مراقبون: اليمنيون يعيشون بين فكي كماشة فساد الشرعية ومتاجرة الحوثيين
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
يعيش اليمنيون بين فكي كماشة، الشرعية التي تدعي محاربة الفساد بينما هي أكبر حاضن له، والحوثيين الذين يتاجرون بالدين والمظلومية لتحقيق أطماعهم الشخصية.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب من الحروب والفقر والتهجير، يواصل الطرفان استغلال المعاناة لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما جعل الكثير من المراقبين يعتبرون أن الشرعية والحوثي وجهان لعملة واحدة، الفساد والاستبداد، فيما الشعب اليمني هو من يدفع الثمن.
ورأى مراقبون تحدثوا مع وكالة "خبر"، بأن التغيير في اليمن لا مستقبل له ولا أمل فيه طالما بقيت نفس الوجوه على رأس السلطة.
وتساءلوا "إلى أين تقود الشرعية اليمن في ظل الفساد المستشري خصوصاً بعدما كشف الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن الفساد المهول بالشرعية".
وبينوا بأن هدف الفاسدين في الشرعية والحوثيين هو إهلاك الشعب حيث يقودان البلاد في ظل هرولة متسارعة لانهيار الريال اليمني إلى المجهول.
وقال المراقبون، إن الوطن منذ سنين يمر بأزمات خانقة أتعبت كل المواطنين بل إن البعض منذ زمن صار لا يستطيع توفير الغذاء إلا على وجبة غذائية واحدة فقط باليوم ومع هذا الفساد والارتفاع الأخير في أسعار الصرف قد لا يجدون ما يأكلون.
وأفادوا بأن تدهور العملة المتسارع أمر محير يزيد اليقين بأن الهدف هو إرهاق وإضعاف الشعب، فيما الشرعية ترعى الفساد وتقف خلفه وهو ما ينذر بكارثة وجريمة جماعية كبرى تمارسها هذه القوى ضد الشعب.
وأبدى المراقبون استغرابهم لحجم الفساد الذي يتنامى في الشرعية، مضيفين "من يتحمل المسؤولية عن كل هذا الفساد ومن سيحاسب المسؤولين عن الفساد وهم في الشرعية راعين له عبر منظومة متكاملة في حين يعاني الشعب من انهيار ومجاعة جماعية وحرب اقتصادية شاملة".
ودعا المراقبون، لرفع الصوت عاليا لرفض هذا الفساد والمفسدين وفي وجه كل الخونة الذين تسببوا بإيصال البلاد إلى هذا الحال المزري، موضحين بأنه يجب أن يستمر الرفض الشعبي لكل من تورط في الفساد كائنا من كان بهدف إعادة الحقوق والكرامة للوطن والمواطن ولكي يتم رفع راية الحق والعدل".
وأدان المراقبون، استفحال الفساد الذي يرعاه مسؤولون في الشرعية بأروقة الدولة واهدار ملايين الدولارات في كسب ولاءات، واصفين بأن استمرار ذلك يعد كارثة حقيقية بحق اليمن واليمنيين.
كما استهجن المراقبون، استمرار ارتفاع أسعار الصرف في ظل غياب أي معالجات جدية. وبينوا، بأن تجاهل هذا التدهور المريع للاقتصاد اليمني وغض الطرف عن النتائج التي سيؤول إليها الواقع في ظل استمرارية هذا الوضع من قبل الحكومة، أمر كارثي ويقود البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.
ورأوا، بأن المفارقة العجيبة أن هذا التدهور يأتي بالتزامن مع إعلان الحكومة عن استراتيجية لمحاربة الفساد، وفي الوقت الذي تم فيه كشف فضائح فساد بمليارات الريالات، وهو ما يثير تساؤلات حول عدم وجود معالجة الاقتصاد ومكافحة الفساد مهما كانت المبررات، واذا لم يكن هناك معالجة حقيقية للاقتصاد والفساد فاستقالة الحكومة ضرورة وطنية ملحة لمصلحة اليمن والبقاء في السلطة الرمزية خيانة وطنية كبرى.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: فی الشرعیة
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس الجمهورية: أمن اليمن ونهضتة واستقراره لن تُبنى إلا على إدراك قيمة الوحدة ووعي الشعب بحتمية تكامل كل مدنه ومحافظاتخ وعلى رأسها 3 محافظات
أكد الفريق الركن علي محسن صالح، نائب رئيس الجمهورية السابق، على أهمية الوحدة اليمنية كركيزة للاستقرار والتنمية، وأنها تجسّد تطلعات الشعب اليمني في الحرية والكرامة، وتمثل منجزًا وطنيًا تاريخيًا توّج نضالات اليمنيين عبر عقود من الزمن.
واكد ان أن الأمن والاستقرار والنهضة في يمن اليوم، لن تُبنى إلا على إدراك قيمة هذه الوحدة، ووعي الشعب بحتمية تكامل كل مدن ومحافظات اليمن وعلى رأسها، هذه المدن الثلاث: عدن وصنعاء وتعز، إلى جوار حضرموت التاريخ، كركائز أصيلة في استعادة الدولة، وتثبيت السلم، وتحقيق التنمية.
وقال الفريق "محسن" في تدوينة بمناسبة العيد الوطني الـ35 للوحدة اليمنية، الذي يصادف الثاني والعشرين من مايو، على منصة اكس رصدها مأرب برس"إنّ هذا المنجز الوطني العظيم الذي جسّد إرادة شعبٍ عريقٍ ناضل طويلاً من أجل كرامته وحريته ووحدته، وراكم عبر تاريخه الطويل محطاتٍ نضاليةً كانت الوحدة فيها روحًا وثقافةً قبل أن تكون صيغةً سياسية أو اتفاقًا دستوريًا".
وأضاف لقد جاءت وحدة مايو تتويجًا لتاريخٍ مشتركٍ من النضال والتضحيات، وحصيلة طبيعية لوحدةٍ سبقت الإعلان، وتمثلت في تلاحم أبناء الشعب اليمني، شمالًا وجنوبًا، وشرقًا وغربًا، حين تعاضدت صنعاء وتعز وعدن وكل مدن اليمن، في مقارعة الإمامة والاستعمار، وتكامل دورها في نصرة الحركات الوطنية.
ومضى قائلا "لم يكن حصار السبعين يومًا في صنعاء إلا اختبارًا آخر لوحدة المصير، حين نظر المدافعون عنها إلى عدن وتعز كمراكز بديلة في حال سقوط العاصمة بيد الإمامة، في دلالة عميقة على أن الجغرافيا كانت واحدة، كما كانت الدماء والغايات واحدة.
وفي هذا كله، صدق شاعر اليمن الكبير حسين أبوبكر المحضار، رحمه الله، حين قال:
“وحده، وبالوحدة لنا النصر مضمون”
وهو نصرٌ لم يكن يومًا عسكريًا، بل كان في جوهره انتصارًا للهوية الواحدة، ولإرادة التعايش، ولعزيمة البقاء كيانًا وطنيًا جامعًا لا يقبل التشظي ولا الانكسار.
وحول اهمية الوحدة اليمنية قال الفريق علي محسن "في الوقت الذي نعتز فيه بوحدتنا اليمنية كقيمة وركيزة للاستقرار، فإننا نستحضر أيضًا النموذج المشرق والناجح لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي نشأ في حقبة متقاربة مع الوحدة اليمنية، وسط موجة من المحاولات لتشكيل تكتلات ومجالس عربية آنذاك، لم يُكتب لها النجاح والاستمرار؛ لافتقادها إلى الرؤية العملية وحكمة المبدأ في البناء والتكامل.
وحول تجارب النجاح الخارجية قال محسن "
أما مجلس التعاون الخليجي، فقد أثبت نجاحه وتماسكه بوصفه أنجح نموذج للتكامل الإقليمي العربي، حيث استطاع أن يوحّد الإرادة، وينسّق السياسات، ويصوغ أهدافًا مشتركة بين دوله، حتى غدت دول الخليج — وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة — نماذج للنهضة والتنمية والإنجاز في مختلف القطاعات، مما أثار إعجاب المراقبين وصنّاع القرار في العالم.
وأضاف "وتبرز في هذا السياق جهود المملكة العربية السعودية، التي نعتز بها ونباركها، بما شهِدته من إصلاحات ومبادرات طموحة وناجحة بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي لم تقتصر على الشأن الداخلي فحسب، بل شملت ملفات إقليمية ودولية مؤثرة، منها الدفع باتجاه عودة سوريا إلى محيطها العربي والمساهمة في رفع العقوبات عنها، ودعم الشرعية اليمنية، ضمن رؤية تسعى لتعزيز الاستقرار وإعادة التوازن للمنطقة.
وأضاف وإننا إذ نُشير إلى هذه التجارب، فليس من باب المقارنة، بل من باب التذكير بأن الوحدة والتكامل حين تقترن بالإرادة والرؤية، فإنها تصنع الفارق وتخلق الفُرص، وتفتح آفاق التقدّم والتنمية.
واختتم حديثه قائلا "فلنحتفِ بوحدتنا لا كذكرى عابرة، بل كعهدٍ متجدد ومسؤولية وطنية، وركيزة لا غنى عنها لمستقبل اليمنيين جميعًا.