CNN Arabic:
2025-12-09@16:36:29 GMT

كل شيء أفضل من ذي قبل.. كيف تستعد سوريا لفتح أبوابها أمام السيّاح

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "مرحبا من سوريا الحرة. أنا في دمشق الآن. إنه لشتاء جميل. كل شيء أفضل من ذي قبل. الجميع متفائل للغاية منذ سقوط نظام الأسد"، هكذا قال أيوب الصمادي، مؤسس شركة "Syria Scope Travel" للسياحة لـCNN. 

في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، سقط نظام بشار الأسد، لتنتهي معه فترة حكم الدكتاتور التي استمرت 24 عامًا مع فراره إلى العاصمة الروسية، موسكو.

والآن، يرفرف علم "سوريا الحرة" بالألوان الأخضر والأبيض والأسود فوق العاصمة السورية دمشق، ويأمل المشغّلون السياحيون المحليّون، مثل الصمادي، في إعادة إحياء صناعة السياحة التي دمّرتها الحرب في سوريا.

ولأول مرة منذ العام 2011، عندما غرقت سوريا في حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد، وأسفرت عن مقتل مئات آلاف المدنيين، استأنفت شركات الطيران الدولية مثل الخطوط الجوية القطرية، والخطوط الجوية التركية عملياتها في دمشق.

تتمتع سوريا بساحل مطل على البحر الأبيض المتوسط، يتميز بشواطئ وموانئ، مثل طرطوس، بحسب الصورة هنا المأخوذة في العام 2022.Credit: Louai Beshara/AFP/Getty Images

ورغم أن العديد من الحكومات تنصح مواطنيها بعدم زيارة سوريا، فإن شركات سياحة المغامرات تقوم بجدولة جولات خلال الأشهر التالية.

وبعد 6 أسابيع فقط من الإطاحة بنظام الأسد، رحب الصمادي بأول فوج سياحي عند الحدود اللبنانية-السورية في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي. 

وقال من دمشق: "الآن، بسبب الحرب، يعرف كل شخص في العالم عن سوريا". وأضاف: "الآن بعدما رحل الأسد، أنا متأكد من أن صناعة السياحة ستنمو بسرعة. وبمجرد أن تتوقف الحكومات عن قول 'لا تذهبوا إلى سوريا'، ستنطلق السياحة".

من جهته، قال جيمس ويلكوك، مؤسّس شركة "Untamed Borders" المتخصصة في الوجهات المتطرفة، التي جدولت جولتها الأولى في سوريا منذ سقوط نظام الأسد في أبريل/ نيسان المقبل: "في العام 2010، زار أكثر من 10 مليون سائح سوريا. السياحة تعد أداة قوية للغاية لمساعدة البلدان على التعافي بعد سنوات من الحرب. إنها تساهم في إحياء الأمل، خصوصًا في دولة دُمرت فيها العديد من الصناعات الأخرى خلال النزاع".

شهدت قلعة الحصن التي تعود إلى العصور الوسطى والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي على الصراع، لكنها خرجت منه سالمة إلى حد كبير.Credit: Aaref Watad/AFP/Getty Images

وقبل اندلاع الحرب الأهلية، شكّلت السياحة حوالي 14% من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا. ومع تاريخ يمتد إلى العصور القديمة، كان السيّاح يتوافدون على المواقع الأثرية مثل "تدمر"، المدينة اليونانية الرومانية التي دمّرها نظام داعش بشكل كبير، والمناظر الصحراوية التي تحتوي على قلاع من عصر الحروب الصليبية مثل قلعة الحصن. 

وتعد دمشق واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، بينما الساحل المتوسطي الأخضر، الذي كان مشهورًا في الماضي بمنتجعاته الشاطئية المشمسة، يعجّ بالمياه الفيروزية والخليجيات الرملية.

وافتتح عدنان حباب، مدير شركة "النوافير للسياحة والسفر"، فندق "بيت الزعفران" في منزل عثماني يعود تاريخه إلى العام 1836، في مدينة دمشق القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو في العام 2010. 

ومع ازدهار السياحة في سوريا قبل النزاع، كانت غرف حباب محجوزة بالكامل. وبعد عام، أغلق أبواب فندقه الخشبية التاريخية مع اندلاع الحرب.

يعد المسجد الأموي في دمشق أحد المواقع الدينية الرئيسية في المنطقةCredit: Oguz Yeter/Anadolu/Getty Images

وبقيت أبوابه مغلقة حتى العام 2017، عندما استقرت خطوط النزاع. ورغم أن نظام الأسد استأنف السياحة بشكل تجريبي في العام 2017، قال حباب إن الجولات التي تسيطر عليها الحكومة، وفرق الأمن التي تلاحق السيّاح، والمرشدين الذين يخرجون عن الخط الحزبي قد يُلقى بهم في السجن.

وقال حباب من مكتبه في عمّان بالأردن، حيث انتقل أثناء النزاع: "كلما جلبت سيّاحًا إلى سوريا كان جهاز الأمن في مكتبي يسأل من هم؟ إلى أين ذهبوا؟ ماذا فعلوا؟ ماذا تناولوا؟ مع من تحدثوا؟ كان نظام الأسد يعتقد أن جميع السيّاح جواسيس حتى يثبتوا العكس. لقد كانت فترة صعبة للعمل في مجال السياحة".

ورغم هذه التحديات، لم يتراجع شغف إعادة بناء صناعة السياحة في سوريا. ولفت الصمادي، الذي نشأ في دمشق خلال الحرب الأهلية وشاهد منزله العائلي يُدمر خلال المعارك، إنه تخرّج من جامعة دمشق في مجال إدارة السياحة في العام 2019: "السياحة هي أول قطاع يتأثر بالحرب وآخر قطاع يتعافى". مضيفًا، "لكن السياحة هي شغفي. أنا مهتم بالتاريخ، أحب اللغات، وأنا سعيد لأنني بقيت في سوريا. أريد أن أساعد في تعافي السياحة". 

سجن صيدنايا في دمشقCredit: Emin Sansar/Anadolu/Getty Images

وكان الصمادي متأكدًا من أن الأمور ستتغير عندما أسس شركة "Syria Scope Travel" في العام 2019. والآن، مع امتلاء تقويمه للجولات السياحية بسرعة، يعتقد أن الوقت قد حان.

ويوافق حباب، الذي أعاد فتح أبواب فندقه وينظّم جولات لصيف 2025، على ذلك.

وقال: "الحقيقة هي أنّ السياح الذين يأتون إلى سوريا يمكنهم التحدّث والمشي بحرية الآن. السوريون يحاولون جمع شتات أنفسهم، والمحلات التجارية والأعمال بدأت تنهض مجددًا. أنا متفائل أن المستقبل سيكون أكثر إشراقًا من الـ53 عامًا الماضية من الظلام تحت حكم آل الأسد".

سورياتدمردمشقرحلاتنشر الجمعة، 14 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تدمر دمشق رحلات نظام الأسد فی سوریا فی العام فی دمشق Getty Images

إقرأ أيضاً:

بيت خالتك حكاية لا يعرفها إلا أبناء سوريا فما قصتها؟

في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري وخلال احتفالات الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد وتحرير سوريا فاجأت إدارة مطار دمشق الدولي المسافرين العائدين إلى البلاد بتوزيع بطاقات تذكارية تحمل عبارة مثيرة للدهشة "اطمئن.. نقلوا بيت خالتك لخارج الخدمة".

بدت العبارة غامضة، لكن بالنسبة للسوريين تحمل تاريخا طويلا من الخوف والمرارة وذكريات حقبة سوداء انتهت بسقوط حكم آل الأسد.

مش فاهمة

— تُقى قايتْباي (@tuqa7_10) December 7, 2025

ففي زمن نظام آل الأسد كان التعبير الشعبي "أخدوه إلى بيت خالته" تعبيرا ملطفا يشير إلى اعتقال الشخص على يد أفرع المخابرات، وغالبا دون مذكرة قضائية أو إبلاغ العائلة، ليختفي فجأة من محيطه، فيغيب قسريا لسنوات أو إلى الأبد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جنود القاعدة الأميركية في التنف يشاركون السوريين فرحة عيد التحريرlist 2 of 2هروب رئيس الموساد الجديد من اشتباك مع القسام خلال طوفان الأقصى يشعل المنصاتend of list

هذا المصطلح الذي نشأ من رحم الخوف أصبح جزءا من السخرية السوداء التي استعان بها السوريون لتخفيف وطأة الرعب، في محاولة لتمرير أقسى الأخبار بلغة تجمع بين الدعابة المرة والواقع المؤلم.

كانت قصص "بيت الخالة" ترتبط بالمطارات والمعابر الحدودية، حيث يختفي بعض العائدين أو المسافرين ويُقتادون مباشرة إلى مراكز التحقيق.

ومن أشهر هذه الحالات الكاتب مصطفى خليفة مؤلف رواية "القوقعة"، والذي اعتقل في مطار دمشق الدولي فور عودته من فرنسا بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، هذا الاتهام قاده إلى سجن تدمر الصحراوي سيئ الصيت، حيث قضى 13 عاما من عمره خلف جدرانه.

واليوم، وبعد عام على تحرير سوريا أصبح هذا المصطلح جزءا من ذاكرة الخوف التي يود السوريون طي صفحتها.

رسالة رمزية

توزيع إدارة مطار دمشق هذه العبارة على شكل بطاقة تذكارية لم يكن صدفة، بل كان رسالة رمزية تحمل معنى مزدوجا: الأول أن زمن "بيت خالتك" انتهى، وأن الاعتقالات التعسفية و"التشبيح" الأمني وقرارات المنع من دخول البلاد أصبحت طي الماضي.

إعلان

وثانيا أن السوريين قادرون على مواجهة تاريخهم المظلم بروح من الدعابة التي تحول الألم إلى ذكرى للتغلب عليه.

وعلى مواقع التواصل عبر مغردون عن تفاعلهم مع هذه المبادرة، فقال أحدهم "كلمة لا يعرف معناها إلا السوريون، مصطلح ارتبط بسجون ومعتقلات المخابرات الأسدية السابقة، واليوم نراها تُستخدم لتبشير العائدين بالطمأنينة".

وكتب آخرون أن العبارة -رغم أنها تُضحك اليوم- فإنها تخفي وراءها دموعا وألما، فهي كانت رمزا لـ"الثقب الأسود" الذي من يدخله قد لا يعود أبدا، وإن عاد عاد بجرح داخلي لا يلتئم.

وهكذا، تحولت عبارة كانت ذات يوم مرعبة إلى بطاقة تحمل مزيجا من الدعابة والحرية، في مشهد يختصر انتقال سوريا من زمن الاعتقال والخوف إلى زمن الاحتفال بالتحرر وانتهاء حقبة آل الأسد وأجهزتهم الأمنية القمعية.

يذكر أن رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني قال إنه رغم إفراغ سجون الأسد من نزلائها فإنه ما زال هناك أكثر من 112 ألف مختف قسريا في سوريا.

وشدد عبد الغني على ضرورة العمل على كشف مصير المختفين.

مقالات مشابهة

  • سوريا تعلن القبض على أحد كبار المطلوبين ضمن نظام الأسد
  • بيت خالتك حكاية لا يعرفها إلا أبناء سوريا فما قصتها؟
  • الشرع يروي للجزيرة تفاصيل الساعات الأخيرة لسقوط نظام الأسد
  • بالصور.. سوريا توحدها الاحتفالات في الذكرى الأولى لسقوط الأسد
  • عروض عسكرية في سوريا احتفالا بالذكرى الأولى لإسقاط الأسد
  • سوريون يحيون الذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد
  • تقارير تكشف كواليس الانسحاب الإيراني المفاجئ من سوريا قبل سقوط نظام الأسد
  • احتفالات وفعاليات رسمية وشعبية في سوريا بذكرى سقوط نظام الأسد
  • وسط تحضيرات لذكرى سقوط نظام الأسد .. انفجار عبوة ناسفة في دمشق
  • من حوران إلى قلب دمشق كواليس معركة سقوط نظام الأسد