أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها قائد القيادة العامة في ليبيا، خليفة حفتر إلى دولة بيلاروسيا في هذا التوقيت، عدة أسئلة عن أهداف الخطوة وعلاقتها بروسيا والحراك الأمريكي في المنطقة.

ووصل "حفتر" إلى العاصمة البيلاروسية مينسك في أول زيارة لها، برفقة نجليه العسكريين صدام وخالد، والتقى خلالها الرئيس البيلاروسي المقرب من الكرملين ألسكندر لوكاشينكو ووزير الدفاع البيلاروسي، إلى جانب رئيس لجنة أمن الدولة.



من جهته، أبدى حفتر سعادته بزيارة بيلاروسيا لأول مرة وأنه يرغب بشدة في تطوير التعاون المتبادل، وتحقيق المنفعة المشتركة للبلدين، مؤكدا أن "بلاده تسعى إلى إقامة تعاون استراتيجي مع بيلاروسيا لما حققته الأخيرة من تطور في عدة قطاعات ومنها إنتاج الآلات الصناعية والزراعية"، وفق قوله.

في حين، أكد لوكاشينكو استعداد بيلاروسيا لتطوير التعاون مع ليبيا، مضيفا لحفتر: "اعتبرنا أصدقاءك، ولقد قرأت وسمعت الكثير عنك، لكن للأسف لم أقابلك من قبل، وأريدك أن تعلم أننا على اطلاع جيد بالوضع في ليبيا، وأننا مستعدون لمساعدتك بكل طريقة ممكنة"، كما صرح.

لقاء روس وسوريين

وتداولت أنباء تناقلتها منصة ليبية نقلا عمن أسمتهم مصادر مطلعة بأن "السبب الرئيسي وغير المعلن في زيارة المشير حفتر إلى بيلاروسيا، هو عقد اجتماعات مغلقة مع مسؤولين من روسيا بعضهم قيادات عسكرية، وأن حفتر لم يذهب إلى موسكو مباشرة حتى لا يستفز الإدارة الأمريكية الجديدة التي طالبته مرارا بعدم السماح لروسيا بتوسع نفوذها في شرق ليبيا، والامتناع فورا عن تهيئة الوضع هناك لإقامة أي قواعد عسكرية، وفق منصة "Libyan Today24" المحلية الناطقة بالإنجليزية.



وشمل الوفد الليبي الزائر لبيلاروسيا كل من: صدام وخالد خليفة حفتر وصهره باسم البوعيشي وابن عمومته أيوب الفرجاني، ولأول مرة نجل حفتر الصغير ويدعى "جمال عبد الناصر حفتر، ما يؤكد أن الزيارة عائلية بامتياز.

فما دوافع حفتر لزيارة بيلاروسيا، الحليف الأكبر لموسكو، في هذا التوقيت؟ وهل يلتقي مسؤولون روس؟


تقارب مع موسكو وتسويق لعائلته
وأكد عضو مجلس النواب الليبي، ناصر الغرياني أن "الزيارة إلى بيلاروسيا هي ضمنيا زيارة إلى روسيا كون الأولى حليفة وتابعة لموسكو ورئيسها مقرب من بوتين نفسه، وهي تصب في إطار الصراعات المتواجدة في المنطقة والتغيرات التي طرأت في المنطقة وآخرها التغيرات في سوريا".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "أهداف وتوابع هذه الخطوة قد يخص القواعد العسكرية الروسية في ليبيا وما تداولته بعض الأنباء عن وصول معدات وأسلحة روسية، وكذلك الحرب في السودان ودعم حفتر لقوات حميدتي عبر النفط والسلاح، فالزيارة غير منفصلة عن روسيا بل أعتقد أن بوتين هو من رتبها"، وفق قوله.

وبخصوص اصطحاب عائلته خاصة العسكريين منهم، قال البرلماني الليبي: "اصطحاب العائلة هو تسويق لمشروعاتها في ليبيا سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، وللتغطية على بعض الأمور التي يقوموا بها من تهريب للنفط والسلاح، وهي خطوة لتوريث الأبناء وتقديم بعضهم كبديل لحفتر حال رحيله أو غيابه عن المشهد".

وتابع: "كذلك الزيارة غير منفصلة عن ضغط الأفريكوم على حفتر خلال زيارة وفد له مؤخرا ومطالبته بإخراج القوات والمعدات الروسية وضرورة التخلص من المرتزقة وأجهزة التنصت وغيرها التابعة لروسيا، وربما زيارته ستطرح هذه المطالبات"، بحسب تقديراته.

استهداف سيف القذافي
وأوضح رئيس لجنة الأمن القومي بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، عبدالفتاح الحلبوص أن "بيلاروسيا هي ممر لدولة روسيا وتسهيل للقاء مع مسؤولين روس، ويبدو أن الهدف هو التواصل مع الكرملين ومنع موسكو من دعم سيف القذافي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، بل واحتمالية لقاء رئيس سوريا السابق، بشار الأسد في وضع مغلق".

وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن "اصطحاب حفتر للعائلة معه نظرا لصفاتهم العسكرية من جانب، ولمحاولة تسويقهم خارجيا وأنهم ربما يكونوا بدلاء لحفتر مستقبلا حال رحل هو أو لم يفز في الانتخابات، لكن هدف الزيارة الأوضح هو روسيا وتأمين وجود أولاده في المشهد مستقبلا".



وتابع: "لكن الخطوة ستعمل على استفزاز الإدارة الأمريكية لرفضها مثل هذا التقارب، وصدرت تصريحات أمريكية بالفعل تحذره من زيادة التوصل مع موسكو".

مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، شريف عبد الله أكد أن "الزيارة كانت مفاجئة للجميع كعادة حفتر في زياراته الخارجية، والغريب أن هذه المرة دولة بيلاروسيا وهي الحليف الاستراتيجي لبوتين والهدف ربما لقاء بعض الشخصيات التي يصعب اللقاء بها في روسيا لعدم قدرته السفر إلى موسكو حتى لا يظهر بدور المتحدي لواشنطن وقوات الأفريكوم".

وأكد أن "ظهور العائلة في الوفد الرسمي يؤكد أن المؤسسة العسكرية في شرق البلاد هي مؤسسة "عائلية" خاصة اصطحاب الأولاد والصهر، وتشير إلى عدم ثقة المشير في القيادات العسكرية الخارج دائرة عائلته، وقد يكون خطوة للتسويق لأبنائه خاصة العسكريين "صدام وخالد" وتقديمهم بمناصبهم العسكرية هو تطبيق لاستراتيجية الأمر الواقع كونهم لا علاقة لهم بالمؤسسة العسكرية"، وفق قوله لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الزيارة ليبيا حفتر بيلاروسيا ليبيا زيارة بيلاروسيا حفتر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

وزيرا خارجية ودفاع سوريا في أول زيارة لموسكو..ماذا بحثا؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أجرى وزير الخارجية في الحكومة السورية الحالية، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، أول زيارة رسمية لهما إلى موسكو، الخميس، لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية الشيباني، الخميس، إن سوريا فتحت أبوابها للعالم منذ الإطاحة بـ"النظام البائد"، وتتطلع لإقامة علاقات دولية قائمة على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، طبقا لوكالة "سانا" السورية الحكومية للأنباء.

وقالت وزارة الخارجية السورية عبر حسابها الرسمي على "إكس"، تويتر سابقا إن "وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني التقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في قصر الضيافة بالعاصمة موسكو، في أول زيارة رسمية يقوم بها الشيباني".

وأضاف الشيباني في مؤتمر صحفي مع لافروف، أن سوريا تتطلع إلى "تعاون وتنسيق كامل مع روسيا لدعم مسار العدالة الانتقالية فيها بما يضمن إعادة الاعتبار للضحايا".

وأشار وزير الخارجية السوري إلى أن العلاقات السورية- الروسية تمر بمنعطف حاسم وتاريخي، والتعاون مع روسيا يقوم على أساس الاحترام، وأن الحوار مع روسيا "خطوة استراتيجية تدعم مستقبل سوريا".

وأكد الشيباني أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تغذي العنف وتزعزع الاستقرارويجب وقفها"، موضحا أن "تدخلات إسرائيل تعقد المشهد على الساحة السورية، وأن هناك جهات لا تريد لسوريا أن تكون آمنة".

وشدد وزير الخارجية السوري على أن "أي سلاح خارج إطار الدولة سيؤدي إلى أحداث تزعزع الاستقرار كما حصل مؤخراً في السويداء، وأن الحل يكمن بأن تأخذ الدولة دورها فهي الضامن الوحيد لحماية المدنيين"، بحسب وكالة "سانا".

وقال أسعد الشيباني: "تعبنا من الحرب خلال 14 سنة، نريد لم شمل الشعب السوري في الداخل والخارج، وهو ما يحتاج إلى بيئة مواتية ومساعدة ودعم من الأصدقاء".

وفي الوقت نفسه، قالت وكالة "سانا"، إن وزير الدفاع في الحكومة السورية الحالية، اللواء مرهف أبو قصرة وصل إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية، والتقى نظيره الروسي، أندريه بيلوسوف لبحث العديد من القضايا المشتركة.

مقالات مشابهة

  • مرحلة جديدة.. ماذا وراء زيارة وزير الخارجية السوري إلى روسيا؟
  • تشاؤم في إسرائيل من عودة المفاوضات.. ماذا بشأن العملية العسكرية؟
  • كلمة الوزير الشيباني خلال مأدبة عشاء حضرها سفراء الدول العربية لدى روسيا في العاصمة موسكو
  • الحزب في زيارة لـ جورج عبدالله: المقاومة مستمرة حتى تحصين البلد
  • وزيرا خارجية ودفاع سوريا في أول زيارة لموسكو..ماذا بحثا؟
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني والوفد المرافق له يصل إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية
  • أهم الأسباب الشائعة وراء الرغبة المفاجئة في تناول الشوكولاته
  • هل تتأثر مصر بالزلازل التي تقع في روسيا؟.. البحوث الفلكية يجيب
  • موسكو وبيلاروسيا تستعدان لأكبر المناورات العسكرية.. والعالم يراقب التطورات
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا