خيم إحساس باليأس على مخيم لا سوليداد للمهاجرين، الذي تم تسميته تيمناً بكنيسة تعود للعهد الاستعماري، تطل على المنطقة الفقيرة بوسط مدينة مكسيكو سيتي المكسيكية.

وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، أنه كان من المقرر أن يكون هذا المخيم محطة توقف مؤقتة، موقعاً لإعادة التجمع وانتظار اللحظة المناسبة لمواصلة الرحلة نحو الولايات المتحدة.

ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أصدر مراسيم تغلق بفعالية الهجرة على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مما أسفر عن حصار عشرات الآلاف من المهاجرين في المخيمات وأماكن الإيواء وأماكن الإقامة الأخرى في أنحاء المكسيك، من هينترزلاند بجنوب البلاد إلى ريو غراندي.

Stranded in Mexico City, these migrants hoping to reach the United States have no good options https://t.co/EkZ7xiAVbH

— Los Angeles Times (@latimes) January 26, 2025

ويبدو المهاجرون يائسين ومفلسين- الكثير منهم قاموا ببيع منازلهم، كما قاموا باقتراض الأموال والدفع للمهربين كما تركوا أطفالهم سعيا وراء الحلم الأمريكي-وهم الآن يواجهون حساباً وجودياً: ماذا بعد؟.

وتقول مانويلا بيريز جيرونيمو (47 عاماً) من غواتيمالا، التي كانت تقوم بتحمير البطاطس فوق الفحم "هناك غموض كبير حالياً". وأضافت "لا أحد يعلم أي شيء. هل سنتمكن من عبور الحدود؟ هل سيتم ترحلينا جميعاً؟".

وتحدثت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، مع نحو 1500 من المقيمين في مخيم لا سولينداد وهم يتحدثون بشأن خياراتهم الثلاثة الرئيسية هي: العودة أو الانتظار أو الاستمرار في المحاولة.

يشار إلى أنه لا يوجد إحصاء، والمهاجرون يأتون ويذهبون، ولكن يبدو أن  أغلبية المتواجدين في لا سوليداد من فنزويلا، التي كانت في السابق دولة غنية بأمريكا الجنوبية، وقد شهدت نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص في ظل انهيار  اقتصادي واجتماعي وسياسي.

وقالت جورماريس فيجويرا فيرنانديز (42 عاماً) وهي تتحدث خارج كوخ من ألواح الخشب، ومظلة من القماش المشمع تتشاركه مع زوجها "لقد أصبح من المستحيل كسب العيش".

وقد غادر الاثنان فنزويلا منذ 6 أعوام، حيث انضما في البداية لحشود من المواطنين من كولومبيا، حيث عمل الاثنان في البناء وفي مقهى وفي الحقول، كما شغلوا وظائف أخرى. ولاحقاً حاولا التوجه إلى البرازيل وتشيلي قبل العودة إلى كولومبيا.

وثم خلال عام 2023، انطلقا بهدف الوصول إلى الولايات المتحدة، في رحلة محفوفة بالمخاطر بدأت في دارين جاب، شريط الغابات المطيرة الصعب بين كولومبيا وبنما. واستغرقا 6 أسابيع للوصول إلى المكسيك. ولأكثر من عام، عملت فيجويرا في مجال تنظيف المنازل في ولاية تشياباس بجنوب المكسيك، في حين عمل زوجها في الحقول.

ووصلا الاثنان في النهاية إلى مكسيكو سيتي، حيث دفعا نحو 200 دولار مقابل الكوخ الذي يقيمان به في لا سوليداد. وفي أعقاب انتخاب ترامب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فر المئات من لا سوليداد، حيث انطلقا في رحلة إلى الحدود بهدف الوصول إلى الأراضي الأمريكية قبل أن يتولى الرئاسة رسمياً.

ولكن فيجويرا وزوجها بقيا، أملاً في الوصول لأمريكا بصورة قانونية- على عكس ابنها، الذي تقول إنه تم القبض عليه مرتين وهو يعبر الحدود بصورة غير قانونية، وأمضى 4 أشهر في حجز أمريكي، ويتواجد الآن في نيويورك انتظار لجلسة قضائية تتعلق بترحيله.

وفي ظل أوامر ترامب بإغلاق الحدود، تراجع الاثنان عن قرارهما: فهما يعتزمان العودة إلى كولومبيا- بمجرد أن يتوصلا لطريقة للوصول إلى هناك.

وفي مشهد آخر يتجول صبيان يبلغان من العمر عامين و 4 أعوام في المخيم، ويركضان أسفل الغسيل المنشور لتجفيفه، وتقول والدتهما الكسندرا روا (21 عاماً)، وهي تقف أمام  منزل العائلة المصنوع من الخشب والبلاستيك " هذا ليس مكاناً جيداً للأطفال ". وتتواجد الأسرة في المكسيك منذ 7 أشهر.

وقالت روا، التي تركت فنزويلا وهي في عمر 16 عاماً، واستقرت في تشيلي لعدة أعوام قبل أن تبدأ رحلتها إلى الولايات المتحدة "نحن محبطون ويأسون". وأضافت "أحاول إلهاء نفسي. ولكن في بعض الأوقات أبدأ في البكاء".

وما يفاقم قلقها التقارير بشأن عمليات الترحيل الموسعة وفصل الأسر ونشر الجيش على طول الحدود الأمريكية. وقالت "لا نريد أن نقوم بمخاطرة الذهاب إلى الحدود وبعد ذلك حدوث أمر سييء". فقد قررت هي وزوجها الانتظار لرؤية ما ستسفر عنه الأمور، على الأقل لأشهر قليلة.

"الأمر كان بمثابة قيام شخص ما بإلقاء دلو من المياه المثلج فوق رأسي"، هكذا يصف ديكسون كاماشو يوم تنصيب ترامب رئيساً لأمريكا في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، عندما تردد في مخيم لا سوليداد أن ترامب ألغى تطبيق هاتفي يعرف بـ "سي بي بي وان"، الذي يستخدمه أكثر من 900 ألف مهاجر لترتيب مواعيد مع وكلاء الحدود الأمريكيين ودخول الولايات المتحدة بصورة قانونية..

وبعد أشهر من الانتظار، تم منح كاماشو موعداً في إل باسو في 4 فبراير (شباط) المقبل. والآن تم إلغاء الموعد.

وقال كاماشو  (50 عاماً) وهو مستلقى على أريكة في غرقة معيشة في الهواء الطلق في لا سوليداد "لقد عجزت عن الكلام وشعرت بالغضب والخوف والحنق". وأتساءل: "ماذا سيحدث الآن؟ أين أذهب؟ ماذا يتعين علي فعله".

وكاماشو أرمل وأب لـ 6 أطفال- فتيان وفتيات في الإكوادور والبرازيل والأرجنتين، ومراهقين اثنين بقيا في فنزويلا. وكان كاماشو قد غادر فنزويلا في يناير (كانون الثاني) 2024، بهدف الانضمام لأشقائه في تكساس.

واستقل كاماشو مرتين قطارات الشحن المتجهة إلى ولاية تشيواوا الحدودية المكسيكية، مما يقربه للغاية من دخول الولايات المتحدة، ولكن مسؤولي الهجرة المكسيكيين قاموا باحتجازه وأعادوه إلى جنوب المكسيك.

ويؤكد كاماشو أن الاستقرار في المكسيك ليس خياراً، على الرغم من أن إدارة ترامب تعتزم إعادة طالبي اللجوء الذين يصلون الحدود إلى المكسيك انتظاراً للفصل القضائي الأمريكي في قضاياهم.

ويعتزم كاماشو ركوب القطار مجدداً ليتوجه إلى الحدود، حتى إذا كان يعني ذلك عبورها بصورة غير قانونية. وقال إنه هو وأصدقاؤه  من لا سوليداد يقومون برسم طريق. وقال "نحن مثل الأسرة هنا"، مضيفاً "أنا على استعداد للذهاب الآن".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية دونالد ترامب المكسيك عودة ترامب المكسيك الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

عاجل. ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران

تتأرجح المواقف الأميركية تجاه إيران بين الدعوة إلى العودة للمفاوضات النووية، كما صرّح الرئيس دونالد ترامب، وبين تقارير إعلامية كشفت عن منح واشنطن ضوءاً أخضر لإسرائيل لتنفيذ ضربات عسكرية ضد طهران. اعلان

في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه نحو مسقط، حيث كان يُفترض أن تُستأنف الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم الأحد المقبل، دوّت فجر الجمعة أولى الضربات الإسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية إيرانية.

ترامب: تفاوضوا قبل أن لا يبقى شيء

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض على وقع أزمة نووية متصاعدة، وجّه رسالة واضحة لطهران عبر منصته "تروث سوشال"، دعا فيها الإيرانيين إلى الإسراع بإبرام اتفاق قبل فوات الأوان، قائلاً: "ما زال هناك وقت لوقف هذه المذبحة... افعلوا ذلك قبل أن لا يبقى شيء".

كلام ترامب حمل لهجة مزدوجة: تحذير من موجة عنف قادمة، ودعوة عاجلة للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وفي مقابلة متزامنة مع شبكة "فوكس نيوز"، أكد أن بلاده "تأمل في استئناف المحادثات النووية"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "امتلاك إيران لسلاح نووي ليس خياراً مقبولاً إطلاقاً".

Relatedالموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّة ضد الجمهورية الإسلاميةهل وضعت إسرائيل جيران إيران من العرب في موقف محرج؟ما هي المواقع والشخصيات التي استهدفتها إسرائيل في ضرباتها ضد إيران؟

ضوء أخضر

ما كشفه موقع "أكسيوس" الأميركي نقل الموقف إلى بعد آخر. فوفقًا لتقارير استندت إلى مصادر إسرائيلية رسمية، حصلت إسرائيل على ضوء أخضر أميركي واضح لشن هجومها ضد إيران، بعد ثمانية أشهر من التخطيط السري، تخللها تنسيق استخباراتي واسع.

وتحدثت التسريبات عن وجود عملاء إسرائيليين على الأرض داخل إيران، نفذوا عمليات دقيقة إستهدفت منصات الصواريخ والدفاع الجوي.

الموقف الأميركي: بين الردع والدبلوماسية

منذ بداية الأزمة، تبنّت الإدارة الأميركية خطًا معلنًا يقوم على التفاوض مع طهران، مع الحفاظ على "الردع الصارم" ضد أي تقدم عسكري نووي. ويبدو أن موقفها الحالي لم يخرج عن هذا الإطار، لكن توقيت الضربات الإسرائيلية – الذي جاء قبل 48 ساعة فقط من موعد مفترض لجولة تفاوضية في مسقط – قد يضعف صدقية المسار الدبلوماسي.

وأكد ترامب لاحقاً، في حديث لـ "وول ستريت جورنال"، أنّ الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران". وأضافت الصحيفة نقلاً عنه "تحدثت مع نتنياهو أمس وسأتحدث معه مرة أخرى اليوم".

غموض مقصود أم استراتيجية مزدوجة؟

يتعامل المراقبون مع التصريحات الأميركية الأخيرة بوصفها جزءًا من سياسة مدروسة: تهديد جاد يعزز موقع واشنطن التفاوضي، دون انخراط مباشر في المواجهة العسكرية. فبينما تترك لإسرائيل هامش التحرك ضد منشآت تعتبرها تهديدًا وجوديًا، تسعى واشنطن لأن تبقى في موقع "الوسيط القوي" القادر على فرض شروطه لاحقًا في أي اتفاق محتمل.

لكن هذا النهج لا يخلو من مخاطر. إذ قد تراه طهران دليلاً على عدم جدية واشنطن في خيار الحوار، أو أسلوباً لتقويض المفاوضات تحت غطاء من التصعيد الأمني.

الرسالة الأميركية تبدو واضحة ومتناقضة في آن: التفاوض لا يزال ممكناً، لكن الخيار العسكري حاضر ومتاح. وهي رسالة قد تنجح في دفع طهران للتراجع، أو تدفعها إلى التصعيد والانكفاء عن طاولة التفاوض.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ترامب: الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل
  • هل تدخل الولايات المتحدة الحرب بين إيران وإسرائيل؟ ترامب يجيب
  • ترامب: الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل للدفاع عن نفسها
  • أبو شامة عن حرب إيران: أهداف الولايات المتحدة تختلف عن إسرائيل
  • ترامب: الولايات المتحدة سترد بقوة غير مسبوقة على أي اعتداء إيراني
  • ترامب: الولايات المتحدة سترد بقوة غير مسبوقة ضد أي اعتداء إيراني
  • 10 % جمارك | الألماس بين المطرقة والسندان: رسوم ترامب وابتكارات المختبرات تهدّد عرش الرفاهية
  • ترامب: إيران تتواصل مع الولايات المتحدة بعد الضربات الإسرائيلية
  • عاجل. ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران
  • ترامب يؤكد وقوف الولايات المتحدة بجانب إسرائيل في عدوانها على إيران