اليمن.. جهوزية مُستمرّة والأيادي على الزناد
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
معتصم محمد الماخذي
يراقب اليمنيون -باهتمام بالغ- تنفيذَ الاتّفاق مع العدوّ الإسرائيلي في غزة، ولسان حالهم يقول: أيدينا على الزناد، وإن تحَرّكات اليمن تعتمد على مدى التزام كيان الاحتلال بالتنفيذ الكامل لبنود اتّفاق وقف إطلاق النار، وإنهم في جهوزية مُستمرّة وعبّروا عن استعدادهم للمشاركة من جديد في المعركة ضد الصهيوني المحتلّ إن هو نكث اتّفاقه مع غزة،
عبّر اليمنيون عن فرحتهم بالنصر التاريخي والإلهي، والذي حقّقته المقاومة، كما لو كانوا هم من سجَّلوا هذا الانتصار، نتيجة عدة اعتبارات، أولّها أن معركة “طوفان الأقصى” هي معركة الأُمَّــة كلها، والمقاومة بغزة بالخط الأمامي لهذه المعركة.
ذلك الموقف نابع من منطلق الإيمان بأهميّة توحيد الجبهات والساحات، وتوحيد الجهود والطاقات، في مواجهة التحديات التي تهدّد الأُمَّــة ككل. وكما شاهدنا موقفَ اليمن القوي والمساند للقضية الفلسطينية عسكريًّا وشعبيًّا بالخروج الكبير في كُـلّ الساحات اليمنية وكذا مساهمتهم المالية،
ونجزم بأنه لو تطلّب الأمر أكثر من ذَلك، لَمَا تردّد اليمن، لحظة واحدة، في المشاركة العسكرية البرية لو اتيحت له الفرصة والظروف المحيطة للوصول والقتال جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، لولا أن العدوّ الإسرائيلي رضخ باكراً تحت نيران المقاومة الفلسطينية، ومفاجآتها التي لم تكن في حساباته الأمنية والعسكرية. وكان العدوّ يخشى توسيع دائرة نيران المواجهة وتدخّل دول المحور، فجنح إلى السِّلم، واستجدى وساطاتٍ عربية ودولية لوقف إطلاق النار، فاضطرت معها المقاومةُ إلى الاستجابة لتلك الوساطات بعد أن فرضت اليمن قواعدَ اشتباك جديدة.
موقفٌ عملي ليس مُجَـرّد شعارات، فاليمنيون من أوائل الشعوب العربية، إن لم تكن الأكثرَ تفاعلاً وجدانيًّا وأخلاقياً وإنسانياً مع الشعب الفلسطيني، ومن دون مبالغة، إذ ظهر قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة، وأكّـد مجدّدًا ذلك الموقف، بقوله: “قلنا لإخوتنا في فلسطين في بداية الأحداث لستم وحدكم، الله معكم ونحن معكم حتى النصر، وأكّـد على الاستعداد والعمل باستمرار للجولات الآتية الحتمية في كُـلّ المجالات؛ مِن أجلِ أداء أقوى من هذه الجولة على كُـلّ المستويات”، في إشارة ربما إلى ضرب أهدافٍ عسكرية واسعة، وفق الطريقة التي تراها القواتُ المسلحة اليمنية ملائمةً في حال عاد العدوّ الإسرائيلي في عدوانه على الفلسطينيين،
ويجدر الإشارة إلى أنه في يوميات العدوان الإسرائيلي الأخير، نسي اليمنيون أنهم هم في واقع حصار أكثر قسوة، وكانت قلوبهم ووجدانهم مع الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة، لحظة بلحظة وخطوة بخطوة، وحظيت التطوراتُ على اهتمامات وسائل الإعلام اليمنية، وتمركزت في صدارة نشراتها الإخبارية، واستحوذت على تغطياتها على مدار الساعة، ليلاً ونهاراً، بل كانوا يعتبرون المعركة معركتهم، وهي كذلك معركة كُـلّ الأُمَّــة.
بل إنه لم يسبق لأحد في هذا العالم أن يتجرأ على قول “لا” بوجه أمريكا بل وأكثر من ذلك استهداف بوارجها وحاملات طائراتها بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات تلك البوارج التي أذلت العالم لكن التاريخ سجل هذه المواجهة أنها لم تذل اليمن وَلم تهز قيادته القرآنية الشجاعة أَو تضعف موقفَه البطولي التاريخي المناصر للشعب الفلسطيني المظلوم
والعاقبة للمتقين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الفلسطيني: ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بغزة
كشف محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطيني، عن دعم بلاده لجهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بقطاع غزة.
وقال خلال كلمته بمؤتمر حل الدولتين وتسوية القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة: "هذا المؤتمر يحل وعدا بإنهاء الظلم التاريخي ضد الفلسطينيين، ويجب ألا يُحكم على الشعب الفلسطيني بالتشريد والتهجير".
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني، أنه يجب أن نعمل على تنفيذ حل الدولتين، مؤكدا ضرورة وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف فورًا، مضيفًا: «نؤكد على تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني».
وثمن بن فرحان عزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرًا أن المؤتمر «يمثل محطة مفصلية نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال».
اقرأ أيضاًجوتيريش: النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يحصد الأرواح وحل الدولتين بات أبعد من أي وقت مضى
صرخة الخبز في غزة: الأسواق تحوّلت إلى ساحات تجويع وعقاب جماعي