عقب هجوم جوي وبحري على القبائل.. حضرموت تستعد لمواجهات عسكرية حاسمة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
الجديد برس|
تشهد محافظة حضرموت، الغنية بالنفط شرق اليمن، حالة من التوتر الشديد، الاثنين، في ظل استعداد الأطراف المتصارعة لجولة جديدة من المواجهة، عقب هجوم جوي وبحري استهدف مواقع تابعة للقبائل غرب مدينة المكلا، وسط اتهامات لمحافظ المحافظة مبخوت بن ماضي بالسعي لتفجير الأوضاع.
وأكدت الفصائل الأمنية في المكلا رفع جاهزيتها القتالية، حيث صرّح مدير أمن ساحل حضرموت، مطيع المنهالي، بأن قواته مستعدة لمواجهة أي طارئ، مشيراً إلى تعزيزها بأحدث المعدات والتجهيزات.
من جانبه، أصدر حلف قبائل حضرموت، بقيادة عمرو بن حبريش، بياناً استنكر فيه الهجوم الذي استهدف نقاط تمركز قواته عند المدخل الغربي للمكلا، بما في ذلك قصف نقاط “الشرف” و”ساحل أمبح”، إضافة إلى محاصرة نقاط أخرى في “رجيمة”. وأكد الحلف أن أي تصعيد عسكري ستكون له عواقب وخيمة.
وكان حلف القبائل قد صعّد عسكرياً في المكلا مؤخراً، بما في ذلك منع مرور قاطرات الوقود القادمة من وادي وصحراء حضرموت، ما أدى إلى أزمة كهرباء حادة في مدينة عدن، المعقل الرئيسي للمجلس الانتقالي الجنوبي. كما شكّل الحلف لجنة خاصة لتحديد احتياجات المكلا من وقود الطاقة، في خطوة أثارت غضب المحافظ بن ماضي.
مصادر محلية ذكرت أن بن ماضي، الذي زار الإمارات مؤخراً، توصل إلى اتفاق مع أبوظبي لتصعيد عسكري في حضرموت، وفقاً للصحفي الحضرمي صبري بن مخاشن.
وتعد حضرموت من أبرز ملفات الصراع بين المجلس الانتقالي الجنوبي، وحلف قبائل حضرموت، حزب الإصلاح، إلى جانب صراع سعودي-إماراتي على النفوذ في المحافظة. ومع تزايد التوترات، يُخشى أن يؤدي اندلاع معارك جديدة إلى تفاقم الصراع على موارد حضرموت النفطية الحيوية.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
قبائل اليمن تحيي أعيادها بالكرم بقوافل عيدية للجبهات
يمانيون|تقريرخاص|عبدالحكيم عامر
على امتداد القبائل اليمنية، يحتفل اليمنيون بعيد الأضحى بطريقتهم الخاصة، متمسكين بإرث قبلي عريق وروح إيمانية جهادية تُميزهم عن سائر الشعوب، العيد في اليمن كمناسبة دينية مهمة، ويتحوّل إلى موسم وطني وديني تتجلى فيه أسمى صور التلاحم والكرم والإيمان، وتبرز فيه قبائل اليمن كمكوّن أصيل يُعبّر الإيمان والجهاد والموقف، فالعيد بات بالنسبة للقبائل اليمنية، هو عيد الصدق مع الله، وعيد الجود والبذل، وعيد الوفاء للمجاهدين في جبهات العز والكرامة.
فمن أبرز ملامح العيد في اليمن، أن القبائل تجعل من أعيادها ليس عادةَ البقاء مع الأهل، بل تتحرك في مشارَكة المجاهدين في الجبهات حاملة عنوانها “أعيادنا جبهاتنا”، وما تُعرف بـ القوافل العيديه وهي قوافل مجتمعية تنطلق من من كل القبائل اليمنية نحو خطوط الجبهات، محملة بقوافل عيدية من المؤن والمساعدات، تُعبر عن الإيمان الراسخ بأن المجاهدين هم رأس مال الأمة، وأن الأعياد لا تكتمل إلا بتكريمهم ومشاركتهم فرحة الصمود والعزة.
ما يميز اليمن عن غيره من الشعوب، أن القبائل اليمنية كانت دائماً في قلب الميدان، صانعةً للنصر، ورافداً للجبهات، ومع انطلاق العدوان على اليمن، تجلت هذه العلاقة بأبهى صورها، لتصبح القبائل رأس الحربة في معركة الصمود، عبر تقديم القوافل والرجال والدماء.
ورغم الحصار، والحرب الإعلامية، وحملات التضليل، تثبت القبائل اليمنية وأن وعيهم الجمعي لن يُختَرَقه العدو، بل يزداد إيماناً ورسوخًا.
وإن الاحتفاء بالمجاهدين في العيد هو دليل على أن معادلة الداخل ثابتة، وأن كل بيت يمني بات يتحرك ضمن مسؤوليته في دعم وإسناد للجبهات.
لم تكن القوافل العيدية مجرد مظاهر للكرم فقط، بل رسائل استراتيجية موجّهة للداخل والخارج، تؤكد أن الشعب اليمني بكل مكوناته وقبائله أدرك أهمية التحرك لرفد الجبهات بقوافل العطاء، بما يعزز من الصمود في مواجهة العدوان ويفشل مخططاته، ويجدد العهد بالسير على درب الشهداء حتى تحقيق النصر الكامل.
وللعدو الذي راهن طويلاً على انكسار اليمن وقبائله واستسلامهم، القوافل تمثل صفعة مدوية تحمل رسالة صمود وثبات، أن هذا الشعب لا يُكسر، لا يساوم، ولا يخضع، وأنه قد اختار طريق العزة والكرامة، ووقف شامخاً في خندق مقارعة الطغاة والمستكبرين.
وما كان لهذا الزخم الشعبي والقبلي أن يمر دون أثر، إذ انعكس إيجاباً على مجريات المعارك الميدانية، فكانت كفة المجاهدين في الجيش واللجان الشعبية هي المنتصرة، رغم كل ما حشده العدو من ترسانة عسكرية وعدوان اقتصادي خانق، ليفاجأ أن اليمنيين، وسط الحصار والجوع، يمارسون أعظم صور البذل والوفاء، ويؤدون واجبهم الديني والوطني بإيمان وثبات، في مشهد أذهل العدو وحلفاءه.
وفي الأخير، في عيد الأضحى، وبينما تنشغل الشعوب بالاحتفالات، تنشغل قبائل اليمن بتجهيز قوافلها نحو الجبهات، يجعلوه عيد الصدق، وعيد الوفاء، وعيد الجهاد، وما هذه القوافل إلا ترجمة حية لروح الإيمان والكرامة التي تسكن وجدان كل يمني، وتعبير صريح عن رفض الوصاية والخنوع، وإصرار على المضي في درب الشهداء والانتصار.
هذة قبائل اليمن، في عيدها، تُعانق الجبهات، وتمد المجاهدين، وتُوجّه للعدو أقوى الرسائل: “لن تُركعنا بالحرب، ولن تُسكتنا بالحصار، فهذه أرضنا، وهؤلاء أبناؤنا، ودمنا ومالنا في سبيل الله حتى النصر أو الشهادة.”