أعمال عبد العزيز الغراز.. استعادة الأماكن عبر تساؤلات فلسفية
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
محمد نجيم (الرباط)
أخبار ذات صلةتستدعي عملية تلقي الأعمال الفنية التي يبدعها التشكيلي المغربي عبد العزيز الغراز الكثير من التأمل، نظراً لما تكتنزه أعماله من عوالم فسيحة وأشكال متداخلة تكشف عن موهبة فنان خبر دهاليز اللوحة وأسرار الألوان والخطوط والعلامات والرموز.
أعمال الغراز التي قدمها مؤخراً في معرضه «استذكار» بالرباط، تأتي امتداداً لمعارضه السابقة وتحمل بصمته الفنية وأسلوبه المتميّز، والتي تنفرد بها أعماله بتجريديتها الغنائية وأبعادها الهندسية المحملة بالشاعرية، وخلال افتتاح المعرض، قال الفنان الغراز، «إن لوحاته تستعيد الأماكن التي تركت بصمتها عليه، مع الحرص على صنع نوع من التناغم بين الصور المدمجة في لوحاته والفن التجريدي».
حين نتأمل أعمال الغراز نجد نظرنا يبحث ما وراء الصورة، لأن عمله حجاب يخفي تساؤلات فلسفية حول مظاهر الطبيعة العجائبية، واهتمام الفنان الغراز، حسب ما كتب الناقد الفني شفيق الزكاري في كتيب المعرض، مرتبط ومتصل بالمشاعر والإحساسات الدفينة التي يصعب الغور في أعماقها وإدراك مقاصدها، فهي بمثابة قصائد شعرية لا يملك أدواتها التعبيرية والمخيالية إلا الشاعر في حد ذاته، لأنها تخلق حجاباً شفافاً بينه وبين المتلقي، ما يضفي على قراءة أعمال الفنان الغراز من حرية في تأويلها، هي تلك المساحات الفارغة، كحوار جدلي بين المملوء والفارغ سواء على مستوى اللون أو البياض الذي يكتسح جل أعماله بتسلسلها، لتصبح صفحات هي الأخرى التي تولد الدهشة والرهبة في مباشرتها سواء عند الفنان التشكيلي أو الكاتب بصفة عامة.
أما فيما يخص البنية اللونية في تجربة الفنان عبد العزيز الغراز، فقد اعتمدت على عملية مباشرة لا تحتاج لمزج خضاب الألوان فوق سند غير السند الأصلي أي القماش، بل إنه بقي محافظاً على أصل الألوان واستعمالها انطلاقاً من بؤرتها الجنينية، مع الحفاظ على عذريتها الطبيعية مع احتضان نمط لوني ترابي بني ينتمي إلى محيط العمارة التي ينتمي إليها.
وبهذا يكون الفنان عبد العزيز الغراز قد ارتقى بتجربته من المادة إلى الحس بمرجعية المبدع العارف بقوانين التشكيل في بعده الإنساني والحضاري في علاقتيهما بالموروث الثقافي والجمالي المغربي الأصيل.
أما الناقد الجمالي إبراهيم الحيْسن فيقول في شهادته عن أعمال الفنان عبد العزيز الغراز:«كيف يستعيد الفنان التشكيلي عبد العزيز الغراز جزءاً من ماضيه وذكرياته؟ ولماذا فكر في جعل ماضيه حاضراً في تجربته الصباغية الراهنة التي حَشَدَ فيها العديد من أفكاره وتصوراته التي حولها من سياق ذهني محسوس إلى سياق جمالي بصري ملموس؟ لا شك أنه أراد بهذا الاشتغال التشكيلي الجديد تقديم لوحات صباغية أخرى موسومة بالمزاوجة بين التجريد والتشبيه، حيث نلمس عودته التدريجية للتشخيص الذي يظهر في لوحاته مندمجاً وسط تكوينات تجريدية متنوعة يتقلص فيها التكثيف اللوني والمادّوي الذي رافق تجربة الفنان لفترة معينة متجاوزاً بذلك ما أنتجه من لوحات تعج بالحركية اللونية الناتجة عن البصمة والأثر وأمسى ينفذ راهناً لوحات أخرى مغايرة يطل من داخلها الجسد بملامح هلامية تجريدية تختفي فيها سمات هويته الفيزيقية بفعل الإمحاء وتمازج الطلاء والمواد التلوينية الخفيفة المستعملة. لقد أضحت لوحاته الصباغية المقترحة لهذا المعرض، تحمل بصمات الماضي وتستند إلى مرجعية شخصية مفعمة بصور خاصة من رحم تجارب ذاتية خاضها الفنان في معترك الحياة وهي لوحات تحيا بداخلها مفردات تجريدية وتشخيصية تتمازج في ما بينها لتظهر في شكل متواليات بصرية يسعى الفنان من خلالها إلى استعادة الماضي كشكل من أشكال الارتجاع الفني «الفلاش باك».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأعمال الفنية الفن التشكيلي الفنون التشكيلية المغرب
إقرأ أيضاً:
تهشم سيارات وسقوط لوحات إعلانية بسبب أمطار الاسكندرية
شهدت محافظة الإسكندرية عاصفة مطرية شديدة ترافقت مع رياح عاتية، أدت إلى تهشيم عدد من السيارات وسقوط لوحات إعلانية في عدة مناطق، دون وقوع إصابات بشرية حتى الآن.
وتسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في إرباك حركة المرور، خاصة في مناطق سيدي جابر، سموحة، ومحرم بك، حيث سُجلت عدة بلاغات عن تهشم زجاج سيارات وتطاير قطع معدنية من اللوحات الإعلانية.
وباشرت الأجهزة التنفيذية وفرق الطوارئ في المحافظة جهودها لرفع المخلفات وتأمين الشوارع، فيما أهابت محافظة الإسكندرية بالمواطنين توخي الحذر وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى، مع الابتعاد عن أعمدة الإنارة والأجسام المعدنية.
وتأتي هذه العاصفة ضمن حالة من عدم الاستقرار الجوي التي تشهدها مناطق متفرقة من الجمهورية، وسط تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من استمرار موجة الطقس السيئ خلال الساعات المقبلة.
شهدت مدينة الإسكندرية، موجة من التقلبات الجوية، حيث تشهد عروس البحر المتوسط، أمطارا رعدية و ثلوج ونشاط لحركة الرياح مع الساعات الأولى من فجراليوم السبت.
و تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي من سكان الإسكندرية صورا من هطول الأمطار و تحطم اللوحات الإعلانية و غرف التوكتوك.
تابع الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية تداعيات حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية والتي كانت قد بلغت ذروتها منذ قليل، مؤكدًا على رفع درجة الاستعداد في جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة للتعامل مع تلك الحالة والتي تشير إلى تعرض المحافظة إلى أمطار ورياح متفاوتة الشدة تكون رعدية.
وكلف الفريق أحمد خالد جميع الأجهزة التنفيذية بتكثيف التواجد الميداني على مدار الساعة لمتابعة أعمال تصريف تجمعات مياه الأمطار، والتأكد من تحقيق السيولة المرورية، وذلك بالتنسيق الكامل مع شركة الصرف الصحي.
كما وجه المسئولين بغرفة عمليات المحافظة، ومركز السيطرة بالمتابعة الفورية للموقف ورصد أي تداعيات ناتجة جراء ذلك .
وأوضح محافظ الإسكندرية أن هناك تدخل فوري من جميع الأجهزة التنفيذية لرفع تجمعات مياه الأمطار الغزيرة فور حدوثها وإزالة كافة الخسائر الناتجة عن سرعة الرياح الشديدة التي تعرضت لها المحافظة منذ قليل .