الضفة الغربية في مواجهة المجهول!
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
خلال الخمسة عشر شهرا المريرة من حرب غزة كانت غالبية وسائل الإعلام، العربية والعالمية، مُنشغلة بمجريات الحرب «الإسرائيلية» ضد المدنيين العزل، وتحاول جاهدة نقل بعض الحقيقة، ولكن غالبية تلك الوسائل الإعلامية تغاضت «مرغمة» عمّا يجري في الضفة الغربية لانشغالها بنقل بعض المجازر الصهيونية في قطاع غزة!
وتُشكّل الضفة أكثر من 20 بالمائة من مساحة فلسطين، وتضمّ الجزء الشرقي من مدينة القدس، ومدن الخليل، ونابلس، وجنين، وطولكرم، ورام الله، وبيت لحم وأريحا، وطوباس وتقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس!
والهجمات «الإسرائيلية» بالطائرات المسيّرة والصواريخ والاقتحامات مستمرّة ضد الضفة وبقسوة كبيرة، وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في الثالث من الشهر الجاري، عن سقوط (905) شهداء في الضفة بينهم (182) طفلا منذ السابع من أكتوبر 2023!
ويبدو أن الجهد العسكري «الإسرائيلي»، بعد غزة، توجّه للضفة، وقد وَثّقت «هيئة مقاومة الاستيطان» (2161) اعتداء صهيونيا خلال يناير الماضي في الضفة!
والتركيز «الإسرائيلي» على «جنين، وطولكرم، وطوباس» ومخيّماتها دليل على خطّة استيطانية جديدة، وبالذات مع تهجير غالبية السكان!
وقد ركّز الاحتلال في مجازره بوضوح على جنين، ومجازره هناك لا تقلّ بشاعة عن تلك التي وقعت في غزة إلا من حيث عدد الشهداء وحجم التدمير!
ونفّذت «إسرائيل» في جنين في الأول من هذا الشهر، أكبر عملية تفجير لمربّعات سكنية منذ العام 2002 وطالت (20) منزلا، ولهذا لم يَبْق في جنين سوى (70) عائلة دون أي تواصل مع الخارج، فيما أُجبر نحو 48 بالمائة من سكان مخيّم طولكرم على النزوح، منذ «طوفان الأقصى»!
ولم يكن موقف أهالي الضفة أقل بطولة وبسالة من الغزّيين، وشهدت الضفة خلال الشهر الأول من العام الحالي تصعيدا نادرا من المقاومة الشعبية، وكانت حصيلتها، وفقا لمركز معلومات فلسطين «معطي»، مقتل ستة جنود «إسرائيليين» وجرح (40) آخرين!
ووثّق المركز (522) عملاً مقاوماً وشعبياً، وكذلك (50) اشتباكاً مسلّحاً و(20) عملية إطلاق نار، و(94) عملية زرع عبوات ناسفة، وإعطاب سبع آليات عسكرية.
وبخصوص المظاهرات وأعمال المقاومة الشعبية، قال المركز إنها بلغت (346) عملاً، فيما تَصدّت المقاومة لنحو (45) اعتداءً من المستوطنين!
وتواصل المسيّرات الصهيونية قصفها للمدنيين في جنين، وبمعدّل شهيدين يوميا خلال الأسبوعين الماضيين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، ودمّرت أكثر من (150) منزلا بشكل كلّي!
ويبدو أن التعطّش الصهيوني للدماء لا يمكن إشباعه بسهولة، فبعد مذابحها في غزة عادت «إسرائيل» لنقل تجاربها الإرهابية إلى مدن فلسطينية أخرى، وكأنّ قتلها لأكثر من (50) ألف مدني غَزّيّ لم يَرْو إرهابها وعطشها من دماء الفلسطينيين!
ومع ازدياد هذه الهجمات حذّرت الرئاسة الفلسطينية من انفجار لا يمكن السيطرة عليه، وخصوصا مع إصرار «إسرائيل» على توغّلها البرّيّ في الضفة، وتفجيرها لأحياء كاملة في المخيّمات وتهجيرها للمدنيين العزل، وكأنها تنفّذ خطّة استيطانية جديدة ومدروسة!
وطالب الرئيس عباس، يوم الثاني من شباط/فبراير الحالي، بعقد جلسة طارئة وعاجلة لمجلس الأمن الدولي، لوقف «العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني»!
وأعتقد أن الأيام القليلة المقبلة، وبالذات مع زيارة نتنياهو الحالية لواشنطن، والدعم المذهل الذي أظهره الرئيس ترامب «لإسرائيل»، ستكون الفيصل في معرفة المخطّطات «الإسرائيلية» الجديدة بالمنطقة، والتي تحاول من خلالها «تغيير» شَكْل الشرق الأوسط!
إن «إسرائيل» تحاول، وبخطط متنوّعة ومتجدّدة، كسر إرادة الشعب الفلسطيني وقهره، وقلب حياتهم إلى جحيم مستمرّ، ورُعْب مُمِيت لتحقيق أهدافها التوسعية!
المخطّطات الصهيونية مصيرها الفشل لأن إيمان الفلسطينيين أكبر من مؤامراتهم الخبيثة، والنصر سيتحقّق لفلسطين وأهلها ولو بعد حين!
الشرق القطرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الضفة جنين الاحتلال المقاومة نتنياهو نتنياهو الاحتلال جنين المقاومة الضفة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقتل أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، الثلاثاء، إن أكثر من 16 ألف طالب استُشهدوا، وأُصيب أكثر من 26 ألفا آخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت الوزارة بأن 15 ألفا و553 طالبا استُشهدوا في مدارس قطاع غزة، وأُصيب 23 ألفا و411 آخرون.
وحسب الوزارة فقد سقط 103 شهداء و691 جريحا في مدارس الضفة الغربية، إضافة إلى 361 حالة اعتقال بين الطلبة.
وفي قطاع الجامعات أعلنت الوزارة "استشهاد 1111 طالبا وإصابة 2317 آخرين، وعدد غير معروف من المعتقلين في قطاع غزة، واستُشهد في الضفة الغربية 35 طالبا وأُصيب أكثر من 219 آخرين، وسجل 399 حالة اعتقال".
طواقم تعليميةوعن الطواقم التعليمية، فقدت مدارس غزة 701 شهيد، وأُصيب 3015 آخرون، واستقبلت جامعاتها 221 شهيدا، و1416 مصابا.
واستُشهد في مدارس الضفة 4 أشخاص، و21 جريحا، و182 معتقلا، و17 حالة اعتقال في طواقم جامعاتها.
وحسب الوزارة، فقد دمر أكثر من 118 مدرسة في قطاع غزة، وتعرّضت 252 مدرسة حكومية لأضرار بالغة، وخرب القصف 91 مدرسة، كما قُصف 93 مدرسة تابعة لوكالة "أونروا"، ودمر أكثر من 60 مبنى جامعيا بشكل كامل.
وفي الضفة الغربية، كشفت الوزارة عن تعرض 152 مدرسة للتخريب، واقتحام 8 جامعات من قِبل القوات الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن طلبة قطاع غزة حُرموا للعام الثاني على التوالي من التقدم لامتحانات الثانوية العامة (التوجيهي)، التي انطلقت السبت الماضي في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ولطلبة فلسطينيين في 37 دولة حول العالم.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 981 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
إعلانومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، ودمار واسع.
ويعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون في قطاع غزة بلا مأوى، بفعل حصار إسرائيلي مستمر منذ 18 عاما وحرب إبادة دمرت مساكنهم.