تعيش منطقة جنوب الحزام بالخرطوم أوضاعاً إنسانية قاسية منذ اقتحام قوات الدعم السريع للمنطقة في ظل اعتقالات ومضايقات للمتطوعين وقصف للطيران مع تدهور الخدمات وشح الأدوية والسيولة الأمنية.
التغيير ــ الخرطوم

وفي ديسمبر ٢٠٢٤ وصلت مساعدات إنسانية بدعم من برنامج الغذاء العالمي بالتنسيق مع غرفة طوارئ ولاية الخرطوم بهدف مساعدة المتضررين وتوفير المواد الغذائية والتموينية ورغم الجهود المبذولة إلا أن مشاكل المنطقة لا زالت مستمرة.

وتقسمت المطابخ الخيرية في جنوب الحزام لقطاعين هما النصر والأزهري، وتعمل جميع المطابخ في قطاع النصر بدعم من برنامج الغذاء العالمي.
غير أن مطابخ قطاع الأزهري متوقفة تمامًا منذ شهر في ظل انعدام دعم المانحين .
وتضم غرفة طوارئ جنوب الحزام ٨ وحدات إدارية منها ٤ في قطاع النصر ومثلها في الأزهري.

وفيما يتصل بالوضع الصحي يعمل المستشفى الوحيد في المنطقة وهو مشفى بشائر الذي بات شبه مغلق.
و كان بشائر يقدم خدمات مجانية للمرضى و لكن وبسبب التجاوزات المُتكررة من قوات الدعم السريع أصبح الوضع قاسيا على الأطباء والمتطوعين الذين يواجهون اعتداءات وضغوطات كبيرة من القوات الموجودة في المنطقة.
ودخلت الكوادر الطبية في إضراب أفضى لإن يغلق المستشفى أبوابه ما عدا أقسام الكلى والأطفال والحوامل.
واوقفت منظمة أطباء بلا حدود عملها في مستشفى بشائر منذ العاشر من يناير 2025 بسبب الهجمات المتكررة على المرضى والأطباء والتي كان آخرها حادثة إطلاق النار داخل قسم الطوارئ وتهديد الكوادر الطبية ما فاقم الوضع ليضطر طاقم المنظمة للانسحاب.
وعقب رحيل فريق منظمة أطباء بلا حدود من المنطقة، أصبح المستشفى  في حالة يُرثى لها مع عدم وجود كوادر طبية كافية وندرة أو انعدام الأدوية و المستلزمات الطبية وغياب الدعم اللوجستي من ناحية الوقود و ترحيل العاملين و دعم الكوادر الطبية. وزادت الأوضاع سوءاً بعد سرقة سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى ونهب التموين الأساسي المخصص لغرفة الطوارئ في ظروف غامضة بسبب الفوضى الأمنية.

الخدمات

وبالنسبة للخدمات تعيش المنطقة في حالة سيئة مع انقطاع الكهرباء في كل أحياء جنوب الحزام.
ويواجه السكان معاناة كبيرة في سبيل الحصول على مياه الشرب مع شح في المواد التموينية بسبب عدم قدرة سيارات التجار على الدخول للأسواق بسبب انعدام المسارات الآمنة لدخول الإمدادات ما يشير إلى مهدد كبير باحتمالية حصول مجاعة في المنطقة.
وتعمل بعض الأسواق جنوبي الخرطوم غير أنها معرضة للإغلاق بسبب شح المواد التموينية والتزايد اليومي للأسعار.
وتتزامن الأوضاع السيئة مع غارات جوية نفذها طيران الجيش السوداني على المنطقة.
ووقع آخر قصف جوي الخميس الماضي الساعة 3 عصرا في جنوب الحزام بمنطقة «الجملون» قرب سوق قورو ونتح عنه مقتل  مدنيين من حي مايو وحي عد حسين وأصيب العشرات.
وفيما يختص بأوضاع أصحاب الأمراض المزمنة تضم المنطقة مصابين بالسكر و الضغط والأنيميا والأزمة، مع وجود عجز في الادوية.

اعتقالات

وعلى الرغم من أن المتطوعين في المطابخ يعملون بدون مقابل إلا أنهم يواجهون مضايقات من قبل قوات الدعم السريع.
و في حديثه لـ «التغيير» كشف أحمد فاروق الناطق الرسمي باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام عن وجود حالات اعتقال في أوساط المتطوعين .
وقال فاروق: «حالياً لدينا دكتور دانيال وهو مقبوض عليه منذ أكتر من ثلاثة أشهر في معتقلات الدعم السريع» .
وأضاف : «نحن في كل مواقفنا ثابتين، لا نتبع لأي طرف من أطراف الصراع، عملنا إنساني بحت ونحاول أن نعرض معاناة الناس في جنوب الحزام مع إدانة أي طرف ارتكب جرائم ضد المدنيين العزل».

الوسوماعتقالات الدعم السريع بشاير جنوب الحزام غرف الطوارئ قصف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اعتقالات الدعم السريع بشاير جنوب الحزام غرف الطوارئ قصف الدعم السریع جنوب الحزام

إقرأ أيضاً:

السودان.. لجنة إغاثية تتهم (الدعم السريع) بقتل 8 أشخاص في الفاشر

الخرطوم - اتهمت لجنة إغاثية سودانية، الأربعاء، قوات "الدعم السريع" بشن قصف مدفعي على مخيم "أبو شوك" للنازحين بمدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور (غرب)، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص.

ولم يصدر تعقيب من "الدعم السريع" بشأن هذا الاتهام حتى الساعة 16:10 (ت.غ)، لكنه يتحدث في بياناته عادة عن حرصه على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين.

وقالت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك، في بيان، إن "قوات الدعم السريع قصفت بالمدافع المخيم، اليوم، ما أدى إلى استشهاد 8 أشخاص وإصابة آخرين".

ولم تحدد الغرفة عدد الجرحى أو حالتهم الصحية.

و"غرفة طوارئ مخيم أبو شوك" واحدة من الكيانات الأهلية التطوعية التي تأسست عقب اندلاع الحرب بالسودان، منتصف أبريل/ نيسان 2023، وتضم متطوعين ينشطون في أعمال الإسعاف والإغاثة والرعاية.

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من مغبة تلك المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

والأربعاء، أفادت منظمة الهجرة الدولية بأن مخيم أبو شوك والفاشر شهدا نزوح 307 أسر، نتيجة انعدام الأمن خلال الفترة من 4 إلى 9 يونيو/ حزيران الجاري.

وذكرت المنظمة الدولية في بيان، أن تلك الأسر نزحت إلى مواقع أخرى داخل الفاشر، وإلى منطقة "طويلة" بولاية شمال دارفور.

ويخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

مقالات مشابهة

  • تمرد داخل صفوف “الانتقالي” وسط غضب شعبي متصاعد جراء تدهور الأوضاع المعيشية
  • ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟
  • مثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟
  • الدعم السريع تعلن فتح معبر المثلث الحدودي لعبور المساعدات وتخصيص قوات لتأمينه
  • الشمالية: سنتصدى لتوغل حفتر والدعم السريع في المثلث بكل قوة
  • منطقة المثلث هدف اقتصادي لمليشيا الدعم السريع، فهي غنية بالذهب
  • السودان.. لجنة إغاثية تتهم (الدعم السريع) بقتل 8 أشخاص في الفاشر
  • «الدعم السريع» تعلن السيطرة على مثلث الحدود مع مصر وليبيا والجيش يقر بـ«الإخلاء»
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا
  • وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم