خبير سياسيات دولية: قلق أوروبي شديد بسبب هجمات ترامب السياسية
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إنّ أوروبا في حالة قلق شديد بسبب هجمات ترامب السياسية.
وأضاف «سنجر»، في مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي، مقدمة برنامج «مطروح للنقاش»، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ذهب إلى واشنطن بعد زيادة العبء الدفاعي للمملكة المتحدة بنسبة تتجاوز ما كان يتحدث عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ2%، إذ يطلب ترامب 5% كزيادة للعبء الدفاعي من كل دول الأطلنطي وفقا للناتج القومي لكل دولة.
وتابع خبير السياسات الدولية: «بريطانيا مرآة عاكسة للعلاقة عبر ضفتي الأطلنطي بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية»، لافتًا إلى أن الهجمة «الترامبية» على أوروبا مخيفة، كما أنها مخيفة في الداخل الأمريكي، فهناك ردة الآن في مفهوم الأمن الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية.
وواصل: «ترامب أخاف الأوروبيين، ولغة جسد إيمانويل ماكرون في لقائه مع ترامب تمنحنا تفسيرات مهمة، ففرنسا تُقدم كأفضل رادع نووي في مواجهة روسيا، واقتصاد فرنسا في عام 2023 يقدر بنحو 3 تريليونات دولار، مقابل تريليوني دولار لروسيا، كما أن إجمالي الناتج القومي لأوروبا 20 ضعف روسيا».
الاستيعاب الأوروبي لروسياوحول الاستيعاب الأوروبي لروسيا، قال: «السلام جميل، ولكن ستنتهي هذه الحرب وفقا لشروط مَن؟.. أوروبا مرتبطة بالقانون الدولي ومعايير وقيم حتى لو أخافتها السياسات الترامبية، فأوروبا لها معايير في إدارة شأن السياسات الدولية، حتى وإن اختلفت الحكومة في بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، ولدى أوروبا معرفة حقيقية بأن أمنهم يتطلب أن تكون أمريكا يدا بيد معها».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أشرف سنجر الولايات المتحدة أوروبا ماكرون
إقرأ أيضاً:
توجه أوروبي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية| ضغط شعبي ومواقف تعيد رسم المشهد السياسي.. خبير يعلق
في ظل المجاعة المتفاقمة والمعاناة الإنسانية المستمرة في غزة، تتغير مواقف عدد من الدول الأوروبية بشكل لافت تجاه القضية الفلسطينية. ما كان قبل سنوات مجرد دعم إنساني خجول أو دعوات لحل الدولتين، بدأ يتحول إلى خطوات سياسية ملموسة. التصريحات الصادرة من بريطانيا وفرنسا بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، ليست مجرد كلمات، بل مؤشرات على تحرك أوروبي قد يُحدث تغييرًا حقيقيًا في المشهد السياسي الدولي.
ضغط الشارع البريطاني يقود التحولأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مسؤولين بريطانيين كشفوا عن مناقشات داخل الحكومة بشأن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. ويبدو أن التحول في الموقف البريطاني مدفوع في المقام الأول بتزايد الغضب الشعبي في الداخل، حيث تخرج مظاهرات وتنتشر دعوات تطالب الحكومة باتخاذ موقف حاسم إزاء ما يجري في غزة.
المأساة الإنسانية هناك لم تعد تُشاهد فقط عبر الشاشات، بل أصبحت تُناقش في البرلمان البريطاني وتؤثر على الخطاب السياسي المحلي. فالمواطن البريطاني العادي بات يشعر أن بلاده يجب أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ.
فرنسا تتحرك والسعودية تُشيدمن جانبها، أعلنت فرنسا على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون نيتها المضي قدمًا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو إعلان لاقى ترحيبًا رسميًا من مجلس الوزراء السعودي. الرياض دعت بدورها بقية دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية، إلى اتخاذ مواقف مماثلة تعزز من فرص تحقيق السلام وتكفل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
رأي خبير.. بداية لموجة أوروبية جديدةيرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، ان هذه التحركات بوادر موجة أوروبية جديدة تتبلور حول دعم الحقوق الفلسطينية. ويشير إلى أن المواقف البريطانية والفرنسية قد تفتح الباب أمام دول أخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا للحاق بالركب، خاصة في ظل تزايد الضغط من المجتمعات الأوروبية والمنظمات الحقوقية على حكوماتها.
السيد يلفت النظر إلى أن المشهد الأوروبي يتغير، وأن دعم القضية الفلسطينية لم يعد حكرًا على الحركات اليسارية أو المنظمات غير الحكومية، بل أصبح جزءًا من الحوار السياسي الرسمي.
اعتراف سياسي أم ورقة ضغط دبلوماسية؟اضاف السيد أن الاعتراف الأوروبي المرتقب بدولة فلسطين ليس مجرد تصرف رمزي، بل يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، يمكن أن تُستخدم كورقة ضغط على إسرائيل لإجبارها على إعادة النظر في سياساتها، خصوصًا تجاه المدنيين في غزة والضفة الغربية.
ويضيف أن مثل هذا الاعتراف، إذا صاحبه تحرك جماعي من الاتحاد الأوروبي، قد يصل إلى مستوى فرض عقوبات اقتصادية أو مراجعة للاتفاقيات مع تل أبيب، مما يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط.
غزة في قلب الضمير العالميالقضية الفلسطينية تقف اليوم أمام فرصة تاريخية لاستعادة الزخم الدولي الذي فقدته في السنوات الأخيرة. وبينما تتحرك بعض العواصم الأوروبية نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، يواصل الشارع الأوروبي لعب دور محوري في دفع هذا المسار إلى الأمام.
ربما لم يعد العالم ينظر إلى فلسطين كملف سياسي فقط، بل كرمز لمعركة ضمير إنساني، تتجاوز الحدود الجغرافية وتصل إلى عمق الوجدان العالمي. والمشهد الآن يحمل كل مقومات التغيير.. فهل يتحقق؟