عبّرت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس عن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه لبنان، عندما تحدثت عن عدم مشاركة حزب الله في الحكومة وعن فرحتها بأن إسرائيل هزمت حزب الله الذي انتهى دوره في لبنان والعالم، ففي الداخل الأميركي ترتفع أصوات مختلفة عند الجمهوريين تدفع في اتجاه المزيد من الضغط على الحزب لإضعافه سياسياً بعدما تم إضعافه عسكرياً بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، علماً أن دولا عربية تنسجم الى حد كبير مع هذه الطروحات الأميركية وتتوافق مع رؤية ترامب للبنان، ولذلك فإن دعمها لبنان وتقديم المساعدات إليه سيبقى مشروطاً بالمسار الذي ستلسكه حكومة الرئيس نواف سلام لجهة ما سينص عليه البيان الوزاري، ومدى الالتزام الرسمي بتطبيق القرار 1701.



وكانت مورغان نشرت امس صورة عبر منصة أكس ظهرت فيها مبتسمة إلى جانب ضابط في الجيش ، وتحمل مقذوفة من عيار 107 ملم ايرانية الصنع، في رسالة قرأ فيها المراقبون أنها موجهة لإسرائيل أن هذه الصواريخ القصيرة المدى باتت في عهدة الجيش الذي يعمل على تفكيكها، علماً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وخلال زيارته واشنطن هذا الشهر أبلغ الرئيس ترامب، وفق مصادر أميركية، أن الجيش اللبناني لا يقوم بواجبه المطلوب منه وفق القرار الدولي، في محاولة من نتنياهو انتزاع موافقة أميركية على البقاء في الجنوب طالما أن هناك خرقاً لبنانياً للاتفاق بحسب زعمه وبالاستناد إلى الورقة الأميركية – الإسرائيلية التي تضمن حرية الحركة للقوات الإسرائيلية في أي وقت ضد ما تسميه الانتهاكات للالتزامات.
وكانت مورغان زارت الجنوب واطلعت على الجهود المبذولة من قبل الجيش لإستكمال انتشاره وتنظيف المنطقة من كل الوسائل القتالية غير الشرعية ومخازن الذخيرة المتواجدة هناك وبسط سلطته الكاملة على كامل لبنان ابتداء من جنوب الليطاني، وسبق أن أكدت من بعبدا أن الولايات المتحدة ملتزمة بموعد 18شباط للإنسحاب الاسرائيلي، علما أنها زارت أيضاً أحد المواقع العسكرية لجيش العدو الاسرائيلي في جنوب لبنان، برفقة وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
ويمكن القول إن تاريخ 18 شباط قد لا يكون تاريخ الانسحاب الإسرائيلي، حيث من المتوقع إستناداً لتصريحات مسؤولي العدو وإعلامه أن يبقى متمركزاً في نقاط عدة تصفها تل أبيب بالاستراتيجية وهي مرتفع اللبونة في القطاع الغربي، جبل بلاط شرق يارين، تلة العويضة قرب عديسة، تلة الحمامص جنوبي الخيام، وتلة فشكول قرب كفرشوبا فضلاً عن جبل الشيخ بسبب موقعه الذي يشرف على على سوريا ولبنان وفلسطين.

العميد الركن المتقاعد سعيد القزح يقول في هذا السياق، إن اسرائيل تعتمد التسويف والمماطلة والتهرب من الاتفاقيات ونقضها وتحاول الاستفادة القصوى من أي فرصة تلوح لها لفرض إرادتها وعدوانيتها على لبنان وغزة والضفة وسوريا، وهي تحاول إقناع الولايات المتحدة الأميركية بضرورة تمديد مهلة 18 شباط بذريعة أن "حزب الله" لم يلتزم بالانسحاب بشكل كامل من جنوب الليطاني، ولذلك هي تحاول البقاء في عدة تلال حاكمة وكاشفة للمستعمرات الإسرائيلية والأراضي اللبنانية، بذريعة حماية سكان هذه المستوطنات الذين حدد موعد عودتهم في الأول من شهر اذار.

ويبقى أن على لبنان، بحسب العميد القزح، ألا يعطي الذريعة لإسرائيل وأن يتجاوب مع متطلبات القرار 1701 بكامل مندرجاته بما فيه حصرية السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية بدءاً من الجنوب، لمساعدة الجهود الدبلوماسية التي يقودها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لتنفيذ انسحاب العدو من كامل الأراضي اللبنانية.

وعليه، فإن البيان الوزاري المرتقب سيكون ملخصاً لخطاب القسم، وسوف يتضمن مصطلحات جديدة لا علاقة لها بالمقاومة، ولن يكون هناك أي نص يشبه النصوص التي كانت تعتمد في حكومات ما بعد اتفاق الدوحة، بحيث أن مضمون البيان سيؤكد، وفق العميد القزح، أن لا وصاية لأي فئة أو مكون على الدولة اللبنانية، فحصرية قرار الحرب والسلم ستكون بيدها، ولذلك لن يتضمن البيان أية بنود رمادية تحتمل التأويل المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب

 

 

في 25 مايو 2000، تحقق أحد أهم الانتصارات في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، حيث انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله، منهية بذلك 18 عامًا من الاحتلال. كان هذا الانتصار بمثابة أول هزيمة عسكرية لإسرائيل في تاريخها، حيث أجبرت على الانسحاب دون شروط سياسية، مما أعطى المقاومة شرعية شعبية وعسكرية غير مسبوقة.
لقد أثبت حزب الله أنه “الرقم الإسلامي الصعب” في المعادلة الإقليمية، حيث اعتمد على استراتيجية عسكرية تعتمد على حرب العصابات والاستخبارات الدقيقة، بالإضافة إلى بناء شبكة اجتماعية وسياسية داخل لبنان عززت من قوته كحركة مقاومة وكمكون رئيسي في المشهد السياسي اللبناني.
لكن بعد عام 2000، واجه حزب الله تحديا جديدا يتمثل في الحفاظ على مكتسبات المقاومة وتطوير أدواتها في ظل بيئة إقليمية وداخلية متغيرة. ومع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، والضغوط الدولية التي أعقبت الخروج السوري من لبنان، تعرض الحزب لاستهداف سياسي وإعلامي مكثف، حيث حاولت القوى الموالية للغرب إضعاف نفوذه.
لكن حزب الله، بقيادة شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، حيث عزز تحالفه مع إيران وسوريا، وطور قدراته العسكرية بشكل كبير، مما مكنه من تحقيق انتصار جديد في حرب تموز 2006، حيث صمد أمام آلة الحرب الإسرائيلية وأثبت أن المقاومة قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي الأقوى في المنطقة. بل وتطور دور حزب الله في جبهات المقاومة الإقليمية حيث لم يقتصر دور الحزب على لبنان، بل امتد إلى جبهات أخرى ضمن جبهات المقاومة، حيث لعب دورا محوريا في فلسطين وسوريا والعراق واليمن.
ومع كل تلك الانتصارات والنجاحات وعلى مدى السنوات، فقد تعرض حزب الله لاستشهاد عدد من قادته البارزين، أبرزهم القائد العسكري الكبير عماد مغنية، وكذلك عدد من القادة الميدانيين في سوريا. لكن هذه الخسائر لم تضعف من عزيمة الحزب، بل زادته إصرارا على الاستمرار في مسيرته الجهادية.
ولكن في عام 2024، تعرض حزب الله لضربة موجعة باستشهاد شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله، الذي كان يعتبر أحد أبرز القادة الاستراتيجيين في تاريخ المقاومة. ومع ذلك، أثبت الحزب مرة أخرى أنه مؤسسة قائمة على التخطيط المدروس، حيث عمل على إعادة تموضعه سياسيا وعسكريا، مستمرا في إرباك العدو الصهيوني وعملائه في الداخل اللبناني.
ورغم كل التحديات، يبقى حزب الله أحد أهم الفاعلين في المعادلة الإقليمية، حيث يحافظ على توازن الرعب مع إسرائيل، ويمثل ركيزة أساسية في محور المقاومة. وان القيادة الجديدة للحزب، وإن كانت تفتقد لبعض الرموز التاريخية، إلا أنها تسير على نفس النهج الذي رسمه مؤسسو الحزب، معتمدة على خطط مدروسة تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة.
ذكرى التحرير ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تأكيد على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض ومواجهة المشروع الصهيوني، وأن حزب الله، برغم كل الضغوط، ما زال الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.

مقالات مشابهة

  • المغرب.. الجيش يعزز مدرعات تاتا بمدافع إلبيت سيستمز الإسرائيلية
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • خبراء: مقترح ويتكوف الجديد يقترب بنسبة 95% من الشروط الإسرائيلية
  • في الأسواق اللبنانية.. لماذا أصبح شراء أكثر من حبتين من هذا المنتج ممنوعًا؟
  • هاني: نراهن على الشراكة مع مصر لدعم الزراعة اللبنانية وتعزيز التصدير
  • واقع البلدات الحدودية والانتهاكات الإسرائيلية جنوب لبنان
  • فضل الله: ما لدينا قدمناه وعلى الحكومة تطبيق التزاماتها في البيان الوزاري
  • حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
  • للمشتركين في خدمة أوجيرو في الباروك وجوارها... إليكم هذا البيان
  • اللبنانية الأولى تتابع قضايا المرأة مع ممثلة الأمم المتحدة في نيويورك