(عدن الغد)متابعات:

بعد مرور تسع سنوات من الحرب في اليمن، من حين لآخر تعلن المنظمات العاملة عن تقليص مساعداتها الإنسانية، آخرها إعلان برنامج الغذاء العالمي، أمس الجمعة، تقليص جميع برامجه الإغاثية الرئيسة في البلاد، اعتباراً من نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، بسبب أزمة حادة بالتمويل.

ولا يزال وضع النازحين في اليمن كما هو لم يتغير على كل المستويات وتبدو حالهم المعيشية والإيوائية كأول يوم في النزوح، على رغم مليارات الدولارات التي قدمتها الدول المانحة للمنظمات العاملة في اليمن.

يقول النازح علي مقبول (50 سنة) إنه اضطر وأسرته إلى ترك قريتهم في مديرية حرض في شمال غربي اليمن ونزح نزوحاً متكرراً أربع مرات، وإنه موجود شمال محافظة حجة (شمال) منذ ثماني سنوات "أرى الوضع كما هو لم يتغير، وأعيش في هذا المكان وكأني نازح في دولة أجنبية، ولو كنت كذلك لربما حصلت على مساعدات أفضل مما وجدت في وطني لأنه إذا نزحت إلى دولة أجنبية سأجد الإيواء في الأقل، لكن المعضلة أن تكون نازحاً في وطنك ولا أحد يلتفت إليك حتى بنظرة، لا مسؤولون ولا منظمات موجودة داخل هذه المنطقة تأتي إليك وتسأل ما احتياجك، الحرب دمرت كل شيء، والنزوح أكمل ما بقي سواء من مال أو من مواش، وصلنا إلى محطتنا الأخيرة في النزوح ونحن فارغو الأيدي من المال ومن المواشي بسبب كثرة التنقل".

> الحياة في النزوح

ويقول علي مقبول "إن النازح لا قيمة له وإن الوضع المعيشي منعدم، لكن لا أحد يشعر بمعاناته". وأضاف "النزوح لا يأتي بعده إلا الهلاك والدمار، وبالنسبة إلى المعيشة بالكاد توفر قوت يومك، لا يوجد شيء يشكر عليه من هنا من المنظمات أو يحمدون عليه".

يقول مقبول إن أمنيته الوحيدة أن يعود الأمن والاستقرار إلى بلاده وأن يعود كل نازح إلى موطنه، فالحرب في نظره تجاوزت حرب البندقية إلى حرب المعيشة "نحن في بيوتنا آمنين لكننا محاربون في المعيشة لا عمل ولا منظمات تدعم".

رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين في اليمن نجيب السعدي في حديثه لـــ"اندبندنت عربية" ذكر أن المنظمات طيلة التسع السنوات تعمل في إطار الطوارئ وتقدم مساعدات منقذة للحياة فقط ولا تتسم بالديمومة.

> غياب أجهزة الدولة

وأوضح أن المنظمات في كثير من المناطق "حلت محل أجهزة الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب عدم فاعلية مؤسسات الدولة في السابق"، معتبراً أن التخطيط الإنساني يتم من قبل المنظمات بمعزل عن الجهات الحكومية والمجتمع وبذلك تأتي المساعدات بعيداً من الحاجات الحقيقية.

وأشار إلى أن "عدم الانتقال في العمل الإنساني من حالة الطوارئ إلى الإنعاش المبكر والحلول الدائمة والمستدامة وعدم التزام المنظمات تطبيق استراتيجية الخروج الآمن عند تصميم وتنفيذ المشاريع، أدت إلى بقاء الأزمة الإنسانية كما هي بل تتفاقم كل يوم".

من جهته قال نائب مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب خالد الشجني "إن النازحين سيتأثرون من إعلان المنظمات تقليص مساعدتها بشكل كبير، بخاصة أن المنظمات والاستراتيجيات، التي انتهجها المانحون والداعمون في موضوع الاستجابة السريعة، خلقت مجتمعاً متكلاً ومعتمداً على المساعدات الإنسانية، ولم يخلقوا مجتمعاً، يعتمد على ذاته في توفير أبسط الحاجات الأساسية".

ولفت إلى أن "الأصح أن يتم تقرير المشاريع غير المجدية والتقييمات غير الواقعية وتحويل الموارد لتوفير أهم الحاجات، مع التركيز على مشاريع التعافي والانتعاش المبكر، سواء كان على مستوى الأسرة من جهة تمكينها بمصدر دخل، لكي تقدر على تغطية حاجاتها الأساسية، كالتعليم والصحة والغذاء والمياه، أو حتى البنية التحتية للمجتمع، والتركيز على دعم الزراعة للتغلب على مشكلة الجوع والأمن الغذائي".

برنامج الغذاء قال في بيانه إن هذا التقليص سيؤثر في جميع البرامج الرئيسة التي يقوم البرنامج بتنفيذها على مستوى البلاد، وهي برنامج المساعدات الغذائية العامة وبرنامج التغذية وبرنامج التغذية المدرسية وأنشطة تعزيز القدرة على الصمود، والتي في مجملها تقدر بنحو 17.7 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2023.

> من الجياع إلى الأكثر جوعاً

ونقل البيان عن ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن ريتشارد ريغان قوله "إننا نواجه وضعاً صعباً للغاية، إذ يتعين علينا اتخاذ قرارات في شأن أخذ الطعام من الجياع لإطعام الأكثر جوعاً، في الوقت الذي لا يزال هناك الملايين من الأشخاص يعتمدون علينا من أجل البقاء على قيد الحياة".

وأضاف "ليس من السهل اتخاذ مثل هذا القرار كوننا ندرك تماماً المعاناة التي ستترتب على مثل هذا التقليص في المساعدات".

وبحسب إحصائية الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن فإن عدد النازحين منذ بدء الحرب في البلاد بلغ أربعة ملايين و100 ألف نازح.

وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين إن نحو 60 في المئة من إجمالي عدد النازحين في اليمن هربوا إلى محافظة مأرب من ميليشيات الحوثي، بحثاً عن الأمان.

وأضافت أن النازحين توزعوا على 139 مخيماً في أماكن متفرقة في محافظة مأرب.

وأشارت إلى أن هذه الأرقام تستمر بالارتفاع كل يوم، في ظل استمرار موجات النزوح إلى مأرب.

وقال التقرير إن "عدد النازحين والهاربين من جحيم الحرب في البلاد ارتفع إلى أربعة ملايين و100 ألف نازح، موزعين على مناطق سيطرة الحكومة الشرعية والمناطق الخاضعة لميليشيات الحوثي".

وأشار إلى أن "عدد النازحين في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية مليونان و800 ألف فرد، بينما الموجودون في مناطق سيطرة الحوثيين مليون و300 ألف".

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الوحدة التنفیذیة عدد النازحین الحرب فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تتقدم 10 مراتب في مؤشر الابتكار العالمي

العُمانية: تُولي سلطنة عُمان جهودًا حثيثة في دعم البحث العلمي والابتكار، وهو ما انعكس إيجابًا في تقدمها 10 مراتب في مؤشر الابتكار العالمي الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية خلال أربع سنوات من المرتبة 84 إلى 74، وتحسّن ترتيبها في مخرجات الابتكار بـ 23 مرتبة من 109 إلى 86.

وأكّد سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار أنّ إشادة البنك الدولي مؤخرًا برؤية "عُمان 2040" التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير رأس المال البشري وتحسين جودة التعليم، وترسيخ ثقافة البحث والابتكار جاءت انعكاسًا للجهود المبذولة من كافة الجهات ذات الصلة بهذا الجانب والتي تمضي بخطوات متقدمة لتحقيق مستهدفات الرؤية.

وقال سعادته: إنّ سلطنة عُمان وضعت ضمن مستهدفات رؤية "عُمان 2040" أن تكون ضمن أعلى 40 دولة في مؤشر الابتكار بحلول 2030، وأن تكون ضمن أعلى 20 دولة في 2040.

وأضاف سعادته أنّ مؤشر الابتكار يُعدُّ من أهم المؤشرات في رؤية "عُمان 2040"، حيث تعتمد عليه مؤشرات التنافسية والمؤشرات الأخرى، وتقوم بقياسه المنظمة العالمية للملكية الفكرية وتستمد بياناته من البنك الدولي ومن اليونيسكو ومن عدّة جهات ومنظمات عالمية يصل عددها 13 مؤسسة.

وذكر سعادته أنه بالنسبة لآلية قياس هذا المؤشر محليًّا فيكون عبر البرامج في البنية الأساسية والبنية الرقمية من حيث وجود مراكز البحوث مثل مجمع الابتكار مسقط كبنية أساسية قائمة، أما على صعيد البنية الرقمية من خلال الشبكة العُمانية للبحث العلمي والتعليم التي تغطي تقريبًا 99 بالمائة وتربط جميع الجامعات والكليات في سلطنة عُمان، وتقدم أكثر من 23 خدمة.

وأشار سعادته إلى تطوُّر البنية الرقمية من خلال إنشاء بوابة عُمان البحثية، وهي منصة رقمية متكاملة تُدار من خلالها البرامج البحثية، حيث يتمُّ تقييمها وتمويلها واستلام تقارير الأداء بها، بالإضافة إلى العمل على منصة الأجهزة البحثية التي تُعنى بحصر وتصنيف المعدات البحثية المستخدمة من قِبل الباحثين في الجامعات، والمؤسسات الصناعية، وغيرها من الجهات ذات الصلة.

وأضاف سعادته أنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لديها العديد من البرامج المتعلقة بدعم البحث العلمي في سلطنة عُمان وتأتي ضمن ثلاثة برامج رئيسة منها موجهة للقطاعات الأكاديمية، والحكومية، والصناعية.

ولفت سعادته إلى أنّ برنامج النشر العلمي يُعدُّ مقياسًا دوليًّا للإنتاج المعرفي للدول ويتضمن احتساب عدد الأوراق المنشورة في المجلات العلمية المرموقة، مبينًا أنّ هذا البرنامج يدعم مكانة سلطنة عُمان في المخرجات المعرفية ضمن مؤشر الابتكار العالمي.

وأشار سعادته إلى أنّ عدد المشروعات التي مولتها الوزارة ضمن برنامج دعم البحث العلمي في القطاع الأكاديمي "برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة" حوالي 2228 مشروعًا بحثيًّا منذ 2018 حتى 2024، كما تمّ تمويل 475 مشروعًا بحثيًا في العام الماضي بقيمة إجمالية بلغت حوالي مليونين و400 ألف ريال عُماني، وفي برنامج البحوث الاستراتيجية الموجه للقطاع الحكومي لحلحلة بعض التحدّيات للجهات والمؤسسات الحكومية، فقد تمّ تمويل 74 مشروعًا بحثيًّا، كما تمّ تمويل 61 مشروعًا بحثيًّا في برنامج إيجاد الموجه للقطاع الصناعي بقيمة إجمالية بلغت مليونين ونصف ريال عُماني.

وقال سعادة الدكتور وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار: إنّ كل هذه البرامج والمبادرات والتمويلات تعمل بتكامل لدعم تحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" وتحسين ترتيب سلطنة عُمان في المؤشرات العالمية، ورفع كفاءة البحوث والابتكارات الوطنية.

وبيّن سعادته أنّه فيما يخصُّ برامج الابتكار وبناء القدرات في سلطنة عُمان فتوجد هناك 13 برنامجًا للابتكار وبناء القدرات، منها البرنامج الوطني لدعم مراكز الابتكار في مؤسسات التعليم العالي، وبرنامج تحويل مشروعات التخرج الطلابية إلى شركات ناشئة، ومسابقة الجدران المتساقطة، بالإضافة إلى الجوائز الوطنية للبحث العلمي التي تُكرِّم الباحثين في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى مشاركة المبتكرين والباحثين العُمانيين في المسابقات الدولية مثل معرض جنيف الدولي للاختراعات ومعرض كوالالمبور الدولي للاختراعات، ومنتدى لينداو للشباب وغيرها.

وتطرّق سعادته إلى الركائز الأربع للاستراتيجية الوطنية للابتكار المتمثلة في التنويع الاقتصادي المعرفي من خلال تحويل المنتجات التقليدية إلى منتجات ذات قيمة مضافة باستخدام التكنولوجيا والمعرفة، أما ركيزة رأس المال البشري فتركّز على الاستثمار في الإنسان وهو أساس الاقتصاد المعرفي، وضرورة تطوير التعليم والمهارات والقدرات العقلية لصناعة حلول ومشروعات مبتكرة.

وبيّن سعادته أنّ ركيزة التكامل المؤسسي تبرز أهمية التعاون بين الجهات الحكومية، والأكاديمية، والصناعية لحل التحدّيات الوطنية، أما ركيزة الملكية الفكرية فتأتي حماية حقوق المبتكرين وبراءات الاختراع لضمان استثمار طويل الأمد في الابتكار، والتي تُعدُّ الأصول الفكرية مثل براءات الاختراع من أهم الأصول غير الملموسة القابلة للترخيص أو البيع وتحفظ حق المبتكرين والدول.

وحول الخطط المستقبلية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار فيما يتصل بدعم البحوث العلمية والابتكار قال سعادة الدكتور: إنّ الوزارة تعمل وفق استراتيجيات محددة ورؤية واضحة حيث تعمل حاليًّا على دعم الابتكار في المؤسسات الاكاديمية وفق مسارين التأسيس والتمكين، كما تمّ دعم إنشاء 6 حاضنات بالجامعات، مشيرًا إلى أنّ البرامج التي تعدها الوزارة فيما يخصُّ البحث العلمي والابتكار تكون مرنة وقابلة للتوسّع لتحقق أكبر فائدة للباحثين والمبتكرين.

وأضاف سعادته أنّ من بين الخطط إطلاق منصة "عُمان تبتكر" وهي منصة وطنية تقدم خدمات الابتكار بشكل مركزي تسهّل على المبتكر الوصول للدعم، والتسجيل، والتمويل، والربط مع المستثمرين لتكون هذه المنصة حاضنة الرقمية للابتكار في سلطنة عُمان.

وأكّد سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار في خِتام تصريحه على أهمية دور الإعلام في نشر الثقافة العلمية والابتكارية والذي يمثّل ركيزة أساسية في بناء جيل من المبدعين والمبتكرين ورواد الأعمال وتعزيز الوعي بأهمية هذه الثقافة والتي نلمسها فعليًّا وبدأت تنتشر بشكل أوسع سواءً في المدارس أو الجامعات من خلال مختلف المسابقات والفعاليات.

مقالات مشابهة

  • العمليات الحكومية: المساعدات التي تدخل غزة 0.1% من الحد الأدنى المطلوب
  • الأغذية العالمي.. أكثر من مليوني شخص في غزة على حافة المجاعة.. وخبير: القطاع مهدد بخطر الموت جوعا
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • قطر تحصد مراكز متقدمة إقليمية وعالمية في مؤشرات النقل العام وفق تقرير الاتحاد العالمي للنقل والمواصلات العامة (UITP) لعام 2025
  • برنامج الأغذية العالمي: أكثر من مليونين في غزة يعانون الجوع الشديد
  • الغذاء العالمي: موانئ الحديدة استقبلت وقوداً وغذاء أقل بنسبة 10% بين يناير وأبريل
  • آخر المستجدات بشأن النازحين السوريين إلى شمال لبنان.. تقريرٌ لـUNHCR يكشف التفاصيل
  • سلطنة عُمان تتقدم 10 مراتب في مؤشر الابتكار العالمي
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر من كارثة في قطاع غزة
  • رئيسة برنامج الغذاء العالمي: يجب وقف النار لمنع كارثة إنسانية بغزة