مؤمن الجندي يكتب: الرحلة الأخيرة
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
في حياةٍ تموج بالتقلبات، هناك لحظة تسبق كل شيء، لحظة نادرة، لكنها أصدق ما يمكن أن يعيشه الإنسان.. هي لحظة الترقب، تلك المسافة الغامضة بين الفكرة وتجسدها، بين الحلم وواقعه، بين ما نريده وما قد يكتبه القدر.
مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: 11:59في تلك اللحظة، تتوقف الأنفاس، يتباطأ الزمن، ويصبح القلب كطبولٍ تقرع في فراغ ممتد، كل شيءٍ يدور، الأفكار، الذكريات، الاحتمالات، حتى الأحلام التي كنا قد نسيناها تعود لتزورنا فجأة، متسللة بين الظلال! هناك في عمق الترقب، كل شيء يبدو ممكنًا، وكل شيء يبدو مستحيلًا.
في لحظات الترقب التي تسبق كل رحلة، تكون الأحلام حاضرة بقوة، والأماني معقودة على الوصول بسلام لتحقيق الانتصارات.. لكن هذه اللحظات نفسها تحمل في طياتها احتمالات أخرى، إذ تتحول أحيانًا إلى ذكريات حزينة ومريرة كما شهدنا في تاريخ حوادث الطائرات التي أنهت مسيرة فرق رياضية كاملة، من كارثة فريق تورينو الإيطالي عام 1949، إلى مأساة مانشستر يونايتد في ميونيخ عام 1958، وحادثة تشابيكوينسي البرازيلية عام 2016، كانت لحظات الترقب في تلك الرحلات مشحونة بالأمل قبل أن تنقلب إلى فاجعة تغير وجه الرياضة والعالم.
اليوم، عادت هذه المشاعر إلى السطح مع حادثة طائرة نادي بيراميدز، التي عاشت بعثته ساعاتٍ عصيبة أثناء عودتها من أنجولا، في لحظاتٍ خطف فيها الخطر الأنفاس، تعرضت الطائرة لمطبات جوية عنيفة وانخفض الضغط الجوي بشكل مفاجئ.. كان الجميع في حالة ترقب مرعب، بين دعاء بالنجاة وخوف من المجهول، قبل أن تتمكن الطائرة من الهبوط الاضطراري بسلام.
تلك اللحظات جسدت هشاشة الحياة، وأعادت إلى الأذهان الكوارث السابقة التي دفعت العالم الرياضي إلى الحزن، والتأمل في نعمة النجاة.
ففي لحظة خفت ضجيج العالم من شدة صوت الداخل.. نسمع أنفسنا كما لم نسمعها من قبل: نبضاتنا، تساؤلاتنا، مخاوفنا، وأحلامنا التي تراوغنا أحيانًا وتعود لتطاردنا أحيانًا أخرى.
أرى الترقب مثل الفجر الذي يسبق الشروق.. هو لحظة الوعد الذي يوشك أن يتحقق، حيث يلتقي الحلم بالضوء. وربما تكون أعظم حكمة في الحياة هي أن ندرك أن الرحلة الأخيرة، بكل قلقها ورعبها، آتية لا محالة، وأن ما بعدها ليس إلا فصلًا آخر في قصة سيكون فيها الحساب عسيرًا.. لذا علينا الاتعاظ.
في النهاية، تظل الحياة مليئة باللحظات التي تجمع بين الأمل والخوف، بين الترقب والصدمة.. لحظات الترقب، التي نشعر فيها بالانتظار، تحمل في طياتها قوة غير مرئية تغير مجرى حياتنا في ثانية أو تنهيها، وبالرغم من هشاشة الحياة وتقلُّبها، يبقى الإيمان بالله وقدره هو ما يجعلنا نستمر.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: طائرة بيراميدز بيراميدز أنجولا حوادث الطائرات مؤمن الجندی کل شیء
إقرأ أيضاً:
صور| ما بعد الدهس في ليفربول.. بريطانيا تعيش أجواء حزينة عقب لحظات الرعب
استيقظت بريطانيا الثلاثاء على صدمة المشاهد "المرعبة" التي وقعت في ليفربول عندما صدمت سيارة حشودًا كانت تحتفل بفوز نادي المدينة بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، ما أدى إلى إصابة حوالى 50 شخصًا، بينهم إصابات خطرة.
وفي اليوم التالي للمأساة التي قالت الشرطة إنها لا تتعامل معها على أنها "عمل إرهابي"، وعرضت الصحف البريطانية على صفحاتها الأولى صورا للمصابين أثناء إجلائهم من موقع الحادثة فيما كانوا يضعون الوشاح الأحمر لنادي المدينة الواقعة في شمال غرب إنكلترا، والصور المروعة التي التقطها شهود للسيارة الداكنة التي صدمت الحشد والتي قبض على سائقها.
أخبار متعلقة ليلة من الرعب.. 12 قتيلًا في هجوم روسي عنيف على أوكرانياصور.. سحب 323 سيارة مهملة ومعالجة 40 ألف طن أنقاض بالدمامبسبب حرب غزة.. بريطانيا تعلق محادثات التجارة الحرة مع الاحتلالأما المصطلحات التي استخدمت لوصف الشعور العام تجاه ما حصل فكانت نفسها تقريبًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تغطي خيمة جزءًا من موقع الحادث في شارع ووتر بمدينة ليفربول - أ ف ب يقف ضباط الشرطة عند حاجز في ليفربول بموقع الحادث - أ ف ب يقف ضباط الشرطة عند حاجز في ليفربول بموقع الحادث - أ ف ب يقف ضباط الشرطة عند حاجز في ليفربول بموقع الحادث - أ ف ب موقع حادث الدهس في ليفربول - أ ف ب var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وعنونت صحيفة ذي صن "رعب بعد صدم سيارة مشجعين" فيما كتبت ذي تايمز "رعب في موكب ليفربول" بينما علّقت ديلي ميرور كاتبة "النشوة ثم الرعب".
من جهتها، أفادت صحيفة ليفربول إيكو المحلية بأن "47 شخصًا على الأقل أصيبوا في رعب موكب الريدز"، وهو اللقب الذي يطلق على لاعبي النادي.
وبحسب الحصيلة التي قدّمتها أجهزة الإسعاف خلال الليل، نقل 27 شخصا إلى المستشفى، بينهم اثنان في حالة خطرة. كما نقل أربعة أطفال إلى المستشفى، أحدهم في حالة خطرة فيما عولج حوالى عشرين شخصا آخرين في موقع الحادثة.
كانت سريعة جدا
وقعت الحادثة أثناء موكب احتفال لنادي ليفربول لكرة القدم بفوزه بالدوري الإنكليزي الممتاز. وقد اصطف المشجعون بأعداد كبيرة على طول الطريق. وتشير التقديرات إلى أن حوالى مليون شخص خرجوا إلى شوارع المدينة للاحتفال.
وصعد لاعبو النادي، ومن بينهم النجمان محمد صلاح وفيرجيل فان ديك، على سطح حافلة ذات طابقين لمدة أربع ساعات تقريبا، حيث أبطأهم الجمهور المحتفل.
لكنّ السيارة صدمت الحشد عندما كان موكب الاحتفال على وشك الانتهاء.
وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة داكنة اللون تقتحم حشدا كثيفا وتصدم العديد من الأشخاص. ويظهر في الفيديو أشخاص يسقطون من جانبي السيارة وعلى غطاء محركها، ثم عشرات الأشخاص يهاجمون السيارة، ربما لإيقافها أو لتوقيف السائق.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } موقع حادث الدهس في ليفربول - أ ف ب موقع حادث الدهس في ليفربول - أ ف ب var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وأوضحت الشرطة أنها تلقت اتصالا بعيد الساعة السادسة مساء (الخامسة مساء بتوقيت غرينتش) "عقب ورود أنباء عن اصطدام سيارة بعدد من المشاة" في وسط المدينة.
وقالت الشرطة لاحقا إنه "تم توقيف رجل بريطاني أبيض يبلغ 53 عاما من منطقة ليفربول" مشيرة إلى أنها لا تتعامل مع حادث الدهس على أنه "عمل إرهابي".
وقالت مساعدة قائد شرطة ميرزيسايد جيني سيمز في مؤتمر صحافي "نعتقد أن هذا حادث معزول، ولا نبحث حاليا عن أي شخص آخر على صلة به". وطلبت من الناس عدم "التكهن بملابسات" المأساة أو "نشر أخبار مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي".
وقال شاهد العيان هاري رشيد البالغ 48 عاما الذي حضر العرض برفقة زوجته وابنتيهما لوكالة "بي إيه" البريطانية للأنباء إنه رأى "أشخاصا ممددين أرضا فاقدي الوعي. كان الأمر رهيبا جدا".
وأكد أنه رأى السيارة تصدم الحشود موضحا أنها "كانت سريعة جدا".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } موقع حادث الدهس في ليفربول - أ ف ب
وقال مات كول، الصحافي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الذي كان برفقة عائلته، إنه رأى "سيارة زرقاء داكنة تتجه نحو الحشد".
وأضاف "لم تتوقف. تمكنت من الإمساك بابنتي التي كانت معي وألقيت بنفسي جانبا". وأشار الصحافي إلى أن رجالا طاردوا السيارة لمحاولة إيقافها.الاحتفال بالأبطال
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عبر منصة إكس "المشاهد في ليفربول مروعة - قلوبنا مع المصابين أو المتضررين"، وتحدث عن واقعة "صادمة".
ويعيش عالم كرة القدم حزنا شديدا، وقد أعربت العديد من الأندية المنافسة لليفربول، بما فيها مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وإيفرتون، عن تأثرها فيما قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو إن "أفكاره وصلواته مع جميع المتضررين".
وحمل هذا التتويج نكهة خاصة، خلافا لعام 2020 حين وضع ليفربول حدا لصيام عن اللقب منذ 1990، إذ أقيمت المباريات خلف أبواب موصدة بسبب جائحة كوفيد ولم يتمكن من الاحتفال مع جمهوره العريض. وكانت هذه المرة الأولى منذ 35 عاما التي يتمكن فيها مشجعوه من الاحتفال بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز.
وليست هذه المأساة الأولى التي يشهدها مشجعو نادي ليفربول لكرة القدم.
ففي عام 1989، قضى 97 من مشجعي النادي في تدافع أثناء مباراة في ملعب هيلزبرو في شيفيلد. وأصيب أكثر من 760 شخصا في الكارثة الأكثر دموية في تاريخ الرياضة البريطانية.