لبنان لأول مرة منذ خمسين عاما بلا ظل الأسد فإلى أي طريق يمضي؟
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
من المؤكد أن السقوط المدوي والمفاجئ لنظام بشار الأسد كان بمنزلة زلزال إستراتيجي سوف تُلمس آثاره في المنطقة بأسرها، ولن يكون لبنان تحديدا بعيدا عن ذلك. فعلى مدار سنوات طويلة، كان مصير السياسيين اللبنانيين والقرارات الكبرى المتعلقة بالسياسة في بيروت تُصنع في دمشق، أو تخضع لفيتو صادر عنها في أدنى الأحوال.
يعود هذا الإرث إلى ما قبل زمان الاستعمار الفرنسي للمنطقة، ولكنه ترسَّخ بفعل التدخل السوري طويل الأمد في لبنان خلال سنوات الحرب الأهلية في السبعينيات وما بعدها، وأسهم انخراط حزب الله في الحرب السورية دعما لنظام الأسد منذ مطلع العقد الماضي في زيادة "التداخل السياسي" بين البلدين، وهو ما يجعل السياسة اللبنانية شديدة الهشاشة والتعقيد بالفعل، وأكثر حساسية للتغيرات السياسية في أروقة جارتها الأكبر، ولن تكون التطورات الحالية استثناء من ذلك.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف نفهم تغير خطاب إيران وحزب الله تجاه سوريا الجديدة؟list 2 of 2كيف سيغير سقوط الأسد شكل المنطقة؟end of list سوريا وحزب اللهفي واقع الأمر، تسبَّبت الحرب في سوريا في جلب الكثير من المتغيرات والتعقيدات إلى العلاقات السورية اللبنانية، على رأس هذه المتغيرات أن النظام السوري، وللمرة الأولى تاريخيا، لم يصبح صاحب اليد العليا في العلاقة مع لبنان، وبشكل أكثر تحديدا مع أحد الفاعلين اللبنانيين وهو حزب الله.
إعلانفي الحقيقة، لم تكن علاقة النظام السوري مع حزب الله جيدة على طول الخط، حيث سبق أن فرض قيودا على أنشطة الحزب وتسليحه، وحتى إنه قتل بعض أعضائه خلال حقبة السيطرة السورية على لبنان، لكن الانسحاب الإجباري أجبر النظام السوري على القبول بالحزب بوصفه وكيلا أساسيا للمصالح السورية في لبنان ضمن ترتيب إقليمي كانت طهران، وليست دمشق، هي صاحبة اليد العليا والكلمة الآمرة فيه.
في وقت لاحق، أسهمت الثورة السورية وما تلاها من حرب في تقويض موقع نظام الأسد في العلاقة مع حليفه اللبناني الذي ضحَّى بالمئات من مقاتليه على الأقل للحفاظ على خطوط الإمداد متصلة من طهران إلى بيروت عبر الأراضي السورية.
هذه الخطوط الحيوية، إضافة إلى العمق الإستراتيجي الذي وفَّرته الأراضي السورية لمقاتلي حزب الله ومعداته خلال فترات الضغط الإسرائيلي، ربما هي مَن أبقت نظام الأسد على أجهزة التنفس الصناعي طوال أكثر من عقد من الزمن.
قبض حزب الله ثمن حياة الأسد ونظامه هيمنة فعلية على السياسة اللبنانية، وأصبح حسن نصر الله هو صاحب الكلمة العليا في لبنان، وليس بشار الأسد.
ولم يقتصر الأمر على لبنان، حيث أصبح حزب الله ونصر الله فعليا الضلع الأبرز في محور المقاومة الذي تقوده طهران، ومُنحوا تفويضا واسعا لصناعات السياسات الإقليمية، وكان الخاسر في هذه الديناميات هو لبنان نفسه، بعدما أدى انخراط الحزب في الحرب إلى تكريس التوترات الطائفية بين السنة والشيعة، وأدَّت "حديَّتُه" السياسية في نظر البعض إلى جمود طويل في السياسة اللبنانية.
بمرور الوقت، بدأ حزب الله في دفع نصيبه من هذه "الفاتورة" السياسية الباهظة للحرب السورية، وظهر ذلك جليا مع طوفان الأقصى الذي بعثر الأوراق الإقليمية إلى غير رجعة.
انخرط حزب الله، في مواجهة أرادها محدودة ومحسوبة بدقة ضد إسرائيل دعما للمقاومة الفلسطينية في غزة، ضمن مبدأ "وحدة الساحات" الذي يتنباه ما يُعرف بـ"محور المقاومة" في المواجهة مع إسرائيل.
إعلانلكن مع استتباب الأمور للاحتلال الإسرائيلي نسبيا على جبهة غزة، فإنه شرع في توجيه ترسانته نحو حزب الله، الذي اكتشف أن 14 عاما من القتال في سوريا حوَّلته إلى هدف مكشوف لإسرائيل. وفي غضون أسابيع، أرجعت الضربات الإسرائيلية حزب الله سنوات إلى الوراء عبر قتل معظم أعضاء صفوفه القيادية، وإحداث أضرار جسيمة بهيكله التنظيمي وخطوط إمداده ومخزوناته من الأسلحة.
الأنكى من ذلك أن ثمة اعتقادا في الأوساط الإيرانية واللبنانية أن نظام بشار الأسد ربما يكون متواطئا في تلك الهجمات التي استهدفت مسؤولي الحرس الثوري الإيراني وخطوط إمداد حزب الله على الأراضي السورية، عبر تمرير معلومات متعلقة بها إلى الجانب الإسرائيلي.
ما لم يتوقع أحد حدوثه، على الأقل بهذه السرعة، أن تراجع قوة حزب الله ستكون بمنزلة نزع القابس عن الأجهزة التي تنعش قلب النظام السوري ليفارق الحياة على نحو مفاجئ خلال 12 يوما فقط.
ورغم أن هوية سوريا الجديدة وطبيعة نظامها السياسي وتوازنات القوى به لا تزال قيد التشكُّل، يبقى مرجحا أن أي نظام جديد في سوريا سوف يكون في اتجاه مُجافٍ لحزب الله أو غير ودي تجاهه في أفضل الأحوال، ليس فقط لأن النظام الجديد سوف يكون "سُنيا" على الأغلب، ولكن الأهم بسبب الإرث الثقيل الذي خلَّفه دعم الحزب اللبناني لنظام بشار الأسد.
لذلك لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن سقوط نظام الأسد يُعد هو الصدمة الخارجية الأضخم التي تتلقاها السياسة اللبنانية منذ اتفاق القاهرة والحرب الأهلية اللبنانية.
لبنان في عهد سوريا الجديدةتُظهِر تجربة الخمسين عاما الماضية أن مصير لبنان لا ينفصم عن مصير سوريا، وأن مَن يسيطر على دمشق يمكنه بسهولة فرض نفوذه على لبنان والتأثير على الحياة العامة اللبنانية، حتى لو كان نظاما هشا مثل نظام الأسد، وأنه إذا أرادت الحكومة السورية منح فصيل ما ميزة كما حدث مع حزب الله، فسوف يكون هذا الفصيل في وضع جيد للهيمنة على السياسة اللبنانية.
إعلانهذه النقطة الأخيرة تحديدا ستكون هي الخسارة القادمة لحزب الله بعد التراجع الإقليمي الذي مُني به بفعل الاستهدافات الإسرائيلية التي ختمت عقدا ونيفا من الاستغراق المكلف في سوريا.
ولن تقتصر العواقب الإستراتيجية لسقوط الأسد بالنسبة لحزب الله على انقطاع خط الإمداد بينه وبين إيران، أو حتى على فقدان العمق الإستراتيجي السوري للحزب ومقاتليه، ولكنها تصل إلى قاعدته الشعبية الشيعية التي مثَّلت سوريا مهربها الأساسي إثر الضربات الإسرائيلية التي طالت الأرض اللبنانية، وهو مهرب من المقرر أن يصبح اليوم أقل ترحابا وأكثر تقييدا.
أبعد من ذلك، سوف تطول العواقب توازنات القوى على الساحة اللبنانية، ومن المرجح أن تعيد تشكيلها وفق العديد من الطرق المتوقعة وغير المتوقعة.
بشكل متوقع، سوف يُسهم سقوط الأسد في رفع وتيرة الاستياء الشعبي تجاه حزب الله في لبنان، مع تكشف ادعاءات الحزب والنظام السوري السابق حول عدم وجود سجناء لبنانيين في المعتقلات السورية وخروج هؤلاء المساجين من زنازين النظام التي أفرغتها المعارضة. وقد تسبب ظهور هؤلاء السجناء بالفعل في إحراج العديد من السياسيين، مثل وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل والرئيس اللبناني السابق ميشال عون، الذين قبلوا "التأكيدات" السورية بعدم وجود لبنانيين محتجزين.
والأهم أن معارضي الحزب على الساحة اللبنانية، وأغلبهم من المسيحيين والسنة، سوف يرون فرصة إستراتيجية في تغيير موازين القوى في لبنان مع سقوط الظهير السوري، والتخبط الذي يعانيه الحزب بفعل الضربات الإسرائيلية.
وبعيدا عن كل ذلك، يظل التهديد النهائي الذي يمكن أن يواجه حزب الله بسبب تغيير النظام في سوريا هو حقيقة أن أي نظام سوري مستقر سوف يكون قادرا، من الناحية النظرية، على استهداف مقاتلي حزب الله وأصوله في لبنان، سواء بشكل منفرد أو من خلال التحالف مع خصومه في لبنان وفي مقدمتهم القوات الأمنية النظامية. ورغم أن محنة سوريا السياسية الخاصة وأزماتها الاقتصادية والمؤسسية سوف تعوقها عن فعل ذلك في المستقبل القريب، فلن يواجه أي نظام سوري مستقر مشكلة في إيجاد طُرق لتحقيق أهدافه على الساحة اللبنانية.
إعلانعلى قائمة الخاسرين في فاتورة رحيل الأسد على الساحة اللبنانية يبرز إذن حزب الله خاسرا أكبر، إذ أصبح نفوذه السياسي الخارجي والداخلي وحتى سلاحه على المحك بصورة غير مسبوقة. لكن الحزب ليس هو الخاسر الأوحد، حيث يوجد بجانبه جميع حلفاء الأسد اللبنانيين، وفي مقدمتهم الأحزاب القومية من حزب البعث اللبناني، إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الاتحاد القومي، وصولا إلى الحلفاء السنة مثل آل كرامي في طرابلس وغيرهم.
على هذه القائمة أيضا لا يمكن إغفال الشخصيات والأحزاب الدرزية التي استثمر فيها الأسد الأب والابن في مواجهة زعامة عائلة جنبلاط التي لديها ثأر شخصي مع نظام الأسد الذي تتهمه بالمسؤولية عن مقتل الزعيم الدرزي كمال جنبلاط عام 1977، كعائلة أرسلان التي يتزعمها الوزير السابق طلال أرسلان، والوزير السابق وئام وهاب، وغيرهم.
وعلى قائمة الخاسرين تبرز أيضا بعض الشخصيات المسيحية المرتبطة مؤخرا بحزب الله والنظام السوري، وفي مقدمتهم سليمان فرنجية الذي تراجعت حظوظه لنيل الرئاسة في لبنان مع اغتيال نصر الله وسقوط الأسد، وخاصة بعد تراجع شعبيته وفقا لنتائج الانتخابات الماضية.
الرابحون من رحيل الأسدفي مواجهة هؤلاء الخاسرين، تبرز قائمة من الرابحين المفترضين على الساحة اللبنانية في مقدمتهم السنة عموما، وبالأخص تيار المستقبل بقيادة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الخصم الأبرز للنظام السوري السابق على الساحة اللبنانية.
فرغم الضغوط التي دفعت الحريري الابن للتصالح مع الأسد مطلع عام 2010 بعد المصالحة السورية السعودية، فإن الانقلاب على حكومة الحريري مطلع 2011 ومن ثم اندلاع الثورة السورية دفعا الحريري إلى إعلان الانحياز إلى الحراك السوري وتبني مطالبه، وهو موقف يعبر عن المزاج العام للشارع السني في لبنان.
إعلانبيد أن اعتبار أن تغيير الحكومة في دمشق سوف يصب بالضرورة في مصلحة السنة في لبنان هو اعتقاد يتجاهل تعقيدات السياسة اللبنانية، القائمة على توازن طائفي معقد. ومن المؤكد أن رحيل الأسد سوف يبعث بعض الحيوية في الجسد السياسي للطائفة السنية في لبنان، لكنه سوف ينعش العديد من الفاعلين الآخرين أيضا، ومنهم للمفارقة حركة "أمل" المنتظر أن تتولى زمام القيادة للمكون الشيعي بديلا لحزب الله.
فمنذ لحظة اندلاع الثورة السورية مطلع عام 2011، رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري وزعيم حركة أمل الانخراط في الحرب السورية دفاعا عن الأسد ونظامه، الأمر الذي سبَّب أزمة كبرى بين بري وبشار الأسد انعكست على محاولات حلفاء الأسد محاصرة بري وشن حملات تحريضية عليه.
بجانب ذلك، يبرز ضمن قائمة الرابحين اسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي انحاز إلى الثورة في سوريا منذ اليوم الأول، وخاصة أن جنبلاط لديه علاقة جيدة مع هيئة تحرير الشام التي تتولى مسؤولية الإدارة المؤقتة في سوريا، وسبق أن دعم انتفاضة الدروز في السويداء ضد نظام الأسد عام 2023. وقد التقى جنبلاط بالفعل بأحمد الشرع، القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا مصحوبا بوفد لبناني درزي رفيع المستوى، ليصبح بذلك أول مسؤول لبناني يلتقي الإدارة السورية الجديدة.
وأخيرا، من المرجح أن تنظر بعض القوى المسيحية الرئيسية، وفي مقدمتها حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، وحزب الكتائب بقيادة سامي الجميل، بالارتياح لرحيل الأسد، في ضوء الخصومة القائمة بين الطرفين منذ مواجهتهما المسلحة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وهو ما سيمنحهم فرصة لكسب نقاط سياسية إضافية وتحجيم حلفاء النظام السابق من المسيحيين.
ولكن بغض النظر عن تلك القائمة، الافتراضية والنظرية، للرابحين والخاسرين، من المرجح أن تلعب الملفات الرئيسية العالقة بين البلدين دورا رئيسا في تحديد طبيعة العلاقة الجديدة، وأهمها مسألة ضبط الحدود البرية ومنع التهريب وإغلاق المعابر غير الشرعية، وترسيم الحدود البحرية، إضافة إلى ملف اللاجئين السوريين، وكذلك ملف المعتقلين والمختفين قسريا في سوريا الذي يُشكِّل الملف الإنساني الأبرز والأطول في تاريخ العلاقة بين الجانبين.
إعلانيطوي السوريون واللبنانيون معا صفحة الأسد إلى غير رجعة، وفي غضون ذلك يستكشف البلدان ما الذي يعنيه ذلك للعلاقة بينهما. من المؤكد أن سوريا سوف تنشغل طويلا بشؤونها الداخلية، لكن ما يجري فيها سوف ينعكس بأسرع ما يكون على لبنان. وسوف يكون الاختبار الأول للتحولات القائمة حين يجتمع اللبنانيون مجددا الشهر المقبل لانتخاب رئيس جديد للبلاد في غياب نظام الأسد للمرة الأولى منذ أكثر من 5 عقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أبعاد على الساحة اللبنانیة السیاسة اللبنانیة النظام السوری حزب الله فی فی مقدمتهم بشار الأسد سقوط الأسد نظام الأسد على لبنان لحزب الله فی لبنان سوف یکون فی سوریا الذی ی
إقرأ أيضاً:
هاني: نراهن على الشراكة مع مصر لدعم الزراعة اللبنانية وتعزيز التصدير
في خطوة جديدة نحو توسيع آفاق التعاون العربي الزراعي، استقبل وزير الزراعة في لبنان الدكتور نزار هاني وفدًا رفيع المستوى من الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال (ELBA)، برئاسة السيد فتح الله فوزي محمد، وعضوية شخصيات اقتصادية وزراعية بارزة من مصر ولبنان.
خُصّص الاجتماع لبحث فرص التكامل بين البلدين في القطاع الزراعي، وتعزيز الشراكات التجارية والاستثمارية، لا سيما في مجالات تصدير المحاصيل، تبادل الخبرات، ومواكبة التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.
هاني: الشراكة الزراعية مع مصر ركيزة أساسية لاستراتيجية النهوض وفي كلمته، أكد الوزير هاني أن "الزراعة اللبنانية بحاجة اليوم إلى تحالفات عربية حقيقية تنطلق من منطق الشراكة لا المساعدة، وتُبنى على التكامل في الموارد والأسواق والخبرات"، مشيراً إلى أن التعاون مع مصر يمثل نموذجًا يحتذى في هذا المجال.
وأوضح هاني أن الشراكة مع القطاع الخاص، لا سيما عبر هيئات كالجمعية المصرية اللبنانية، تشكّل رافعة حقيقية لدعم سلسلة القيمة الزراعية من الزراعة إلى التصدير، قائلاً:
"نعوّل على رجال الأعمال العرب في تحريك عجلة الإنتاج الزراعي، من خلال دعم أسواق التصريف، تطوير التوضيب والتغليف، ورفع جودة المنتجات لتطابق المعايير العالمية".
لقاء مثمر مع نظيره المصري في إيطاليا: اتفاق على تبادل الخبرات ودعم المحاصيل الاستراتيجية
وفي سياق حديثه، أعلن الوزير هاني عن لقاء مهم جمعه مؤخرًا بنظيره المصري، على هامش مؤتمر زراعي دولي عُقد في إيطاليا، حيث جرى الاتفاق على تفعيل مسار التعاون الزراعي الثنائي.
وقال:
"كان اللقاء محطة مهمة لتبادل الخبرات، حيث أبدت مصر استعدادها الكامل لمنح لبنان امتياز الاستفادة من التجربة المصرية في تطوير إنتاجية ونوعية محاصيل أساسية مثل البطاطا، الشمندر السكري، القمح، والخضار، وهي محاصيل محورية في الاستراتيجية الزراعية اللبنانية".
كما شدد على أن "العلاقات الزراعية بين البلدين تسير بخطى ثابتة، خصوصًا في إطار تنظيم دخول البطاطا المصرية إلى السوق اللبنانية ضمن الرزنامة الزراعية المتفق عليها منذ سنوات، بما يراعي مصالح المزارعين في كلا البلدين".
التصدير عبر البر: مساعٍ لبنانية لإحياء الممرات التقليدية وتناول الوزير هاني التحديات التي تواجه الصادرات الزراعية اللبنانية، نتيجة استمرار إغلاق الطرق البرية عبر سوريا، ما أدّى إلى ارتفاع كلفة الشحن البحري إلى نحو 3000 دولار للحاوية، وتراجع تنافسية المنتج اللبناني.
في هذا الإطار، أشار إلى لقائه الأخير مع وزير الزراعة السوري الدكتور أمجد بدر، حيث تم التباحث في تسهيل مرور المنتجات الزراعية اللبنانية عبر الأراضي السورية، ومعالجة مسألة الرسوم المرتفعة.
وكشف عن اتفاق رباعي قيد التبلور بين لبنان وسوريا والأردن والعراق، من شأنه إعادة تفعيل خطوط الشحن البري وتوسيع التبادل الزراعي العربي.
خطة إصلاحية: من تحديث الحجر الزراعي إلى إلغاء الإجازات
وأكد الوزير أن الوزارة تعمل على تحديث مراكز الحجر الصحي النباتي والحيواني على المعابر الحدودية، لتسهيل حركة السلع وتحقيق المعايير الدولية، خاصة مع ازدياد الطلب الخارجي على المنتجات اللبنانية، لا سيما العسل وزيت الزيتون.
كما أعلن عن ورشة إصلاح تنظيمي لإلغاء نظام الإجازات الزراعية، واستبداله برزنامة زراعية علمية واضحة تضمن التوازن بين الإنتاج والطلب، وتمنع تكدّس المحاصيل والخسائر.
وتطرق إلى أزمة تصريف البطاطا في عكار، حيث يواجه المزارعون صعوبة في بيع محصولهم بأسعار مجزية، ما يهدد قدرتهم على زراعة الموسم المقبل، داعيًا إلى تكاتف الجهود بين الدولة والقطاع الخاص لإنقاذ الموسم.
وفد الجمعية المصرية اللبنانية: دعم كامل للبنان وزراعته بعد كلمة الوزير، تحدّث رئيس الجمعية السيد فتح الله فوزي محمد، مشيدًا بجهود وزارة الزراعة، وقال:
"العلاقات بين مصر ولبنان أكبر من ظرف أو زمن. هي علاقة مصير مشترك، والجمعية تمثل منذ أكثر من ثلاثين عاماً جسرًا اقتصاديًا وثقافيًا متينًا بين البلدين".
وأكد أن الزيارة تأتي في إطار "دعم لبنان الشقيق، وتوسيع مجالات التعاون الاستثماري، ولا سيما في القطاع الزراعي، بما يفتح آفاقًا جديدة للشركات المصرية واللبنانية على حدّ سواء".
من جهته، قال نائب رئيس الجمعية السيد فؤاد حدرج:
"نحن لبنانيون في الخارج لا نطلب إلا أن نرى وطننا في موقعه الطبيعي: حر، مزدهر، بعيدًا عن الطائفية والانقسامات. ووجدنا في مصر وطنًا ثانيًا كريمًا نعتز بالانتماء إليه".
وأضاف: "نضع كل إمكاناتنا وخبراتنا في خدمة لبنان".
كما تحدث الدكتور سمير النجار، المعروف بـ"المزارع الأول في مصر"، مشيدًا بدور الوزير هاني في حماية الإنتاج والمزارعين اللبنانيين، مؤكداً على "الاستعداد لتقديم دعم فني وتسويقي ونقل خبرات إنتاج عالية الجودة".
خارطة طريق مشتركة: عقود ثلاثية وشحن بحري وخارطة غذائية واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في تطوير عقود المزارعة الثلاثية (مزارع – مصنع – مصدر)، وتحسين شروط الشحن البحري إلى الخليج وأوروبا، إضافة إلى إعداد خارطة صحية وغذائية شاملة للمنتجات اللبنانية، تعزز ثقة المستهلك الأجنبي وتعزز صادرات لبنان.
الوزير هاني: مستمرون في بناء شراكات استراتيجية عربية وختم الوزير اللقاء بتأكيده على أن "هذه الاجتماعات ليست مجرد مجاملات، بل خطوات عملية نحو بناء شراكات استراتيجية عربية مستدامة"، وقال:
"نحن بحاجة إلى دمج المعرفة والموارد بين الدول العربية، ومصر شريكنا الطبيعي والتاريخي في هذا المسار. سنستمر في تطوير الزراعة اللبنانية بالتعاون مع أشقائنا العرب، من أجل رفع الإنتاجية، خفض الكلفة، وتحقيق الأمن الغذائي المشترك". مواضيع ذات صلة الوزير هاني يطلق العدّ العكسي لمؤتمر "الزراعة نبض الأرض": خارطة طريق للإنقاذ الزراعي Lebanon 24 الوزير هاني يطلق العدّ العكسي لمؤتمر "الزراعة نبض الأرض": خارطة طريق للإنقاذ الزراعي 31/05/2025 16:13:35 31/05/2025 16:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الدفاع الأميركي يؤكد على الشراكة القوية مع مصر Lebanon 24 وزير الدفاع الأميركي يؤكد على الشراكة القوية مع مصر
31/05/2025 16:13:35 31/05/2025 16:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بريطانيا: سنبرم اتفاقا لتعزيز الشراكة والتجارة مع الاتحاد الأوروبي Lebanon 24 بريطانيا: سنبرم اتفاقا لتعزيز الشراكة والتجارة مع الاتحاد الأوروبي
31/05/2025 16:13:35 31/05/2025 16:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الزراعة نزار هاني: نُطلق الحملة الوطنية تحت عنوان "الزراعة نبض الأرض" ونجدّد العهد أن نُعيد للزراعة دورها الوطني كركيزة للاقتصاد وركن أساسي في مشروع الدولة Lebanon 24 وزير الزراعة نزار هاني: نُطلق الحملة الوطنية تحت عنوان "الزراعة نبض الأرض" ونجدّد العهد أن نُعيد للزراعة دورها الوطني كركيزة للاقتصاد وركن أساسي في مشروع الدولة
31/05/2025 16:13:35 31/05/2025 16:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان إقتصاد قد يعجبك أيضاً
هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟
Lebanon 24 هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟
09:01 | 2025-05-31 31/05/2025 09:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لقاء بين الزائر الرسولي على الموارنة في أوروبا ورئيس اساقفة المانيا
Lebanon 24 لقاء بين الزائر الرسولي على الموارنة في أوروبا ورئيس اساقفة المانيا
08:43 | 2025-05-31 31/05/2025 08:43:11 Lebanon 24 Lebanon 24 لقاء تعارف وتعاون بين بلديتيّ برسا وراسمسقا لمناقشة القضايا المشتركة
Lebanon 24 لقاء تعارف وتعاون بين بلديتيّ برسا وراسمسقا لمناقشة القضايا المشتركة
08:41 | 2025-05-31 31/05/2025 08:41:12 Lebanon 24 Lebanon 24 جعجع في تكريم نبيل خليفة: حمل سلاحاً أقوى من البندقية وهو سلاح الفكر
Lebanon 24 جعجع في تكريم نبيل خليفة: حمل سلاحاً أقوى من البندقية وهو سلاح الفكر
08:31 | 2025-05-31 31/05/2025 08:31:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد المحروقات... هل ستشهد ربطة الخبز زيادة في السعر؟
Lebanon 24 بعد المحروقات... هل ستشهد ربطة الخبز زيادة في السعر؟
08:19 | 2025-05-31 31/05/2025 08:19:20 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
بالصور... نادين الراسي: "هيدي آخر أعياد مع ولادي كارل ومارسيل"
Lebanon 24 بالصور... نادين الراسي: "هيدي آخر أعياد مع ولادي كارل ومارسيل"
10:15 | 2025-05-30 30/05/2025 10:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "نورتي لبنان".. ممثلة شهيرة بإطلالة صيفية مميزة على الشاطئ (صور)
Lebanon 24 "نورتي لبنان".. ممثلة شهيرة بإطلالة صيفية مميزة على الشاطئ (صور)
11:35 | 2025-05-30 30/05/2025 11:35:16 Lebanon 24 Lebanon 24 بفستان مكشوف.. جويل مردينيان تثير تفاعلًا واسعًا بإطلالة جريئة على إنستغرام
Lebanon 24 بفستان مكشوف.. جويل مردينيان تثير تفاعلًا واسعًا بإطلالة جريئة على إنستغرام
09:17 | 2025-05-30 30/05/2025 09:17:12 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر عن "زيادة الرواتب".. 16 مليون دولار بـ"يوم واحد"!
Lebanon 24 آخر خبر عن "زيادة الرواتب".. 16 مليون دولار بـ"يوم واحد"!
16:38 | 2025-05-30 30/05/2025 04:38:08 Lebanon 24 Lebanon 24 تعرّضت لحادثة في بيروت ودخلت السجن.. وفاة فنانة عن 49 عاما بعد إصابتها بمرض خبيث (صور)
Lebanon 24 تعرّضت لحادثة في بيروت ودخلت السجن.. وفاة فنانة عن 49 عاما بعد إصابتها بمرض خبيث (صور)
23:15 | 2025-05-30 30/05/2025 11:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
09:01 | 2025-05-31 هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟ 08:43 | 2025-05-31 لقاء بين الزائر الرسولي على الموارنة في أوروبا ورئيس اساقفة المانيا 08:41 | 2025-05-31 لقاء تعارف وتعاون بين بلديتيّ برسا وراسمسقا لمناقشة القضايا المشتركة 08:31 | 2025-05-31 جعجع في تكريم نبيل خليفة: حمل سلاحاً أقوى من البندقية وهو سلاح الفكر 08:19 | 2025-05-31 بعد المحروقات... هل ستشهد ربطة الخبز زيادة في السعر؟ 08:10 | 2025-05-31 دبور عرض مع دمشقية أوضاع اللاجئين فيديو رقصت بإثارة ودلع.. للمرة الأولى روبي تُحيي حفلا في الأردن (فيديو)
Lebanon 24 رقصت بإثارة ودلع.. للمرة الأولى روبي تُحيي حفلا في الأردن (فيديو)
01:50 | 2025-05-31 31/05/2025 16:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 حادث غريب.. هذا ما حصل مع رجلين داخل شاحنة قمامة (فيديو)
Lebanon 24 حادث غريب.. هذا ما حصل مع رجلين داخل شاحنة قمامة (فيديو)
01:45 | 2025-05-30 31/05/2025 16:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 خلعت زوجها الأول.. هل تتزوج النجمة الشهيرة مجدّداً؟ (فيديو)
Lebanon 24 خلعت زوجها الأول.. هل تتزوج النجمة الشهيرة مجدّداً؟ (فيديو)
03:41 | 2025-05-28 31/05/2025 16:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24