانوية في عام 56 كان بـ 18.5 جنيه
  • فريدة الشوباشي: رجالة الباشا قبل ثورة يوليو كانت بتضربني عشان بمشي على الرصيف
  • عاجل: غرامتها 5000 ريال.. "اليوم" ترصد فوضى الكتابة على الجدران ومطالبات بعقوبات أشد