مؤتمر نقابة الصحفيين..كرامة وهيبة المهنة!!
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
منذ أيام انتهى المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين وأصدر عدة توصيات هامة نوقشت خلال جلساته قضايا الصحافة والتحديات التى تواجهها على ضوء التطور التكنولوجى واقتصاديات السوق وتنمية قدرات الكوادر الصحفية وتعزيز صناعة الصحافة، فعلى صعيد الإصلاح الإدارى للمؤسسات الصحفية، تمت التوصية بتفعيل دور الجمعيات العمومية للمؤسسات الصحفية وتقديم كل ما يتعلق بنشاط المؤسسة إلى أعضائها وعدم الاكتفاء بالميزانيات والتقارير السنوية واستحداث إدارات للموارد البشرية لمتابعة التطور المهنى لكل صحفى وموظف مع تعزيز دور الحوكمة المالية والإدارية إلى جانب العديد من التوصيات والمقترحات التى تعزز من أهمية الصحافة المصرية كسلطة رابعة ودورها الفاعل كمهنة البحث عن المتاعب، وكشف الحقائق للرأى العام للتأثير على تصحيح مسار صانعى القرار لخدمة الوطن والمواطن.
الإعلام ككل أصبح مرآة للحريات التى يسمح بها فقط النظام السياسى، إما يعرقل أو يشجع محاولات الصحافة للاستقلال، وإن غلبت محاولات السيطرة على الإعلام الخاص وأصبح فى قبضته.. واقعًا لازم نتعرف بيه، إذا كان لدينا مساحة من الضمير الحى لمتنفس فى قلم جريء.. فى السنوات الأخيرة تحولت مهنة الصحافة إلى سوق اعلامى كبير بل «سويقة» لكل من هب ودب أصبح صحفيًا.. وأصبحت مهنة الإعلامى ومدعوها لمن لا مهنة له «سداح مداح» وما أكثرهم على السوشيال ميديا التى أصبحت تنافس المجتمع الإعلامى فى نشر أخبار كاذبة مضللة الهدف منها التسويف والسب والقذف.... فئة نصابة... فئة ضالة... لامهنة لهم...ليس لهم اى مقومات أو فكر أو ثقافة حتى أدنى وأبسط أصول المهنة يتاجرون بكلمة صحفى أو اعلامى على صفحاتهم الشخصية بالخداع والتدليس من أجل تحقيق مآرب شخصية.. واللعب على أوتار البسطاء وعشاق المهنة الأمر الذى أدى إلى فوضى عارمة من الضلال والتضليل.. بعيدا طبعاً عن رقابة الأجهزة وقوانين نقابة الصحفيين والإعلاميين التى تعاقب انتحال صفة صحفى أو إعلامى... بل نطالب الجماهير ورواد السوشيال ميديا بالتحذير من هؤلاء الذين أشاعوا الفوضى وتضليل الرأى العام بل وتدنى مستوى الذوق العام والانحدار الأخلاقى، لابد من فرض عقوبات رادعة من قبل نقابة الصحفيين تجاه هؤلاء حفاظا على هيبة وكرامة المهنة من المتطفلين والنصايين ومنتحلى صفة صحفى أو إعلامى ومزورى بطاقات مضروبة... للأسف الصحافة أصبحت مهنة من لا مهنة له... لأصحاب القهاوى... وبنات الهوى.. مصيبتنا إن دخلاء تسللوا قطاعًا مريضًا،حتى أصبحت المهنة روادها البعوض والمستنقعات ويمارسها كل من تقطعت به سبل مستقبله.. ليجدها مرتعا يحارب بها البطالة... وجمع الغنائم بالضغط والابتزاز وشراء الذمم.. غير مبالين للحفاظ على أخلاقيات المهنة وضوابطها تحت ذريعة الغاية تبرر الوسيلة كما يقال.. حتى تراجع المحتوى الصحفى والإعلامى أيضا وصل إلى حد التفاهة والإسفاف.. لابد من فرض العقوبات الرادعة والإبلاغ عن هؤلاء «الصعاليك» لتظل النخبة الإعلامية الراقية المثقفة لها رونقها وبهاؤها فى ظل الوحل والزخم للفئة الضالة التى نسبت نفسها بالتضليل والكذب صفة الصحفى أو الإعلامى...حتى أصيب المجتمع بفوبيا غريبة لافرق بين بياع البطاطا وبياع الورق، الحفاظ على قوة الكلمة ورقيها لتعبر عن نبض وضمير الأمة ومدى تأثيرها فى توجيه الرأى العام لصالح الشعب والوطن.. ودرع قوى لصحوة ضمير أمه وبالرغم كل هذه الضباب والتحديات ستظل مهنة الصحافة اسمى وأنبل بل وأرقى المهن.. وتحية لكل قلم جريء نظيف بطعم الإنسانية صاحب ضمير حى... مجهود كبير يحب أن تبذله نقابة الصحفيين من أجل الحفاظ على هيبة وكرامه مهنة البحث عن المتاعب، السلطة الرابعة التى تعتبر الملاذ الآمن للمستضعفين وقبلة حياة للبسطاء الذين فقدوا كل السبل لسماع أصواتهم ومشاكلهم لاصحاب القرار فى الحكومات من أجل الدفاع عن حقوقهم... الأمر يفوق كل المؤتمرات، تحديات تواجه مهنة الإعلام ككل فى ظل سوق فضائى فوضوى من الميديا يحصل على المعلومة كسرعة البرق، قد تكون ضالة أو ضاله، فلا رقيب أو حسيب، بحاجة إلى إعادة النظر فى قانون نقابة الصحفيين كله ليواكب عهدًا جديدًا من الرقمية والفضاء الإلكترونى الذى طغى على الصحافة الورقية التى قربت على الاحتضار.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصحافة الورقية ماجدة صالح نقابة الصحفیین
إقرأ أيضاً:
الغارديان: وائل الدحدوح يتحدث عن فقده وألمه ودور الصحافة في زمن الإبادة
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم، تقريرا حول مراسل قناة الجزيرة السابق في قطاع غزة وائل الدحدوح، وقد تولّى فريق "عربي21" ترجمته وتحريره، لما يتضمنه من شهادة مؤثرة للصحفي الفلسطيني، الذي يُجسّد بصموده الإنساني والمِهني صورة الصحفي تحت النار، حيث تحوّلت معركته من ميدان الكلمة إلى صراع شخصي مع الفقد، بعد أن فقد أسرته في غارات إسرائيلية استهدفته مباشرة، ورغم ذلك يواصل رسالته في نقل الحقيقة من غزة إلى العالم.
وفيما يلي نص التقرير:
في زمن تهاوت فيه معايير الإنسانية وتحوّل فيه الصحفيون إلى أهداف مباشرة، لم يكن وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة في غزة، بحاجة إلى "هدف" كي يواصل عمله. فهو، ومنذ بداية الحرب، لم يتوقف عن سرد الحكاية الفلسطينية، رغم أن فصول المأساة وصلت إلى عقر داره، حاصدة زوجته واثنين من أطفاله وحفيده الرضيع في غارة إسرائيلية في أكتوبر 2023، ثم لاحقًا ابنه الأكبر المصوّر حمزة في غارة استهدفت مجموعة صحفيين.
عاد الدحدوح للعمل مباشرة بعد كل مأساة، حتى حين أصيب في غارة إسرائيلية أُخرى أسفرت عن مقتل زميله سامر أبو دقة. وكأن الكاميرا كانت ملاذه الأخير في وجه الانهيار. لكن في يناير 2024، أقنعه أفراد عائلته بالخروج من غزة، لتبدأ معاناته من نوع جديد، يقول عنها: "شعرت وكأنني سُمّمت عندما خرجت من غزة... الألم في الخارج أشدّ أحيانًا، خصوصًا حين أتابع الكوارث التي تصيب زملائي، شعبي، وأقاربي".
بعيدًا عن عدسة الكاميرا وميكروفونه، يواصل الدحدوح نشاطه الإنساني عبر منصات دولية، داعيًا إلى التضامن مع الصحفيين في غزة الذين أصبحوا هدفًا عسكريًا في نظر الاحتلال، على حد وصفه، ومؤكدًا أن عائلته استُهدفت فقط لأنه يروي الحقيقة. في فعالية جوائز العفو الإعلامية مؤخرًا، تسلّم الدحدوح جائزة "المساهمة المتميزة في الصحافة الحقوقية"، لكنه لم يكن يحمل سوى نداء: "تضامنوا مع صحفيي غزة، فهناك دم كثير ينزف".
وبحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد قُتل أكثر من 225 صحفيًا وعاملًا في الإعلام في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي عام 2023، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ العمل الصحفي الحديث. الكثير من الوجوه المخضرمة أُجبرت على مغادرة القطاع، ما ترك مهمة التغطية لأصوات شابة، تنقل المأساة من داخل الخيام، تحت تهديد الطائرات، ووسط جوع وخوف لا ينقطع.
يشير الدحدوح إلى أن الجيل الجديد من الصحفيين في غزة أصبح يجمع بين أدوات الصحافة الكلاسيكية والمواطن الصحفي، حيث تعج وسائل التواصل بمقاطع وشهادات من مناطق لا يمكن الوصول إليها ميدانيًا بسبب القصف والخطر. ومع كل هذا، يؤمن بأن الصحفيين الفلسطينيين سيواصلون التغطية، ليس لأنهم يملكون خيارًا، بل لأن "الواقع يفرض عليهم أن لا يصمتوا".
ورغم الجراح، ما زال وائل الدحدوح، بقلبه المثقوب، صوتًا لا يغيب عن الذاكرة الفلسطينية؛ فهو لا يُخفي ألمه، لكنه يختار أن يوظفه ليقول للعالم: نحن ننزف، لكننا لا نكذب.
https://www.theguardian.com/global-development/2025/jun/11/media-gaza-israel-wael-al-dahdouh-palestinian-journalist-war-reporter-family-victims