واقع مُعاش أم سلاح حرب.. المجاعة في السودان بين تأكيد المنظمات ونفي السلطات
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
"أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم أطفال، يحتاجون للمساعدة في السودان، بعد عشرين شهرا من الحرب" بهذه المُعطيات المُستجدّة، دقّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ناقوس الخطر، بخصوص الوضع في السودان.
وعبر بيان صحفي، الاثنين، دعت المنظمة الأممية، إلى: "تعبئة دولية -غير مسبوقة- في مواجهة أزمة إنسانية" وصفتها بـ"المروّعة".
وفي الوقت الذي تواصل فيه المنظمات الإغاثية الدولية، دق ناقوس الخطر، بخصوص المجاعة، ويتم توجيه أصابع الاتّهام لكل من الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام "أساليب التجويع كسلاح حرب". تنفي الحكومة السودانية المرتبطة بالجيش "وجود المجاعة". ما الذي يحصل؟
كيف يعيش السودانيون؟
كثيرة هي العبارات التي بات يلخّص بها السودانيون، أوجاعهم، ويطالبون العالم بتذكّرهم، وذلك عبر جُملة منشورات وتغريدات، كلما خفت على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا وعادت بشكل متسارع.
يقول عدد من السودانيين، خلال منشورات متفرّقة، رصدتها "عربي21"، إننا: "نعايش، قسرا، أوضاعا إنسانية مُزرية، نموت في صمت، والعالم لا يتذكّرنا أساسا"، مردفين: "السودانيات أصبحن ضحايا للاغتصاب والانتهاكات، وحياة الأطفال في خطر".
هنالك إبادة صامتة في السودان????????
هنالك إبادة صامتة في السودان????????
هنالك إبادة صامتة في السودان????????
هنالك إبادة صامتة في السودان????????
هنالك إبادة صامتة في السودان????????
أرجوك لا تسكت، تحدث نيابةً عن #السودان، يمكن أن تنفذ أرواحًا بإيصال صوتك.????????????#لا_للحرب #لازم_تقيف pic.twitter.com/mXXSsqSptV — Idriss C. Ayat ???????? (@AyatIdrissa) December 8, 2023 لا تنسوا اخواننا المستضعفين في السودان ???????? جرائم شنيعة جدا تحدث هناك ولكن لا يوجد توثيق
الله ينصرهم ويفرج عنهم pic.twitter.com/WOmDzVpDFY — TRAVIS | تراڤس (@iirode0) June 4, 2024
وأسفرت الحرب المُستمرّة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل الآلاف، في خضمّ تقديرات تتراوح بين 20 ألفا و150 ألف شخص، ناهيك عن كونها خلّفت ما يقدّر بنحو 11 مليون نازح؛ وذلك في قلب واقع صعب، ومُتفاقم، ومجاعة تهدّد كامل السودان، بمن فيه.
إلى ذلك، وثّقت عدّة منشورات، رصدتها "عربي21"، الواقع السوداني بكل ما فيه، من البنية التّحية التي سوّيت بالأرض، إلى الأعداد المتزايدة من السكان والنازحين، لمشاكل الصرف الصحي وما يخلّفه من أمراض، خاصة عقب انهيار القطاع الصحي؛ بالإضافة إلى الصدمة النفسية التي بات يعاني منها كل سوداني.
وفي السياق نفسه، أوضحت المصادر نفسها، أن الوضع المُعاش في قلب السودان، يبرز أيضا أن القطاع الصحي بات شبه مُنهار؛ وبحسب السلطات الصحية في السودان، فإن 54 طبيبا قد قُتل في ولاية الخرطوم منذ بدء الحرب، كما أن حوالي 70 إلى 80 في المئة من مرافق الرعاية الصحية في السودان لم تعد تعمل بكامل طاقتها.
السودان ????????: نازحون يروون شهادات مروعة عن انتهاكات تعرضوا لها من قبل الدعم السريع بمنطقة شمبات بالخرطوم بحري . pic.twitter.com/LuFnGXFnTl — شجاع العتيبي (@SHGaaaa2014) January 4, 2025
بين تحذيرات الأمم المتحدة ونفي السودان
بحسب الأمم المتحدة، فإن: "الأزمة الناتجة عن الحرب في السودان، هي إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث". فيما تشير عدّة تقارير أممية، إلى: تدهور الوضع الإنساني في السودان، وتحذّر من أن المجاعة تهدد السكان في هذا البلد.
وفي جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي، بخصوص الوضع في السودان، قالت مديرة قسم العمليات والدعوة بالمكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية، إيديم وسورنو، إن "السودان هو المكان الوحيد في العالم الذي تم تأكيد المجاعة فيه".
كذلك، أوضح تقرير عن الأمن الغذائي، أن: "نصف سكان السودان أو ما يقارب من 25 مليون شخص يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، منهم 15.9 مليون شخص عند مستوى الأزمة، و8.1 ملايين عند مستوى الطوارئ، وأكثر من 637 ألف شخص عند المستوى الأعلى ويعتبر كارثيا".
في المقابل، أعلن مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث، عن رفض بلاده لهذا التقرير.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، قد أبرز خلال المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، نهاية العام الماضي، أن: "الحرب مع قوات الدعم السريع تُشرف على النهاية"، وأنه: "لا مجال للتفاوض والهدنة مع أعداء الشعب".
#البرهان: سمعنا بأن المؤتمر الوطني المحلول بصدد عمل مؤتمر شورى، هذا الأمر مرفوض ولن نقبل بأي عمل سياسي يهدد #السودان أو وحدة المقاتلين.
المقاتلون في الميدان لا يتبعون لأي جهة سياسية،هم سودانيون همهم الوطن.
لدينا هدف نريد التوحد من أجله لهزيمة هؤلاء المتمردين. pic.twitter.com/eD4eWEJzQJ — Sudan News (@Sudan_tweet) November 19, 2024
تصريح البرهان، كان قد أتى عقب استخدام روسيا لحق النقض، بغية إسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يدعو لـ"وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزّق البلد منذ أبريل/ نيسان 2023".
وعقب التصويت على مشروع القرار الذي أيّده 14 عضوا في المجلس، ولم يعارضه سوى المندوب الروسي، رحّبت وزارة الخارجية السودانية، بـ"الفيتو الروسي" بالقول: "حكومة السودان ترحّب باستخدام روسيا الاتحادية حق النقض".
عقب ذلك، أشادت الخارجية السودانية، عبر بيان لها، بما وصفته بـ"الموقف الروسي الذي جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية".
واليوم الثلاثاء، اتّهمت الولايات المتحدة، روسيا، في الأمم المتحدة، بتمويل الطرفين المتحاربين في السودان، في خطوة وصفتها بـ"الواضحة، بعد تأكيد واشنطن السابق أن موسكو تستغل طرفَي الصراع لتعزيز أهدافها السياسية"، بحسب وكالة "رويترز".
ما هي آخر التطورات السياسية؟
أصدرت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، عقوبات جديدة مرتبطة بالسودان، استهدفت فيها قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وفي أول تعليق رسمي على العقوبات الجديدة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن: واشنطن فرضتها على قائد قوات الدعم السريع "لدوره في الفظائع الممنهجة المرتكبة ضد الشعب السوداني".
وأضاف أن "عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا وإبادة جماعية في السودان". مردفا أن: "الولايات المتحدة، ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في السودان".
ساقوه إلى التجنيد تحت التهديد باغتصاب والدته وشقيقاته.. مواطنة سودانية تتحدث عن انتهاكات ميليشيا الدعم السريع بحقهم #السودان pic.twitter.com/2d9o10AxUZ — نون بوست (@NoonPost) January 6, 2025
إلى ذلك، أشار إلى أنّ: "العقوبات الحالية هي جزء من جهود واشنطن لتعزيز المساءلة لكل الأطراف المتحاربة التي تغذي أفعالها الصراع".
ويشهد السودان منذ نيسان/ أبريل من عام 2023، حربا عنيفة بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، الموالية لمحمد حمدان دقلو الشهير باسم حميدتي. وخلّف هذا النزاع المُتفاقم حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية السودان الأمم المتحدة الجيش السوداني الأمم المتحدة السودان الامن الغذائي الجيش السوداني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الأمم المتحدة ملیون شخص pic twitter com
إقرأ أيضاً:
تأجيل اجتماع رباعية السودان بعد خلاف بين مصر والإمارات: مصادر دبلوماسية
من أحاجي الحرب ( ٢١٢٧٦ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
تأجيل اجتماع رباعية السودان بعد خلاف بين مصر والإمارات: مصادر دبلوماسية
هذه ترجمة كاملة للمقال الصادر عن وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) حول تطورات الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب السودان: تأجيل اجتماع رباعية السودان بعد خلاف بين مصر والإمارات: مصادر دبلوماسية.
يتناول التقرير تأجيل الاجتماع الوزاري بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر بسبب خلافات حادة حول البيان الختامي، ودور الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في العملية الانتقالية المستقبلية. كما يسلط الضوء على الانقسام بين القاهرة وأبوظبي رغم كونهما حليفين إقليميين مقربين، إضافة إلى الاتهامات الواسعة للإمارات بتسليح مليشيا الدعم السريع في انتهاك لحظر السلاح المفروض على دارفور.
https://www.barrons.com/…/sudan-quartet-meeting…
تأجيل اجتماع رباعية السودان بعد خلاف بين مصر والإمارات: مصادر دبلوماسية
أفاد مصدران دبلوماسيان لوكالة فرانس برس بأن اجتماعًا وزاريًا حول حرب السودان بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر قد تأجل يوم الثلاثاء بعد خلاف حول البيان الختامي المشترك.
واختلفت مصر والإمارات، اللتان تُعتبران من أبرز اللاعبين الخارجيين في حرب السودان المدمرة، بشأن الدور الذي ستلعبه الأطراف المتحاربة – الجيش السوداني النظامي ومليشيا الدعم السريع (الجنجويد) – في أي عملية سلام محتملة.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، كان الاجتماع المقرر هذا الأسبوع في واشنطن يهدف إلى رسم مسار نحو مفاوضات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
وقال دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس، طالبًا عدم الكشف عن هويته، إن الاجتماع أُلغي بسبب “خلاف لم يتم حسمه” بشأن البيان الختامي المشترك.
وأضاف المصدر: “الإمارات أدخلت تعديلًا في اللحظة الأخيرة ينص على عدم وجود الجيش ولا مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في العملية الانتقالية المستقبلية”، واصفًا هذا الشرط بأنه “غير مقبول إطلاقًا”.
وقد شددت القاهرة، الحليف التاريخي الأقرب للجيش السوداني، مرارًا على “أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في السودان”.
وقال مصدر آخر مطلع على المفاوضات: “الولايات المتحدة وزعت مسودة وافق عليها الجميع، بما في ذلك الإمارات، لكن مصر رفضت الجزء الذي ينص على ألا تكون الفترة الانتقالية تحت سيطرة أي من الأطراف المتحاربة.”
وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن “الولايات المتحدة قررت تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق”.
وكانت الولايات المتحدة في عهد جو بايدن والمملكة العربية السعودية قد رعتا في السابق عدة جولات فاشلة من المفاوضات لإنهاء النزاع الدموي، الذي يقول خبراء إنه امتد بالفعل إلى دول الجوار.
وحذرت الأمم المتحدة مرارًا من القوى الخارجية التي تغذي الحرب في السودان، البلد الذي يمتلك احتياطيات ثمينة من الذهب تُوجَّه صادراتها تقريبًا بالكامل إلى الإمارات، فضلًا عن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومئات الكيلومترات من السواحل على البحر الأحمر.
وتُعتبر القاهرة وأبوظبي حليفين إقليميين مقربين، لكنهما يجدان نفسيهما على طرفي نقيض في حرب السودان.
وقد وُجهت اتهامات واسعة للإمارات بتسليح مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، في انتهاك لحظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على إقليم دارفور غربي السودان.
وقد أصدرت أبوظبي نفيًا متكررًا، رغم التقارير الواسعة الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة ودبلوماسيين وسياسيين أمريكيين ومنظمات دولية.
لقد جلبت الحرب فظائع جماعية ضد المدنيين ومزقت البلاد إربًا. الجيش يسيطر حاليًا على الوسط والشمال والشرق، بينما تسعى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) إلى ترسيخ سيطرتها على الغرب والجنوب، وقد أعلنت مؤخرًا تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها.