لماذا تصر المنظمات الأممية على العمل في مناطق الحوثي؟.
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
ما زالت العديد من المنظمات الأممية والهيئات الدولية العاملة في اليمن، تحجم عن نقل مقارها الرئيسة من صنعاء إلى عدن.
وعدن هي المدينة المُعلن عنها عاصمة مؤقتة للبلاد، منذ العام 2015، وتحظى باعتراف أممي ودولي وإقليمي بذلك، حيث اتخذتها السلطة الرئاسية والحكومة الشرعية مقرًّا رسميًّا لها.
ووجهت الحكومة اليمنية العديد من الدعوات، التي تُطالب تلك الجهات بنقل مقارها من صنعاء إلى عدن، مع فتح حسابات مصرفية في البنك المركزي اليمني في عدن.
ومع ذلك فإن العديد من هذه المنظمات ظلت مستمرة في أداء عملها من داخل المناطق التي تُسيطر عليها ميليشيا الحوثي، ولم تستجب لدعوات الحكومة الشرعية، رغم الوعود والضمانات بتوفير الأجواء الملائمة لأداء مهامها على أكمل وجه.
وأثار ذلك العديد من الشكوك إزاء إصرار هذه المنظمات على البقاء في صنعاء، مع كل الممارسات التعسفية التي تنتهجها ميليشيا الحوثي ضدها، من تحجيم دورهم وفرض الإملاءات عليها، فضلا عن الاستحواذ على المساعدات.
ولم يقتصر الأمر على هذا الحدّ، بل وصل إلى اختطاف الموظفين اليمنيين العاملين في هذه المنظمات، وهو ما بدأ مطلع شهر يونيو/حزيران من العام الماضي واستمر في الأشهر التالية بوتيرة ضيقة، إلى أن تجدّد خلال الأيام القليلة الأخيرة بوتيرة عالية ومتصاعدة.
وأجبرت عمليات الاختطاف هذه الأمم المتحدة على التعاطي مع القضية بشكل أكثر جدية، إذ أعلنت يوم الجمعة الماضي، تعليق جميع تحركاتها الرسمية في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك حتى إشعار آخر، عازية القرار لضمان سلامة موظفيها بعد أن شنّ الحوثيون حملة اختطافات جديدة على الموظفين في صنعاء.
ويلصق الحوثيون بالموظفين المعتقلين تهم التجسس والتخابر مع دول تصفها بالمعادية لها، ما يُرجّح تعرضهم لانتهاكات جسيمة من المتوقع ممارستها عليهم داخل السجون الحوثية.
وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان لقطاع الشراكة والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًّا نبيل عبدالحفيظ، يقول: "خلال السنوات العشر الماضية، كانت هناك جهود متواصلة من قبل الحكومة اليمنية لضمان أن تعمل المنظمات الدولية وفقًا لما هو متعارف عليه عالميًّا، بحيث تتواجد على الأقل بفروعها الرئيسة حيثما توجد الحكومة الشرعية".
وأضاف عبدالحفيظ، "على مدى هذه السنوات، استمرت عملية انتقال المنظمات إلى عدن، ويمكننا القول إن هناك فرقًا كبيرًا بين الوضع في السنوات الماضية والوضع الحالي، حيث أصبح عدد كبير من المنظمات بالفعل موجودًا في عدن".
واستدرك بالقول: "مع ذلك، لا تزال العديد من المنظمات الأخرى تبرر استمرار وجودها في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية بحجة أن معدلات الفقر هناك أعلى، وأن احتياجات المواطنين في تلك المناطق أكبر".
وأكد عبدالحفيظ: "أصبح الوضع في صنعاء غير آمن، خاصة مع استمرار الميليشيات في تهديد الملاحة الدولية والقيام بضربات تؤدي بدورها إلى ضربات مضادة من قبل القوى الدولية؛ مما يجعل صنعاء بيئة غير آمنة للعمل".
وكشف المسؤول اليمني أن "الميليشيا الحوثية تمارس ضغوطًا على المنظمات الدولية، ما يؤدي إلى انحراف عملها عن أهدافه الإنسانية، فبدلًا من تقديم المساعدات للمحتاجين، يتم توجيه جزء كبير منها لصالح ما يُسمى بـ(المجهود الحربي) للحوثيين، أو لصالح منظمات تابعة لهم، ما يجعل هذه الجهود غير مثمرة على أرض الواقع لصالح المواطنين اليمنيين المحتاجين".
وأشار إلى أنه "منذ يونيو حزيران الماضي، تصاعدت وتيرة عمليات اختطاف الموظفين الأمميين التابعين للمنظمات الدولية على يد الميليشيات الحوثية، حيث استمرت هذه العمليات لتشمل دفعات جديدة من المختطفين".
وأضاف أن "هذا الأمر يضع موظفي المنظمات الدولية في خطر داهم، مما يجعل استمرار عمل هذه المنظمات في صنعاء مجازفة كبيرة بحياة موظفيها".
وأكد أنه "في ظل هذه التطورات، لم يعد أمام المنظمات الدولية أي مبرر للاستمرار في صنعاء"، لافتًا إلى أن "بعض المنظمات بدأت بالفعل في سحب أرصدتها من البنوك في صنعاء، تمهيدًا لهذه الخطوة".
بدوره، يقول وكيل وزارة الإعلام اليمنية أسامة الشرمي: "يُفضّل بعض الموظفين الدوليين العمل من داخل صنعاء، ويبدو أن لديهم ارتباطات بشكل أو بآخر مع جماعة الحوثي، كما أن الحوثيين عمدوا إلى تصفية الكوادر المؤهلة واستبدالهم بعناصر موالية لهم أو حاصلة على تزكية أمنية من الميليشيا".
ولفت الشرمي، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أنه "من بين النقاط المثيرة للجدل أيضًا، موقف المنسق المقيم للأمم المتحدة، حيث صمّم على البقاء داخل العاصمة المحتلة صنعاء والتعاون مع ميليشيا الحوثي".
وأضاف الشرمي: "كما شهدت العلاقة بين المنظمات الأممية والموظفين الدوليين العاملين في اليمن العديد من التجاوزات المشبوهة، بما في ذلك تهريب عناصر تابعة لإيران والحرس الثوري الإيراني عبر رحلات خاصة بالأمم المتحدة، بعلم بعض قيادات المنظمات الدولية العاملة في صنعاء".
ونوه المسؤول اليمني إلى أن "هناك الكثير من التفاصيل التي يجب كشفها خلال هذه الفترة، خاصة مع بدء الأمم المتحدة في تبني موقف أكثر وضوحًا تجاه ممارسات ميليشيا الحوثي بحق موظفيها"، مؤكدًا أن "الوقت الآن هو وقت الوضوح".
ويعتقد الشرمي أنه "منذ قدوم إدارة ترامب وتصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية أجنبية، بدأت الأمم المتحدة في التفاعل مع هذا التوجه الأمريكي من خلال تعليق بعض أعمالها في صنعاء".
وشدد بقوله: "ويجب علينا في المرحلة القادمة منع أي محاولات من قبل اللوبيات الدولية المتعاونة مع إيران، لإيجاد استثناءات تتيح استمرار عمل هذه المنظمات من داخل صنعاء".
وأوضح أن ذلك "يُعرّض الجهود الإنسانية للاستغلال من قبل جماعة الحوثي، ويمنع المنظمات من العمل وفقًا للأهداف المرسومة لها من قبل المانحين والداعمين، بل وحتى وفقًا للمعايير العامة للأمم المتحدة".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المنظمات الدولیة میلیشیا الحوثی هذه المنظمات العدید من فی صنعاء إلى أن من قبل
إقرأ أيضاً:
جبران يلتقى مدير عام منظمة العمل ويستعرض جهود مصر لتعزيز الامتثال للمعايير الدولية
التقى وزير العمل محمد جبران، اليوم الإثنين، مع مدير عام منظمة العمل الدولية جيلبرت هونجبو ، وذلك على هامش مشاركته فعاليات الدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي، المنعقد خلال هذه الأيام بجنيف، بحضور ممثلين عن أطراف العمل الثلاثة حول العالم من حكومات وأصحاب اعمال وعمال من 187 دولة.
اتحاد عمال مصر يشارك في 4 لجان رئيسية بمؤتمر العمل الدولي
وزير العمل يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العمل الدولي بجنيف
مؤتمر العمل الدولي.. المجموعة العربية تنظم يوما للتضامن مع فلسطين
وزير العمل يترأس وفد مصر المشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف غداً
وبحسب اللقاء الذي جمع بين جبران وجيلبرت، وحضره مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير علاء حجازي ، ووفد من الوزارة ،وبعثة مصر في جنيف ، تناول النقاش الاستمرار في تعزيز التعاون والتنسيق بين منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، ووزارة العمل، خاصة في المشروعات والبرامج ذات الإهتمام المشترك.
واستعرض الوزير جبران ، مع مدير عام " المنظمة" ، جهود مصر لتعزيز الامتثال للمعايير الدولية والتعاون المستمر ،خاصة في مجالات تعزيز الحوار الاجتماعي، والعمل اللائق، والأفضل، وتمكين الشباب، مشيدا بإطلاق المنظمة " التحالف العالمي للعدالة الاجتماعية" ، وانضمام مصر إليه في ديسمبر الماضي،كما انضمت إلى اتفاقية العمل البحري ،ليصل عدد الاتفاقيات التي صادقت مصر عليها حتى الآن 65 اتفاقية ،وتدرس حاليا الانضمام إلى الاتفاقيتين الأساسيين للسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل رقمي 155،و187 ..كما أشاد الوزير بالتعاون المثمر بين الوزارة ، ومكتب المنظمة بالقاهرة..كما تحدث الوزير عن مجموعة من الإجراءات التي قامت بها الدولة المصرية ، والتي من شأنها الإمتثال لمعايير العمل الدولية منها: تصديق الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية على قانون العمل، بعد موافقة البرلمان عليه، والذي صدر بعد مناقشات ،وحوار اجتماعي بين كافة الأطراف المعنية ،كذلك تشكيل المجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي في مجال العمل، بشكل متوازن.
كما تطرق إلى الاستراتيجيتين الوطنيتين للتشغيل والسلامة والصحة المهنية ،والتعاون بين الوزارة والمنظمة لسرعة إطلاقهما.. وأشار إلى الاستعدادات الجارية بشأن إجراء حوار اجتماعي لقانون يحمي حقوق العمالة المنزلية..وأعلن الوزير عن تطلعه إلى المزيد من التعاون من أجل تعزيز ما تم إنجازه ،والدعم الفني لكافة البرامج الجديدة والمستقبلية ...من جانبه أشاد مدير عام منظمة العمل الدولية بالتقدم الذي تحققه الدولة المصرية في مجالات العمل ،خاصة في نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية ، والإنضمام إلى التحالف العالمي للعدالة الاجتماعية ، مؤكدا حرص" المنظمة "على تعزيز العلاقات ،ومواصلة التعاون.