في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا سياسية معقدة، تم تكليف القاضي والدبلوماسي اللبناني نواف سلام برئاسة الحكومة اللبنانية، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة. 

القرار يثير تساؤلات حول إمكانية أن يتمكن سلام، المعروف باستقامته وكفاءته الدولية، من مواجهة تحديات الداخل اللبناني الذي يئن تحت وطأة الانقسامات السياسية، الفساد، والانهيار الاقتصادي.

من هو نواف سلام؟

نواف سلام، رجل القانون والدبلوماسية، هو ابن عائلة بيروتية عريقة.

 وُلد في العاصمة اللبنانية عام 1953، وحاز شهادات مرموقة من أرقى الجامعات العالمية، من بينها جامعة هارفارد. 

بعد تكليفه برئاسة الحكومة.. متى يعود نواف سلام إلى لبنان؟بعد تأييده بـ 85 صوتا نيابيا .. جوزيف عون يكلف نواف سلام رسميا بتشكيل حكومة لبنان الجديدة

وشغل منصب مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة بين عامي 2007 و2017، حيث كان الصوت الدبلوماسي الذي دافع عن قضايا لبنان في المحافل الدولية، قبل أن يتجه إلى القضاء الدولي ليصبح أحد القضاة في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

رئاسة المحكمة الدولية ومسيرته القضائية

عُرف سلام بدوره البارز في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي أُنشئت للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. 

وكانت هذه المحكمة محط أنظار العالم، ليس فقط بسبب تعقيد القضية وتشابكها مع الأحداث السياسية في لبنان والمنطقة، ولكن أيضًا لكونها المرة الأولى التي يُستخدم فيها نظام قضائي دولي للتحقيق في قضية اغتيال سياسي.

سلام لم يكن مجرد قاضٍ في هذه المحكمة، بل لعب دورًا محوريًا في توجيه مجرياتها نحو تحقيق العدالة. عمله هناك أكسبه احترامًا واسعًا في الأوساط القانونية الدولية، لكنه جعله أيضًا هدفًا للانتقادات من أطراف سياسية محلية، خاصةً أن المحكمة أصدرت أحكامًا أدانت فيها عناصر تابعة لحزب الله، ما وضع سلام في مواجهة ضمنية مع قوى سياسية نافذة في لبنان.

تحديات أمام رئيس الحكومة اللبنانية الجديد

يتسلم نواف سلام رئاسة الحكومة في لحظة حرجة، حيث يواجه لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، مع انهيار العملة الوطنية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتعثر القطاعات الحيوية كالكهرباء والصحة والتعليم. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن الطبقة السياسية في لبنان، التي يصفها كثيرون بأنها متشبثة بمصالحها الخاصة، قد لا تسهّل مهمته في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة داخليًا وخارجيًا.

ورغم أن سلام يُعتبر من الشخصيات المستقلة التي لا ترتبط مباشرة بأحزاب السلطة، إلا أن اختياره قد يكون مدروسًا من بعض القوى التي تسعى إلى تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، خاصة مع اشتراط المانحين الدوليين إصلاحات جذرية كشرط لتقديم الدعم المالي للبنان.

الرهان على خبرته الدولية
 

يرى المراقبون أن خبرة نواف سلام في العمل الدولي قد تكون عاملًا مساعدًا في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. فقد أثبت في مسيرته أنه قادر على العمل في بيئات معقدة، وحل النزاعات الشائكة بحنكة ودبلوماسية. ومع ذلك، فإن النجاح في السياسة المحلية اللبنانية يتطلب توازنات دقيقة ومهارات مختلفة تمامًا عن تلك المطلوبة في المحافل الدولية.

ويبقى نواف سلام شخصية تثير الجدل والأمل في آنٍ واحد، كوه يجمع بين النزاهة الأكاديمية والخبرة الدولية، ولكن يُحاط به غموض حول مدى قدرته على التوفيق بين المبادئ التي يؤمن بها ومتطلبات اللعبة السياسية اللبنانية، فهل سيتمكن سلام من كسر الجمود السياسي وإطلاق عجلة الإصلاح؟ أم أن التحديات ستغلبه كما غلبت من سبقوه؟

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحكومة اللبنانية أزمة اقتصادية الانهيار الاقتصادي نواف سلام المزيد نواف سلام

إقرأ أيضاً:

أخبار الوادي الجديد: المشاركة السياسية للمرأة والشباب ندوة بإعلام الداخلة.. واستمرار قوافل 100 يوم صحة

شهدت محافظة الوادي الجديد عدة فعاليات علي مدار اليوم كان من اهمها:

أهمية تعزيز ثقافة المشاركة السياسية للمرأة والشباب ندوة بإعلام الداخلة

نظم مركز اعلام الداخلة بمحافظة الوادي الجديد ، اليوم جلسة حوارية تحت  “أهمية تعزيز ثقافة المشاركة السياسية للمرأة والشباب” ندوه باعلام الداخلة" آليات نشر وتعزيز ثقافة المشاركة السياسية لدى المرأة والشباب".

 ليواصل مركز اعلام الداخلة تنفيذ فعاليات الحملة الاعلامية الموسعة التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار " صوتك فارق .. إنزل وشارك " لتواكب الاستعدادات الجارية لإستحقاق إنتخابات مجلس الشيوخ . 

استهدفت الجلسة الحوارية ، التي عقدت تحت رعاية رئيس الهيئة العامة للإستعلامات الكاتب الصحفي ضياء رشوان وإشراف وتوجيهات رئيس قطاع الإعلام الداخلي الدكتور أحمد يحيى ، التوعية  بأهمية المشاركة السياسية وتشجيع المواطنين على الإنخراط الفعال في الشأن العام ، وتسليط الضوء على أهمية دور المرأة والشباب في دعم الاستحقاقات الانتخابية. 

استضافت الجلسة الحوارية مقرر المجلس القومي للمرأة بمركز الداخلة أنصاف عبدالله علي ،  ومدير عام إدارة الشباب والرياضة بمركز الداخلة  مصطفى محمد صالح ، وشارك فيها عدد من القيادات النسائية والشباب بالمحافظة .

 إفتتح اللقاء مدير مركز اعلام الداخلة محسن محمد  مرحبا بالحضور ، ومؤكدا في الوقت ذاته على أهمية مثل هذه اللقاءات في تعزيز الوعي بأهمية إشراك المرأة والشباب في العملية السياسية على صعيد التصويت وكذلك الترشح  خصوصا في ظل الإنفتاح الديمقراطي الراهن ، مع ضرورة العمل جديا لتذليل التحديات التي تواجه تفعيل دور المرأة والشباب في الحياة السياسية  .

وتناولت الجلسة الحوارية  أهمية دور المرأة والشباب في إثراء ونهضة الحياة السياسية في مصر والسلبيات التي  قد تنجم عن  العزوف عن المشاركة ، موضحة الواقع الحالي لمشاركة المرأة والشباب في الانتخابات والحياة البرلمانية والأحزاب السياسية .

 وأكدت الجلسة الحوارية على أهمية دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز  دور المرأة والشباب في الحياة السياسية من خلال توفير التدريب والتأهيل بالإضافة لمناهضة الموروثات الإجتماعية والثقافية التي تحول دون تفعيل هذا الدور ، كما شددت الجلسة كذلك على دور الأحزاب السياسية في هذا الشأن لجهة تعزيز تمثيل المرأة والشباب في الأحزاب وتأهيلهم للإنخراط بفاعلية في العملية السياسية . 

كما أكدت الجلسة الحوارية وبإجماع من الحضور ، كذلك على أهمية  دور الاعلام في تغيير الصورة النمطية عن المرأة والشباب ودور هاتين الشريحتين الهامتين في الحياة  السياسية  وزيادة الوعي المجتمعي بهذا الدور .

وعددت الجلسة الحوارية سبل وآليات تعزيز المشاركة السياسية للمرأة والشباب ، من بينها ما يتعلق بالتشريعات التي تضمن التمثيل المأمول للمرأة والشباب في المؤسسات البرلمانية ، وتوسيع المشاركة في الأحزاب السياسية ، ودعم المبادرات الشبابية الهادفة إلى تحقيق التغيير الإجتماعي للمفاهبم والعادات التي لاتواكب مستجدات العصر  ، وتسليط الضوء على قصص نجاح النساء والشباب في المجال السياسي لتكون مصدر إلهام للآخرين .

 وكانت الجلسة الحوارية قد شهدت نقاشات مستفيضة ، حيث طرح الحضور العديد من الأسئلة والاستفسارات حول التحديات التي تحول دون المشاركة الفاعلة للنساء والشباب في القضايا السياسية ، مطالبين بتكثيف حملات التوعية لزيادة وعي المجتمع بأهمية مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية.

رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادي الجديد

تستكمل مديرية الشئون الصحية بمحافظة الوادي الجديد، جهودها الحثيثة فى تنفيذ فعاليات مبادرة "100 يوم صحة" وذلك من خلال التواجد الميداني للفرق الطبية فى الميادين والشوارع، وأمام عدد من المساجد الكبرى وفى القرى النائية، وفى أيام العطلات.

رغم ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، يعمل فريق طبي متكامل من أطباء ومتخصصين في مختلف التخصصات الطبية ضمن هذه المبادرة لضمان تقديم الرعاية الصحية اللازمة، والتأكيد على استمرار قطاع الصحة بالمحافظة فى تحقيق الصدارة فى نسبة الإنجاز على مستوى الجمهورية كما حققه فى السنوات الماضية.

طباعة شارك الوادى الجديد اخبار الوادي الجديد فعاليات محافظ الوادي الجديد

مقالات مشابهة

  • حليف الأسد الدولي يستقبل مسؤولا في حكومة الشرع
  • غضب شعبي يعم ساحل حضرموت وسط شلل في الخدمات وصمت حكومة المرتزقة
  • هذه المناصب التي تقلدها رئيس مجلس قضاء الجزائر الجديد محمد بودربالة
  • متعاقدو اللبنانية في رسالة إلى عون: نطالب بحل فوري لملف التفرغ
  • أخبار الوادي الجديد: المشاركة السياسية للمرأة والشباب ندوة بإعلام الداخلة.. واستمرار قوافل 100 يوم صحة
  • حكومة غزة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ومصيرها
  • تمبور: الجديد في حكومة الميليشيا الفيسبوكية هو الكشف عن زيف مجموعات “لا للحرب”
  • السرايا اللبنانية تودع زياد الرحباني: صوت الكرامة والمقاومة يغيب
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • نواب يشيدون بكلمة الرئيس السيسي بشأن العدوان على غزة: جسدت الثوابت المصرية تجاه فلسطين.. وعكست حكمة القيادة السياسية وتمسكها بالشرعية الدولية